السلام عليكم ورحمة وبركاته
وقفة مع النفس
أمام هذا الإنهبار الكبير
بما وصل له بعض دول العالم
من تقدم في شتى مجالات الحياة الدنيا
ومابلغوا من رفاهية وبذخ عيش
حتى صار من بني جلدتنا
من يصدق افكهم وكذبهم
ويحابي لهم
خوفا من بطشهم وغضبهم
لما انتكست الفطر
وضعف الإيمان في قلوبهم الخاوية
سارعوا إلى مودتهم وموالتهم
وماعلموا
أن النجاة
في موالاة الله ورسوله صلى الله عليه وسلم وكتابه
ولكن
ببعض ماكسبوا
اللهم اغفرلنا
ومع انحناء الرقاب
وتقيبل الأيدي
وتقديم الحلوان
وتقديم القربان
لانرى منهم سوى
الطغيان بواحا
و زادهم جبروتا حتى ظنوا
أنهم صاروا يملكون رقاب الخلق
وأن النفع والضر بأيديهم
وماذاك إلا لضلالهم وجهلهم وطغيانهم
وقفت مع أية من كتاب الله عزوجل
قال الله تعالى
﴿ أَلَمْ تَرَى كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ*إِرَمَ ذَاتِ الْعِمَادِ*الَّتِي لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُهَا فِي الْبِلَادِ ﴾ الفجر:6ـ8
في بداية السورة
كانت دعوة إلى تدبر أيات الله الكونية
وبعدها
جاء الحديث عن أعتى خلق الله
عن جنود وقمم الظلم عبر تاريخ الإنسانية
جاء ذكر عاد
وجاء وصف حالها من الله عزوجل
ومن أصدق من الله قيلا
التي لم يخلق مثلها في البلاد
هذه عاد الاولى
وأخبرنا الله عزوجل
عن حالها
وعن طغيانها
وحتى لما جاءتها رسل من الله
كان منها الإستخفاف
وقالت
هذا عارض ممطرنا
غضب الطبيعة
أكلت النار الأخضر واليابس
عمى وعمه
الاحتباس الحراري
كبر وأنفة وضلال
ولكن
إنها
لاتعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور
وبعد كل طغيانها
كانت النهاية كثبان رملية
بعد العتو والطغيان
كثبان رملية
إنه الله
خلد طغيانهم في كتاب الله عزوجل
رسالة من الله
في كل زمان
هناك قوم طغاة
ولكن
لا ننسى
سنن الله في خلقه
جعلهم الله عبرة
لكل
عاد ستاتي بعدها
مهما مكنوا وبلغوا من ازدهار دنيوي
لقد أخبرنا الله عن ما أتاهم
قال الله تعالى
وَلَقَدْ مَكَّنَّاهُمْ فِيمَا إِن مَّكَّنَّاكُمْ فِيهِ وَجَعَلْنَا لَهُمْ سَمْعًا وَأَبْصَارًا وَأَفْئِدَةً فَمَا أَغْنَىٰ عَنْهُمْ سَمْعُهُمْ وَلَا أَبْصَارُهُمْ وَلَا أَفْئِدَتُهُم مِّن شَيْءٍ إِذْ كَانُوا يَجْحَدُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَحَاقَ بِهِم مَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ (26) الأحقاف
ومع ذالك
حينما خالفوا واهب النعم
بدل شكره وتوحيده
بل جعلوا معه ألهة اخرى
حين أصروا على كفرهم وطغيانهم
جاءهم أمر الله
قال الله تعالى
﴿ حَتَّى إِذَا أَخَذَتِ الْأَرْضُ زُخْرُفَهَا وَازَّيَّنَتْ وَظَنَّ أَهْلُهَا أَنَّهُمْ قَادِرُونَ عَلَيْهَا أَتَاهَا أَمْرُنَا لَيْلاً أَوْ نَهَاراً ﴾ يونس:24
وهي سنة الله التي لاتتغير
ولن تجد لسنة الله تبديلا
فحق عليهم قول ربنا
قال الله تعالى
وَأَمَّا عَادٌ فَأُهْلِكُوا بِرِيحٍ صَرْصَرٍ عَاتِيَةٍ (6) الحاقة
ريح جندي من جنود الله عزوجل
سلط عليهم
وكانت النهاية
وأعقب ذكرهم بثمود وفرعون
قال الله تعالى
﴿ وَثَمُودَ الَّذِينَ جَابُوا الصَّخْرَ بِالْوَادِ* وَفِرْعَوْنَ ذِي الْأَوْتَادِ ﴾ الفجر:9ـ10
الذين طغوافي أرض الله
بل
وأكثروا فيها الفساد
قال الله تعالى
﴿ فَصَبَّ عَلَيْهِمْ رَبُّكَ سَوْطَ عَذَابٍ*إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ ﴾ الفجر:13ـ14
كانت نهاية القصة بيد من وهب لهم الحياة بداية
وأمدهم بنعمه التي لا تعد ولاتحصى
صارت
نهاية كل طغيانهم
قال الله تعالى
﴿ إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ ﴾
عاد التي لم يخلق مثلها في البلاد
صارت ذكرى تذكر بالاحقاف
كثبان رملية
سبحانك يارب
ان بطش ربك لشديد
مهما
تبجحوا وفتحوا أفواهمم
وصكوا الأذان بصياحهم
وتعالت أصوتهم
وتشدقوا
بالقوة
والهيمنة
والعدة والعتاد
إنه الله وكفى
شهد لهم من خلقهم بالقدرة والعدة والعتاد
سطر في كتابه نهايتهم
عبرة لكل طاغوت لكل زمان ومكان
مهما على كعبك
لك ميعاد يوم
لكل أجل كتاب
لا تغتر بالإمهال
أنظر لكل من كان سببا في ظلم العباد
فلن تظل قدم أبو جهل على رقبة بلال
مهما طال الزمان
العيب فينا لأن في الصف أحفاد ابن سلول
ودب فينا داء الوهن
واقتفينا خطى أبو جهل
ودخلنا حجر الضب
نبغي نفي وسمة التخلف والرجعية
أقنعونا
أن التخلف في كل ماله صلة بمنهجة رب البرية
فضلا
ليس دورك
إنتظار
انتقام الله عزوجل ممن بطغى وبغى
والجلوس في مقاعد المتفرج
ولكن
خذ مكانا في صف نهضة الأمة
وعودة الريادة والسيادة لها
ولا نؤتى من قبلك يابن الإسلام
والله أعلم
وجزاكم الله خيرا