السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لقد أجمعت صناديد الكفر
على وأد الرسالة
وقتل خير الورى ﷺ
ولكن يأبى الله
إلا أن يتم نوره
وينصر نبيه ﷺ
ويكشف مكر وكيد أعداء رسوله ﷺ
وهنا أُذِنَ لرسول الله ﷺ بالهجرة
عَنْ عروة بن الزبير رحمه الله قَالَ
"لَمَّا خَرَجَ أَصْحَابُ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِلَى الْمَدِينَةِ
وَقَبْلَ أَنْ يَخْرُجَ، يَعْنِي: رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم
وَقَبْلَ أَنْ تَنْزِلَ هَذِهِ الآيَةُ الَّتِي أُمِرُوا فِيهَا بِالْقِتَالِ
اسْتَأْذَنَهُ أَبُو بَكْرٍ وَلَمْ يَكُنْ أَمَرَهُ بِالْخُرُوجِ مَعَ مَنْ خَرَجَ مِنْ أَصْحَابِهِ
حَبَسَهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم
وَقَالَ لَهُ: "أَنْظِرْنِي فَإِنِّي لا أَدْرِي لَعَلِّي يُؤْذَنُ لِي بِالْخُرُوجِ"
وَكَانَ أَبُو بَكْرٍ قَدِ اشْتَرَى رَاحِلَتَيْنِ يَعِدُّهُمَا لِلْخُرُوجِ
مَعَ أَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِلَى الْمَدِينَةِ
فَلَمَّا اسْتَنْظَرَهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَأَخْبَرَهُ بِالَّذِي يَرْجُو مِنْ رَبِّهِ أَنْ يَأْذَنَ لَهُ بِالْخُرُوجِ
حَبَسَهُمَا وَعَلَفَهُمَا انْتِظَارَ صُحْبَةِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم حَتَّى أَسْمَنَهُمَا
فَلَمَّا حَبَسَ عَلَيْهِ خُرُوجُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ أَبُو بَكْرٍ
أَتَطْمَعُ أَنْ يُؤْذَنَ لَكَ؟
قَالَ: "نَعَمْ". فَانْتَظَرَهُ، فَمَكَثَ بِذَلِكَ.
فَأَخْبَرَتْنِي عَائِشَةُ أَنَّهُمْ بَيْنَا هُمْ ظُهْرًا فِي بَيْتِهِمْ
وَلَيْسَ عِنْدَ أَبِي بَكْرٍ إِلاَّ ابْنَتَاهُ
عَائِشَةُ وَأَسْمَاءُ
إِذَا هُمْ بِرَسُولِ اللهِ ﷺ حِينَ قَامَ قَائِمُ الظَّهِيرَةِ
وَكَانَ لا يُخْطِئُهُ يومًا أَنْ يَأْتِيَ بَيْتَ أَبِي بَكْرٍ أَوَّلَ النَّهَارِ وَآخِرَهُ
فَلَمَّا رَأَى أَبُو بَكْرٍ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم جَاءَ ظُهْرًا
قَالَ لَهُ: مَا جَاءَ بِكَ يَا نَبِيَّ اللهِ إِلاَّ أَمْرٌ حَدَثَ
فَلَمَّا دَخَلَ عَلَيْهِمُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم الْبَيْتَ
قَالَ لأَبِي بَكْرٍ: "أَخْرِجْ مَنْ عِنْدَكَ"
قَالَ: لَيْسَ عَلَيْنَا عَيْنٌ، إِنَّمَا هُمَا ابْنَتَايَ
قَالَ: "إِنَّ اللهَ قَدْ أَذِنَ لِي بِالْخُرُوجِ إِلَى الْمَدِينَة"
فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: يَا رَسُولَ اللهِ، الصَّحَابَةَ الصَّحَابَةَ
قَالَ: "الصَّحَابَةَ"! قَالَ أَبُو بَكْرٍ: خُذْ إِحْدَى الرَّاحِلَتَيْنِ.
وَهُمَا الرَّاحِلَتَانِ اللَّتَانِ كَانَ يَعْلِفُهُمَا أَبُو بَكْرٍ يُعِدُّهُمَا لِلْخُرُوجِ
إِذَا أُذِنَ لِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَأَعْطَاهُ إِحْدَى الرَّاحِلَتَيْنِ
فَقَالَ: خُذْهَا يَا رَسُولَ اللهِ فَارْتَحِلْهَا.
فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم
"قَدْ أَخَذْتُهَا بِالثَّمَنِ"
فَلَمَّا خَرَجَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم وَأَبُو بَكْرٍرضي الله عنه
كَانَ لأَبِي بَكْرٍ مَنِيحَةٌ مِنْ غَنَمٍ تَرُوحُ عَلَى أَهْلِهِ
فَأَرْسَلَ أَبُو بَكْرٍ عَامِرًا فِي الْغَنَمِ إِلَى ثَوْرٍ
فَكَانَ عَامِرُ بْنُ فُهَيْرَةَ يَرُوحُ بِتِلْكَ الْغَنَمِ عَلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِالْغَارِ فِي ثَوْرٍ
وَهُوَ الْغَارُ الَّذِي سَمَّاهُ اللهُ فِي الْقُرْآنِ
وَفِي اللَّيَالِي الَّتِي مَكَثَا بِالْغَارِ كَانَ يَأْتِيهِمَا عَبْدُ اللهِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ حِينَ يُمْسِي بِكُلِّ خَبَرٍ بِمَكَّةَ
ثمَّ يُصْبِحُ بِمَكَّةَ وَيُرِيحُ عَامِرٌ الْغَنَمَ كُلَّ لَيْلَةٍ فَيَحْلِبَانِ
ثمَّ يَسْرَحَ بُكْرَةً فَيُصْبِحُ فِي رُعْيَانِ النَّاسِ وَلاَ يُفْطَنُ لَهُ
حَتَّى إِذَا هَدَأَتْ عَنْهُمَا الأَصْوَاتُ وَأَتَاهُمَا أَنْ قَدْ سُكِتَ عَنْهُمَا
جَاءَهُمَا صَاحِبُهُمَا بِبَعِيرَيْهِمَا فَانْطَلَقَا
وَانْطَلَقَ مَعَهُمَا بِعَامِرِ بْنِ فُهَيْرَةَ يَخْدِمُهُمَا وَيُعِينُهُمَا يُرْدِفُهُ أَبُو بَكْرٍ وَيَعْقُبُهُ عَلَى رَحْلِهِ
لَيْسَ مَعَهُمَا أَحَدٌ إِلاَّ عَامِرُ بْنُ فُهَيْرَةَ وَأَخُو بَنِي عَدِيٍّ يَهْدِيهِمَا الطَّرِيقَ..
السيرة دروس وعبر
مهما كان كيد أعداء ومكرهم كبارا
ثق بأن الله عزوجل ناصر دينه
ولكن كان لطف من الله عزوجل
حتى تكون طيبة مهد لحضارة لم تتلاشى
بل رسالة خالدة
بتعاقب الليل والنهار
فارق الحبيب ﷺ مراتع الصبا
إلى البقعة التي اختارها الله عزوجل لقيادة البشرية من الجاهلية العمياء إلى حياة النور
لاتختار ولكن دع الله عزوجل يختار
وثق في الله وأيقن أنه هو من يدبر أمرك
فقط استعن بالله
وتوكل
واختار الصاحب في السفر
لننظر كيف
كان اختيار رسول الله ﷺ لأبوبكر رضي الله عنه وهناك من هو أشد منه بأسا وقوة
ولكن اختار أحب الناس إليه بعد أمنا عائشة رضي الله عنها
لأن من يحب بصدق
لايخون ولا يغدر
بل يكون حرصه عليك أشد من خوفه على نفسه
وقد كان يأتي خلف رسول الله ﷺ يقول خشية الطلب
ويتقدم رسول الله ﷺ ويقول خشية الطلب
الحب الصادق
ولاننكر أن أصحاب رسول الله ﷺ قد تخلل حبهم لرسول الله القلوب
ولكن
يبقى الصديق
وكفى
أدى رسول الله ﷺ ثمن الراحلة
صاحب الرسالة
ودعوة الحق لايكون عاطلا
ينتظر المساعدات من الناس
كن متعففا
واستغى عن الناس
لأنه إن كان يأخد رزقه من جهة
سيضعف أو يجبن أو يماري ساعة على حساب دينه
نفقتك من جيبك
والله هو من ينفق على دينه وتكفل به
وهنيئا لمن كفل دين الله بماله
الهادي
أي سائر في طريق
يحتاج للهادي
فكانت من حظ عامر ابن فهيرة
التخطيط
أي أمر يحتاج لدارسة واعداد عدة مع اعداد المؤنة
لذا كانت الرحلة على مراحل
الغار
ثم تغيير الوجهة إلى المدينة
طرفة من أحداث الهجرة والعبرة التي فيها
جزاكم الله خيرا
تعليق