.
كيف أستقـــــ❓ـــــيم
^^ مقـدمة ^^
تمر علينا المواسم تلو المواسم، مواسم الخير والإيمان وزيادة الإحسان، مواسم الصيام والقيام، والإنفاق، والبر، والصلة، والحج، ونحوها كرمضان، والأشهر الحرم؛ بما فيها الحج، والجُمع، والأعياد، وعاشوراء، وغيرها من الأيام والشهور الفاضلة، والتي هي محطات للسمو الروحي والإيماني، وزيادة التعلق، والصلة بالحي القيوم، وكذلك نعيش في أماكن فاضلة تضاعف فيها الأجور والحسنات، في الحرمين، والمسجد الأقصى !
ونعيش أيضًا مع أناس صالحين عددًا من الأيام أو الساعات؛ فنشعر بارتفاع مستوى الإيمان لمصاحبتهم ورفقتهم .
أقول : نعيش وعشنا في مواسم وأزمنة وأماكن خيرة ومباركة، نرجو أن نكون ممن ربح فيها من الحسنات ... نسأل الله القبول .
وكذلك الحال حين نصاحب الصالحين من وقت لآخر؛ فكم أودعنا في أزمنة وأمكنة ومع أقوام من حسنات، نسأل الله القبول والتجاوز عمّا سلف من التقصير والتفريط .
ولكن ماذا يكون بعد ذلك ؟!
أتحصل المواصلة والاستمرار ؟! أم هي مناسبات مرت وننساها بعد ذلك ؟!
كم تكلم العلماء وطلبة العلم والخطباء، وتحدث الوعاظ، وحاضر المحاضرون في الخطب والدروس والمحاضرات والمنتديات عن أهمية المداومة على الأعمال الصالحة ؟!!
وعن مواصلة العمل بعد العيش في المواسم الفاضلة كرمضان، والحج ونحوه، وبعد زيارة الأماكن الفاضلة ورفقة الصالحين – أيضًا - كما تحدثوا عن لزوم الاستمرار على الطاعات في رمضان وغير رمضان وفي الحرمين وغيرها !! ومع الناس أو في خلوتك .
فإن رب رمضان والحرمين هو رب الشهور والأماكن كلها؛ قال تعالى : " إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا " [التوبة: 36] .
نعم؛ نحن لا نطلب من أنفسنا أن نكون على نفس الوتيرة كما كنا في رمضان والحرمين وغيرها؛ فإن لرمضان نفحات إيمانية وجوًا خاصًا، وكذلك في الأمكنة الفاضلة، ومع الصالحين؛ لأن «الذئب إنما يأكل القاصية» كما صح عن المصطفى صلى الله عليه وسلم (رواه أبو داود وحسنه الألباني في صحيح أبي داود . وفي صحيح الجامع عن أبي الدرداء قلت : «أي أن الذئب لا يستطيع أكل الغنم مجتمعة، ولكنه يستطيع أكل المنفردة ... وكذلك حال الشيطان مع ابن آدم») ولكن على الأقل أن نستمر على الواجبات وترك المحرمات، ونحرص على النوافل قدر الاستطاعة، وترك المكروهات كذلك، وأن نكون بعد المواسم في حال أحسن مما كنا فيه قبلها؛ فالعبد الصالح يومه خير من أمسه، وغده خير من يومه وهذا من علامات قبول العمل كما قرَّر السلف قال تعالى : " إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ " [المائدة: 27] .
ونقل ابن القيم عن بعض السلف : «جزاء الحسنة الحسنة بعدها» (انظر: (الجواب الكافي) بتحقيق: عامر ياسين) .
✍يتبع...بإذن الله
كيف أستقـــــ؟؟ـــــيم
نقض الغزل *3*
كيف نحافظ على الإيمان ؟! كيف نستمر على الطاعات؟! كيف نلزم جانب الاستقامة ؟! ما هي العوامل المساعدة على ذلك؟! وما هي عوامل الثبات على دين الله حتى الممات ؟!
سؤال مهم يسأله الكثير من الناس، لسان حالهم بل مقالهم : إني أعرف أهمية الاستقامة، وأعلم معناها، وما هي آثارها وفوائدها، ويكفي أن فيها النجاة والفوز في الدارين، أعلم ذلك كله ... ولكن ما العمل، وكيف السبيل إلى الاستقامة ؟!
خاصة في زماننا زمان الفتن، فتن الشهوات والشبهات، فتن كقطع الليل المظلم كما أخبر المصطفى صلى الله عليه وسلم ؛ ففي صحيح مسلم : «يصبح الرجل مؤمنًا ويمسي كافرًا ويصبح كافرًا ويمسي مؤمنًا يبيع دينه بعرض من الدنيا» (مختصر مسلم) نسأل الله السلامة والعافية .
أخي القارئ الكريم ... حول هذه الأسئلة وتلك العناصر التي تجمعها كلمة «الاستقامة» سيكون بحثنا، وتكون مدارستنا – بإذن الله تعالى – والتي سميتها : «الجواب المبين في أهمية وسائل الاستقامة على الدين»؛ نسأل الله بأسمائه الحسنى وصفاته العلى الذي لا إله إلا هو، الأحد الصمد، الذي لم يلد ولم يولد، ولم يكن له كفوًا أحد- أن يرزقنا التوفيق لفهمها والعمل بها، كما نسأله الإخلاص والسداد في كل كلمة نقولها وعمل نعمله، وحسبنا إرادة الخير والحرص على سلوك وفهم منهج السلف الصالح في ذلك؛ فإن كان الصواب حليفي، فهو من الله وحده وتوفيقه، وإن كان الآخر فالله ورسوله منها بريئان (قال ابن مسعود رضي الله عنه : «فإن يك صوابًا فمن الله، وإن يك خطأ فمني ومن الشيطان والله – عز وجل – ورسوله بريئان» المسند للإمام أحمد وصححه أحمد شاكر في تعليقه على المسند) وهو من نفسي المقصرة والشيطان، وأستغفر الله من ذلك كله .
وهذا أوان الشروع في المقصود؛ فإن رأيت الخطأ والخلل فسدد وانصح وادع لأخيك الذي يحبك في الله ويدعو لنفسه ولك بالثبات على دين الله،
ونسأل الله أن يوف لنا الكيل وألا يجعلنا من الخاسرين .
رياض بن عبد الرحمن الحقيل
✍يتبع...إن شاء الله
تعليق