إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

ثلاث من كن فيه وجد بهن حلاوة الإيمان

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • ثلاث من كن فيه وجد بهن حلاوة الإيمان


    ( ثلاث من كن فيه وجد بهن حلاوة الإيمان : أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما ، وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله ، وأن يكره أن يعود إلى الكفر بعد إذ أنقذه الله منه كما يكره إن يلقى في النار )
    رواة البخارى ومسلم



    1 ـ أن يكون الله ورسوله أحب إليك مما سواهما :

    أن يكون الله ورسوله أحبَّ إليه مما سواهما، طبعاً قد يقول أحدكم والكلام سهل جداً : أنا أحب الله ورسوله أكثر من كل شيء، كلامٌ بسيطٌ سهلٌ يدَّعيه كل إنسان، ولكن علماء الحديث قالوا : أن يكون الله ورسوله أحبَّ إليه مما سواهما عند التعارض ؛ فمثلاً أنت في أمسِّ الحاجة إلى المال، وعُرِضَ عليك مبلغٌ كبير تُحَلُّ به كل مشكلاتك، ولكن هذا المبلغ فيه شبهةٌ للدين إن أخذته لا يرضى الله عنك، فإذا وضعته تحت قدمِك وقلت : الله هو الغني، حينما تعارض هذا المبلغ من المال مع النَص، آثرت طاعة الله على قبض هذا المبلغ، الآن أثبتَّ لنفسك وللناس أن الله ورسوله أحبُّ إليك مما سواهما، عندئذٍ تذوق حلاوة الإيمان، قال تعالى :
    ﴿ قُلْ إِنْ كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإخوانكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ (24) ﴾( سورة التوبة )

    كل من حولك :
    ﴿ أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنْ اللَّهِ وَرَسُولِهِ (24) ﴾( سورة التوبة )

    كأن فعلت عملاً لا يرضي الله بل هو يرضي زوجتك، فعلت شيئاً لا يرضي الله بل يرضي أباك، فعلت شيئاً لا يرضي الله بل يرضي ابنك، فعلت شيئاً لا يرضي الله بل يرضي أخاك، أي أنك آثرت إرضاء هؤلاء المخلوقين على إرضاء خالق الأنبياء والمرسلين عندئذٍ أنت لا تُحِبُّ الله ولا ترجو رحمته، هنا المشكلة .
    ﴿ قُلْ إِنْ كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإخوانكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا (24) ﴾( سورة التوبة )

    تسكن بيتاً، وبإمكانك أن تبقى فيه إلى نهاية حياتك بالقوانين، لأنك محمي بالقانون، لكن لك بيتاً آخر وبإمكانك أن تحلَّ مشكلة صاحب البيت ليزوِّج به ابنه، وأنت لك بيت قد يكون أقل مستوى، لكن ألا تفعل هذا إرضاءً لله عزَّ وجل ؟ فإذا كانت المساكن التي ترضونها، والتجارة التي تخشون كسادها مشبوهة، الاقتصاد في المعيشة خيرٌ من بعض التجارة، فإذا كانت تجارة المواد محرَّمة، أو طريقة التعامل محرَّمة، أو فيها شبهات، الاقتصاد في المعيشة خيرٌ من بعض التجارة .

    قال تعالى :
    ﴿ قُلْ إِنْ كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإخوانكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنْ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ(24)﴾( سورة التوبة )

    أي إذا كان شيء من هذه الأشياء أغلى عليك من الله فالطريق إلى الله ليست سالكة، الطريق مُغْلَق .


    2 ـ أن يحبَّ المرء لا يحبُّه إلا لله :

    أن يحبَّ المرء لا يحبُّه إلا لله، هذا هو الولاء والبراء، يجب أن تحبَّ المؤمنين ولو كانوا ضعافاً، ولو كانوا فقراء، ولو كانوا في الدرجة الدنيا في المجتمع، ويجب أن تكره الكفَّار أعداء الله ولو كانوا أقوياء، ولو كانوا متألِّقين في الدنيا، لا تعجبك أموالهم، ولا أجسامهم، ولا أولادهم، هذا هو المؤمن .

    3-(يكره إن يعود إلى الكفر بعد إذ أنقذه الله منه كما يكره إن يلقى في النار)


    الأمور التي يذوق الإنسان من خلالها حلاوة الإيمان :

    إذا كان مستوى إيماننا مستوى فكرياً فلنرق به إلى مستوى نفسي ، وإذا كان مستوى إيماننا مستوى نفسياً فلنرق به إلى مستوى شهودي . قال تعالى :
    ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآَمِنُوا بِرَسُولِهِ يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِنْ رَحْمَتِهِ وَيَجْعَلْ لَكُمْ نُوراً تَمْشُونَ بِهِ﴾
    [سورة الحديد: 28]
    فشتان بين من يطبق الأمر والنهي ، ونفسه في واد ، وعمله في واد ، وبين من يذوق حلاوة الإيمان ، وشتان بين من يذوق حلاوة الإيمان وبين من يرى ملكوت السموات والأرض ، بين من يذوق ، وبين من يرى حقائق الأشياء .
    الشيء الثاني : أولاً حتى تذوق حلاوة الإيمان ، حتى تقول بملء فمك : ليس في الأرض أسعد مني إلا أن يكون أتقى مني ، حتى تشعر أن الإيمان شيء ثمين جداً ، ليكن أمر الله ، وأمر رسوله أحب إليك مما سواهما .
    أنت وسط مجتمع ، تتلقى آلاف التوجيهات ، آلاف الضغوط ، آلاف المغريات ، إذا كان الله بمعنى إذا كان أمر الله ، وإذا كان رسوله بمعنى أنه أمر رسوله ، إذا كان الله ورسوله ، أي أن أمر الله ورسوله أحب إليك من أوامر الناس جميعاً ذقت حلاوة الإيمان ورب الكعبة .
    فَلَيتَكَ تَحلو و الحَياةُ مَريــــــــرَةٌ وَلَيتَكَ تَرضى وَالأَنامُ غِضـــــابُ
    وَلَيتَ الَّذي بَيني وَبَينَكَ عامِـرٌ وَبَيني وَبَينَ العـالَمينَ خَـــــرابُ


    موسوعة النابلسى للعلوم الشرعية
    التعديل الأخير تم بواسطة محبة الحبيب محمد; الساعة 21-08-2018, 06:28 PM.

  • #2
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    جزاكم الله خيرا
    وكل عام وأنتم بخير أختنا


    اللهم بارك لى فى اولادى وارزقنى برهم وأحسن لنا الختام وارزقنا الفردوس الأعلى

    تعليق

    يعمل...
    X