السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قال الله تعالى
أَمَّا السَّفِينَةُ فَكَانَتْ لِمَسَاكِينَ يَعْمَلُونَ فِي الْبَحْرِ فَأَرَدتُّ أَنْ أَعِيبَهَا وَكَانَ وَرَاءَهُم مَّلِكٌ يَأْخُذُ كُلَّ سَفِينَةٍ غَصْبًا الكهف:79
سبحان الله أحيانا تكون في نعمة لكن فيها عيب ونقص
وليس ذلك إلا لحكمة لا يعلمها إلا الله عزوجل
فهاهي السفينة قد خرقت و وعيبت لكي تكمل سيرها وطريقها الدي اختاره لها ربها
ولم تكون لتنجو كما علل الخضر الا بهدا الخرق
فانظر ياعبد الله لكل نعمة ترى ببصرك عيب وخرق فيها متأملا
وقل بلسان الموحد الذي قد فوض تدبير أموره للحكيم اللطيف
الحمد لله رضا وشكر فهو اصطفاء وليس حرمان
وانظر ببصيرة لما يراد منك وليس لمرادك أنت منه
فالرب رب وأنت عبد فافهم وسلم لمن هو ارحم بك ممن حملتك وهن وعلى وهن
فهو أرحم بك من نفسك التي تريد لك العطب وهو لك جنة عرضها السموات والارض
قال الله تعالى
وَأَمَّا الْغُلَامُ فَكَانَ أَبَوَاهُ مُؤْمِنَيْنِ فَخَشِينَا أَن يُرْهِقَهُمَا طُغْيَانًا وَكُفْرًا (80) فَأَرَدْنَا أَن يُبْدِلَهُمَا رَبُّهُمَا خَيْرًا مِّنْهُ زَكَاةً وَأَقْرَبَ رُحْمًا (81) الكهف
وانظر كم نعمة أنت عليها حريص ولكن بلطف خفي من المولى أبعدك عنها ورضاك باختياره
لم يصرفها عنك إلا رحمة منه سبحانه وتعالى
ولم يترك هملا فقد عوضك بما هو خيرا منها وأزكى لك وأرضى
ووهبك لك خيرا منها وليس من نفس جنس النعمة بمحتك
فهو كما زوى عنك ولا يقال على منع الله عزوجل حرمانا
فمنعه عين العطاء
فقد أعطالك وأعطاك وأعطاك الكثيروهذا من فضله وليس عن سابقة استحاق منك
فلاتنظر إلى الجانب الفارغ من الكاس وانظر الى الجانب المملوء
ارضى فمامنعك إلا ليعطيك ماهو خيرا لك وأقرب رحما
قال الله تعالى
وَأَمَّا الْجِدَارُ فَكَانَ لِغُلَامَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِي الْمَدِينَةِ وَكَانَ تَحْتَهُ كَنزٌ لَّهُمَا وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا فَأَرَادَ رَبُّكَ أَن يَبْلُغَا أَشُدَّهُمَا
وَيَسْتَخْرِجَا كَنزَهُمَا رَحْمَةً مِّن رَّبِّكَ ۚ وَمَا فَعَلْتُهُ عَنْ أَمْرِي ۚ ذَٰلِكَ تَأْوِيلُ مَا لَمْ تَسْطِع عَّلَيْهِ صَبْرًا الكهف:82
وهده الآية تجعلني أقف عند قوله تعالى
لكل أجل كتاب
فلا تستعجل هناك نعم وهي من نصيبك وقد قسمها الله عزوجل لك قبل خمسين ألف سنة
ولكن لن تأتيك الا في الوقت المعلوم الذي قدره الله عزوجل
فماالذيتجعل الله عزوجل أتى بنبيه والرجل الصالح حتى بنيا جدارا
للحفاظ على تلك النعمة ليس قسوة ولا ظلما
ولكن حتى يبلغا اشدهما
حتى تصير انت جديرا و اهلا لتلك النعم من جوانب عدة
وقادرا على تحمل تلك العطايا والنعم الربانية
اذن فتاخير بعض النعم عنك هو رحمة من الله بك
وبلطف خفي يدبره لك ارحم الراحمين
فلاتجزع أخي
ودع تدبير امورك لمن على عرشه استوى
ومع ذلك عن همومك وآمالك ليس بمعرض
تتأخر نعم لحكمة
وتعاب نعم لحكمة
ويزوي عنك نعم او ياخدها لحكمة
مع كل اقدراه مسلما مفوضا عن حب وليس اظطرارا
لن يعرف الاحباط سبيلا الى قلبك بل هو يغمر قلبك رضا وسكينة وطمانينة
فهي رسالة لكل مسلم من الله كل اسبوع لتجديد الايمان في القلوب وزرع معاني قلبية رائعة
فكل اسبوع انت لك امتحان مع نوع من هده الاختبارات
فساعتها بتلاوتها كل جمعة تنير طريقك وانت تتعثر بك الخطى في مسيرك
قال رسول صلى الله عليه وسلم
“مَنْ قرأَ سورةَ الكهفِ [ كما أُنْزِلَتْ ] كانَتْ لهُ نُورًا يومَ القيامةِ ، من مَقَامِهِ إلى مكةَ ، و مَنْ قرأَ عشرَ آياتٍ من آخِرِها ثُمَّ خرجَ الدَّجَّالُ لمْ يَضُرَّهُ ”.
الراوي : أبو سعيد الخدري | المحدث : الألباني | المصدر : السلسلة الصحيحة
الصفحة أو الرقم: 2651 | خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح على شرط الشيخين
وبتلاوتها تنير معراج عملك الصالح وعن سهل بن معاذ بن أنس الجهني عن أبيه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال
“من قرأ أول سورة الكهف وآخرها كانت له نورا من قدمه إلى رأسه
ومن قرأها كلها كانت له نورا ما بين السماء والأرض” انفرد به أحمد.
وبتلاوتها تمشي في نور من الله من الجمعة الى الجمعة
عن قيس بن عباد عن أبي سعيد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال
من قرأ سورةَ الكهفِ في يومِ الجمعةِ ، أضاء له من النورِ ما بين الجمُعتَينِ.
الراوي : أبو سعيد | المحدث : السيوطي | المصدر : الجامع الصغير
الصفحة أو الرقم: 8910 | خلاصة حكم المحدث : صحيح
وبتلاوتها
تزداد يقينا وتفوضيا ورضا عن الله وبااقدرالله وبتدبيره
الحمد لله
جزاكم الله خيرا
تعليق