إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

حينما يفرغ القلم ما بداخله ~ مقتطفات من هنا وهناك ~

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • #16
    ما حقيقةُ كلمة " التقوي "
    إنها هيمنةُ استشعارِ رقابةِ اللهِ على حياتِك أيها الفرد حتى كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك وتلك أعلى مراتب الإيمان وهي مرتبة الإحسان،

    وتلك أعلاها لدى الرحمن

    وهي رسوخ القلب في العرفان

    حتى يكون الغيب كالعيان
    بل هي هيمنةُ الدينِ على الحياة كلها عقيدةً وشريعة، عبادةً ومعاملةً، خُلقا ونظاماً، رابطةً وأخوة.
    هيمنَةً كما أرادها الله تجعلُ الحياةَ خاضعة في عقيدة المسلم وتصوره لله، لا يند منها شاردة ولا واردة ولا شاذة ولا فاذة.
    هيمنةُ تُسلم النفسَ كلَها لله، حتى تكونا أفكارَ ومشاعرَ وأحاسيسَ وسلوكاً، محكومةً بوحي الله فلا تخضع لغير سلطانه،
    ولا تحكم بغير قرأنه، ولا تتبعُ غير رسولِه، لا يحركُها إلا دينُ الله، تأتمرُ بأمر الله وتنتهي عن نهيه، متجردةً من ذاتها متعلقةً بربها وحالُ صاحبِها:

    خضعت نفسيَ للباري فسدوا الكائنات *** أنا عبدُ الله لا عبدُ الهوى والشهوات


    تعليق


    • #17

      يا رب أنت خلقتني وبرأتني *** جمَّلت بالتوحيد نطق لساني


      وهديتني سبل السلام تكرمًا **** ودفعتني للحمد والشكران


      وغمرتني بالجود سيلا زاخرًا *** وأنا أقابل ذاك بالكفران


      فلك المحامد والثناء جميعه *** والشكر من قلبي ومن وجدان


      فلأنت أهل الفضل والمنِّ الذي *** لا يستطيع لشكره الثقلان


      أنت الكريم وباب جودك لم يزل *** للبخيل تعطي سائر الأحيان


      أنت الحليم بنا وحلمك واسع *** أنت الحليم على المسيء الجاني


      أنت القوي وأنت قهار الورى *** لا تعجزنَّك قوة السلطان


      أنت الذي آويتني وحبوتني *** وهديتني من حيرة الخذلان


      ونشرت لي في العالمين محاسن *** وسترت عن أبصارهم عصياني


      والله لو علموا قبيح سريرتي **** أبى السلام عليَّ من يلقاني


      ولأعرضوا عني وملُّوا صحبتي *** ولبؤت بعد كرامة بهوان


      لكن سترت معايبي ومثالبي *** وحلمت عن سقطي وعن طغياني


      لبيك يا رب بكل جوارحي *** لبيك من روحي وملء جناني


      اجعل رجائيَ في ثوابك رائدي *** واقبل مقلَّ الجهد في التبيان


      يا رب لا تجعل جزائيَ سمعة *** تسري على البلدان والأكوانِ


      أنت المضاعف للثواب فإن يكن *** مثقال خردلة على الميزان


      تعطي المزيد من الثواب مضاعفًا *** من غير تحديد ولا حسبان


      فلك المحامد والمدائح كلها *** بخواطري وجوانحي ولساني
      بصوت الشيخ علي القرني



      تعليق


      • #18

        رحم الله ابن القيم رحمة واسعة يوم أن قال في "الجواب الكافي " :
        (من العجب أن الإنسان يهون عليه التحفظ والاحتراز من أكل الحرام والظلم والسرقة وشرب الخمر والنظر المحرم وغير ذلك، ويصعب عليه التحفظ من حركة لسانه!! حتى ترى الرجل يُشار إليه بالدين والزهد والعبادة وهو يتكلم بالكلمات من سخط الله لا يلقي لها بالًا، يزل بالكلمة الواحدة أبعد مما بين المشرق والمغرب والعياذ بالله).
        وقال أيضاً في الكتاب نفسه :
        ( إن العبد ليأتي يوم القيامة بحسنات أمثال الجبال فيجد لسانه قد هدمها عليه كلها، ويأتي بسيئات أمثال الجبال فيجد لسانه قد هدمها من كثرة ذكر الله تعالى وما اتصل به ).


        تعليق


        • #19
          الإيمان ما الإيمان؟
          شعور يختلج في الصدر، ويلمع في القلب؛ فتضيء جوانب النفس، ويبعث في القلب الثقة بالله، والأنس بالله، والطمأنينة بذكر الله
          (أَلاَ بِذِكْرِ اللهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ)
          الإيمان ما الإيمان، إنه الشعور بأنك ذرة في كون عظيم هائل، متجه إلى الله، يسبِّح لله، ويخضع لله، ويؤمن بالله.
          (وَإِن من شَيْءٍ إِلاَّ يُسَبِّحُ بِحَمْدِه) –تبارك عز وجل-
          فسبحان من آمن له الكون أجمعه، وسبحان من سبَّح له الكون أجمعه.

          تعليق


          • #20
            إذا سألك الله‬: "إنَّ اللهَ عز وجل يقول يوم القيامة : … يا ابنَ آدم ! اِستطعَمتُكَ فلم تُطعِمْني.. قال: يا ربِّ ! وكيف أُطعِمُك وأنت ربُّ العالمين ؟! قال: أمَا علِمتَ أنهُ استَطعَمَكَ عبدي فلانٌ فلَمْ تُطعِمْهُ ؟ أمَا عَلِمتَ أنك لو أطعَمتَهُ لوجدتَ ذلك عندي ؟ )
            ‫‏صحيح مسلم‬: 2569.


            *قال النبي ﷺ : ( ليسَ المؤمنُ الذي يَشبعُ وجارُهُ جائع )
            رواه البخاري‬ في الأدب المفرد.


            تعليق


            • #21

              السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

              الحمد لله كما ينبغي لجلاله وعظيم سلطانه ، والصلاة والسلام على المبعوث للعالم إنسه وجانّه ، وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان - إلى يوم الدّين .

              ~


              "
              وَعَسَىٰ أَن تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ ۖ وَعَسَىٰ أَن تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ ۗ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ (216) "البقرة
              { وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ } وذلك مثل القعود عن الجهاد لطلب الراحة, فإنه شر, لأنه يعقب الخذلان, وتسلط الأعداء على الإسلام وأهله, وحصول الذل والهوان, وفوات الأجر العظيم وحصول العقاب. وهذه الآيات عامة مطردة, في أن أفعال الخير التي تكرهها النفوس لما فيها من المشقة أنها خير بلا شك، وأن أفعال الشر التي تحب النفوس لما تتوهمه فيها من الراحة واللذة فهي شر بلا شك. وأما أحوال الدنيا, فليس الأمر مطردا, ولكن الغالب على العبد المؤمن, أنه إذا أحب أمرا من الأمور, فقيض الله [له] من الأسباب ما يصرفه عنه أنه خير له, فالأوفق له في ذلك, أن يشكر الله, ويجعل الخير في الواقع, لأنه يعلم أن الله تعالى أرحم بالعبد من نفسه, وأقدر على مصلحة عبده منه, وأعلم بمصلحته منه كما قال [تعالى:] { وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ } فاللائق بكم أن تتمشوا مع أقداره, سواء سرتكم أو ساءتكم. ولما كان الأمر بالقتال, لو لم يقيد, لشمل الأشهر الحرم وغيرها" السعدي

              ما كانَ في يومٍ التمتّع والرّخاء بشيء مقياسًا لصحّته ، ولا كانت في يومٍ الشدّةُ والبأسُ والكدر في شيء مقياسًا لخطئه وضلاله .

              وربّما ذاق البأسَ امرؤٌ فعاش في ضيقِه وكدره دهرًا ، ثم كانت عاقبة أمرِه إلى الرخاء والدعة والحبور .. فكأنْ لم يبأسْ ، وكأن لم يحزن .

              وربّما عاش في اللذائذ آخر ، وعمّر صدره بالشهوات والمُتَع ، ثمّ كان عاقبة أمره إلى الخزي والنّدم .. وكأنْ لم يفرحْ ولم يهنأْ ، وتمنّى لو عاش عَيْش البائس في أوّل أمره ؛ ليغتبط ويرتاح في آخره .

              وما طابت عُقبى إلا للمتّقين ، ولربما مُدّ للطّاغين في طغيانهم وظلمهم يعمهون .. ولكن إلى أجل مسمًّى ..

              ..

              ولربما ..

              أبان الشعر .. إذ قصر عن البيان نثر ..



              الحمدُ لله حمدًا ليس ينقطعُ ~فربّما قتلت أصحابَها المتَعُ

              قد يحجب الله من ترحامه متعًا ~تقلّب المرء في وهمٍ فلا يدعُ

              والوهمُ ذو لذّةٍ في عقبها ندمٌ ~ ورُبّ وعظٍ بدون الموتِ لا يزعُ

              ولابنُ آدم في إقدامه عجِلٌ ~ وليس مُنتهيًا غرّته ذي الخُدَعُ

              حتّى إذا أقبل الموتُ الحقيقُ غدًا ~ سيعلمُ النّاسُ ما كانوا به خُدِعُوا

              ورُبّ قومٍ أطالوا اللّهو في غررٍ ~ وقد نسوا أن قريبًا حصدُ ما زرعوا

              وحين جاء العقاب.. القومُ في جزعٍ ~ وما نجوا بلذيذ اللّهوِ أو نُفِعُوا

              وصار كلٌّ فريدًا في قبورهمُ ~ جزاؤهم بجزاءٍ كفءَ ما ودعوا

              وليسَ زارعُ شوكٍ حاصدًا عنبًا ~ وليس حاصدَ شيء عاطلٌ لُكَعُ

              يا ربِّ فاغفر قديم العهدِ في ظلمي ~ يا ربّ واعصمْ عُبَيْدًا خُلْقُه الهلعُ

              ولا تؤاخذهُ بالزلات من جهلٍ ~ بحقّ عزّتكم يا خيرَ من سَمِعُوا



              تعليق


              • #22
                قال تعالى -:
                " مَن عَمِلَ صَالِحًا مِن ذَكَرٍ أَو أُنثَى وَهُوَ مُؤمِنٌ فَلَنُحيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجزِيَنَّهُم أَجرَهُم بِأَحسَنِ مَا كَانُوا يَعمَلُونَ "
                وَلَيسَ المُرَادُ مِنَ الحَيَاةِ الطَّيِّبَةِ الَّتِي يُوهَبُهَا المُؤمِنُونَ في الدُّنيَا - أَيُّهَا المُسلِمُونَ - النَّعِيمَ البَدَنِيَّ، أَو طُولَ العَافِيَةِ وَوَفرَةَ المَالِ وَسَعَةَ الغِنَى، أَوِ السَّلامَةَ مِنَ الأَمرَاضِ وَالفَقرِ وَضِيقِ العَيشِ، فَإِنَّ مِن سُنَنِ اللهِ أَن جَعَلَ هَذِهِ الدُّنيَا دَارَ نَصَبٍ وَتَعَبٍ قَالَ – تَعَالى -: " لَقَد خَلَقنَا الإِنسَانَ في كَبَدٍ " وَالمُؤمِنُ يُبتَلَى في نَفسِهِ أَو في مَالِهِ أَو في وَلَدِهِ، أَو بِإِيذَاءِ الكُفَّارِ لَهُ وَتَضيِيقِهِم عَلَيهِ في دِينِهِ، وَكُلُّ ذَلِكَ يَحصُلُ اختِبَارًا مِنَ اللهِ وَامتِحَانًا لِقُوَّةِ إِيمَانِ عِبَادِهِ، وَلِيَتَبَيَّنَ مَن يَصبِرُ مِنهُم مِمَّن يَجزَعُ، وَمَن يَرضَى مِمَّن يَسخَطُ.

                إِنَّ الإِسلامَ حَيَاةٌ طَيِّبَةٌ، يَعِيشُهَا المُؤمِنُ بِقَلبِهِ وَإِنِ ابتُلِيَ في جَسَدِهِ، وَنَعِيمٌ يَملأُ جَوَانِحَهُ وَإِن قَلَّ مَا في يَدِهِ، وَسَعَادَةٌ تَملِكُ شُعُورَهُ وَإِن حَاصَرَهُ عَدُوُّهُ، فَهُوَ يَحيَا مُطمَئِنَّ النَّفسِ مُنشَرِحَ الصَّدرِ، سَعِيدًا بِطَاعَةِ رَبِّهِ فَرِحًا بِعِبَادَتِهِ، مَسُرُورًا بِإِيمَانِهِ وَمَعرِفَتِهِ رَبَّهُ، وَمَحَبَّتِهِ وَالإِنَابَةِ إِلَيهِ وَالتَّوَكُّلِ عَلَيهِ، مُستَغنِيًا بِذَلِكَ عَمَّا يَفرَحُ بِهِ النَّاسُ مِن حُطَامِ الدُّنيَا وَزَخَارِفِهَا وَزِينَتِهَا، مُتَقَبِّلاً لِمَا يُقَدِّرُهُ اللهُ عَلَيهِ مِمَّا قَد يَكُونُ مُرًّا وَشَرًّا في ظَاهِرِهِ ؛ لأَنَّهُ يَعلَمُ أَنَّ مَا يُصِيبُهُ مِن تَعَبٍ أَو نَصَبٍ أَو وَصَبٍ، لا يُعَدُّ شَيئًا مَعَ مَا يَستَقبِلُهُ مِن نَعِيمِ الجَنَّةِ، وَمَا يَؤُولُ إِلَيهِ أَمرُ الكُفَّارِ في النَّارِ. قَالَ – سُبحَانَهُ -: " لا يَغُرَّنَّكَ تَقَلُّبُ الَّذِينَ كَفَرُوا في البِلادِ. مَتَاعٌ قَلِيلٌ ثُمَّ مَأوَاهُم جَهَنَّمُ وَبِئسَ المِهَادُ " وَفي صَحِيحِ مُسلِمٍ عَنهُ -صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ– أَنَّهُ قَالَ: " يُؤتَى بِأَنعَمِ أَهلِ الدُّنيَا مِن أَهلِ النَّارِ يَومَ القِيَامَةِ، فَيُصبَغُ في النَّارِ صَبغَةً، ثم يُقَالُ: يَا ابنَ آدَمَ، هَل رَأَيتَ خَيرًا قَطُّ ؟ هَل مَرَّ بِكَ نَعِيمٌ قَطُّ ؟ فَيَقُولُ: لا وَاللهِ يَا رَبِّ، وَيُؤتَى بِأَشَدِّ النَّاسِ بُؤسًا في الدُّنيَا مِن أَهلِ الجَنَّةِ، فَيُصبَغُ صَبغَةً في الجَنَّةِ، فَيُقَالُ لَهُ: يَا ابنَ آدَمَ، هَل رَأَيتَ بُؤسًا قَطُّ ؟ هَل مَرَّ بِكَ شِدَّةٌ قَطُّ ؟ فَيَقُولُ: لا وَاللهِ يَا رَبِّ، مَا مَرَّ بي بُؤسٌ قَطُّ، وَلا رَأَيتُ شِدَّةً قَطُّ "
                اللهُ أَكبَرُ
                أَيُّهَا المُؤمِنُونَ المُوقِنُونَ - غَمسَةٌ وَاحِدَةٌ في الجَنَّةِ، تُنسِي المُؤمِنَ كُلَّ مَا كَانَ قَبلَهَا مِن هَمٍّ وَغَمٍّ وَشِدَّةٍ وَبَلاءٍ، وَغَمسَةٌ وَاحِدَةٌ في النَّارِ تُذهِبُ كُلَّ مَا قَبلَهَا مِن نَعِيمٍ دُنيَوِيٍّ زَائِلٍ وَمَتَاعٍ عَاجِلٍ .
                اللهم إنا نسألك الجنة وما قرب إليها من قول وعمل

                تعليق


                • #23
                  أيّها المسلمون:

                  الدنيا قد آذنت بالفِراق،
                  فراق ليس يشبهُه فراق،
                  قد انقَطع الرجاءُ عنِ التلاق،
                  ﴿ وَالْتَفَّتْ السَّاقُ بِالسَّاقِ إِلَى رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ الْمَسَاقُ ﴾ (القيامة:29، 30).
                  فطوبى لمن فرَّ من مَواطِن الرِّيَب ومواقِع المقتِ والغضَب، مستمسِكًا بدينه، عاقدًا عليه بكِلتا يدَيه، قد اتَّخذه من الشّرور ملاذًا ومن الفِتنِ مَعاذًا. ويا خسارَ من اقتَحَم حِمى المعاصي والآثام، وأَرتعَ في الموبقاتِ العِظام، وأحكَم عَقدَ الإصرارِ على الذنوبِ والأوزار. هلك المصِرّ الذي لا يُقلِع، وندِم المستمرُّ الذي لا يَرجِع، وخابَ المسترسِلُ الذي لا ينزِع،
                  ﴿ وَمَنْ لَمْ يَتُبْ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الظَّالِمُونَ ﴾(الحجرات:111).



                  وما أقبحَ التفريطَ في زمن الصِّبا فكيـف به والشيبُ نازل؟!
                  ترحّل عن الدنيا بزادٍ من التُّقى فعُمرك أيّـام تُعَدّ قلائـل



                  تعليق

                  يعمل...
                  X