الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده محمد بن عبد الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم أجمعين. وبعد:
بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على أشرف المرسلين أما بعد
فإنه مما لاشك فيه أن الإنسان يعيش في هذه الدنيا برحمة الله :
سأقسم الموضوع إلى عناصر:
1أنواع رحمة الله-عز وجل-
2مَن لم يفطن إلى سعة رحمة الله - عز وجل - لن يخرج عن نوعين:
3أحاديث تبين سعة رحمة الله تعالى
4قصة تبين رحمة الله-عز وجل-
5محمد-صلى الله عليه وسلم رحمة من عند الله
1-الرحمة العامة ، وهي التي بها يعيش الإنسان ويتلذذ بنعم الله ، وتكون للكافر وللعاصي وللإنسان والحيوان وسائر المخلوقات.
ولذا نجد الحق يقدم الرحمة على المغفرة في موضع واحد في قوله تعالى: الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَلَهُ الْحَمْدُ فِي الْآَخِرَةِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِي الْأَرْضِ وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا وَمَا يَنْزِلُ مِنَ السَّمَاءِ وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا وَهُوَ الرَّحِيمُ الْغَفُور.
حيث تتقدم المغفرة على الرحمة في القرآن كله سوى هذا الموضع .
وعندما تتدبر تدرك أن المغفرة والرحمة يختم الله بها آيات تتحدث عن ذنوب ومعاص للعباد ارتكبوها ؛ فيفتح الله لهم أبواب المغفرة حتى يعودوا لربهم ، ثم يثنّي بالرحمة إشارة إلى أن مغفرته لذنوب العباد إنما هي رحمة منه . اقرأ قول الله سبحانه وتعالى :
(قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ) الزمر:53.
أما في الموضع الذي قدّم الله فيه الرحمة على المغفرة ؛ فلا تجد الآيات تتحدث عن ذنوب للعباد وإنما تتحدث عن كمال قدرة الله سبحانه وتعالى في ملكه وأن العباد جميعا يتنعّمون في مُلك الله برحمته وليس بذكاء منهم ولا بحسن تصرف ؛ ولذا قدّم الله الرحمة هاهنا حتى يدرك العباد ذلك ؛ فإذا أدركوا ذلك وتيقّنوا أن لهذا الكون ربّا إلها خالقا يستحق العبادة دون شريك فهو رحيم حتى يفتح الله لهم باب التوبة والرحمة.
2- الرحمة الخاصة ، وهي تأييد الله لعباده المؤمنين وتوفيقه لهم ، وتلك الرحمة الخاصة لعباده المؤمنين، وهي التي ينبغي على المؤمن أن يرجوها.
3- رحمة الله لعباده المؤمنين، وهي لخاصتهم ، فهي الرحمة المدخرة التي يؤثر الله بها من يشاء من عباده، وهي التي تجدها في القرآن الكريم(رَحْمَةً مِّنْ عِندِنَا)الكهف:65 ، أو رحمة من لدنا ) لأن عند ، ولدن كلاهما ظرف ومعنى الظرفية يدل على أن الرحمة هنا مدّخرة عند الله ويُؤثر بها من يشاء من عباده .
4- ولتعلم أخي أن الرحمة التي هي من لدن رب العالمين أو من عند الله وإن كانت لخاصة الخاصة إلا أن الله علّمنا أن نطلبها منه : اقرأ قوله : (رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ)آل عمران:8.
وقوله تعالى :(إِذْ أَوَى الْفِتْيَةُ إِلَى الْكَهْفِ فَقَالُوا رَبَّنَا آَتِنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَدًا)الكهف:10.
فقد علمنا الله أن نطلب تلك الرحمة التي هي لخاصة الخاصة ولذا قال الله تعالى عن العبد الصالح قال سبحانه :(فَوَجَدَا عَبْدًا مِنْ عِبَادِنَا آَتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَا وَعَلَّمْنَاهُ مِنْ لَدُنَّا عِلْمًا)الكهف:65.
فالله آتاه رحمة من عنده ، وعلّمه من لدنه ؛ فتأمل وتدبر.
وإياك أن تظن أنك لا تستطيع أن تحصل على تلك الرحمة ، فإن الله قد بيّنّ لنا أنّ تلك الرحمة تُنال بالتضرع والتذلل والخضوع والإنقياد لأمر الله ، ويتجلى هذا في قصة نبي الله أيوب فقد ذكر الله استجابته لأيوب وكشف ما به من ضر وآتاه أهله ومثلهم معهم ، وذكر الله ذلك في موضعين في كتاب الله لنقرأ الموضعين ونتدبر قال تعالى :(وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَي رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ 83 فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَكَشَفْنَا مَا بِهِ مِنْ ضُرٍّ وَآَتَيْنَاهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُمْ مَعَهُمْ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَا وَذِكْرَى لِلْعَابِدِينَ 84)سورة الأنبياء.
وفي سورة (ص~) قال تعالى : وَاذْكُرْ عَبْدَنَا أَيُّوبَ إِذْ نَادَي رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الشَّيْطَانُ بِنُصْبٍ وَعَذَابٍ 41 ارْكُضْ بِرِجْلِكَ هَذَا مُغْتَسَلٌ بَارِدٌ وَشَرَابٌ 42 وَوَهَبْنَا لَهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُمْ مَعَهُمْ رَحْمَةً مِنَّا وَذِكْرَى لِأُولِي الْأَلْبَابِ43 .
فنجد الحق قال في موضع سورة الأنبياء ( رحمة من عندنا) لماذا؟ لأنه ذكر أن أيوب بالغ في التضرع فقال : وأنت أرحم الراحمين لكنه في الموضع الآخر قال : مسني الشيطان بنصب وعذاب ، ولذا تجد الحق سبحانه وتعالى ختم الآية التي بالغ فيها أيوب بالتضرع بقوله ( وَذِكْرَىٰ لِلْعَابِدِينَ (84) )سورة الأنبياءأي : الخاضعين المنقادين لأمر الله .
أما في الآية الأخرى ؛ فقال(وَذِكْرَىٰ لِأُولِي الْأَلْبَابِ (43)) ص .
إذن : عندما بالغ أيوب في التضرع والتذلل قال تعالى(رَحْمَةً مِّنْ عِندِنَا) وعندما لم يذكر تضرعا قال تعالى(رَحْمَةً مِّنَّا)ليعلّمك أنك إذا أردت الحصول على رحمة الله التي يمنحها الله لعباده ، وهي لخاصة الخاصة ؛ فعليك بالتضرع والتذلل والخضوع لأمر الله .
ولذا لا يذكر الله رجاء الرحمة لعباده منه إلا أن تكون مسبوقة بعمل يحقق الخضوع والإنقياد لأمر الله ، كما حدّد مواطن للحصول على رحمته وهي في كتاب الله ليشير إلى أن من أراد أن تصيبه رحمة الله فعليه أن يكون في تلك المواطن .
ونعلم أن الأمة في حاجة ماسة إلى رحمة الله في كل وقت وبخاصة في هذه ؟ الأيام . وبمشيئة الله سأبين تلك المواطن ، وكيف ترجو رحمة ربك؟ لأن رجاء رحمة الله ليست كلمة تقال ، وإنما لابد لها من عمل ولابد من تواجدك في مواطن تلك الرحمة.
وعلى وعد بمشيئة الله لبيان تلك المواطن حتى نفوز برحمة الله
فإن مَن لم يفطن إلى سعة رحمة الله - عز وجل - لن يخرج عن نوعين:
1- إمَّا إنسان يرى أن ذنوبه أكبر، وأخطر من أن تُغفَر فوكَل نفسه إلى عقله القاصِر عن إدراك رحمة الله - عز وجل - وقد أخبرنا بها نبينا - صلَّى الله عليه وسلَّم - في الصحيحين؛ فعن أبي هريرة قال: قال رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((قال رجل لم يعمل خيرًا قط لأهله:...))، وفي رواية: ((أسرف رجل على نفسه، فلمَّا حضره الموت أوصى بنِيه إذا مات فحرقوه، ثم اذروا نصفه في البر ونصفه في البحر، فوالله لئن قدر الله عليه ليعذبنه عذابًا لا يعذبه أحدًا من العالمين، فلمَّا مات فعلوا ما أمرهم، فأمر الله البحر فجمع ما فيه، وأمر البر فجمع ما فيه، ثم قال له: لِمَ فعلت هذا؟ قال: من خشيتك يا رب وأنت أعلم، فغفر له)).
رحمة الله واسعة، وفضله عظيم، لكن يوم يعرف العبد أن رحمة الله واسعة وفضله عظيم، فهذا علم أن له ربًّا وخافَه ولم يعرف الطريق إليه أو سعة رحمة الله، فكان تصرُّفه هذا.
2- ونوع آخر اصطدم بمَن يقطِّبون عن جبينهم، وظنُّوا أنهم بعباداتهم صاروا يحكمون على عباد الله، وقد أخبرنا رسولنا - صلَّى الله عليه وسلَّم - عن مثل هذه النوعية؛ فعن أبي هريرة - رضِي الله عنه - قال: سمعت رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - يقول: ((إن رجلين كانا في بني إسرائيل متحابين؛ أحدهما مجتهد في العبادة، والآخر كأنه يقول: مذنب، فجعل يقول: أقصر أقصر عمَّا أنت فيه، قال: فيقول: خلِّني وربي، قال: حتى وجده يومًا على ذنبٍ استعظمه، فقال: أقصر، فقال: خلِّني وربي، أبُعِثتَ علينا رقيبًا؟! فقال: والله لا يغفر الله لك أبدًا، ولا يدخلك الله الجنة أبدًا، قال: فبعث الله إليهما ملكًا، فقبض أرواحهما، فاجتمعا عنده، فقال للمذنب: ادخل الجنة برحمتي، وقال للآخر: أتستطيع أن تحظر على عبدي رحمتي، فقال: لا يا رب، قال: اذهبوا به إلى النار))، قال أبو هريرة: والذي نفسي بيده، لتكلَّم بكلمة أوَبْقَت دنياه وآخرته؛أبو داود وأحمد وصحَّحه الألباني.
أحاديث تبين سعة رحمة الله تعالى
عبدالله بن أبي أوفى الأسلمي: قال خرجت, فإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وأبو بكر ، وعمر قعود ، وإذا غلام صغير يبكي ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعمر : ضم الصبي إليك ، فإنه ضال فضمه عمر إليه ، فبينما نحن قعود ، إذ المرأة تولول ، أظنه قال : وتقول : وابنتاه ، وتبكي ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ناد المرأة ، فإنها أم الصبي ، وهي كاشفة عن رأسها ليس على رأسها خمار ، جزعا على ابنها ، فجاءت حتى قبضت الصبي من حجر عمر ، وهي تبكي ، والصبي في حجرها ، فالتفتت ، فلما رأت رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قالت : وا خزياه ، ألا أرى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم عند ذلك : أترون هذه رحيمة بولدها ؟ فقال أصحابه : بلى ، يا رسول الله كفى بهذه رحمة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : والذي نفس محمد بيده ، لله أرحم بالمؤمنين من هذه بولدها
الراوي : عبدالله بن أبي أوفى | المحدث : البوصيري | المصدر : إتحاف الخيرة المهرة
الصفحة أو الرقم: 3/402 | خلاصة حكم المحدث : إسناده ضعيف.
4- يورد ابن القيم - رحمه الله - عن بعض العارفين أنه رأى في بعض السكك بابًا قد فُتِح وخرج منه صبي يستغيث ويبكي، وأمُّه خلفه تطرده، حتى خرج، فأغلقت الباب في وجهه ودخلت، فذهب الصبي غير بعيد، ثم وقف مفكرًا، فلم يجد مأوى غير البيت الذي أُخرِج منه، ولا مَن يؤويه غير والدته، فرجع مكسور القلب حزينًا، فوجد الباب مرتجًا مغلقًا، فتوسَّده ووضع خدَّه على عتبة الباب، ونام، فخرجت أمُّه، فلمَّا رأته على تلك الحال، لم تملك أن رمت بنفسها عليه، والتزمته، تقبِّله وتبكي، وتقول: يا ولدي، أين تذهب عنِّي؟ مَن يُؤويك سواي؟! أين تذهب عنِّي؟ مَن يؤويك سواي؟! ألم أقل لك: لا تخالفني، ولا تحملني بمعصيتك على خلاف ما جبلت عليه من الرحمة بك، والشفقة عليك، وإرادة الخير لك؟ ثم ضمته إلى صدرها، ودخلت به بيتها، فتأمل قولها: لا تحملني بمعصيتك على خلاف ما جُبِلت عليه من الرحمة بك، والشفقة عليك.
وتأمَّل قوله - صلَّى الله عليه وسلَّم -:((لله أرحم بعباده من الوالدة بولدها)) صحيح
فأين تقع رحمة الوالدة من رحمة الله التي وسعت كل شيء؟! رحمة الله هل تُنال بالتواني والكسل، أم بالجد والعمل؟! لِمَن كتبها الله؟!
حلم الله عليك، حلم الله عليك في إمهالك، ولو شاء الله لعاجَلَك بالعقوبة، فما كنت ممَّن يسمع الآن سعة رحمته أو تظن أن الله - عز وجل - يعفو عنك ويرحمك حاجة إليك، حاشاه - سبحانه -
واسمع إلى هذا الحديث الجميل في "صحيح مسلم" عن أبي ذر عن النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - فيما روى عن الله - تبارك وتعالى - أنه قال: "يا عبادي، إني حرَّمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرمًا فلا تظالموا، يا عبادي، كلكم ضالٌّ إلاَّ مَن هديته فاستهدوني أهدكم، يا عبادي، كلكم جائع إلاَّ مَن أطعمته فاستطعموني أطعمكم، يا عبادي، كلكم عارٍ إلا مَن كسوته، فاستكسوني أكسكم، يا عبادي، إنكم تخطئون بالليل والنهار وأنا أغفر الذنوب جميعًا، فاستغفروني أغفر لكم، يا عبادي، إنكم لن تبلغوا ضرِّي فتضروني، ولن تبلغوا نفعي فتنفعوني، يا عبادي، لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم كانوا على أتقى قلب رجل واحد منكم ما زاد ذلك في ملكي شيئًا، يا عبادي، لو أن أوَّلكم وآخركم، وإنسكم وجنكم، كانوا على أفجر قلب رجل واحد ما نقص ذلك من ملكي شيئًا، يا عبادي، لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم قاموا في صعيد واحد فسألوني فأعطيت كلَّ إنسان مسألته ما نقص ذلك ممَّا عندي إلا كما ينقص المِخْيَط إذا أُدخِل البحر، يا عبادي، إنما هي أعمالكم أحصيها لكم ثم أوفيكم إياها، فمَن وجد خيرًا فليحمد الله، ومَن وجد غير ذلك فلا يلومنَّ إلا نفسه".
عن أبي هريرة - رضي الله عنه - عن النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ، فيما يحكي عن ربِّه عزَّ وجلَّ قال " أذنَب عبدٌ ذنبًا . فقال : اللهمَّ ! اغفِرْ لي ذنبي . فقال تبارك وتعالى : أذنَب عبدي ذنبًا ، فعلم أنَّ له ربًّا يغفر الذنبَ ، ويأخذ بالذَّنبِ . ثم عاد فأذنب . فقال : أي ربِّ ! اغفرْ لي ذنبي . فقال تبارك وتعالى : عبدي أذنب ذنبًا . فعلم أنَّ له ربًّا يغفرُ الذنبَ ، ويأخذُ بالذنبِ . ثم عاد فأذنب فقال : أي ربِّ ! اغفرْ لي ذنبي . فقال تبارك وتعالى : أذنبَ عبدي ذنبًا . فعلم أنَّ له ربًّا يغفرُ الذنبَ ، ويأخذ بالذنبِ . اعملْ ما شئت فقد غفرتُ لك " . قال عبدُالأعلى : لا أدري أقال في الثالثةِ أو الرابعةِ " اعملْ ما شئت " .
الراوي : أبو هريرة | المحدث : مسلم | المصدر : صحيح مسلم
الصفحة أو الرقم: 2758 | خلاصة حكم المحدث : صحيح |
عن أبي ذر، قال: قال النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((إنِّي أرَى ما لا ترَونَ وأسمعُ ما لا تسمَعون ، أَطَتْ السماءُ وحق لها أن تَئِطَّ ؛ ما فيها موضِعُ أربعِ أصابِعَ إلا ومَلَكٌ واضِعٌ جبهَتَهُ لله ساجدًا . واللهِ لو تَعلمونَ ما أعْلَمُ لضَحِكْتُمْ قليلًا ولبَكَيتُمْ كثيرًا ، وما تَلَذَّذْتُمْ بالنساءِ على الفُرُشِ ، ولخَرَجْتُمْ إلى الصَّعُدَاتِ تجْأَرونَ إلى اللهِ . لوَدِدْتُ أنِّي كنتُ شجرةً تُعْضَدُ)
الراوي : أبو ذر الغفاري | المحدث : الترمذي | المصدر : سنن الترمذي
الصفحة أو الرقم: 2312 | خلاصة حكم المحدث : حسن غريب |
من رحمة الله ستر الذنوب في الدنيا وغفرانها في الآخرة:
عن ابن عمر - رضي الله عنهما - أنه عرض له رجل فقال: كيف سمعت رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - في النجوى؟ فقال: سمعت رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - يقول: ((إن اللهَ يُدْنِي المؤمنَ ، فيَضَعُ عليه كنفَه ويَسْتُرُه ، فيقولُ : أتَعْرِفُ ذنبَ كذا : أَتَعْرِفُ ذنبَ كذا ؟ فيقول : نعم. أَيْ ربِّ ، حتى إذا قرَرَّه بذنوبِه ، ورأى في نفسِه أنه هلَكَ ، قال : ستَرْتُها عليك في الدنيا ، وأنا أغفِرُها لك اليوم ، فيُعْطَى كتابُ حسناتِه . وأما الكافرُ والمنافقُ ، فيقولُ الأشهاد : هؤلاء الذين كذبوا على ربهم ألا لعنة الله على الظالمين )).
الراوي : عبدالله بن عمر | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري
الصفحة أو الرقم: 2441 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح] |
عن أبي موسى الأشعري - رضي الله عنه -: أن رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - قال: ((إن الله - عز وجل - يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار، ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل، حتى تطلع الشمس من مغربها))؛ أخرجه مسلم.
عن أنس بن مالك - رضي الله عنه -: أن رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - قال: ((كل بني آدم خطاء وخير الخطَّائين التوَّابون)) إسناده قوي
عن أبي هريرة: قال رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((يقول الله - عز وجل -: أنا عند ظن عبدي بي ، وأنا معه حين يذكرني . فإن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي ، وإن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منهم ، وإن اقترب إلي شبرا اقتربت إليه ذراعا ، وإن اقترب إلي ذراعا اقتربت إليه باعا ، وإن أتاني يمشي أتيته هرولة))
الراوي : أبو هريرة | المحدث : الذهبي | المصدر : العلو
الصفحة أو الرقم: 56 | خلاصة حكم المحدث : صحيح |.
وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: سمعت رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - يقول: ((والله إني لأستغفر الله وأتوب إليه في اليوم أكثر من سبعين مرة)) رواه البخاري.
قصة تبين رحمة الله-عز وجل-
كان أحد العلماء قد خرج إلى السفر ومعه متاعه وكتبه ... وهجم عليه بعض اللصوص و أخذوا ما عنده من أكل ومال وكتب.
ثم أخذوا يطهون الطعام و ياكلون إلا كبير اللصوص .. أخذ جانبا ولم يأكل ..
سأله العالم لماذا لا تأكل أخبره بمفاجأة..
هي إنه صائم اليوم لأنها سنة ..
فتبسم العالم ولسان حاله يقول ... تقطع الطريق وتصوم !!!!!!
المهم بعدها بخمس سنين ... رأى العالم السارق يطوف حول الكعبة ويتذلل لله ويبكي ... فعرفه وقال له انت اللص .. قال نعم ...قال كيف وصلت لما أنت عليه .قال .. يا إمام :
لقد تركت بابا مفتوحا مع الله فدخلت إليه من خلاله ألا هو الصيام
يا إلهى .. كم أنت من رب عظيم ..
أتذكر حديث الرسول صلى الله عليه و سلم : إن أحدكم ليعمل عمل أهل الجنة حتى يكون بينه وبينها ذراعا فيسبق عليه الأجل فيعمل عمل أهل النار فيدخلها ..
أخي لا تغتر بطاعتك .
وادعو ربك بالثبات والصدق والقبول والاخلاص .
محمد-صلى الله عليه وسلم رحمة من عند الله
أرسل الله تبارك وتعالى محمداً رحمة للعالمين فقال سبحانه: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ} الأنبياء:107، رحمة بالإنسان والحيوان والجمادات، يصفه ربه فيقول:{فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ}ال عمران:159، فالرحمة صفة لازمة له، فهي عنوانه، وهي سمته التي يعرف بها، فقلوب الناس تهواه وتغشاه وتحبه لأنه رحمة, بعث بالرحمة والعطف والحنان، بعث بالرفق واللين فما أرحمه من نبي، فهذه سيرته العطرة مليئة بالمشاهد الدالة على رحمته- صلى الله عليه وسلم- يسير يوماً من الأيام خارج مكة فإذا به يجد عجوزاً تحمل الحطب على رأسها قد أنهكها التعب، وشق عليها بعد الطريق، وآلمتها حرارة الشمس، فلما رأى حالها- صلى الله عليه وسلم- رحمها وهو أبو الرحماء، فقال: يا خالة أآخذ معك الحطب إلى البيت ففرحت وسرت، فأعطته- صلى الله عليه وسلم- الحطب فحمله عنها حتى أوصله إلى بيتها, أليست هذه هي الرحمة، أهناك أحد وصلت به رحمته إلى هذا المستوى، أهناك رحمة تعدل هذه الرحمة، أيوجد إنسان يحمل رحمة كرحمة محمد-صلى الله عليه وسلم-؟ لا والله ليس هناك أحد يرحم الناس كما يرحمهم محمد- صلى الله عليه وسلم-، ولا غرابة فهو أبو الرحماء وهو من أرسل رحمة للعالمين.
الراحمون جميعهم كانوا يداً *** هي أنت بل أنت اليد البيضاء
أسأل الله تبارك وتعالى أن يدخلنا برحمته في عباده الصالحين،اللهم برحمتك نستغيث أصلح لنا شأننا كله ولا تكلنا إلى أنفسنا طرفة عين،اللهم اجعلنا برحمتك من أهل الجنان ووفقنا لما تحبه وترضى إنك أنت السميع العليم.
المراجع
بعض المنتديات
صيد الفوائد
بعض الخطب
بعض المنتديات
صيد الفوائد
بعض الخطب
تعليق