Tweet
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله..
كثيرا ما أقول لنفسي ..
إنني لست على ما يرام..
لماذا أشعر بضيق ..
لماذا أشعر بفتور وتكاسل عن الطاعات ..
إنني لست كما كنت في السابق..
أين عزيمة البدايات يوم كانت للطاعات حلاوة..
وأينا لا تشتكي الفتور؟؟؟
أخيتي ليست المشكلة هنا في الفتور ذاته بل في قبوله والتكيف معه والاستمرار فيه
فإذا تعثرت قدمكِ في الطريق وسقطتِ فلا يُعقَل أن تقضين يومك كله في لوم نفسك والظروف و و و
ولكن ينبغي عليكِ أن تقفي على قدميكِ مرة أخرى وتكملين طريقك
أليس كذلك..؟
فلو تأملنا حال الكثيرات منا كيف نتعامل مع هذا الفتور
نجد من تظل تشتكي ولا تبحث عن أسبابه ،
ومنا من تستسلم له حتى تعتاده ثم لا تشتكي شيئا
ومنا من تحاول إصلاح الخلل فتصبر وتجاهد وتُري الله من نفسها عزيمة وأصرارا على العودة ،
وقد تستمر وقد تنقطع وتعود فتحاول وتجاهد.
نعم أسمعكِ تقولين
هذه مشكلتي الحقيقية الانقطاع
تارة أتحمس وأجاهد نفسي وتارة أخرى تخور قوتي وتذهب عزيمتي
ألا أدلكِ على الوقود الحقيقي لاستمرارك في المجاهدة ..
واستمرارك في إصلاح نفسك ولزوم الطاعة..
بل وإلى تذوق حلاوتها أيضا ..
إنه ..سائق وحادِِ يدفعكِ لمقاومة الفتور أشد مقاومة
إنه ..
((حب الله جل وعلا ))
أن تستشعري حقا محبتك لله عز وجل .. أن تستشعري لذة وحلاوة إيمانك به سبحانه وتعالى ..
حينها ستحبين الطاعة وتجاهدين نفسكِ عليها وتلزميها بل وتذوقين حلاوتها
قال تعالى :{مَنْ عَمِلَ صَالِـحاً مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ}
[النحل: 97]
بالتأكيد سمعتِ هذا الحديث النبوي الرائع من قبل
عَنْ أَنَسٍ - رضي الله عنه ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " ثَلاَثٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ وَجَدَ بِهِنَّ حَلاَوَةَ الإِيمَانِ : أَنْ يَكُونَ اللَّهُ ، عَزَّ وَجَلَّ ، وَرَسُولُهُ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِمَّا سِوَاهُمَا ...." إلى آخر الحديث .[رواه مسلم ]
ولإيمانكِ بالله مذاق وحلاوة تجدي أنسها في قلبك كما في الحديث
"ذَاقَ طَعْمَ الإِيمَانِ مَنْ رَضِىَ بِاللَّهِ رَبًّا وَبِالإِسْلاَمِ دِينًا وَبِمُحَمَّدٍ رَسُولاً "[رواه مسلم]
قال ابن القيم: "والإقبال على الله - تعالى- والإنابة إليه والرضا به وعنه ، وامتلاء القلب من محبته واللَّهَج بذكره ، والفرح والسرور بمعرفته ثواب عاجل وجنة وعيش لا نسبة لعيش الملوك إليه البتة"
وقال بعض العارفين: "مساكين أهل الدنيا، خرجوا منها وما ذاقوا أطيب ما فيها. " قيل: "وما أطيب ما فيها؟"
قال: محبَّة الله تعالى ومعرفته وذكره .
ستقولين بالطبع أنا أحب الله عز وجل من كل قلبي
نعم صدقتِ ..
لكن عودي فاقرأي ما تحته خطًا في القولين السابقين ..
هيا ركزي وستصلين لمقصودي..
لو أحببتِ الله حقا لانشغلتي بمعرفته .. ولو عرفتيه لازددتِ فيه حبا وتعظيما وإجلالا
معرفة الله تدعوكِ إلى محبته وخشيته ، وخوفه ورجائه ، وإخلاص العمل له ، وهذا هو عين سعادتكِ .
ولا سبيل إلى معرفة الله ، إلا بمعرفة أسمائه الحسنى ، والتفقه في فهم معانيها.
فمعرفتكِ لربك بأسماءه وصفاته تورث في قلبك حلاوة الإيمان وتمنحك القوة وتيسر عليكِ كل يسير وتهون عليكِ كل صعب , وتجمل حياتكِ بالرضا التام عن الله.
هيا استمعي معي لهذا المقطع الرائع
لنعلم كيف أن معرفة الله وحبه أعظم دافع لكِ لمجاهدة نفسك ولزوم الطاعة وتذوق حلاوتها
ولننطلق من الآن في التعلم عن الله
تعليق