أخيتي ..هل تتأملين علاقاتك بمن حولك ؟؟
هل تهتمين بمراقبة سلوكياتك ؟؟
هل تحرصين على زيادة نصيبك من الأخلاق ؟؟
أتى نبيننا صلى الله عليه وسلم ليتمم للدنيا مكارم الأخلاق .. فياليتنا نحرص على التأسي به في أخلاقه صلى الله عليه وسلم .
عنوان السعادة أن تتمتعي بأخلاق حسنة في جميع معاملاتك لكل من حولك .
قال صاحب روضة العقلاء : " الواجب على العاقل أن يتحبَّب إلى الناس بلُزوم حُسن الخلق وترك سوء الخلُق؛ لأن الخُلق الحسَن يُذيب الخطايا كما تذيب الشمس الجليد، وإن الخُلق السيئ ليُفسد العمل كما يُفسد الخلُّ العسل، وقد تكون في الرجل أخلاق كثيرة صالحة كلها، وخُلق سيئٌ؛ فيُفسد الخلُق السيئُ الأخلاقَ الصالحة كلَّها "
اعلم أخيتي أن هناك عيوب وقصور فينا جميعا وقد يكون التخلص من بعضها ليس بالأمر الهين
فمن الأخلاق ما يحتاج إلى مجاهدة و تدريب و كسر نفس و صبر حتى نصل إليه ،
لذلك تذكري دوما احتساب أجرك عند الله في مجاهدة نفسك على التحلي بالخلق الحسن.
حديثي معك اليوم عن خلق غائب في زماننا قلما نجد من يتحلى به - إلا من رحم ربي - أدعوا نفسي وأدعوكِ اليوم أن نجاهد أنفسنا على التحلي به.
وهو ما وصفه لنا النبي صلى الله عليه و سلم بقوله :
«ألا أُخبِرُكم بِمَن تَحرُمُ عليهِ النَّارُ غدًا؟ على كُلِّ هَيِّنٍ لَيِّنٍ قَريبٍ سَهْلٍ» .
[صحيح الجامع (2609)]
قال الماوردي: " بيَّن بهذا الحديث أن حُسن الخلق يدخل صاحبَه الجنة ويُحرمه على النار، فإن حسن الخلق عبارة عن كون الإنسان سهل العريكة لين الجانب طلق الوجه قليل النفور طيب الكلمة -كما سبق-، لكن لهذه الأوصاف حدود مقدرة في مواضع مستحقة، فإن تجاوز بها الخير صارت مَلَقًا، وإن عدل بها عن مواضعها صارت نِفاقًا، والمَلَق ذُل، والنفاق لُؤم"
وانتبهي أخيتي.. فلا يمنع المؤمن حين يتحلى بتلك الصفات أن يكون قويا فطنا ذكيا
فحين يكون طلق الوجه طيب الكلام سهل وهين في معاملاته مع من حوله لا يعني ذلك أنه أصبح ضعيفا ذليلا
قال المناوي -رحمه الله- في شرح هذا الحديث في "فيض القدير" (4/105):
" ألا أخبركم بمَن تحرم عليه النار " أي دخول نار جهنم .
" غدًا " أي يوم القيامة، وأصل الغد اليوم الذي بعد يومك على أثره، ثم توسعوا فيه حتى أطلق على البعيد المترقب.
قالوا: أخبِرنا؛ قال: " على كل هيْن " مخففًا من الهَون بفتح الهاء وهو السكينة والوقار.
" ليْن ": من اللين ضد الخشونة.
" قريب ": أي إلى الناس
" سهل ": يقضي حوائجهم وينقاد للشارع في أمره ونهيه.
هذه أوصاف قسمها الله -عز وجل- على عباده، والناس لا يستوون في ذلك إطلاقاً، ومنهم من يوهب هذه الأوصاف، ومنهم من يحصّل بعضها، أو كثيراً منها بالترويض والمجاهدة، وتربية النفس، وكما قال النبي صلى الله عليه وسلم :"إنما العلم بالتعلم، وإنما الحلم بالتحلم"
[صححه الألباني _ صحيح الجامع]
تعالي معي نعرض أنفسنا على هذا الحديث .. وشرحه.
سبحان الله .. ألا تتفقي معي أن هناك من الناس من يصعب التعامل معهم ؟
وهناك من تحبهم القلوب وترتاح لهم النفوس من طيب عشرتهم ولينهم في تعاملهم مع من حولهم ؟؟
فمن أي الفريق أنا وأنتِ ؟؟
تعالي نراقب أنفسنا .. ونطرح عليها عدة أسئلة
هل أنا هينة لينة طلقة الوجه طيبة الكلام مع أمي وأبي ؟؟زوجي ؟؟أبنائي؟؟ أهلي ؟؟ صديقاتي ؟؟ جيراني ؟؟
فلابد أن تكون الواحدة منا قريبة من النَّاس بحسن معاملتها لهم ..
تسهل أمورهم .. تقضي حوائجهم .. تكون سهلة سمحة في البيع و الشراء .. حتى تكون سهلة في غضبها إذا اعتذر إليها أحد تقبل الاعتذار، وإذا استرضاها أحد ترضى فلا تعاند ولا تتكبر
في الحديث : «المؤمنون هيِّنون ليِّنون، مثل الجَملِ الأَنِفِ الذي إن قِيدَ انقاد، وإن سِيقَ انساقَ، وإن أَنَخْتَه على صخرةٍ اسْتناخ» .
[السلسلة الصحيحة 936]
(الجمل الأَنِف) الذّليل المؤاتي الذي يأْنَفُ من الزَّجْر ومن الضرب، ويُعطي ما عنده من السير عَفْواً سَهْلاً، كذلك المؤمن لا يحتاج إلى زجر ولا عِتاب، وما لزمه من حقّ صبرَ عليه وقام به [لسان العرب]
اطرحي على نفسك سؤالا مهما جدا .. هل أنا سهلة الانقياض لأوامر ربي ؟؟
هل أقبل النصيحة بسهولة ؟؟ أم حينما تأتيني أبرر أو أتكبر أن أقبلها ؟؟
فلنجاهد أنفسنا سويا في التحلي بهذا الخلق مع أوامر الله ورسوله أولا
ثم في معاملاتنا مع من حولنا
أسأل الله أن يحسن أخلاقنا وأن يقينا شر سوء الخلق
تعليق