إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

حسن الظن | الشيخ أحمد جلال | أخلاقك عنوانك

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • [حصري] حسن الظن | الشيخ أحمد جلال | أخلاقك عنوانك

    1.png



    من أخطر أمراض القلوب.. سوء الظن

    سيدنا الإمام الشافعي -رحمه الله- مرِض في يوم من الأيام فدخل عليه حد من أهله وأصحابه وجيرانه فواحد منهم بيدعي للإمام الشافعي، فقال له: "قَوَّى الله ضعفك يا إمام"، قَوَّى الله ضعفك يعني ضعفك دا ربنا يقويه عليك فبالتالي الضعف يزداد، دي الدعوة، قَوَّى الله ضعفك يا إمام، بس هو كان بيقصد بيها معنى تاني خالص، قَوَّى الله ضعفك يعني يا رب أنت ضعيف دلوقتِ تصبح قوي، يعني ربنا ينجيك من المرض دا.
    فلما بيقول له: قَوَّى الله ضعفك يا إمام، قال الإمام الشافعي له: "لو قَوَّى الله ضعفي لهلكت"، أنا لو ربنا قَوَّى ضعفي كمان أنا هموت، فالراجل حَسّ إن الدعوة طلعت غلط، مَعَرَفْش يعبّر عن اللي جوّاه، فقال له: والله ما أردت إلا الخير، والراجل محروج يعني بصورة كبيرة جدًّا..



    ندعوكن لمتابعة درس
    حسن الظن | للشيخ أحمد جلال | أخلاقك عنوانك








    4.png


    رابط الدرس على الموقع بجميع الجودات:
    http://way2allah.com/khotab-item-135088.htm

    رابط الجودة العالية HD:
    http://way2allah.com/khotab-mirror-135088-214607.htm

    رابط صوت mp3 :
    http://way2allah.com/khotab-mirror-135088-214608.htm

    رابط ساوند كلاود:
    https://soundcloud.com/way2allahcom/7-7osn-alzan


    رابط المشاهدة على اليوتيوب


    رابط تفريغ بصيغة PDF:
    http://way2allah.com/khotab-pdf-135088.htm

    رابط التفريغ بصيغة Word:
    https://archive.org/download/7osnAlzan/7osn-alzan.doc





    4.png
    التعديل الأخير تم بواسطة أبوسلمى المصري; الساعة 23-08-2017, 03:03 PM.

  • #2



    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصَحْبِه ومَن تَبِعَهم بإحسانٍ إلى يوم الدين، أما بعد:

    من أخطر أمراض القلوب.. سوء الظن
    سيدنا الإمام الشافعي -رحمه الله- مرِض في يوم من الأيام فدخل عليه حد من أهله وأصحابه وجيرانه فواحد منهم بيدعي للإمام الشافعي، فقال له: "قَوَّى الله ضعفك يا إمام"، قَوَّى الله ضعفك يعني ضعفك دا ربنا يقويه عليك فبالتالي الضعف يزداد، دي الدعوة، قَوَّى الله ضعفك يا إمام، بس هو كان بيقصد بيها معنى تاني خالص، قَوَّى الله ضعفك يعني يا رب أنت ضعيف دلوقتِ تصبح قوي، يعني ربنا ينجيك من المرض دا.
    فلما بيقول له: قَوَّى الله ضعفك يا إمام، قال الإمام الشافعي له: "لو قَوَّى الله ضعفي لهلكت"، أنا لو ربنا قَوَّى ضعفي كمان أنا هموت، فالراجل حَسّ إن الدعوة طلعت غلط، مَعَرَفْش يعبّر عن اللي جوّاه، فقال له: والله ما أردت إلا الخير، والراجل محروج يعني بصورة كبيرة جدًّا..
    فقال له الإمام: "والله أعلم أنك ما أردت إلا الخير، والله لو سَبَبْتَني لعلمتُ أنك لا تريد إلا الخير". دي الناس أصحاب القلوب النقية، أصحاب القلوب السليمة اللي دايمًا تتعامل مع الناس بإحسان ظن، مش بسوء ظن.

    من الأخلاق السيئة جدًّا اللي ممكن في يوم من الأيام تنزل في قلب حد، في قلب إنسان -وبخاصة البنات- سوء الظن بالناس، وفي الوقت دا بتحصل مشاكل كبيرة جدًّا يعني ياما بيوت اتهدمت بسبب سوء ظن وياما أرحام قُطِّعَت بسبب سوء ظن وياما أيام صُحْبة جميلة اتنست بسبب للأسف سوء ظن.

    السيدة عائشة -رضي الله عنها- بتحكي في يوم من الأيام ازاي ممكن سوء ظن يعمل مشكلة كبيرة جدًّا جوا البيت، بتقول: "لما كانت ليلتي التي هو عندي -تعني: النبي صلى الله عليه وسلم-، انقلب، فوضع نعليه عند رجليه، ووضع رداءه... ثم انتعل رويدًا، وأخذ رداءه رويدًا، ثم فتح الباب رويدًا، وخرج"، قالت: فألقى الشيطان في قلبي أنه قد ذهب إلى بعض نسائه.. هي دي بقى المشكلة، قالت: فأخذت عليَّ ثيابي وتَبِعْتُه "جعلت درعي في رأسي، واختمرت وتقنعت إزاري، فانطلقت في إثره، حتى جاء البقيع، فرفع يديه ثلاث مرات، وأطال القيام.." يرفع يديه ويدعو الله -سبحانه وتعالى-، قالت: "ثم انحرف، فانحرفت، فأسرع، فأسرعت، فهرول فهرولت.. وسبقته، فدخلت، فليس إلا أن اضطجعت، فدخل.." يدوبك أنا قفلت الباب وطلعت جَرْيْ على السرير اتغطيت عايزة أعمل نفسي نايمة، بس طبعًا هي أخدتها جَرْيْ فكانت طبعًا إيه تتنفس بشكل سريع.

    فالنبي -صلى الله عليه وسلم- لما دخل لقى صدر السيدة عائشة طالع نازل من النَّفَس السريع، "فقال: مالك يا عائشة، حشيا رابية"، أنت إيه هبطانة كده ليه؟ فقالت: لا يا رسول الله.. فاتلجلجِت في الكلام، فقال النبي: "لتخبرني، أو ليخبرني اللطيف الخبير"، قالت: يا رسول الله ظننت أنك قد ذهبت إلى بعض نسائك، قال: "فأنتِ السواد الذي رأيت أمامي؟" فأشارت برأسها، أيوا أنا، أنا يا رسول الله، فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "أظننتِ أن يحيف الله عليك ورسوله؟" صححه الألباني. أحرَّبَكِ شيطانُكِ يا عائشة؟ ولازال رسول الله يقولها حتى قُلتُ ليته سكت.

    السيدة عائشة كانت ذكية جدًّا فالنبي وهو بيقول لها: أحَرَّبَكِ شيطانك يا عائشة؟ قالت: "يا رسول الله أو ليس لك شيطان؟" وأنت بقى مالكش شيطان؟ قال النبي -صلى الله عليه وسلم- النبي خلاص بيعَدِّي الموقف قال: "وإيَّايَ إلَّا أنَّ اللَّهَ أعانَني علَيهِ فأسلَمَ فلا يأمرُني إلَّا بخيرٍ" صحيح مسلم.

    هي دي المشكلة، تحكي لينا السيدة عائشة برضو في يوم من الأيام إزاي ممكن في يوم من الأيام الشيطان يتلاعب بالإنسان وبخاصة مع حتة سوء الظن، النبي -صلى الله عليه وسلم- كما تقول عائشة -رضي الله عنها- النبي قام في يوم بيصلي قيام ليل كما هي عادته -صلى الله عليه وسلم-..
    تقول عائشة: "فقدتُ رسولَ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- ليلةً من الفراشِ.." بحُطّ إيدي على جنبي كده فمالقيتش النبي -صلى الله عليه وسلم- جنبي، فقلت الآن ذهب إلى بعض نسائه، قالت: "فالتمستُه فوقعتْ يدي على بطن قدميْه وهو في المسجد وهما منصوبتان وهو يقول: اللهم أعوذ برضاك من سخطك، وبمعافاتك من عقوبتك، وأعوذ بك منك لا أُحْصي ثناءً عليك أنت كما أثنيت على نفسِك" صحيح مسلم، فعندها السيدة عائشة ندمت ندم شديد جدًّا وقالت: سبحان الله إنك يا رسول الله لَفِي شأن وأنا في شأن آخر.
    سوء الظن من الأمراض اللي ممكن في يوم من الأيام إذا نزلت في قلب إنسان تدمر كل علاقة كويسة بينه وبين حد.



    يعني إيه سوء ظن؟
    الإمام الماوردي -رحمه الله- بيتكلم عن سوء الظن فيقول: "سوء الظن هو عدم الثقة بِمَن هو له أهل"، أنا أسأت الظن بإنسان أمين وعلى خُلُق وعلى دين.
    ابن القيم -رحمه الله- بيعرّف سوء الظن، فيقول: "سوء الظن هو امتلاء القلب بالظنون السيئة بالناس حتى يطفح هذا على اللسان والجوارح".
    وابن كثير -رحمه الله- بيعَرَّف سوء الظن فبيقول: "سوء الظن هو التهمة.."، إن أنا أتَّهِم إنسان، "هو التهمة والتَّخَوُّن للأهل والأقارب والناس في غير محله".
    لازم القيد دا يكون موجود، علشان النهارده لما أكون في يوم من الأيام عارفة إن فيه حد حرامي أو عارف إن فيه حد حرامي وييجي يشتغل معايا ويقول أنا أُحْسِن الظن فأنا سِبْتله خزنة ومشيت، لأ هيسرقك.
    سوء الظن معناه إن أنا أتهم إنسان وهو ليس أهلًا لهذا الاتهام، أتهمه بالخيانة وهو أمين، أتهمها في عرضها وشرفها وهي إنسانة شريفة عفيفة، أتهمه -والعياذ بالله- بالسرقة وهو إنسان أمين، أتهمه بالخيانة وهو إنسان لا يعرف الخيانة أبدًا.



    احذر سوء الظن
    النبي -صلى الله عليه وسلم- حَذَّرنا من سوء الظن وقال لنا إن سوء الظن والدم واحد عند ربنا سبحانه وتعالى، نظر النبي ذات يومٍ إلى الكعبة وقال: "ما أعظمكِ وأعظم حرمتكِ، ولَلْمُؤمن أعظم حُرْمَةً عند الله منكِ، إن الله حَرَّم منكِ واحدة -الكعبة-، وحرم من المؤمن ثلاثًا، دمه، وماله، وأن يُظَنَّ به ظن السوء" إسناده حَسَن رجاله ثقات، هي دي المشكلة الكبيرة جدًّا إن أنا في يوم من الأيام أُسِيء الظن بإنسان ليس أهل إن أنا أتهمه بهذا الاتهام.

    النبي -صلى الله عليه وسلم- كان دايمًا بيحذّركم يا بنات من سوء الظن، فيقول -صلى الله عليه وسلم-: "إياكم والظن، فإن الظن أكذب الحديث" صحيح البخاري.
    ربنا -سبحانه وتعالى- في القرآن قال لنا: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ ۖوَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا" الحجرات:12.




    أسباب سوء الظن عند الناس
    السؤال اللي بيطرح نفسه علينا هو ليه في كتير من الأوقات سوء الظن بيبقى مرض موجود عند الناس؟
    دا لأسباب:
    التَّأسِّي بالأصحاب
    السبب الأولاني: إن الإنسان في يوم من الأيام مصاحب -والعياذ بالله- ناس مليانة -والعياذ بالله- بسوء الظن، أنت مصاحب ناس كلهم بيُسِيئوا الظن ببعض، فطبيعي المرض دا هينتقل ليك، وزَيّ ما أمراض البدن بتنتقل من إنسانٍ لآخر أمراض القلوب بتنتقل من إنسان لآخر.
    الإمام أبو حاتم -رحمه الله- البستي -رحمه الله- كان يقول: "صُحْبَة الأشرار تُوْرِث سوء الظن بالأخيار، ومَن خادن الأشرار لم يسلم من الدخول في جملتهم" إيه معناه الكلام دا؟ بيقول: صُحْبة الأشرار تُوْرِث سوء الظن، ربنا يارب يعافيني وإياكم، أنا معايا في المكتب اتنين حراميّة، اتنين بيسرقوا، فبتكون النتيجة كل الناس بتسرق، فأنا بتعامل مع الناس إن كل الناس بتسرق، معايا اتنين في المكتب بيرتشوا فأنا قدامي كل الناس بترتشي، فمفيش حد إيديه نضيفة، أنا مش مصَدّق كده، بنت كل البنات اللي حواليها كل واحدة مصاحبة واحد فهي دايمًا بتقول في نفسها كل البنات مصاحبين أولاد، صحبة الأشرار بتجيب دايمًا سوء ظن عند الناس..

    ولو في يوم من الأيام شافت صاحبتها جالها تليفون فأخدت التليفون ووقفت في جنب كده، هتقول: ها! أهو اتصل عليها، وهي إنسانة أصلًا بتعمل عمل خير ومش عايزة حد يعرف إن هي بتعمل عمل الخير دا فهي واقفة في جنب بتتقي الله وبتعمل عمل خير، والتانية بتُسِيء بيها الظن، ليه؟ أصل رفقتها وكل اللي حواليها ناس مش كويسين فأصبحت بتظن إن كل الناس مش كويسة.
    حتى تلاقي الحرامي دايمًا -الناس بتقول لك كده- الحرامي شايف إن كل الناس حرامية، و-والعياذ بالله- اللي ماشية في الحرام شايفة إن كل الناس ماشيين في الحرام.

    يقول أبو حاتم: "صُحْبَة الأشرار تُوْرِث سوء الظن بالأخيار، ومَن خادن الأشرار لم يَسْلم من الدخول في جملتهم، فالواجب على العاقل أن يجتنب أهل الرَّيْبِ لئلا يكون مُرِيبًا، فكما أن صُحْبَة الأخيار تُوْرِث الخير كذلك أيضًا صُحْبَة الأشرار تُوْرِث الشر".
    وَضْع النفس في مواضع التهمة
    2. في كتير من الأوقات من الحاجات اللي بتخلي الناس دايمًا بيكون عندها سوء ظن بالناس ما بتبقاش راجعة ليا أنا اللي ظنيت بالإنسان ظن سوء، ولكن للي قدامي اللي -والعياذ بالله- بيَضَع نفسه في أماكن التُّهَم والريبة، فَمِن أسباب إساءة الناس الظن بالإنسان هو تواجد الإنسان في أماكن الريب، أماكن الفجور، واحد داخل كباريه، ماتقولّيش أنا داخل أنصح، لأ أنت داخل كباريه أنت داخل تشرب، داخل كباريه داخل تعمل معصية.

    علشان كده كان أمير المؤمنين عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- بيقول للناس في نصيحة جميلة جدًّا، كان يقول -رحمه الله-: "مَن أقام نفسه في مواطن التُّهَم لا يلومن من أساء به الظن". اللي في يوم من الأيام بيحُطّ نفسه في موطن ريبة، موطن تهمة، مايجيش بعد كده يلوم حد إنه في يوم من الأيام أساء الظن.

    علشان كده النبي -صلى الله عليه وسلم- لما كان معتكف في يوم من الأيام وجاءت السيدة صفية زوجة النبي -صلى الله عليه وسلم- فقعدت مع النبي في المسجد والدنيا كانت مضَلّمة، وبعد كده النبي قام علشان يوصَّلها، فالنبي واقف مع واحدة بالليل في مكان ضلمة ومحدش يعني.. فمر عليه رجلان من الأنصار، النبي علطول بسرعة قال لهم: "على رِسْلكما، إنها صفية" استنوا، السِّتّ اللي واقفة دي، دي صفية زوجتي، قالوا يا رسول الله يعني إحنا عمرنا ماهنشُكّ فيك!
    فقال: "إن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم، وإنِّي خشيت أن يقذف في قلوبكما شيئًا" صححه الألباني.
    شُفتوا النبي -صلى الله عليه وسلم- بيتعامل إزاي.
    الحقد والحسد
    3. من الأسباب اللي بتخلي بعض الناس بتُسيء الظن بالناس، اللي بيكون الحامل الأساسي على سوء الظن، الحقد والحسد بهذا الإنسان، علشان كده الإمام أبو طالب المكي -رحمه الله- كان يقول: "سوء الظن ما ظننتَه أنت من سوء رأيكِ فيه أو لأجل حقدٍ في نفسك عليه أو لسوء نيةٍ تكون أو لخُبْثِ حالٍ فيك تعرفها من نفسك فتحمل حال أخيك عليها وتقيسه بك فهذا هو سوء الظن والإثم".
    إيه معنى الكلام دا؟ بيقول إن بعض الناس بيُسِيء الظن بالناس؛ لإن هو أصلًا فيه جوَّاه مرض -والعياذ بالله-، بتبقى عاملة ازاي؟ أنا مليان حقد وغِلّ وحَسَد على زياد فبتكون النتيجة الحقد والغل والحسد دا بيخليني دايمًا أُسيء به الظن، لو بيعمل حاجة خير أنا هنقِلها أصلًا إنها تكون حاجة غلط، ولو بيعمل حاجة في قمة الطاعة أنا بنقِلها إن هي شر، اللي حمل على كده إيه؟ الحقد والحسد والعياذ بالله.
    الإسراف في الغيرة
    الأمر الرابع: إسراف الإنسان في الغيرة، الغيرة محمودة، ولكن فيه غيرة مذمومة، الغيرة المذمومة دي اللي بيتجاوز فيها الإنسان الحد، زي ماكان الإمام الغزالي -رحمه الله- بيقول: "لأن ذلك من سوء الظن الذي نُهِينا عنه، فإن بعض الظن إثم.." ثم نَقَل قَوْل علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- لما قال: "لا تُكْثِر الغيرة على أهلك فترميهم بالسوء" والعياذ بالله، فيه بعض الناس عندهم غيرة زيادة شوية على أهلهم فبالتالي بيرميهم بالسوء والعياذ بالله، عنده غيرة زيادة أنتِ كنتِ بتكلمي مين؟ مامتي والله، أنا كنت بكلمها دلوقتي، لالالأ وريني الرقم كدا.
    الغيرة الزيادة دي هي اللي حملته دايمًا على سوء الظن. والخير دايمًا إن يكون في قلبك الغيرة المحمودة اللي ربنا -سبحانه وتعالى- بيحبها.




    أنواع سوء الظن
    سوء ظن يؤدي إلى الكُفْر
    سوء الظن له أنواع كتيرة جدًّا بعضها والعياذ بالله بيكون بيوَصَّل للكُفْر، زي سوء الظن اللي بنسَمّيه سوء الظن بالله والعياذ بالله، إن إنسان يُسِيء الظن بالله -سبحانه وتعالى- ودا طبعًا سوء الظن المُحَرَّم، اللي هو ممكن في بعض الأوقات يوَدِّي الإنسان في داهية.
    زَيّ المنافقين اللي كانوا في زمن النبي -صلى الله عليه وسلم- في غزوة الخندق لما كانوا -والعياذ بالله- شافوا الأحزاب متجمعين قاموا قايلين علطول: "مَّا وَعَدَنَا اللَّـهُ وَرَسُولُهُ إِلَّا غُرُورًا" الأحزاب:12.
    وزَيّ ما ربنا قال في شأنهم: "يَظُنُّونَ بِاللَّـهِ غَيْرَ الْحَقِّ ظَنَّ الْجَاهِلِيَّةِ" آل عمران:154.
    ابن القيم بيقول: "وأعظم أنواع الذنوب هو إساءة الظن بالله -سبحانه وتعالى-" دا من أعظم أنواع المعاصي -والعياذ بالله-، الإنسان في يوم من الأيام يُسيء الظن بربه -سبحانه وتعالى-.
    سوء ظن جائز
    عندي كمان سوء ظن جائز، ممكن يكون في بعض الأوقات سوء الظن دا جائز، طب امتى يكون جائز؟ عندما يكون بإنسان هو أصلًا من أهل الريبة، إنسان مش كويس أصلًا، اشتُهِر بين الناس -والعياذ بالله- بالريبة، فأنا لازم أكون عندي استعداد إن ممكن الإنسان دا يغدُر في يوم من الأيام.
    سوء ظن مُسْتَحَب
    سوء الظن المُسْتَحَب اللي احنا بنأخذ عليه أجر إن الدولة المسلمة يكون دايمًا عندها سوء ظن بأعدائها، إن هُمَّ ممكن دلوقتِ يعملوا فينا حاجة معينة فأنا أكون متوقع الحاجة دي علشان أقدر أقِي نفسي منها.
    مصر وهي بتحارب إسرائيل أنا عندي ظن كده إن فيه تحركات على الجبهة الشرقية، فيه بياخدوا جنود زيادة فممكن هُمَّ يخشوا مصر من الجبهة الشرقية فأنا بَعَتّ جنود وبَعَتّ مُعِدَّات وبَعَتّ حاجات علشان يحموني من الجهة دي، وبالفعل ظني دا كان في محله، بدؤوا يخشوا علينا بس أنا كنت استعديت خلاص.
    دا سوء الظن المستحب اللي بيكون ما بين الإنسان وما بين عدوه، كما قال أبو حاتم -رحمه الله-: "سوء الظن المستحب كَمَن بينه وبين عَدُوِّه عداوة أو شحناء في دين أو دنيا يخاف على نفسه مكروهًا، فعندئذٍ يلزم سوء الظن بمكائده ومَكْرِه؛ لئلا يصادفه على غِرَّةٍ بمكره فيهلكه". أكون واخد بالي كويس جدًّا جدًّا جدًّا.
    سوء ظن مُحَرَّم
    سوء الظن اللي برضو ربنا -سبحانه وتعالى- حَرَّمه علينا، إن أنا أُسيء بمن ليس أهلًا للتُّهْمَة، إن أنا أُسِيء في يوم من الأيام الظن بإنسان هو مش أهل للتهمة.
    "كل الشيوخ بتوع بطنهم، كل الشيوخ دول -والعياذ بالله- مَيَّة من تحت تبن، كل الشيوخ دول ما أقولكش يعني أنا عارفهم كويس أوي ها؟ الناس دي مش.." والعياذ بالله..
    الناس دي مش أهل لهذه التهمة، فدا محرم، أنا أُحاسَب عليه بين يَدَيْ الله -سبحانه وتعالى-.




    مشكلات سوء الظن
    سوء الظن في يوم من الأيام لما بيخُشّ في قلب الإنسان بيملأ حياته مُفْسِدات، وبيملأ حياته مشاكل، من أعظم المشكلات اللي بيسببها لينا سوء الظن في حياتنا:
    يؤدي إلى النزاع والفرقة بين المسلمين
    المشكلات، الشقاق، النزاع، الخلاف، الفُرقة اللي بتحدث دايمًا بين الناس وبعضهم البعض، علشان كده كان بعض أهل العلم بيقول: إن مشكلة سوء الظن أنه "يزرع الشقاق بين المسلمين ويقطع حبال الأُخوة ويمزق وشائج المحبة ويزرع العداوة والبغضاء والشحناء في قلوب الناس".
    علشان كده ربنا -سبحانه وتعالى- حَرَّمه، فاوعي في يوم من الأيام تنَزِّلي في قلبك سوء ظن بإنسان هو ليس أهلًا لهذه التُّهْمَة.
    يطفح على الجوارح
    2. سوء الظن دا على فكرة عمل قلبي، إنما مشكلته الحقيقية إنه لازم يظهر على اللسان وعلى الجوارح، علشان كده ربنا قال لنا في القرآن:
    بسم الله الرحمن الرحيم "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ ۖوَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا" الحجرات:12.
    الإمام الغزالي بيقول هو ليه ربنا ذَكَر التلاتة دول مع بعض، قال لك أصل القلب لا يهدأ، أنا ظنيت سوء في فلان أو في فلانة، فالقلب دا ما بيكتفيش بسوء الظن بس فهو بيبقى عايز يتحقق فبيتحقق إزاي بقى؟ يبدأ يتجسس، وبعد ما يتجسس يبدأ يتكلم، فعلشان كده ربنا قال لنا الثلاث حاجات ورا بعض "إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ ۖوَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا".

    ابن القيم -رحمه الله- بيقول: سوء الظن هو إن القلب يمتلئ بالظنون السيئة بالناس -شوفوا ابن القيم الكلمة الجميلة بتاعته- حتى يطفح على لسانه وجوارحه.
    أنا في يوم من الأيام كنت سَيّئ الظن ببنت معينة في الشارع فبدأت بقى كده وهي خارجة بقيت ماشي وراها لحد عايز أعرف هي رايحة فين وجاية منين ومش عارف إيه، بعد كده لما قعدت مع أستاذ ياسر وأستاذ محمد وأستاذ إبراهيم وأستاذ أحمد، هو انتوا ماعرفتوش؟ مش فلانة طلعت ماشية مع فلان، مش فلانة أنا.. بدأ يظهر على الجوارح، هي دي مشكلة دايمًا سوء الظن.
    يؤدي إلى انعدام الثقة بالناس
    3. مشكلة سوء الظن دايمًا إنه بيعدم الثقة بالآخرين، أي موطن ثقة في قلبي تجاه الناس بيُعْدَم تمامًا، الإمام الزمخشري -رحمه الله- بيقول لنا: "قيل لعالِم: مَن أسوأ الناس حالًا؟ قال: مَن لا يثق بأحد لسوء ظنه، ولا يثق به أحد لسوء فعله". كلمة جميلة أوي ياريت نركز فيها، بيقول: "قيل لعالِم: مَن أسوأ الناس حالًا؟ قال: مَن لا يثق بأحد لسوء ظنه.." عمره ما وثق في حد لأنه سيئ الظن دايمًا، ".. ولا يثق به أحد لسوء فعله".
    مدخل من مداخل الشيطان
    مشكلة سوء الظن إنه مدخل كبير جدًّا من مداخل الشيطان، وهو حاجة كبيرة جدًّا الشيطان دايمًا بيلعب عليها علشان يطَلّق فلانة، لإنه خلَّى زوجها يُسيء الظن بيها، وخلَّى فلانة تسيب زوجها لأنها أساءت الظن بيه، وخلَّى فلانة وفلانة الأصحاب اللي بقالهم عشرين سنة أصحاب فَرَّق بينهم بسبب سوء ظن لحاجة مش موجودة أصلًا.
    الإمام الغزالي كان -رحمه الله- يقول: "من عظيم حِيَل الشيطان سوء الظن بالمسلمين" دا من أعظم حِيَل الشيطان، سوء الظن بالمسلمين.

    أظن بقى واضح لينا أوي إن أغلب المشكلات اللي بتقابلنا في حياتنا كان مبدأها الأساسي هو سوء الظن اللي ممكن في يوم من الأيام يكون دخل في قلب أخت من الأخوات أو أخ من الإخوة.




    علاج سوء الظن
    المرض دا له علاج؟ آه طبعًا له علاج، طب يا ترى هنعالج قلوبنا إزاي من سوء الظن؟
    حَمْل الأمور على الخير
    أول حاجة: إن أي موقف أو أي فعل في يوم من الأيام أنت شُفته حاول دايمًا تتأوله على أحسن تأويل، زي ما كان عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- يقول: "لا يحل لامرئٍ مسلم إذا سمع من أخيه كلمة أن يظن بها سوءًا وهو يجد لها في شيءٍ من الخير مخرجًا". الكلمة اللي أخوك قالها لك ما تفضلش تقول هو كان قصده بيها إيه، وبعد كده تحملها على أسوأ المحامل، لأ احملها على أفضل شيء.

    عبد الله بن عباس -رضي الله عنه- كان يقول: "والله ما بلغني عن أخٍ مكروه قط إلا أنزلتُه إحدى ثلاث منازل: إن كان فوقي عرفت له قدره، وإن كان نظيري تفضلت عليه، وإن كان دوني لم أُسِئ إليه، هذه سيرتي في نفسي، فمَن رغب عنها فأرضُ الله واسعة" أنا عمري في حياتي ما أُسِيء الظن بالناس.
    "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِّنَ الظَّنِّ".
    ابن سيرين -رحمه الله- كان يقول: "إذا بلغك عن أخيك شيئًا فالتمس له عذرًا، فإن لم تجد له عذرًا فقل لعل له عذر وأنا لا أعرفه" لعل أخويا له عذر وأنا لا أعرفه، سبحان الله.
    الابتعاد عن صُحْبَة الأشرار
    2. حاول دايمًا تبعد عن الناس اللي -والعياذ بالله- مصاحبتهم شر بالنسبة لك، وهي بتكون سبب لإن المرض دا يكون موجود عندك، يقول أبو حاتم -رحمه الله-: "الواجب على العاقل أن يجتنب أهل الرَّيْب لئلا يكون شبيهًا بهم فإن صُحْبَة الأخيار تُوْرِثُ الخير وصحبة الأشرار تورث الشر".
    الابتعاد عن مواطن التُّهَم
    3. أن يبتعد الإنسان مِنَّا عن مواطن التُّهَم، ابعد نفسك عن المواطن اللي ممكن في يوم من الأيام يكون الإنسان في تهمة.
    التَّحَقُّق والتَّثَبُّت
    الأمر الرابع: التحقق، يعني إيه؟ واحد في يوم من الأيام أنا كنت مريض جدًّا جدًّا جدًّا وتعبان وفي المستشفى، كان عندي أزمة كبيرة جدًّا، والتليفون مش معايا، لإن للأسف لما وقعت التليفون ماكنش معايا، رحت المستشفى وهو قعد يتصل عَلَيَّ مرة واتنين وتلاتة وأربعة وخمسة، لما ربنا -سبحانه وتعالى- أعانني ووفقني وقُمت لقيته باعتلي رسالة فبيقول لي: هو ليه الكِبْر؟ اتصلت عليك كتير وأنت مارديتش عليَّ! انتوا ليه متكبرين؟ لا والله أنا كنت في المستشفى، بس، أنا كنت مريض، هي دي المشكلة..
    هَرْفَع سماعة التليفون، محمد اتصلت عليك امبارح كتير جدًّا، عَلّه خير إن شاء الله، فيه عندك مشكلة؟ والله أنا عندي مشكلة كبيرة جدًّا ومعلش سامحني مش قادر أرد على التليفون، لا طب قول لي وأنا أساعدك، أنا جايلك حالًا أشوف إيه المشكلة.

    التَّحَقُّق، اوعى في يوم من الأيام الشيطان يرمي في قلبك بذرة سوء ظن فتكبر وتبقى شجرة كبيرة، لأ دا من البداية أنا لازم لو في يوم من الأيام أخويا عمل موقف أو عمل حاجة غلط أنا أروح أكلمه يا فلان ماذا عَنَيْت بهذه الكلمة؟ أنا خايف إن الشيطان يقذف في قلبي شيء فأنا قلت أفاتحك في الموضوع، أنت أكيد كنت تقصد بها الخير صح؟ هو يقول لي: والله أنا ماكنت أريد بها إلا الخير بفضل الله -سبحانه وتعالى-.

    جميل إن يكون فيه بيننا مبدأ التثَبُّت والتَّبَيُّن والتَّحَرِّي، ما أبقاش كورة الشيطان عَمَّال يلعب بيها يمين وشمال،هو دا حال الإنسان لما بيستجيب لوساوس الشيطان المتعلقة بسوء الظن بالآخرين، الإنسان الذكي اللي بيمشي على الأصول دي وبيشيل من قلبه الشجرة الخبيثة شجرة سوء الظن.



    الخاتمة
    ياريت نُحْسِن الظن في ربنا -سبحانه وتعالى- إذا مَرَّت بنا مشكلات ونكون على يقين أن الخير دائمًا فيما اختاره الله -سبحانه وتعالى-، ودايمًا أنا بأُحْسِن الظن بالناس اللي هُمَّ أهل لذلك، أما أهل الشر والفساد فأنا دايمًا أُسِيء بهم الظن علشان محدش في يوم من الأيام منهم يؤذيني.

    أسأل الله -سبحانه وتعالى- إنه يطهّر قلوبنا من سوء الظن ومن أمراض القلوب ويجعل قلبي وإياكم قلب أبيض رقيق نقي قريب من الله -سبحانه وتعالى-.
    هذا وصلى الله على نبينا محمد وآله وصَحْبه وسلم.
    تم بحمد الله
    شاهدوا الدرس للنشر على النت في قسم تفريغ الدروس في منتديات الطريق إلى الله وتفضلوا هنا:
    https://forums.way2allah.com/forumdisplay.php?f=36
    التعديل الأخير تم بواسطة سلمى أم عمر; الساعة 07-08-2017, 03:23 AM.

    تعليق


    • #3
      جزاكم الله خيرا ونفع بكم

      تعليق


      • #4
        لينك التلخيص للدرس غير مفعل
        فَرِّغْ خاطرك للهمِّ بما أُمرتَ به, ولا تشغله بما ضُمن لك,
        فإن الرزق والأجل قرينان مضمونان. فما دام الأجل باقياً, كان الرزق آتياً.
        وإذا سد عليك بحكمته طريقاً من طرقه, فتح لك برحمته طريقاً أنفع لك منه

        تعليق


        • #5
          تلخيص درس حسن الظن
          من أخطر أمراض القلوب.. سوء الظن
          الإمام الشافعي -رحمه الله- مرِض في يوم فدخل عليه حد من أصحابه فواحد منهم بيدعي للإمام الشافعي، فقال له: "قَوَّى الله ضعفك يا إمام"، قَوَّى الله ضعفك يعني الضعف يزداد، بس هو كان بيقصد بيها معنى تاني خالص، يعني ربنا ينجيك من المرض دا، قال الإمام الشافعي له: "لو قَوَّى الله ضعفي لهلكت"، فقال له: والله ما أردت إلا الخير، فقال له الإمام: "والله أعلم أنك ما أردت إلا الخير، والله لو سَبَبْتَني لعلمتُ أنك لا تريد إلا الخير". دي الناس أصحاب القلوب النقية السليمة اللي تتعامل مع الناس بإحسان ظن.
          من الأخلاق السيئة جدًّا سوء الظن بالناس، بتحصل مشاكل كبيرة جدًّا بسبب سوء ظن.
          السيدة عائشة -رضي الله عنها- بتحكي: "لما كانت ليلتي التي هو عندي -تعني: النبي صلى الله عليه وسلم-، انقلب، فوضع نعليه عند رجليه، ووضع رداءه... ثم انتعل رويدًا، وأخذ رداءه رويدًا، ثم فتح الباب رويدًا، وخرج"، قالت: فألقى الشيطان في قلبي أنه قد ذهب إلى بعض نسائه.. "جعلت درعي في رأسي، واختمرت وتقنعت إزاري، فانطلقت في إثره، حتى جاء البقيع، فرفع يديه ثلاث مرات، وأطال القيام ثم انحرف، فانحرفت، فأسرع، فأسرعت، فهرول فهرولت.. وسبقته، فدخلت، فليس إلا أن اضطجعت، فدخل.." "فقال: مالك يا عائشة، حشيا رابية"، أنت إيه هبطانة كده ليه؟ فقالت: لا يا رسول الله.. فاتلجلجِت في الكلام، فقال النبي: "لتخبرني، أو ليخبرني اللطيف الخبير"، قالت: يا رسول الله ظننت أنك قد ذهبت إلى بعض نسائك، قال: "فأنتِ السواد الذي رأيت أمامي؟" فأشارت برأسها، أيوا أنا، فقال "أظننتِ أن يحيف الله عليك ورسوله؟" صححه الألباني. أحرَّبَكِ شيطانُكِ يا عائشة؟ السيدة عائشة كانت ذكية جدًّا قالت: "يا رسول الله أو ليس لك شيطان؟" قال النبي -صلى الله عليه وسلم- "وإيَّايَ إلَّا أنَّ اللَّهَ أعانَني علَيهِ فأسلَمَ فلا يأمرُني إلَّا بخيرٍ" صحيح مسلم.
          هي دي المشكلة، الشيطان يتلاعب بالإنسان وبخاصة مع حتة سوء الظن، تقول عائشة: "فقدتُ رسولَ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- ليلةً من الفراشِ.." فقلت الآن ذهب إلى بعض نسائه، قالت: "فالتمستُه فوقعتْ يدي على بطن قدميْه وهو في المسجد وهما منصوبتان وهو يقول: اللهم أعوذ برضاك من سخطك، وبمعافاتك من عقوبتك، وأعوذ بك منك لا أُحْصي ثناءً عليك أنت كما أثنيت على نفسِك" صحيح مسلم، فعندها السيدة عائشة ندمت ندم شديد جدًّا وقالت: سبحان الله إنك يا رسول الله لَفِي شأن وأنا في شأن آخر.
          سوء الظن من الأمراض اللي ممكن في يوم من الأيام إذا نزلت في قلب إنسان تدمر كل علاقة كويسة بينه وبين حد.
          يعني إيه سوء ظن؟
          *الإمام الماوردي -رحمه الله- يقول: "سوء الظن هو عدم الثقة بِمَن هو له أهل"
          *ابن القيم -رحمه الله- يقول:"سوء الظن هو امتلاء القلب بالظنون السيئة بالناس حتى يطفح هذا على اللسان والجوارح".
          *وابن كثير -رحمه الله- يقول: "هو التهمة والتَّخَوُّن للأهل والأقارب والناس في غير محله".
          لازم القيد دا يكون موجود، سوء الظن معناه إن أنا أتهم إنسان وهو ليس أهلًا لهذا الاتهام.
          احذر سوء الظن
          *النبي -صلى الله عليه وسلم- قال : "ما أعظمكِ وأعظم حرمتكِ، ولَلْمُؤمن أعظم حُرْمَةً عند الله منكِ، إن الله حَرَّم منكِ واحدة -الكعبة-، وحرم من المؤمن ثلاثًا، دمه، وماله، وأن يُظَنَّ به ظن السوء" إسناده حَسَن رجاله ثقات.
          *النبي -صلى الله عليه وسلم- يقول: "إياكم والظن، فإن الظن أكذب الحديث" صحيح البخاري.
          *ربنا -سبحانه وتعالى- قال : "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ ۖوَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا" الحجرات:12.
          أسباب سوء الظن عند الناس
          • التَّأسِّي بالأصحاب إن الإنسان مصاحب ناس مليانة بسوء الظن، كلهم بيُسِيئوا الظن ببعض، فطبيعي المرض دا هينتقل ليك، وزَيّ ما أمراض البدن بتنتقل من إنسانٍ لآخر أمراض القلوب بتنتقل من إنسان لآخر.
            يقول أبو حاتم: "صُحْبَة الأشرار تُوْرِث سوء الظن بالأخيار، ومَن خادن الأشرار لم يَسْلم من الدخول في جملتهم، فالواجب على العاقل أن يجتنب أهل الرَّيْبِ لئلا يكون مُرِيبًا، فكما أن صُحْبَة الأخيار تُوْرِث الخير كذلك أيضًا صُحْبَة الأشرار تُوْرِث الشر". أنا معايا في المكتب اتنين بيسرقوا، فبتكون النتيجة أني بتعامل مع الناس إن كل الناس بتسرق، اتنين في المكتب بيرتشوا فأنا قدامي كل الناس بترتشي، صحبة الأشرار بتجيب دايمًا سوء ظن عند الناس..
          • وَضْع النفس في مواضع التهمة *اللي بيَضَع نفسه في أماكن التُّهَم والريبة، تواجد الإنسان في أماكن الريب، علشان كده كان عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- بيقول: "مَن أقام نفسه في مواطن التُّهَم لا يلومن من أساء به الظن".
            *النبي -صلى الله عليه وسلم- لما كان معتكف وجاءت السيدة صفية فقعدت مع النبي في المسجد وبعد كده النبي قام علشان يوصَّلها، فالنبي واقف مع واحدة بالليل في مكان ضلمة فمر عليه رجلان من الأنصار، النبي بسرعه قال لهم: "على رِسْلكما، إنها صفية" قالوا يا رسول الله يعني إحنا عمرنا ماهنشُكّ فيك! فقال: "إن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم، وإنِّي خشيت أن يقذف في قلوبكما شيئًا" صححه الألباني.
          • الحقد والحسد الإمام أبو طالب المكي -رحمه الله- كان يقول: "سوء الظن ما ظننتَه أنت من سوء رأيكِ فيه أو لأجل حقدٍ في نفسك عليه أو لسوء نيةٍ تكون أو لخُبْثِ حالٍ فيك تعرفها من نفسك فتحمل حال أخيك عليها وتقيسه بك فهذا هو سوء الظن والإثم"، بعض الناس بيُسِيء الظن بالناس؛ لإن هو أصلًا فيه جوَّاه مرض مليان حقد وغِلّ وحَسَد بيخليه دايمًا يسيء الظن.
          • الإسراف في الغيرةالغيرة المذمومة دي اللي بيتجاوز فيها الإنسان الحد، الإمام الغزالي -رحمه الله- بيقول: "لأن ذلك من سوء الظن الذي نُهِينا عنه، فإن بعض الظن إثم.." ثم نَقَل قَوْل علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- لما قال: "لا تُكْثِر الغيرة على أهلك فترميهم بالسوء" . والخير دايمًا إن يكون في قلبك الغيرة المحمودة اللي ربنا -سبحانه وتعالى- بيحبها.
            أنواع سوء الظن
          • سوء ظن يؤدي إلى الكُفْراللي بنسَمّيه سوء الظن بالله ودا طبعًا سوء الظن المُحَرَّم، زَيّ المنافقين اللي كانوا في زمن النبي -صلى الله عليه وسلم- في غزوة الخندق لما قالوا: "مَّا وَعَدَنَا اللَّـهُ وَرَسُولُهُ إِلَّا غُرُورًا" الأحزاب:12. ربنا قال في شأنهم: "يَظُنُّونَ بِاللَّـهِ غَيْرَ الْحَقِّ ظَنَّ الْجَاهِلِيَّةِ" آل عمران:154. ابن القيم بيقول: "وأعظم أنواع الذنوب هو إساءة الظن بالله -سبحانه وتعالى-"
          • سوء ظن جائزعندما يكون بإنسان هو أصلًا من أهل الريبة.
          • سوء ظن مُسْتَحَبسوء الظن المستحب اللي بيكون ما بين الإنسان وما بين عدوه، كما قال أبو حاتم -رحمه الله-: "سوء الظن المستحب كَمَن بينه وبين عَدُوِّه عداوة أو شحناء في دين أو دنيا يخاف على نفسه مكروهًا، فعندئذٍ يلزم سوء الظن بمكائده ومَكْرِه؛ لئلا يصادفه على غِرَّةٍ بمكره فيهلكه".
          • سوء ظن مُحَرَّمإن أنا أُسيء بمن ليس أهلًا للتُّهْمَة.
            مشكلات سوء الظن
            لما بيخُشّ في قلب الإنسان بيملأ حياته مُفْسِدات، وبيملأ حياته مشاكل، من أعظم هذه المشكلات
          • يؤدي إلى النزاع والفرقة بين المسلمينالمشكلات، الشقاق، النزاع، الخلاف، الفُرقة، بعض أهل العلم بيقول: إن مشكلة سوء الظن أنه "يزرع الشقاق بين المسلمين ويقطع حبال الأُخوة ويمزق وشائج المحبة ويزرع العداوة والبغضاء والشحناء في قلوب الناس".
          • يطفح على الجوارحسوء الظن دا عمل قلبي، إنما مشكلته الحقيقية إنه لازم يظهر على اللسان وعلى الجوارح، ربنا قال: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ ۖوَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا" الحجرات:12.
            الإمام الغزالي بيقول ليه ربنا ذَكَر التلاتة دول مع بعض، قال لك أصل القلب ما بيكتفيش بسوء الظن بس فهو بيبقى عايز يتحقق، يبدأ يتجسس، وبعد ما يتجسس يبدأ يتكلم.
            ابن القيم -رحمه الله- بيقول: سوء الظن هو إن القلب يمتلئ بالظنون السيئة بالناس حتى يطفح على لسانه وجوارحه.
          • يؤدي إلى انعدام الثقة بالناسبيعدم الثقة بالآخرين، الإمام الزمخشري -رحمه الله- بيقول لنا: "قيل لعالِم: مَن أسوأ الناس حالًا؟ قال: مَن لا يثق بأحد لسوء ظنه، ولا يثق به أحد لسوء فعله".
          • مدخل من مداخل الشيطانالإمام الغزالي كان -رحمه الله- يقول: "من عظيم حِيَل الشيطان سوء الظن بالمسلمين" دا من أعظم حِيَل الشيطان.
            أغلب المشكلات اللي بتقابلنا في حياتنا كان مبدأها الأساسي هو سوء الظن
            علاج سوء الظن
          • حَمْل الأمور على الخير*عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- يقول: "لا يحل لامرئٍ مسلم إذا سمع من أخيه كلمة أن يظن بها سوءًا وهو يجد لها في شيءٍ من الخير مخرجًا".
            *عبد الله بن عباس -رضي الله عنه- كان يقول: "والله ما بلغني عن أخٍ مكروه قط إلا أنزلتُه إحدى ثلاث منازل: إن كان فوقي عرفت له قدره، وإن كان نظيري تفضلت عليه، وإن كان دوني لم أُسِئ إليه، هذه سيرتي في نفسي، فمَن رغب عنها فأرضُ الله واسعة".
            *ابن سيرين -رحمه الله- كان يقول: "إذا بلغك عن أخيك شيئًا فالتمس له عذرًا، فإن لم تجد له عذرًا فقل لعل له عذر وأنا لا أعرفه".
          • الابتعاد عن صُحْبَة الأشراريقول أبو حاتم -رحمه الله-: "الواجب على العاقل أن يجتنب أهل الرَّيْب لئلا يكون شبيهًا بهم فإن صُحْبَة الأخيار تُوْرِثُ الخير وصحبة الأشرار تورث الشر".
          • الابتعاد عن مواطن التُّهَم
          • التَّحَقُّق والتَّثَبُّت اوعى في يوم من الأيام الشيطان يرمي في قلبك بذرة سوء ظن فتكبر وتبقى شجرة كبيرة، لأ لو في يوم من الأيام أخويا عمل موقف أو حاجة غلط أنا أروح أكلمه يا فلان ماذا عَنَيْت بهذه الكلمة؟ أنت أكيد كنت تقصد بها الخير صح؟.
            جميل إن يكون فيه بيننا مبدأ التثَبُّت والتَّبَيُّن والتَّحَرِّي، ما أبقاش كورة الشيطان عَمَّال يلعب بيها يمين وشمال.
            الخاتمة
            ياريت نُحْسِن الظن في ربنا -سبحانه وتعالى- ودايمًا أنا بأُحْسِن الظن بالناس اللي هُمَّ أهل لذلك، أما أهل الشر والفساد فأنا دايمًا أُسِيء بهم الظن علشان محدش في يوم من الأيام منهم يؤذيني.
            أسأل الله -سبحانه وتعالى- إنه يطهّر قلوبنا من سوء الظن ومن أمراض القلوب ويجعل قلبي وإياكم قلب أبيض رقيق نقي قريب من الله -سبحانه وتعالى-.
            هذا وصلى الله على نبينا محمد وآله وصَحْبه وسلم.
          فَرِّغْ خاطرك للهمِّ بما أُمرتَ به, ولا تشغله بما ضُمن لك,
          فإن الرزق والأجل قرينان مضمونان. فما دام الأجل باقياً, كان الرزق آتياً.
          وإذا سد عليك بحكمته طريقاً من طرقه, فتح لك برحمته طريقاً أنفع لك منه

          تعليق


          • #6
            حزاكم الله خيرا


            اللهم بارك لى فى اولادى وارزقنى برهم وأحسن لنا الختام وارزقنا الفردوس الأعلى

            تعليق


            • #7
              جزاكم الله خيرًا

              تعليق

              يعمل...
              X