
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله..
مضى رمضان بأجواءه الإيمانية .. بروحانياته وجمال خشوعه و سكينته ..
نفس كانت تائهة فوجدت السعادة حين ذاقت حلاوة الطاعات .. ولذة القرآن ..
حين عاشت فيه برد السكينة .. وجمال الصحبة .. وروعة الأخلاق
وتخطت فرحةُ اللُقيا كبرقٍ ** وسمانا أظلمت بعد التماعِ
آه لو تدري بحزني وارتياعي ** حين قالوا أشرقت شمسُ الوداعِ
ثم سرعان ما ودعته بدموع الألم ..
أيا رمضان كيف تتركني ؟بعدما ذقت معك السعادة والسكينة ..
أرجوك لا تتركني .. أتراك تعود وتلقاني .. أم تراك تأتي وقد أغمضت عيني ..
فقال: لابد أن أمضي .. ولكن .. كوني على العهد .
هكذا ودعت رمضان .. وبدأت تلك النفس تجاهد حتى تبقى على العهد ..
حاولت أن تستمر على الطاعة التي ذاقت حلاوتها ولذتها .. لكن سرعان ما مضى شوال كله ولم تذق تلك اللذة ..
ذهبت تلك السكينة .. ثم دب إلى قلبها الفتور فلم تعد تذق تلك الحلاوة ..
أصبحت تؤدي الفروض وتتكاسل عن النوافل..
هجرت مصحفها ..
جلسة المناجاة التي كانت تفيض على روحها الخشوع .. ضاعت مع طول السهر قتلا للملل على مواقع التواصل ..
ماذا حدث ؟؟ وكيف حدث؟؟

إنه اختبار قوي بعد مواسم الطاعات يتعرض له كل مؤمن ، ينجح فيه أو يرسب على حسب فهمه لتلك المواسم .
فقد مضت أيام رمضان قضيناها في حرص على الطاعة و مسارعة إلى الخيرات ودوام الذكر وتلاوة القرآن ، ومواصلة الدعاء والتضرع والابتهال والمسابقة في الإنفاق والبذل والإحسان .
وكأنه بمثابة دورة تدريبية مكثفة ، تنتهي وقد ألفت النفس تلك الطاعات فيسهل المداومة والثبات عليها .
فنصيحتي لنفسي ولكِ أخيتي بعد رمضان أن نتخذ لأنفسنا هدفا نعمل من أجله وهو المداومة على الطاعة والثبات على أعمال صالحة وإن قلت .
ولنضع وصية النبي صلى الله عليه وسلم نصب أعيينا ،
فقد سُئِلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " : أَيُّ الْأَعْمَالِ أَحَبُّ إِلَى اللَّهِ ؟" قَالَ : "أَدْوَمُهَا وَإِنْ قَلَّ "[ رواه البخاري ومسلم ]
نسأل الله أن يثبتنا على الطاعات وأن يذيقنا حلاوتها ولذتها .

دمتن على طاعة .
تعليق