Tweet
بسم الله الرحمن الرحيم
أحب أن أستهل حديثي بآيات من كتاب الله عز وجل.
قال الله تعالى: " هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيَاءً وَالْقَمَرَ نُورًا وَقَدَّرَهُ مَنَازِلَ لِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ ۚ مَا خَلَقَ اللَّهُ ذَٰلِكَ إِلَّا بِالْحَقِّ ۚ يُفَصِّلُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ (5) إِنَّ فِي اخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَمَا خَلَقَ اللَّهُ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَّقُونَ (6)"(سورة يونس)
لقد حدث اليوم في المدينة التي أقطنها في الصين آية من آيات الله في الله في الكون.
لقد حدث كسوف كلي للشمس ويقال من العلماء أنه الأطول في هذا القرن.
ويسن في هذه الظروف أن نفزع إلى الله أن يكشف عنا البلاء، فقد جاء في الحديث الصحيح عن أبي موسى الأشعري " خسفت الشمس، فقام النبي صلى الله عليه وسلم فزعا ، يخشى أن تكون الساعة، فأتى المسجد، فصلى بأطول قيام وركوع وسجود رأيته قط يفعله، وقال: هذه الآيات التي يرسلها الله، لا تكون لموت أحد، ولا لحياته، ولكن يخوف الله بها عباده، فإذا رأيتم شيئا من ذلك، فافزعوا إلى ذكره ودعائه واستغفاره"(البخاري – الجامع الصحيح 1059)
والحمد لله الذي من علينا بمعرفة ذلك والحمد لله الذي وفقنا إلى هذه الصلاة.
وهذه الصلاة تصلى أيضا في وقت خسوف القمر، والحديث الآتي يعلمنا كيف صلاها النبي صلى الله عليه وسلم أسوتنا وقدوتنا ومعلمنا عليه أفضل الصلاة والسلام:
فعن عائشة رضي الله عنها: " خسفت الشمس في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بالناس، فقام فأطال القيام، ثم ركع فأطال الركوع، ثم قام فأطال القيام، وهو دون القيام الأول، ثم ركع فأطال الركوع، وهو دون الركوع الأول، ثم سجد فأطال السجود، ثم فعل في الركعة الثانية مثل ما فعل في الأولى، ثم انصرف، وقد انجلت الشمس، فخطب الناس، فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال: إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله، لا ينخسفان لموت أحد ولا لحياته، فإذا رأيتم ذلك فادعوا الله، وكبروا وصلوا وتصدقوا. ثم قال: يا أمة محمد، والله ما من أحد أغير من الله أن يزني عبده أو تزني أمته يا أمة محمد والله لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلا ولبكيتم كثيرا."(صحيح - البخاري – الجامع الصحيح 1044)
ومما أثار دهشتي أننا في خلال صلاتنا وعندما اختفت الشمس كليا كان الصينيون يهللون ويقومون بفرقعة الألعاب النارية.
قال الله تعالى: " وَمَا تَأْتِيهِمْ مِنْ آيَةٍ مِنْ آيَاتِ رَبِّهِمْ إِلَّا كَانُوا عَنْهَا مُعْرِضِينَ (4)" (سورة الأنعام)
سبحان الله الذي أرسل لنا هذه الآيات تخويفا منه ليزيد معها إيماننا بأن الله هو الخالق البارئ وهو على كل شيء قدير.
قال الله تعالى:" وَمَا نُرْسِلُ بِالْآيَاتِ إِلَّا تَخْوِيفًا (59)"(سورة الإسراء)
حقيقة حمدت الله على نعمة الإسلام، فالكثير لا يعرفون هذه النعمة ولا يقدروها:
ومما زادني فخرا وتيها وكدت بأخمصي أطأ الثريا
دخولي تحت قولك يا عبادي وأن أرسلت أحمد لي نبيا
اللهم اجعلنا مسلمين لك ومن ذريتنا أمة مسلمة لك
اللهم أحينا على الإسلام وأمتنا على الإسلام
اللهم اغفر للمسلمين والمسلمات أجمعين
اللهم ارحم موتى المسلمين والمسلمات أجمعين
اللهم ارحم أبي وأمي واجعل قبورهما روضة من الجنة واجعل مثواهما إلى جنة الفردوس الأعلى
اللهم ارحمنا إذا صرنا إلى ما صاروا إليه
اللهم أجرنا من عذاب القبر ومن عذاب جهنم
اللهم أمنا يوم الفزع الأكبر يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم
اللهم صلي وسلم وبارك على سيد الخلق نبينا وحبيبنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
تعليق