السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هل غضبت من أحبائك ذات مرة وبشدة...!!
فانسكب في نفسك شيء من النفور، وامتلأ قلبك بمشاعر سلبية تجاههم؟
فتنقلب حياتك في لحظات الخصام مع أحبتك، وما اعتقدته سحابة صيف يتحول
إلى غيوم سوداء ملبدة ، وبرق ورعد وصواعق، وعواصف ووحل !
وتتحول أنت بعدها إلى شخص آخر، جاف الطباع، تختار أقسى الكلمات وأخشنها،
تتحدث باقتضاب، وترد بقسوة، ويصبح الجو مشحوناً ملغوماً،
أي شيء يستفزك، أي موقف يدفع بحنجرتك لتعمل بأعلى كفاءة ليمتلئ البيت صراخاً،
وتتجمع كل تقاطيع وجهك المنبسطة في عقدة مخيفة تحتل كل الجبين !!
وأنت إذ تتأمل نفسك، تنبهر بما يحدث، فأنت لست بهذه القسوة ولا تلك العصبية،
وتتساءل:
وتتساءل:
كيف تبرد مشاعرك الدافئة؟
وكيف يغتال الصراخ عذوبة حديثك؟
وكيف تقف الكلمات الحنونة الجميلة على أطراف شفتيك تتسلل إلى الداخل كلما هَممت بتلفظها؟!
ألا تختلط عليك مشاعرك حينها، وتتساءل:
كيف يتوارى الحب فجأة ليختبئ خلف هذا الجبل الهائل من الغضب؟ ما الذي يعكر صفو
نهر الحب الجاري بين الأحبة والاخوة بهذه الصورة وبهذا القدر؟!
ألا تنتظر ما ينعش فؤادك، كلمة، لفتة، عتاب،
فلا تجد سوى دموعك مطراً ينهمر لتنبت كل الأوجاع!
فتصاب بالخيبة والكآبة، وتتمنى أن لا تطول لحظات الخصام،
وتتمنى أن يعطيك حبيبك إشارة ولو صغيرة لتلقي بحمول فؤادك المضنية عند أعتاب قلبه،
لتكتشف حينها أن الذي أتعبك هو ليس المشاكل بذاتها واختلاف وجهات النظر
،
إنما البعد وطول فترة الخصام..
،
إنما البعد وطول فترة الخصام..
فالحياة من غيراخواننا و أحبتنا جافة فمن يهزم الخوف والكآبة والألم والوحدة؟
من يفعل ذلك غير الأحبة؟
وطالما الأمر كذلك، فلماذا نطيل لحظات الخصام،
فنجعلها تأكل جهدنا، ووقتنا، وعمرنا، وحبنا؟
لماذا ندع الغضب يحرق فرحتنا وأعصابنا؟
نعم، نحن نتخاصم مع أحبتنا، مع أزواجنا، وأولادنا ، وإخواننا وأصدقائنا،
لكن كيف نتعامل مع هذا الخصام؟ ألا نبالغ في تعقيده شيئاً فشيئاً حتى يستعصي الحل؟!
لماذا لا نعطيه حجمه الحقيقي من جهدنا ووقتنا؟! لماذا لا نسعى للصلح؟
لكن ماذا يكون بعد الصلح .. هل سوف يكون صادقاً ام وقتي ..!
وما هو مدى تأثير هذا الخصـام على نفسكـ
هل سوف يتركـ اثراً بالغاً في نفس كلاكما ..؟!
ولكن عندما نعيش حلاوة الصلح بصدق ، تتقزّم مرارة الخصام في نفوسنا.؟
ومَن غير الأحبة نعيش معهم حلاوة القرب؟
فما أتعسنا بخصامكم أيها الأحبة، وما أجمل الصلح بعد الخصام ..
فكفاية زعل الاخوة هم الاخوة
فكفاية زعل الأحبة هم الأحبة
تعليق