حبيباتي في الله أضع بين أيديكم كتيب الحجاب لماذا ؟؟لشيخنا محمد بن إسماعيل المقدم حفظه الله تعالى اسأل الله أن ينفعنا وإياكم وان يجعله وان يجعله في ميزاننا وإياكم وان ينفع به كل من وقعت عليه عيناه أميـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــن "
المقــــــــــــــــــدمــــــــــــــــــــــــــ ــــة :-
الحمد لله رب العالمين ، الرحمن الرحيم مالك يوم الدين ، والعاقبة للمتقين ، ولا عدوان إلا على الظالمين .
اللهم صَــلِّ وبارك على عبدك ورسولك مُحمد ، وعلى آله وصحبه أجمعين .
أما بعد :
فقد لقيت المرأة المسلمة من التشريع الإسلامي عناية فائقة، كفيلة بأن تصون عفتها ، وتجعلها عزيزة الجانب ، سامية المكانة ، وان الضوابط التي فرضت عليها في ملبسها وزينتها ولم تكن إلا لسد ذريعة الفساد الذي ينتج عن التبرج بالزينة ، فما صنعه الإسلام ليس تقييداً لحرية المرأة ، بل هو وقاية لها أن تسقط في دَرَكِ المهانة ، ووحل الابتذال ، أو تكون مسرحا لأعين الناظرين .
وفى هذه العُجالة نذكر فضائل الحجاب للترغيب فيه ، والتبشير بحسن عاقبته ، وقبائح التبرج للترهيب منه، والتحذير من سوء عاقبته في الدنيا والآخرة ، والله سبحانه وتعالى من وراء القصد ، وهو حسبنا ونعم الوكيل.
فضـــــــــــــــــائل الحجــــــــــــــــــــــــاب :-
الحجاب طاعة لله عز وجل وطاعة لرسول الله صلى الله عليه وسلم
اوجب الله تعالى طاعته وطاعة رسوله صلى الله عليه وسلم فقال :
{وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالاً مُّبِيناً }الأحزاب36
وقال الله – عَزَّ وجَلَّ - : {فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّىَ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ يَجِدُواْ فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجاً مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُواْ تَسْلِيماً }النساء65
وقد أمر الله – سبحانه وتعالى – النساء بالحجاب ، فقال – عَزَّ وجَلَّ - :{وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ }النور31 ، وقال – عَزَّ وجَلَّ - : {وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى }الأحزاب33 وقال – عَزَّ وجَلَّ:
{وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعاً فَاسْأَلُوهُنَّ مِن وَرَاء حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ }الأحزاب53 وقال – عَزَّ وجَلَّ: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاء الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَن يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَّحِيماً }الأحزاب59
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( المرأة عورة )) حديث صحيح يعنى انه يجب سترها .
الحجــــــــــــــــــــاب عفــــــــــــــــــــــــــة
فقد جعل الله تعالى التزام الحجاب عنوان العفة ، فقال تعالى : {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاء الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَن يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَّحِيماً }الأحزاب59 لتسترهن بأنهن عفائف مصونات {فَلَا يُؤْذَيْنَ }فلا يتعرض لهن الفُسَّاق بالأذى ، وفى قوله سبحانه {فَلَا يُؤْذَيْنَ }
إشارة إلى أن في معرفة محاسن المرأة إيذاءً لها ، ولذويها بالفتنة والشر .
ورخص الله - تبارك وتعالى - للنساء العجائز الائى لم يبق فيهن موضع فتنة في وضع الجلابيب ، وكشف الوجه والكفين ، فقال – عَزَّ وجَلَّ - :{وَالْقَوَاعِدُ مِنَ النِّسَاء اللَّاتِي لَا يَرْجُونَ نِكَاحاً فَلَيْسَ عَلَيْهِنَّ جُنَاحٌ }أي إثم {أَن يَضَعْنَ ثِيَابَهُنَّ غَيْرَ مُتَبَرِّجَاتٍ بِزِينَةٍ }النور60 ثم عَقَّبَه ببيان المستحب والأكمل ، فقال – عَزَّ وجَلَّ - : {وَأَن يَسْتَعْفِفْنَ خَيْرٌ لَّهُنَّ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ }باستبقاء الجلابيب فوصف الحجاب بأنه عفة ، وخير في حق العجائز ؛
فكيف بالشابات ؟
[الحجــــــــــــــــــــــــــاب طهارة]
[قال سبحانه : {وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعاً فَاسْأَلُوهُنَّ مِن وَرَاء حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ }الأحزاب53
فوصف الحجاب بأنه طهارة لقلوب المؤمنين والمؤمنات ؛ لان العين إذا لم تَرَ لم يَشْتَهِ القلب ، أما إذا رأت العين : فقد يشتهى القلب وقد لا يشتهى ، ومن هنا كان القلب عند عدم الرؤية اطهر وعدم الفتنة حينئذ اظهر ، لان الحجاب يقطع أطماع مرضى القلوب {فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ}الأحزاب32]
الحجـــــــــــــــــــــــــــــاب ستر
قال رسول الله صلى الله علية وسلم :(( إن الله تعالى حيىٌ سِتِّير يحب الحياء والسَّتر)) صحيح، وقال صلى الله علية وسلم (( أيُّما امرأةٍ نزعت ثيابها في غير بيتها ، خَرَقَ الله عنها سِتره )) صحيح والجزاء من جنس العمل
الحجــــــــــــــــــــــــــــــاب تقوى
قال تعالى : {يَا بَنِي آدَمَ قَدْ أَنزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاساً يُوَارِي سَوْءَاتِكُمْ وَرِيشاً وَلِبَاسُ التَّقْوَىَ ذَلِكَ خَيْرٌ}الأعراف26
الحجــــــــــــــــــــــــــــــــــاب إيمان
والله سبحانه وتعالى لم يخاطب بالحجاب إلا المؤمنات ، فقد قال – سبحانه - : {وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ}
وقال – عَزَّ وجَلَّ-: {وَنِسَاء الْمُؤْمِنِينَ}، ولما دخل نسوة من بني تميم على ام المؤمنين عائشة – رضي الله عنها -، عليهن ثياب رقاق ، قالت : " إن كنتن مؤمنات فليس هذا بلباس المؤمنات ، وان كنتن غير مؤمنات فتمتعن به "
الحجــــــــــــــــــــــــــــــاب حياء
وقد قال صلى الله عليه وسلم : " إن لكل دين خُلُقــــًا، وخُلُقُ الإسلام الحيــــــــــــــــــاء" صحيح
وقال صلى الله عليه وسلم : " الحياءُ من الإيمان ، والإيمان في الجنة " صحيح
وقال صلى الله عليه وسلم : " الحياء والإيمان قُرِنا جميعا ، فإذا رُفِعَ احدهما ؛ رُفِعَ الأخر" صحيح
وعن أم المؤمنين عائشة – رضي الله عنها- قالت (( كنت ادخل البيت الذي دُفِنَ فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبى – رضي الله عنه – واضعةً ثوبي ، وأقول : " إنما هو زوجي وأبى " فلما دُفِنَ عمر بن الخطاب – رضي الله عنه - ، والله ما دخلته إلا مشدودة علىَّ ثيابي ، حياءً من عمر – رضي الله عنه "))
(صححه الحاكم على شرط الشيخان ) ، ومن هنا فان الحجاب يتناسب مع الحياء الذي جُبلت عليه المرأة .
الحجـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــاب غَيْرة
يتناسب الحجاب أيضا مع الغيرة التي جُبل عليها الرجل السَّوى ، الذي يأنف أن تمتد النظرات الخائنة إلى زوجته وبناته ، وكم من حروب نشبت في الجاهلية والإسلام غيرة على النساء وحَمِيَّةً لحرمتهن ، قال علىٌّ – رضي الله عنه – " بلغني أن نسائكم يزاحمن العُلُوجَ - أي الرجال الكفار من العجم – في الأسواق ، ألا تغارون ؟ انه لا خير فيمن لا يغار "
قال الشاعر :
أغارُ عليها أن ترى الشمس وجهها * * بغير حجـــاب والمحب غيـــــور
وقال آخر :
أنَـــــــَزِّه اسمكـــِ أن تمر حروفــــــــــه * * من غيرتي بمسامع الجـــــــــلاس
فأقول : بعض الناس عنكــ كناية * * من غيرتي وأنتِ كلُّ النـــــــاسِ
وللحديث بقية فتابعونى ....بارك الله فيكم
تعليق