السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لله الحمد وحده وكفى وصلاة وسلاما على عبده المصطفى .. وبعد ..
فحياكم الله إخوانى الكرام وبياكم وأورثكم دار عباده الطيبين ..
حقاً كانا حدثين قد علم بهما الجميع فى خلال الأيام القلائل السابقة وقد أثرا فى فئتين من فئات المجتمع على نطاق واسع ..
فالحادثة الأولى حدثت يوم 25/6/2009 الماضي بأن توفي ملك البوب العالمي الأمريكي الجنسية الذي ذاع صيته وقلما من لا يعلمه فى العالم كله .. المغنى الأمريكي الزنجي الشهير (مايكل جاكسون) ذو الأصول الأفريقية ..
والذى يقال أنه توفي إثر تناوله لكميات كبيرة من المهدئات في فترة مرضه القصيرة الماضية .. فتلك المهدئات لم تمهله على قيد الحياة فى حين كان تعاقده يوم 24/6 (أي قبل وفاته بيوم واحد) على إحياء 50 حفل حول العالم بدءاً من لندن متفقاً على أجر مليون دولار للحفل الواحد ليعتزل بعدها الغناء .. مما جعله مديناً لمنطمى الحفل الذين قاربوا على إعلان إفلاسهم حالياً .
مبعث حديثي فى ذلك الامر ليس اهتماماً بشخص جاكسون بالطبع ، ولكن أستطرد قولى بأنه الاندهاش من الاهتمام الفائق الوصف من قبل جميع من لا أستطيع وصفهم بأقل من كونهم تافهي العرب من الخليج إلى المحيط بحدث الوفاة هذا ..
فبالفعل لقد لقى هذا الحدث اهتماماً لا نظير له من قبل وولعاً شديداً من لدن محبي فن جاكسون العرب والذين أغلبهم لا يفهمون شيئاً من أغانيه بل وربما لا يتقنون الإنجليزية بلكنتيها (البريطانية والأمريكية) من الأصل .. ولكن ربما عقدة الخواجة لن تنتهى كما نعلم لدى العرب والمسلمين .. وعشقهم لمن يسحبهم نحو جهنم يطغى على أى شئ آخر ..
ولقد يذكر البعض أنه كانت هناك ردود فعل مشابهة إثر وفاة العندليب الأسمر والتى كان أقصاها هو أن ألقى عدد لا بأس به من الفتيات والمراهقات فى أواخر السبعينيات بأنفسهن من شرفات منازلهن حين سمعن نبأ وفاته منتحرات وكأن القيامة قد قامت بوفاة حليم كما كان يحلو للعامة تسميته ..
ومن العندليب الذى توفي فى 30/3/1977 إلى جاكسون المتوفَى منذ أسبوعين والذى تم سحب كافة أسطواناته بالكامل من السوق المصري فى ثانى يوم للوفاة لم أرى تغيراً كبيراً فى الأمر .. ولهذا أطلقت لذهني العنان ليفكر فى تلك العقول المسلمة والعربية .. وكيف تفكر ؟؟؟؟
أإلى هذا الحد أصبح للتفاهة وزن فى حياتنا .. ؟؟؟
ولو كان هذا هو قدر اهتمام الشباب والفتيات بتلك الشخصيات الماجنة .. فما هو قدر العلماء فى حياتهم إذن ؟؟؟
ودعونا نعنى بقولنا (العلماء) أي عالم فى أى علم فى علوم الدنيا مثل علوم الطبيعة والكيمياء والطب والجيولوجيا واللغة والأدب .... وغيرها ناهيكم عن علوم الدين بالطبع .
أليست تلك العلوم بكافة تخصصاتها هى ما وفرت وأخضعت لنا كافة وسائل الراحة البدنية فى الحياة وقضاء كافة الاحتياجات بأقل مجهود ..
مات الكثير من العلماء القدامى والحديثي المعاصرة ولم نجد ربع اهتمام ممائل من قبل الشباب بل ووسائل الإعلام .. بل والأحياء منهم وعلى رأسهم د/ زويل الآن يجدون الاهتمام من الغرب دون العرب ، وهكذا تستخرج كنوزنا لصالح أعدائنا لأن الغالبية العظمى ليست لديها الإرادة لكى تضع قليلا من الزيت على عدد ضئيل من التروس التى تدير عقولهم لربما حدثت المعجزة واستطاعوا التفكير فيما ينفعهم .
فوالله لقلما استطاعت البشرية أن تحيا براحة دون العلماء ..
ولو كان حديثنا هذا عن علماء الدنيا ، فما بال علماء الدين الذين لهم باع طويل فى تهذيب الأخلاق عامة بالقدر الذي يصلح الحياة ..
فأين وجه الاهتمام بهم أحياءاً أو أمواتاً ؟؟؟؟
لقد مات شيخنا الألباني _رحمه الله_ على سبيل المثال ولم يلقى موته هذا القدر من الاهتمام من لدن العامة و مدعي التطور .
ونسأل الله الشفاء العاجل من الأمراض النفسية والعقلية التى لحقت بشباب أمتنا حتى ولو كانت أمراض متعمدة من لدن المستعمر العبقري فى هذا الصدد قبل أن ننعي فراقنا لتلك العقول للأبد .
وثانى حدث هو وفاة أخت كريمة عفيفة لنا صريعة على يد كلبٍ غير مسلم بألمانيا حيث عاجلها بثماني عشرة طعنة نافذة فى الصدر والرقبة والبطن مما أسقطها قتيلة فى إحدى قاعات المحاكم بإحدى الولايات الألمانية ، ومن عجائب القدر أن لم يستطع زوجها المتواجد بجانبها الدفاع عنها داخل تلك القاعة بل لقد نال هو الآخر قدر ضئيل من الطلقات النارية من جهة تحقيق الأمن داخل المحكمة والمتمثلة فى أفراد من طاقم الشرطة الألمانية .. ويرقد أخونا حالياً فى أحد المستشفيات الألمانية فى حالة غيبوبة ويعلم الله بحاله وحال صحته .
تعود القصة من بدايتها إلى أختنا الفاضلة د/ مروة الشربيني ذات الاثنين والثلاثين ربيعاً والمتزوجة من المبعوث المصرى علوي علي عكاز المعيد بمعهد الهندسة الوراثية بجامعة المنوفية والحاصل على منحة شخصية من معهد "ماكس بلانك" ، والذى كما اتضح أنه فى بعثة علمية بألمانيا وقد رافقته زوجته د/مروة لرعاية شئونه والوقوف بجانبه شأن كل مسلمة مع زوجها ..
ومنذ ما يقارب السنة كان الزوجان بصحبة طفلهما فى نزهة بأحد الحدائق بالولاية التى يقطناها حيث قامت الأخت بحمل طفلها لكى تضعه على مرجيحة بالحديقة بجانب طفل آخر مما أثار تعنت وتفظظ وحفيظة خنزير ألماني من أصل روسي يدعى "أليكس" و له من العمر ثماني وعشرين عاماً _نسأل الله باسمه الأعظم ألا يطيله عليه وهو فى هناء نفسي أو بدني .. آمين_ وهو والد الطفل الآخر ، حيث قام بسب أختنا ووصمها باللفظ المعتاد والمتعارف عليه عالمياً تجاه معتنقي الإسلام فسبها بقوله "يا إرهابية" أو "يا ذات الدين الإرهابي" ..
وحيث أنها والحمد لله قد تم تربيتها من لدن والديها بدرجة ممتازة فلم تعر الخنزير اعتباراً أو اهتماماً وتركت الموضوع على أمل أنه انتهى بهذا الشكل وتحملت هى مهانة سبها ، ولكن لأنه بلد متحضر فقد قام المتواجدون فى المكان ممن شهد ذلك بالإبلاغ عن هذا الشخص مما حدا بالقضاء الألماني باستدعائه ومحاكمته والحكم عليه بغرامة قدرها 2800 يورو تعويضا عما لحق بالسيدة مروة الشربينى من ضرر جراء الإهانة التى تعرضت لها ..
ولكن الوغد لم يترك الأمر هكذا بل طعن فى الحكم وقررت المحكمة له الاستئناف وكانت الجلسة المحددة لذلك يوم الأربعاء الماضي حيث دخل إلى قاعة المحكمة وقصد أختنا وانهال عليها بسكين أعده خصيصاً لهذا الغرض .. وسريعاً وفى حالة ذهول من لدن أخانا الحبيب علوي هرول للدفاع عن عرضه وكرامته .. بل و كيانه ، فى حين قام أفراد من الشرطة بإطلاق النار عليه بدلاً من أن يفتكوا بالمعتدي الأصلي أو على الأقل يشلوا حركته ..
ولم يستطع المبعوث المصري الدفاع عن زوجاته التى فارقت الحياة ربما خلال دقيقة واحدة أو أقل .. مما أصابه بحالة هستيرية .
والجدير بالذكر أن ما زاد الجريمة بشاعة أمران ..
أولاً : هو تلك الحالة النفسية العصيبة التى لاقاها ولازال الزوج الحبيب حيث حال حفنة من الظلمة دون دفاعه عن زوجه حيث لم يكن لها فى ذلك الموقف إلاه ولاسيما وأنها كانت حامل فى شهرها الثالث .. وبمجرد إطلاق النار عليه لم يرها أو يعلم عنها شئ إلا من شقيقها الذى سافر لمباشرة أعمال نقل جثمانها إلى مصر قبل ذهابه فى غيبوبة إلى الآن .. فالله له دون سواه .
وثانياً : وهو الابن مصطفى ذو الثلاث سنوات تقريباً الذى رأى الجريمة أمام عينيه حيث كان بصحبة والديه .. والذى لما سئل بعد عودته إلى مصر عما حدث فقال أنه رأى من يقتل والدته أمامه ، و لعله لازال يسأل عنها ربما حتى كتابة تلك السطور .
تم التكتم على الحادثة ليوم كامل من لدن الحكومة الألمانية ولم يعلم ذوى الأخ والأخت و الحكومة و السفارة المصرية بالخبر لمدة 24 ساعة ولكن علم بالخبر أحد المتواجدين فى الجالية الإسلامية مما جعله يخبر عائلة أختنا ، والتى عادت جثتها إلى مصر أمس وتم الصلاة عليها ودفنها .. ولعلكم تتابعون بقية الحدث عبر وسائل الإعلام ..
ترى ما الذى دعاني للكتابة فى ذلك ..؟
وهل كان هذا الحدث حدثاً فردياً عادياً مما يفقدنى أو يفقد الغاضبين لقاء ذلك الانتباه له والاهتمام به ؟؟
هل هى جريمة فردية من شخص ما تجاه شخص آخر وحدثت بشكل لا يسترعي اهتمامنا ؟؟
بل هل غضب الغاضبون لكونها مصرية أو عربية فى بلد أجنبية ..؟
بالتأكيد كان لابد من الغضب بل والغضب المتزايد جراء ما حدث لأختنا ، لا لكونها دفعت حياتها ثمناً لحجابها الذى هو جزء لا يتجزأ من قوانين دينها وفقط ، ولكن لأن ما حدث أصبح أمراً عادياً على وجه العموم و ذلك منذ عقود بل وقرون طويلة مضت ..
واسألوا فى ذلك الدماء المسلمة الرخيصة لدى الجميع التى روت صخور و أرض فلسطين والعراق وبلدان كثيرة لا لشئ إلا أنها دماء تقول " لا إله إلا الله .. محمد رسول الله "
إذن فهى تلك الجملة .. والسر يكمن فيها ورب الكعبة لا في غيرها .
فلو تنازل من يؤمن بلا إله إلا الله محمد رسول الله عنها لما لاقى كل تلك المشقة فى دنياه .
فوالله لو كانت أختنا لا تدين بالإسلام لما خرج من هذا الخنزير السافل مثل ذلك التصرف .
بل وحتى لو كانت تدين بالإسلام وكان لمن يدين بالإسلام ولي أمر كعمر بن الخطاب أو من دونه من ولاة الأمر الذى تربوا على يد محمد لما هانت كرامة المسلمين إلى هذا الحد .
لو كان للمسلمين ولى كالمعتصم الذى أقام جيشاً لملك الروم حين أهينت كرامة مسلمة فى عهده و صاحت بقولتها المشهورة " وامعتصماه ....." والذى على إثر ذلك أرسل المعتصم بخطاب شديد اللهجة إلى ملك الروم بدأه بعد البسملة بقوله: " إلى كلب الروم أرسل المسلمة وإلا لأرسلت لك جيشاً أوله عندك وآخره عندى " .. الأمر الذى دعا كلب الروم لأن يهرول إليها آمراً حرسه أن يصطحبها إلى حيث مقر الخلافة الإسلامية وقتها .. أي أنه لم يتركها أو يخل سراحها وفقط .. بل أعادها وسط حراسة من لدنه خشية أن يفتك بها غيره فى طريق عودتها (ولنقل وحش ضاري مثلاً) ومن ثم يتهم بقتلها ..
وهكذا كان للإسلام قديماً كرامة وقوة وبأس وعزة ونصر فقط حين تولى أمور أهله من يفقهون (لا إله إلا الله) أما وحين تولى الأمور من يعبدون الدنيا من دون الله _دون أدنى مبالغة في هذا القول_ فكان لابد من هوان المسلمين والمسلمات إلى أكثر من ذلك .
فوالله لقد سب رسول الله ولم يجرؤ الولى على سحب السفير من البلاد التى قامت بذلك .. وهكذا يحرص دائماً على هناء البال وعدم المساس بالعلاقات الدبلوماسية الخارجية ولو على رقاب ذويه ...
نسأل الله أن يثقل كاهله وعاتقه بمظالم من تولى أمرهم لتلقى فوق ظهره يوم لا ينفعه ما يجمع الآن ويدخر .
قال تعالى : " ما أغنى عني ماليه ، هلك عني سلطانيه ..." الآية
نسألكم بالله عليكم ألا تنسوا أختنا فى الله وزوجها من صالح دعائكم
اللهم بما كان لها فارحمها واسكنها الجنة ..
اللهم اجعل قبرها روضة من رياض الجنة لا حفرة من حفر النار ..
اللهم تغمدها فى عبادك الصالحين واشملها بواسع رحمتك وغفرانك ..
اللهم إن كانت محسنة فزد فى إحسانها وإن كانت غير ذلك فتجاوز عن سيئاتها ..
اللهم وسع لها فى قبرها مد البصر وجاف الأرض عن جنبيها وارحمها عند ضمة القبر ..
اللهم اشف أخانا الحبيب علوى وهون عليه وعلى ولده ذلك المنظر البشع الذى يصعب شطبه من ذاكرتهما ..
اللهم صبِّر الأب الملكوم والأم والشقيق والأسرة .. بل وصبرنا جميعاً فهى أخت لنا بالأحرى فى الدين ..
اللهم نكل بالخنزير وبذويه ومن عاونه من عرب أو عجم ..بل ومن سهلت له أمر المساعدة فى تلك القضية ليحق الحق فى حين تجاهل ذلك وتغاضى عنه ..
اللهم من أرادنا وسائر المسلمين بسوء فرد كيده فى نحره واجعل تدبيره تدميره ..
اللهم انصر ديننا وسدد وثبت على طريق الحق خطواتنا ..
آمين آمين .. منقوووووووووووووووووووووووووووول
لله الحمد وحده وكفى وصلاة وسلاما على عبده المصطفى .. وبعد ..
فحياكم الله إخوانى الكرام وبياكم وأورثكم دار عباده الطيبين ..
حقاً كانا حدثين قد علم بهما الجميع فى خلال الأيام القلائل السابقة وقد أثرا فى فئتين من فئات المجتمع على نطاق واسع ..
فالحادثة الأولى حدثت يوم 25/6/2009 الماضي بأن توفي ملك البوب العالمي الأمريكي الجنسية الذي ذاع صيته وقلما من لا يعلمه فى العالم كله .. المغنى الأمريكي الزنجي الشهير (مايكل جاكسون) ذو الأصول الأفريقية ..
والذى يقال أنه توفي إثر تناوله لكميات كبيرة من المهدئات في فترة مرضه القصيرة الماضية .. فتلك المهدئات لم تمهله على قيد الحياة فى حين كان تعاقده يوم 24/6 (أي قبل وفاته بيوم واحد) على إحياء 50 حفل حول العالم بدءاً من لندن متفقاً على أجر مليون دولار للحفل الواحد ليعتزل بعدها الغناء .. مما جعله مديناً لمنطمى الحفل الذين قاربوا على إعلان إفلاسهم حالياً .
مبعث حديثي فى ذلك الامر ليس اهتماماً بشخص جاكسون بالطبع ، ولكن أستطرد قولى بأنه الاندهاش من الاهتمام الفائق الوصف من قبل جميع من لا أستطيع وصفهم بأقل من كونهم تافهي العرب من الخليج إلى المحيط بحدث الوفاة هذا ..
فبالفعل لقد لقى هذا الحدث اهتماماً لا نظير له من قبل وولعاً شديداً من لدن محبي فن جاكسون العرب والذين أغلبهم لا يفهمون شيئاً من أغانيه بل وربما لا يتقنون الإنجليزية بلكنتيها (البريطانية والأمريكية) من الأصل .. ولكن ربما عقدة الخواجة لن تنتهى كما نعلم لدى العرب والمسلمين .. وعشقهم لمن يسحبهم نحو جهنم يطغى على أى شئ آخر ..
ولقد يذكر البعض أنه كانت هناك ردود فعل مشابهة إثر وفاة العندليب الأسمر والتى كان أقصاها هو أن ألقى عدد لا بأس به من الفتيات والمراهقات فى أواخر السبعينيات بأنفسهن من شرفات منازلهن حين سمعن نبأ وفاته منتحرات وكأن القيامة قد قامت بوفاة حليم كما كان يحلو للعامة تسميته ..
ومن العندليب الذى توفي فى 30/3/1977 إلى جاكسون المتوفَى منذ أسبوعين والذى تم سحب كافة أسطواناته بالكامل من السوق المصري فى ثانى يوم للوفاة لم أرى تغيراً كبيراً فى الأمر .. ولهذا أطلقت لذهني العنان ليفكر فى تلك العقول المسلمة والعربية .. وكيف تفكر ؟؟؟؟
أإلى هذا الحد أصبح للتفاهة وزن فى حياتنا .. ؟؟؟
ولو كان هذا هو قدر اهتمام الشباب والفتيات بتلك الشخصيات الماجنة .. فما هو قدر العلماء فى حياتهم إذن ؟؟؟
ودعونا نعنى بقولنا (العلماء) أي عالم فى أى علم فى علوم الدنيا مثل علوم الطبيعة والكيمياء والطب والجيولوجيا واللغة والأدب .... وغيرها ناهيكم عن علوم الدين بالطبع .
أليست تلك العلوم بكافة تخصصاتها هى ما وفرت وأخضعت لنا كافة وسائل الراحة البدنية فى الحياة وقضاء كافة الاحتياجات بأقل مجهود ..
مات الكثير من العلماء القدامى والحديثي المعاصرة ولم نجد ربع اهتمام ممائل من قبل الشباب بل ووسائل الإعلام .. بل والأحياء منهم وعلى رأسهم د/ زويل الآن يجدون الاهتمام من الغرب دون العرب ، وهكذا تستخرج كنوزنا لصالح أعدائنا لأن الغالبية العظمى ليست لديها الإرادة لكى تضع قليلا من الزيت على عدد ضئيل من التروس التى تدير عقولهم لربما حدثت المعجزة واستطاعوا التفكير فيما ينفعهم .
فوالله لقلما استطاعت البشرية أن تحيا براحة دون العلماء ..
ولو كان حديثنا هذا عن علماء الدنيا ، فما بال علماء الدين الذين لهم باع طويل فى تهذيب الأخلاق عامة بالقدر الذي يصلح الحياة ..
فأين وجه الاهتمام بهم أحياءاً أو أمواتاً ؟؟؟؟
لقد مات شيخنا الألباني _رحمه الله_ على سبيل المثال ولم يلقى موته هذا القدر من الاهتمام من لدن العامة و مدعي التطور .
ونسأل الله الشفاء العاجل من الأمراض النفسية والعقلية التى لحقت بشباب أمتنا حتى ولو كانت أمراض متعمدة من لدن المستعمر العبقري فى هذا الصدد قبل أن ننعي فراقنا لتلك العقول للأبد .
*************
وثانى حدث هو وفاة أخت كريمة عفيفة لنا صريعة على يد كلبٍ غير مسلم بألمانيا حيث عاجلها بثماني عشرة طعنة نافذة فى الصدر والرقبة والبطن مما أسقطها قتيلة فى إحدى قاعات المحاكم بإحدى الولايات الألمانية ، ومن عجائب القدر أن لم يستطع زوجها المتواجد بجانبها الدفاع عنها داخل تلك القاعة بل لقد نال هو الآخر قدر ضئيل من الطلقات النارية من جهة تحقيق الأمن داخل المحكمة والمتمثلة فى أفراد من طاقم الشرطة الألمانية .. ويرقد أخونا حالياً فى أحد المستشفيات الألمانية فى حالة غيبوبة ويعلم الله بحاله وحال صحته .
تعود القصة من بدايتها إلى أختنا الفاضلة د/ مروة الشربيني ذات الاثنين والثلاثين ربيعاً والمتزوجة من المبعوث المصرى علوي علي عكاز المعيد بمعهد الهندسة الوراثية بجامعة المنوفية والحاصل على منحة شخصية من معهد "ماكس بلانك" ، والذى كما اتضح أنه فى بعثة علمية بألمانيا وقد رافقته زوجته د/مروة لرعاية شئونه والوقوف بجانبه شأن كل مسلمة مع زوجها ..
ومنذ ما يقارب السنة كان الزوجان بصحبة طفلهما فى نزهة بأحد الحدائق بالولاية التى يقطناها حيث قامت الأخت بحمل طفلها لكى تضعه على مرجيحة بالحديقة بجانب طفل آخر مما أثار تعنت وتفظظ وحفيظة خنزير ألماني من أصل روسي يدعى "أليكس" و له من العمر ثماني وعشرين عاماً _نسأل الله باسمه الأعظم ألا يطيله عليه وهو فى هناء نفسي أو بدني .. آمين_ وهو والد الطفل الآخر ، حيث قام بسب أختنا ووصمها باللفظ المعتاد والمتعارف عليه عالمياً تجاه معتنقي الإسلام فسبها بقوله "يا إرهابية" أو "يا ذات الدين الإرهابي" ..
وحيث أنها والحمد لله قد تم تربيتها من لدن والديها بدرجة ممتازة فلم تعر الخنزير اعتباراً أو اهتماماً وتركت الموضوع على أمل أنه انتهى بهذا الشكل وتحملت هى مهانة سبها ، ولكن لأنه بلد متحضر فقد قام المتواجدون فى المكان ممن شهد ذلك بالإبلاغ عن هذا الشخص مما حدا بالقضاء الألماني باستدعائه ومحاكمته والحكم عليه بغرامة قدرها 2800 يورو تعويضا عما لحق بالسيدة مروة الشربينى من ضرر جراء الإهانة التى تعرضت لها ..
ولكن الوغد لم يترك الأمر هكذا بل طعن فى الحكم وقررت المحكمة له الاستئناف وكانت الجلسة المحددة لذلك يوم الأربعاء الماضي حيث دخل إلى قاعة المحكمة وقصد أختنا وانهال عليها بسكين أعده خصيصاً لهذا الغرض .. وسريعاً وفى حالة ذهول من لدن أخانا الحبيب علوي هرول للدفاع عن عرضه وكرامته .. بل و كيانه ، فى حين قام أفراد من الشرطة بإطلاق النار عليه بدلاً من أن يفتكوا بالمعتدي الأصلي أو على الأقل يشلوا حركته ..
ولم يستطع المبعوث المصري الدفاع عن زوجاته التى فارقت الحياة ربما خلال دقيقة واحدة أو أقل .. مما أصابه بحالة هستيرية .
والجدير بالذكر أن ما زاد الجريمة بشاعة أمران ..
أولاً : هو تلك الحالة النفسية العصيبة التى لاقاها ولازال الزوج الحبيب حيث حال حفنة من الظلمة دون دفاعه عن زوجه حيث لم يكن لها فى ذلك الموقف إلاه ولاسيما وأنها كانت حامل فى شهرها الثالث .. وبمجرد إطلاق النار عليه لم يرها أو يعلم عنها شئ إلا من شقيقها الذى سافر لمباشرة أعمال نقل جثمانها إلى مصر قبل ذهابه فى غيبوبة إلى الآن .. فالله له دون سواه .
وثانياً : وهو الابن مصطفى ذو الثلاث سنوات تقريباً الذى رأى الجريمة أمام عينيه حيث كان بصحبة والديه .. والذى لما سئل بعد عودته إلى مصر عما حدث فقال أنه رأى من يقتل والدته أمامه ، و لعله لازال يسأل عنها ربما حتى كتابة تلك السطور .
تم التكتم على الحادثة ليوم كامل من لدن الحكومة الألمانية ولم يعلم ذوى الأخ والأخت و الحكومة و السفارة المصرية بالخبر لمدة 24 ساعة ولكن علم بالخبر أحد المتواجدين فى الجالية الإسلامية مما جعله يخبر عائلة أختنا ، والتى عادت جثتها إلى مصر أمس وتم الصلاة عليها ودفنها .. ولعلكم تتابعون بقية الحدث عبر وسائل الإعلام ..
ترى ما الذى دعاني للكتابة فى ذلك ..؟
وهل كان هذا الحدث حدثاً فردياً عادياً مما يفقدنى أو يفقد الغاضبين لقاء ذلك الانتباه له والاهتمام به ؟؟
هل هى جريمة فردية من شخص ما تجاه شخص آخر وحدثت بشكل لا يسترعي اهتمامنا ؟؟
بل هل غضب الغاضبون لكونها مصرية أو عربية فى بلد أجنبية ..؟
بالتأكيد كان لابد من الغضب بل والغضب المتزايد جراء ما حدث لأختنا ، لا لكونها دفعت حياتها ثمناً لحجابها الذى هو جزء لا يتجزأ من قوانين دينها وفقط ، ولكن لأن ما حدث أصبح أمراً عادياً على وجه العموم و ذلك منذ عقود بل وقرون طويلة مضت ..
واسألوا فى ذلك الدماء المسلمة الرخيصة لدى الجميع التى روت صخور و أرض فلسطين والعراق وبلدان كثيرة لا لشئ إلا أنها دماء تقول " لا إله إلا الله .. محمد رسول الله "
إذن فهى تلك الجملة .. والسر يكمن فيها ورب الكعبة لا في غيرها .
فلو تنازل من يؤمن بلا إله إلا الله محمد رسول الله عنها لما لاقى كل تلك المشقة فى دنياه .
فوالله لو كانت أختنا لا تدين بالإسلام لما خرج من هذا الخنزير السافل مثل ذلك التصرف .
بل وحتى لو كانت تدين بالإسلام وكان لمن يدين بالإسلام ولي أمر كعمر بن الخطاب أو من دونه من ولاة الأمر الذى تربوا على يد محمد لما هانت كرامة المسلمين إلى هذا الحد .
لو كان للمسلمين ولى كالمعتصم الذى أقام جيشاً لملك الروم حين أهينت كرامة مسلمة فى عهده و صاحت بقولتها المشهورة " وامعتصماه ....." والذى على إثر ذلك أرسل المعتصم بخطاب شديد اللهجة إلى ملك الروم بدأه بعد البسملة بقوله: " إلى كلب الروم أرسل المسلمة وإلا لأرسلت لك جيشاً أوله عندك وآخره عندى " .. الأمر الذى دعا كلب الروم لأن يهرول إليها آمراً حرسه أن يصطحبها إلى حيث مقر الخلافة الإسلامية وقتها .. أي أنه لم يتركها أو يخل سراحها وفقط .. بل أعادها وسط حراسة من لدنه خشية أن يفتك بها غيره فى طريق عودتها (ولنقل وحش ضاري مثلاً) ومن ثم يتهم بقتلها ..
وهكذا كان للإسلام قديماً كرامة وقوة وبأس وعزة ونصر فقط حين تولى أمور أهله من يفقهون (لا إله إلا الله) أما وحين تولى الأمور من يعبدون الدنيا من دون الله _دون أدنى مبالغة في هذا القول_ فكان لابد من هوان المسلمين والمسلمات إلى أكثر من ذلك .
فوالله لقد سب رسول الله ولم يجرؤ الولى على سحب السفير من البلاد التى قامت بذلك .. وهكذا يحرص دائماً على هناء البال وعدم المساس بالعلاقات الدبلوماسية الخارجية ولو على رقاب ذويه ...
نسأل الله أن يثقل كاهله وعاتقه بمظالم من تولى أمرهم لتلقى فوق ظهره يوم لا ينفعه ما يجمع الآن ويدخر .
قال تعالى : " ما أغنى عني ماليه ، هلك عني سلطانيه ..." الآية
نسألكم بالله عليكم ألا تنسوا أختنا فى الله وزوجها من صالح دعائكم
اللهم بما كان لها فارحمها واسكنها الجنة ..
اللهم اجعل قبرها روضة من رياض الجنة لا حفرة من حفر النار ..
اللهم تغمدها فى عبادك الصالحين واشملها بواسع رحمتك وغفرانك ..
اللهم إن كانت محسنة فزد فى إحسانها وإن كانت غير ذلك فتجاوز عن سيئاتها ..
اللهم وسع لها فى قبرها مد البصر وجاف الأرض عن جنبيها وارحمها عند ضمة القبر ..
اللهم اشف أخانا الحبيب علوى وهون عليه وعلى ولده ذلك المنظر البشع الذى يصعب شطبه من ذاكرتهما ..
اللهم صبِّر الأب الملكوم والأم والشقيق والأسرة .. بل وصبرنا جميعاً فهى أخت لنا بالأحرى فى الدين ..
اللهم نكل بالخنزير وبذويه ومن عاونه من عرب أو عجم ..بل ومن سهلت له أمر المساعدة فى تلك القضية ليحق الحق فى حين تجاهل ذلك وتغاضى عنه ..
اللهم من أرادنا وسائر المسلمين بسوء فرد كيده فى نحره واجعل تدبيره تدميره ..
اللهم انصر ديننا وسدد وثبت على طريق الحق خطواتنا ..
آمين آمين .. منقوووووووووووووووووووووووووووول
تعليق