إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

هل اغتنمت ساعات الإجابة إذا دعوت؟

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • هل اغتنمت ساعات الإجابة إذا دعوت؟


    الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد،


    قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (الدعاء هو العبادة).


    وعلى الداعي أن يلجأ إلى ربه في كل وقت وحال، ولا يمنعه من الدعاء شيء،

    لأن اله لم يقيدنا بوقت دون وقت، ولا بحالة دون حالة أخرى،

    بل قال -تعالى-:

    (أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ)

    (البقرة:186)

    وقال -تعالى-:

    (ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ)

    (غافر: من الآية60)

    وذلك من غير تقيد.

    آداب الدعاء

    وعلى الداعي أن يراعي آداب الدعاء، ومنها:

    (1)تجنب الحرام مأكلاً ومشرباً وملبساً، لحديث أبي هريرة -رضي الله عنه- وفيه: (...الرجل يطيل السفر أشعث أغبر يمد

    يديه إلى السماء يا رب، يا رب، ومطعمه حرام، ومشربه حرام، وملبسه حرام، وغذي بالحرام، فأنى يستجاب له؟)



    (2)الإخلاص: وهو أعظم الآداب، قال -تعالى-: (فَادْعُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ)(غافر: من الآية14)


    (3)التوسل إلى الله بالأعمال الصالحة.


    (4)الوضوء: لقول النبي -صلى الله عليه وسلم- لمهاجر بن قنفذ -رضي الله عنه-: إني كرهت أن أذكر الله إلا على طهر. أو

    قال: على طهارة.

    (5)استقبال القبلة، لأن النبي -صلى الله عليه وسلم- استقبل القبلة في دعائه يوم بدر.

    (6)بسط اليدين ورفعهما حذو المنكبين؛ لقوله-صلى الله عليه وسلم-: (إن الله تعالى- حيي كريم، يستحي إذا رفع الرجل

    إليه يديه أن يردهما صفراً خائبتين).

    (7)أن يسأل الله بأسمائه الحسنى، قال -تعالى-: (وَلِلَّهِ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا)(لأعراف: من الآية180)

    (8)الدعاء بالأدعية المأثورة.

    (9)يبدأ بنفسه إذا دعا لغيره.

    (10)أن يسأل بعزم ورغبة وجد واجتهاد: قال -صلى الله عليه وسلم-: (إذا دعا أحدكم فلا يقول: اللهم اغفر لي عن شئت،

    وارزقني إن شئت، وليعزم مسألته، إنه يفعل ما يشاء، ولا مُكرِه له)

    (11)استحضار القلب، ويحسن الرجاء: قال -صلى الله عليه وسلم-: (ادعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة واعلموا أن الله لا

    يستجيب دعاء من قلب غافل لاه).

    (12)يلح العبد في الدعاء ويكرره، فقد كان النبي-صلى الله عليه وسلم- (إذا دعا دعا ثلاثاً، وإذا سال سأل ثلاثاً).

    (13)لا يدعو بإثم أو قطيعة رحم: قال -صلى الله عليه وسلم-: (لا يزال يستجاب للعبد ما لم يدع بإثم أوقطيعة رحم)

    (14)على العبد أن لا يستعجل ويستبطئ الإجابة، لقوله -صلى الله عليه وسلم-: (يستجاب لأحدكم ما لم يعجل، يقول:

    دعوت فلم يستجب لي)


    محظورات الدعاء



    قال -صلى الله عليه وسلم-: (لا تدعوا على أنفسكم إلا بخير، فإن الملائكة يؤمِّنون على ما تقولون)

    وقال -صلى الله عليه وسلم-: (لا تدعوا على أنفسكم ولا تدعوا على أولادكم، ولا تدعوا على أموالكم

    لا توافقوا من الله ساعة يُسأل فيها عطاء فيستجيب لكم) .


    الدعاء يرد القضاء

    قال -صلى الله عليه وسلم-: (لا يرد القضاء إلا الدعاء ولا يزيد في العمر إلا البر) .

    قال تعالى-: (يَمْحُوا اللَّهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتَابِ) (الرعد:39)

    والحاصل أن الدعاء من قدر الله فقد يقضي الله بشيء على عبده قضاء مقيداً

    فإن دعاه اندفع عنه ما قضاه.

    دعاء لا يرد:

    عن أبي هريرة رضي الله عنه- قال: قال -صلى الله عليه وسلم-:

    (ثلاث دعوات مستجابات لا شك فيهن: دعوة المظلوم، ودعوة المسافر، ودعوة الوالد على ولده) .

    وقال -صلى الله عليه وسلم-: (ثلاث دعوات مستجابات دعوة الصائم، دعوة المظلوم، ودعوة المسافر)

    وقال -صلى الله عليه وسلم-: (من دعا لأخيه بظهر الغيب قال الملك الموكل به: آمين ولك بمثل) .


    الساعات التي تجاب فيها الدعوات

    (1)ليلة القدر:

    قال -صلى الله عليه وسلم-: (من قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه)

    (2)يوم عرفة:

    قال -صلى الله عليه وسلم-: (خير الدعاء يوم عرفة، وخير ما قلت أنا والنبيون من قبلي: لا إله الله وحده لا شريك له، له

    الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير) .

    (3)شهر رمضان:

    قال -صلى الله عليه وسلم-: (ثلاث دعوات مستجابات: دعوة الصائم، ودعوة المظلوم، ودعوة المسافر) .

    (4)ليلة الجمعة ويوم الجمعة، وساعة الجمعة:

    قال -صلى الله عليه وسلم- لعلي رضي الله عنه-: (إن في ليلة الجمعة ساعة الدعاء فيها مستجاب).

    وعن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-:

    (إن في الجمعة لساعة لا يوافقها عبد مسلم، وهو قائم يصلي، يسأل الله شيئاً إلا أعطاه إياه) .


    (5)جوف الليل (وقت السحر):

    قال -صلى الله عليه وسلم-:

    (أقرب ما يكون الرب من العبد في جوف الليل الآخر، فإن استطعت

    أن تكون ممن يذكر الله في تلك الساعة فكن) .

    وقال -صلى الله عليه وسلم-: (ينزل ربنا كل ليلة إل السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر،

    فيقول: من يدعوني فاستجيب له؟ من يسألني فأعطيه؟ من يستغفرني فأغفر له؟)

    وعن أبي أمامة -رضي الله عنه- قال: قيل لرسول الله -صلى الله عليه وسلم-:

    أي الدعاء أسمع؟ قال: (في جوف الليل الآخر, ودبر الصلوات المكتوبات) .

    (6)عند النداء (الأذان):

    قال -صلى الله عليه وسلم-: (ثنتان لا تردان: الدعاء عند النداء وعند البأس حين يلحم بعضهم بعضاً)

    (7)بين الأذان والإقامة:

    قال -صلى الله عليه وسلم-: (لا يرد الدعاء بين الأذان والإقامة)

    قالوا: فماذا نقول يا رسول الله؟ قال: (سلوا الله العافية في الدنيا والآخرة).

    (8)عند إقامة الصلاة:

    قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (إذا ثوب بالصلاة فتحت أبواب السماء واستجيب الدعاء)

    (9)دبر الصلوات المكتوبة.

    (10)في السجود:

    قال -صلى الله عليه وسلم-: (أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد فأكثروا الدعاء).

    (11)عند قول الإمام (وَلا الضَّالِّينَ):

    قال -صلى الله عليه وسلم-: (إذا أمَّن الإمام فأمنوا، فإنه من وافق تأمينه تأمين الملائكة

    غفر له ما تقدم من ذنبه).

    (12)عند شرب ماء زمزم:

    قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (ماء زمزم لما شرب له).

    وكان ابن عباس إذا شرب ماء زمزم قال:

    (اللهم إني أسألك علماً نافعاً ورزقاً واسعاً وشفاءً من كل داء)

    (13)عند صياح الديكة:

    قال -صلى الله عليه وسلم-: (إذا سمعتم صياح الديكة فاسألوا الله من فضله، فإنها رأت ملكاً،

    وإذا سمعتم نهيق الحمار فتعوذوا بالله من الشيطان، فإنها رأت شيطاناً)

    (14)عند نزول الغيث:

    قال -صلى الله عليه وسلم-: (اطلبوا استجابة الدعاء عند التقاء الجيوش، وإقامة الصلاة، ونزول الغيث) .

    (15) عند اجتماع المسلمين في مجالس الذكر

    فليتك تحلو والحيـاة مريرة *** وليتـك ترضى والانـام غضـاب

    وليت الذي بيني وبينك عامر *** وبيني وبين العالمين خراب

    إذا صح منك الود فالكل هين *** وكل الذي فوق التراب تراب

  • #2
    ماشاء الله ربنا يجازيكي خيرويتقبل منا ومنكي صالح الاعمال
    اللهم ارزقني الشهادة في سبيلك يارب

    تعليق


    • #3
      جزاكى الله خيرا
      اللهم انى أعوذ بك من دعاء لا يستجاب له
      التعديل الأخير تم بواسطة لؤلؤه بنقابى; الساعة 22-04-2010, 02:56 PM.
      اللهم صلِّ على سيدنا محمد وسلم تسليماً كثيراً

      الحمد
      لله الذي تتم بفضله الصالحات

      تعليق


      • #4
        جزاك الله خيرا

        تعليق


        • #5
          جزاكم الله خيراااااااااااااا ً اختى في الله

          بس كنت عايزة أقول الدعاء يكون في كل وقت

          مش يشترط للإجابة الوضوء على كل حال من أحوالك

          حتى في وقت أجازاتك

          ممكن ندعي

          نتقرب لربنا بالدعاء

          بالي نقدر نقوله

          بلغتنا

          نناجي ربنا ونشكيله تقصيرنا وندعي

          مع ملاحظة فقة وأدب الدعاء
          التعديل الأخير تم بواسطة لؤلؤه بنقابى; الساعة 22-04-2010, 02:56 PM.

          تعليق


          • #6
            الإخلاص لله تعالى .
            أن يبدأ لحمد الله والثناء عليه ، ثم بالصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم ويختم بذلك
            الجزم في الدعاء واليقين بالإجابة .
            الإلحاح في الدعاء وعدم الاستعجال .
            حضور القلب في الدعاء
            الدعاء في الرخاء والشدة .
            لا يسأل إلا الله وحده .
            عدم الدعاء على الأهل ، والمال ، والولد ، والنفس .
            خفض الصوت بالدعاء بين المخافتة والجهر .
            الاعتراف بالذنب ، والاستغفار منه ، والاعتراف بالنعمة ، وشكر الله عليها .
            تحري أوقات الإجابة والمبادرة لاغتنام الأحوال والأوضاع والأماكن التي هي من مظان إجابة الدعاء.
            عدم تكلف السجع في الدعاء.
            التضرع والخشوع والرغبة والرهبة .
            كثرة الأعمال الصالحة ، فإنها سبب عظيم في إجابة الدعاء.
            رد المظالم مع التوبة .
            الدعاء ثلاثاً.
            استقبال القبلة .
            رفع الأيدي في الدعاء .
            الوضوء قبل الدعاء إذا تيسر .
            أن لا يعتدي عي الدعاء.
            أن يبدأ الداعي بنفسه إذا دعا لغيره .
            أن يتوسل إلى الله بأسمائه الحسنى وصفاته العلى ، أو بعمل صالح قام به الداعي نفسه ، أو بدعاء رجل صالح له .
            التقرب إلى الله بكثرة النوافل بعد الفرائض ، وهذا من أعظم أسباب إجابة الدعاء .
            أن يكون المطعم والمشرب والملبس من حلال .
            لا يدعو بإثم أو قطيعة رحم .
            أن يدعو لإخوانه المؤمنين ، ويحسن به أن يخص الوالدان والعلماء والصالحون والعباد بالدعاء ، وأن يخص بالدعاء من في صلاحهم صلاح للمسلمين كأولياء الأمور وغيرهم ، ويدعو للمستضعفين والمظلومين من المسلمين .
            أن يسأل الله كل صغيرة وكبيرة .
            أن يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر .
            الابتعاد عن جميع المعاصي .

            تعليق


            • #7
              الحمد لله رب العالمين، أمر بالدعاء ووعد بالإجابة، فأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، توعد المجرمين بالعقاب، ووعد المتقين بالإثابة. وبعد:

              فإن الدعاء أعظم أنواع العبادة، فعن النعمان بن بشير رضي الله عنهما عن النبي قال: « الدعاء هو العبادة » ثم قرأ: { وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ
              لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ } [غافر:60] [رواه أبو داود والترمذي. قال حديث حسن صحيح،
              وصححه الحاكم]. وقد أمر الله بدعائه في آيات كثيرة، ووعد بالإجابة، أثنى على أنبيائه ورسله فقال: { إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ
              وَيَدْعُونَنَا رَغَباً وَرَهَباً وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ } [الأنبياء:90]. وأخبر سبحانه أنه قريب يجيب دعوة الداعي إذا دعاه، فقال سبحانه لنبيه :
              وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ [البقرة:186].

              وأمر سبحانه بدعائه والتضرع إليه، لا سيما عند الشدائد والكربات. وأخبر أنه لا يجيب المضطر ولا يكشف الضر إلا هو. فقال: { أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ
              إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ } [النمل:62].

              وذم اللذين يعرضون عن دعائه عند نزول المصائب، وحدوث البأساء والضراء فقال: { وَمَا أَرْسَلْنَا فِي قَرْيَةٍ مِّن نَّبِيٍّ إِلاَّ أَخَذْنَا أَهْلَهَا
              بِالْبَأْسَاء وَالضَّرَّاء لَعَلَّهُمْ يَضَّرَّعُونَ } [الأعراف:94]. وقال تعالى: { وَلَقَدْ أَرْسَلنَا إِلَى أُمَمٍ مِّن قَبْلِكَ فَأَخَذْنَاهُمْ
              بِالْبَأْسَاء وَالضَّرَّاء لَعَلَّهُمْ يَتَضَرَّعُونَ . فَلَوْلا إِذْ جَاءهُمْ بَأْسُنَا تَضَرَّعُواْ وَلَـكِن قَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ
              الشَّيْطَانُ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ } [الأنعام:43،42]. وهذا من رحمته وكرمه سبحانه فهو مع غناه عن خلقه يأمرهم بدعائه، لأنهم هم المحتاجون إليه قال
              تعالى: { يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنتُمُ الْفُقَرَاء إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ } [فاطر:15]. وقال تعالى: { وَاللّهُ الغَنِيُ
              وَأنتُمُ الفُقَرَآءُ } [محمد:38].

              وفي الحديث القدسي: { يا عبادي، كلكم ضال إلا من هديته، فاستهدوني أهدكم، يا عبادي، كلكم جائع إلا من أطعمته فاستطعموني أطعمكم، يا عبادي، كلكم عار إلا من
              كسوته فاستكسوني أكسكم، يا عبادي، إنكم تخطئون باليل والنهار وأنا أغفر الذنوب جميعاً، فاستغفروني أغفر لكم } [رواه مسلم].

              فادعوا الله عباد الله، وأعلموا أن لاستجابة الدعاء شروطاً لابد من توافرها. فقد وعد الله سبحانه أن يستجيب لمن دعاه. والله لا يخلف وعده، ولكن تكون موانع القبول من القبول من قبل العبد.

              فمن موانع إجابة الدعاء: أن يكون العبد مضيعاً لفرائض الله، مرتكباً لمحارمة ومعاصيه

              فهذا قد ابتعد عن الله وقطع الصلة بينه وبين ربه، فهو حري إذا وقع في شدة ودعاه أن لا يستجيب له.

              وفي الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: « تعرّف على الله في الرخاء، يعرفك في الشدة » يعني أن العبد إذا اتقى الله، وحفظ حدوده، وراعى حقوقه في حال
              رخائه فقد تعرّف بذلك إلى الله وصار بينه وبين ربه معرفة خاصة. فيعرفه ربه في الشدة، بمعنى أنه يفرجها له في الشدة، ويراعي له تعرّفه إليه في الرخاء فينجيه
              من الشدائد. وفي الحديث: « وما تقرب إليّ عبدي يشيء أحب إليّ مما افترضته عليه. ولا يزال عبدي يتقرب إليّ بالنوافل حتى أحبه. فإذا أحببته كنت سمعه الذي
              يسمع به، وبصره الذي يبصر به، ويده التي يبطش بها، ورجله التي يمشي بها، ولئن سألني لأعطينه، ولئن استعاذني لأعيذنه » [رواه البخاري].

              فمن عامل الله بالتقوى والطاعة في حال رخائه عامله الله باللطف والإعانه في حال شدته. كما قال تعالى عن نبيه يونس عليه الصلاة والسلام لما التقمه الحوت: {
              فَلَوْلَا أَنَّهُ كَانَ مِنْ الْمُسَبِّحِينَ . لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ } [الصافات:144،143] أي لصار له بطن الحوت قبراً إلى يوم
              القيامة.

              قال بعض السلف: ( إذكروا الله في الرخاء يذكركم في الشدة، إن يونس عليه الصلاة والسلام كان يذكر الله، فلما وقع في بطن الحوت قال الله تعالى: { فَلَوْلَا
              أَنَّهُ كَانَ مِنْ الْمُسَبِّحِينَ . لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ } [الصافات:144،143]، وإن فرعون كان طاغياً لذكر الله: { إِذَا
              أَدْرَكَهُ الْغَرَقُ قَالَ آمَنتُ } [يونس:90] فقال الله تعالى: { آلآنَ وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ وَكُنتَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ } [يونس:91] ).

              ومن أعظم موانع الدعاء: أكل الحرام



              فقد ذكر النبي صلى الله عليه وسلم : « الرجل يطيل السفر أشعث أغبر، يمد يديه إلى السماء يا رب، يا رب، ومطعمه حرام، ومشربه حرام، وغذي بالحرام. فأنى
              يُستجاب لذلك » [رواه مسلم]. فقد أشار النبي إلى أن التمتع بالحرام أكلاً وشرباً ولبساً وتغذية أعظم مانع من قبول الدعاء وفي الحديث: « أطب مطعمك تكن
              مستجاب الدعوة » .

              وقد ذكر عبدالله بن الإمام أحمد في كتاب الزهد لأبيه قال: ( أصاب بني إسرائيل بلاء فخرجوا مخرجاً، فأوحى الله عز وجل إلى نبيهم أن أخبرهم أنكم تخرجون إلى
              الصعيد بأبدان نجسة، وترفعون إلى أكفاً قد سفكتم بها الدماء، وملأتم بها بيوتكم من الحرام. الآن حين اشتد غضبي عليكم لن تزدادوا مني إلا بعداً ).

              فتنبهوا لأنفسكم أيها الناس، وانظروا في مكاسبكم ومأكلكم ومشربكم وما تغذون به أجسامكم، ليستجيب الله دعاءكم وتضرعكم.

              ومن موانع قبول الدعاء: عدم الإخلاص فيه لله

              لأن الله تعالى يقول: { فَادْعُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ } [غافر:14] وقال تعالى: { فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَداً } [الجن:18]. فالذين
              يدعون معه غيره من الأصنام وأصحاب القبور والأضرحة والأولياء والصالحين كما يفعل عباد القبور اليوم من الإستغاثة بالأموات، هؤلاء لا يستجيب الله دعاءهم إذا
              دعوه لأنهم لم يخلصوا له. وكذلك الذين يتوسلون في دعائهم بالموتى فيقولون: ( نسألك بِفلان أو بجاهه ) هؤلاء لا يستجاب لهم دعاء عند الله لأن دعاءهم مبتدع
              غير مشروع، فالله لم يشرع لنا أن ندعو بواسطة أحد ولا بجاهه، وإنما أمرنا أن ندعوه مباشرة من غير واسطة أحد. قال تعالى: { وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي
              فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ } [البقرة:186]، وقال تعالى: { وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ } [غافر:60]، وإن
              استجيب لهؤلاء فهو من الاستدراج والابتلاء. فاحذروا من الأدعية الشركية والأدعية المبتدعة التي تروج اليوم.

              ومن موانع قبول الدعاء، أن يدعوا الإنسان وقلبة غافل

              فقد روى الحاكم في مستدركه عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: « ادعو الله وأنتم موقنون بالإجابة، واعلموا أن الله لا يقبل دعاء من قلب غافل
              لاه » .

              ومن موانع قبول الدعاء: ترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر

              فعن حذيفة بن اليمان رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: « والذي نفسي بيده لتأمرن بالمعروف ولتنهون عن المنكر أو ليوشكن الله أن يبعث عليكم
              عذاباً منه ثم تدعونه فلا يستجيب لكم » [رواه الترمذي].

              وقال الإمام إبن القيم: ( الدعاء من أقوى الأسباب في دفع المكروه، وحصول المطلوب. ولكن قد يتخلف عنه أثره إما لضعفه في نفسه بأن يكون دعاء لا يحبه الله لما
              فيه من العدوان، وإما لضعف القلب وعدم إقباله على الله وجمعيته عليه وقت الدعاء، فيكون بمنزلة القوس الرخو جداً. فإن السهم يخرج منه خروجاً ضعيفاً. وإما
              لحصول المانع من الإجابة من أكل الحرام، ورين الذنوب على القلوب، واستيلاء الغفلة والسهو واللهو وغلبتها عليها ). وقال: ( الدعاء من أنفع الأدوية. وهو عدو
              البلاء يدافعه ويعالجه. ويمنع نزوله ويرفعه أو يخففه إذا نزل وهو سلاح المؤمن. كما روى الحاكم في مستدركه من حديث على بن أبي طالب قال: قال رسول الله صلى
              الله عليه وسلم : « الدعاء سلاح المؤمن وعماد الدين ونور السموات والأرض » وروى الحاكم أيضاً من حديث إبن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم
              قال: « الدعاء ينفع مما نزل ومما لم ينزل، فعليكم عباد الله بالدعاء » ، وعن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله : « إن الله يحب الملحين في الدعاء »
              ).

              فالدعاء هو أعظم أنواع العبادة، لأنه يدل على التواضع لله، والإفتقار إلى الله، ولين القلب والرغبة فيما عنده، والخوف منه تعالى، والإعتراف بالعجز والحاجة
              إلى الله. وترك الدعاء يدلك على الكبر وقسوة القلب والإعراض عن الله وهو سبب لدخول النار. قال تعالى: { وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ
              إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ } [غافر:60] كما أن دعاء الله سبب لدخول الجنة. قال تعالى: {
              وَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَسَاءلُونَ . قَالُوا إِنَّا كُنَّا قَبْلُ فِي أَهْلِنَا مُشْفِقِينَ . فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا وَوَقَانَا
              عَذَابَ السَّمُومِ . إِنَّا كُنَّا مِن قَبْلُ نَدْعُوهُ إِنَّهُ هُوَ الْبَرُّ الرَّحِيمُ } [الطور:25-28] يخبر سبحانه عن أهل الجنه أنهم يسألون بعضهم
              بعضاً عن أحوال الدنيا وأعمالهم فيها، وعن السبب الذي أوصلهم إلى ما هم فيه من الكرامه والسرور أنهم كانوا في دار الدنيا خائفين من ربهم ومن عذابه، فتركوا
              الذنوب، وعملوا الصالحات وأن الله سبحانه منّ عليهم بالهداية والتوفيق. ووقاهم عذاب الحريق. فضلاً منه وإحساناً، لأنهم كانوا في الدنيا يدعونه أن يقيهم
              عذاب السموم، ويوصلهم إلى دار النعيم.

              فادعوا الله أيها المسلمون، وأكثروا من دعائه مخلصين له الدين.

              قال تعالى: { ادْعُواْ رَبَّكُمْ تَضَرُّعاً وَخُفْيَةً إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ . وَلاَ تُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاَحِهَا
              وَادْعُوهُ خَوْفاً وَطَمَعاً إِنَّ رَحْمَتَ اللّهِ قَرِيبٌ مِّنَ الْمُحْسِنِينَ } [الأعراف:56-55].



              تعليق


              • #8
                جزاكى الله خيرا اختى يمامة على اضافتك الجميلة دى اللى استفدت منها

                فليتك تحلو والحيـاة مريرة *** وليتـك ترضى والانـام غضـاب

                وليت الذي بيني وبينك عامر *** وبيني وبين العالمين خراب

                إذا صح منك الود فالكل هين *** وكل الذي فوق التراب تراب

                تعليق


                • #9
                  رد: هل اغتنمت ساعات الإجابة إذا دعوت؟

                  بالله عليكم ادعولى بالزوج الصالح لانى فى كرب شديد لو سمحتم لانى ابغ من الله عفاف قلبى لانى تحيط بى الفتن من كل جانب ارجوووووووووووووووكم لا تنسوا اختكم :a7:

                  تعليق

                  يعمل...
                  X