إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

أفمن هذا الحديث تعجـــــــــــبون

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • أفمن هذا الحديث تعجـــــــــــبون

    أَفَمِنْ هَذَا الْحَدِيثِ تَعْجَبُونَ (59) وَتَضْحَكُونَ وَلاتَبْكُونَ (60) وَأَنْتُمْ سَامِدُونَ
    والله لوعلم الأنام ... لما خلقوا لما غفلوا وناموا
    حياة ثم موت ثم نشر ... وحشر ثمأهوال عظامُ

    قلنا لأحد العلماء ، النبلاء ، الأولياء : عظنا موعظة ، للقلوب موقظة ، فإن قلوبنا بالذنوب مريضة ، وأجنحتنا بالخطايا مهيضة،


    فنحن قد أدمنّا الذنوب ، وعصينا علاّم الغيوب ، حتى قست منا القلوب ،


    فقال : واحرّ قلباه ، واكرباه ، يا ربّاه ، يا ابن آدم تذنب ولست بنادم ، الأنبياء يبكون، والصالحون يشكون ،


    تتابع المعاصي ، وتستهين بمن أخذ بالنواصي ، ويحك كيف تلعب بالنار ، وتستهين بالجبار ، يغذيك ويعشِّيك ، ويقعدك ويمشيك ،


    ثم تنهض على عصيان أمره ، مع علوِّ قدره ، وعظيم قهره ،


    ويلك هذا الملك كسر ظهور الأكاسرة ،وقصّر بالموت آمال القياصرة ، وأرغم بالجبروت أنوف الجبابرة ، ا


    لروح الأمين ،وَجِل مسكين ، من خوف القويّ المتين ، ومحمد يتهجد ويتعبد، وهو الذي دعا كل موحِّد،


    ومع هذا يتوعد ويهدد ، من ركن لكل كافر وملحد .


    أين عقلك يا مغرور، هل نسيت يوم العبور ، وساعة المرور ، كل طائر من خوفه يخرُّ صريعًا ، وكل كاسريئن من خشيته وجيعًا ،


    أبو بكر انتفض من خوفه كالعصفور ، وصار صدره بالنشيج يفور، وسقط الفاروق من الخشية على الرمال ، حتى حُمِل على أكتاف الرجال ،


    وبقي ذوالنورين ، من منظر القبر يبكي يومين ، وهذا علي بن أبي طالب دموعه من التذكر سواكب،


    كان عمر بن عبد العزيز ، يرتعد ولصدره أزيز ،

    ويلك والله لو أن القرآن نزل على صخر لتفجر ، ولوهبط على حجر لتكسر، وتقرؤه وأنت لاهٍ ساه ، تتفكر في المنصب والجاه ،


    كأن الليالي لا تطويك ،والكلام لا يعْنيك ، تدفن الآباء والأجداد ، وتفقد الأخوة والأولاد ، وأنت لازلت فيإصرار وعناد ،


    سبحان الله تغترّ بالشباب ، وتزيّن الثياب ، وتنسى يوم يُهالعليك التراب :


    أبداً تصرُّ على الذنوب ولا تعـي .. وتكثرالعصيان منك وتدَّعي


    أبـداً ولا تـبكي كأنـك خالـد ... وأراك بين مـودِّعٍومشـيِّعِ



    لا تغفل ذكره ، ولا تنس شكره ، ولا تأمن مكره ، هو الذي عفر بالطين ، أنف فرعون اللعين ، وفرّق جنوده أجمعين ،




    شابَ رأسُك، وما خفّ بأسك ، ومازال في المعاصي فأسك ، مالك ما تردّك الآيات ، ولا تزجرك العظات ، ولا تتذكر الأموات ،


    مصرٌّ مستكبر ،تركب كل أمر منكر .


    سمع ابن وهب آيةوَإِذْ يَتَحَاجُّونَ فِي النَّارِ ، فسقط مغشياً عليه في الدار ، ثم مات في آخر النهار ،


    سمع عمر ، بعض السور ، فطرح دُرّته وانقعر ، فبقي مريضاً شهر ، وصارتدموعه نهر ،


    قرأ سفيان سورة الزلزلة ، فسُمع له ولولة ، كأنها أصابت مقتلة ،


    بعض الصقور تسقط من السماء ، وإن من الحجارة لما يشقق فيخرج منه الماء ، وأغميَ من الخشية على كثير من العلماء .


    ويحك خَف ربك ، وراجع قلبك ،واذكر ذنبك ، موسى خرّ من الخوف مغشياً عليه مصعوقاً ، وبعضهم أصبح وجهه من الدموع محروقاً ،


    كيف تصبح وتمسي ، والرسل كل يقول نفسي نفسي ، أعجبتك الدور والقصور يامغرور ، ونسيت القبور ، ويوم النشور ، يوم يحصل ما في الصدور .


    والذي نفسي بيده ما تساوي الدنيا فتيلة ، ولا تعادل في القبر فزع أول ليلة ، يوم تطرح فيه وليس لك حيلة ،


    استنفق مالَك ، وراجع أعمالك ، وزن أقوالك .


    وخطك الشيب ،وما تركت العيب ، تشاهد المصارع ، وتسمع القوارع ، وتنهال عليك الفواجع ، تنسى الرب، يا ميّت القلب ،


    الصحابة من الخوف مرضى ، وطلحة ينادي : اللهم خذ من دمي حتى ترضى ،


    ما شاء الله ما تحضر صلاة الفجر ، ولا تطمع في الأجر ، وجعفر تقطعت بالسيوف أوصاله ، وارتفع بالفرح تهليله وابتهاله .


    ويلك أنت مهموم بالقرش ،والفرش ، والكرش ، وسعد يهتز لموته العرش .


    تهاب الوضوء إذابرد الماء ، وحنظلة غُسل قتيلاً في السماء ، تعصي حي على الفلاح ومصعب بن عمير قدم صدره للرماح ،


    ما تهتز فيك ذرة ، والموت يناديك في كل يوم مائة مرة ،


    والله لو أن في الخشب قلوب لصاحت ، ولو أن للحجارة أرواح لناحت ، يحن المنبر للرسول الأزهر ، والنبي الأطهر ، وأنت ما تحن ولا تئن ، ولا يضج بكاؤك ولايرن.


    لو مُتَّ لعذرناك ، وفي قبرك زرناك ، ولكنك حيُّ تأكل وتشرب ، وتلهو وتلعب ، وتغني وتطرب .


    بعض الصالحين أتى لينام ، فترك الفراش وقام ، وأخذ ينوح كما تنوح الحمام ،

    من الذنوب مجروح ، ولا تبكي ولا تنوح ، كأنك جسد بلا روح ، ما أثّر فيك الوعظ ،


    وما فهمت اللّحظ ، وما ميَّزت بين المعنى واللفظ ، ،


    وقلبك قاسي ، كما الصخر الراسي ، لا تدمع لك عين ، ولا يؤثر فيك الفراق والبَيْن ، ولا يردعك حياء ولا دِين، الغراب قتل أخاه ، ثم ندم فواراه ، ودفنه وبكاه ، وأنت قتلت نفسك بالكبر والرياء، وما منعك الحياء ، كأنك لست من الأحياء ،


    مالك في دنياك تتبلد ، وفي غيك تتردد،




    أسأل الله بالاسم الأعظم ، والوصف الأكرم ، فإنهالأعلم الأحلم الأحكم ، أن يهدي قلبي وقلبك ، وأن يغفر ذنبي وذنبك ، وأن ينيربالوحي دربي ودربك




يعمل...
X