ماهي حقيقه الدنيا؟ الدنيا لغويآ تعني الشئ الدنيئ ذكر أهل العلم أنها مشتقة من الدنو وهو القرب، أو من الدناءة وهي الخسة، ويشهد لاشتقاقها من الدنو بمعنى القرب قول الله تعالى: إِنَّا زَيَّنَّا السَّمَاء الدُّنْيَا بِزِينَةٍ الْكَوَاكِبِ {الصافات:6}، يعني السماء القريبة، وحمل على هذا المعنى أيضاً قول الله تعالى: فَخَلَفَ مِن بَعْدِهِمْ خَلْفٌ وَرِثُواْ الْكِتَابَ يَأْخُذُونَ عَرَضَ هَذَا الأدْنَى {الأعراف:169}، وقد ذكر هذا المعنى القرطبي والغزالي وابن منظور.
ويشهد لاشتقاقها من الخسة قول الله تعالى في اليهود الذين استبدلوا ما كان ينزل عليهم من المن والسلوى بالبقول: قَالَ أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنَى بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ {البقرة:61}
ولا شك أن الدنيا قريبة بالنسبة للآخرة، ولذلك عبر عنها في بعض الآيات بالأولى، مثل قوله: فَلِلَّهِ الْآخِرَةُ وَالْأُولَى {النجم:25}، ولا شك كذلك أنها خسيسة إذا قورنت منافعها وفوائدها بالآخرة، فإنها لو كانت تزن عند الله جناح بعوضه ما سقى كافراً منها شربة ماء
تعليق