أختاه ..هل تخافي ملك الموت؟؟؟
هل تخافي ذلك اليوم الذي يأتي فيه الزائر الغريب!!!!!
الزائر الذي لن يطرق الباب أو يستأذن...
يأتي على حين غرة..
ينتزع الروح و يمضي...
و يملئ البرد جسمك و لا تملك حينها قولا و لا رجاء..
أجيبي أختاه و لا تخافي..
إنه لم يأت بعد فتكلمي...
قولي.
هل تخافي؟؟
أعرف أن السؤال مخيف...
لذلك دعك منه...
و سأجيبك أنا..
هل أخاف الموت..؟؟؟
أنا أيضا أرتعد حين أذكر الموت...
لذلك لن أتكلم أنا أيضا..
فلتتكلم الكلمات و لتحدثك عن الموت..
الموت...
الموت يعني النهاية ..
الموت يعني أنه لا مزيد...
لا مزيد من الدنيا...
لا مزيد من اللهو....
و لا مزيد من الأمل...
لا مزيد من العمل الصالح...
أتعلمي ما معنى لا مزيد!!!!
يعني لو كانت تنقصك شعرة فقط...
حسنة فقط وتدخلي الجنة...
لما كان لك أن تعودي و لو لحظة لتجلبي تلك الحسنة...
ذلك اليوم الذي تودعي فيه الدنيا و ما فيها..
لا أم لكي بعد ذلك ولا أب ولا أنيس..
و لا نحن يا أختاه......
و لا هذه الساعات التي تقضيها على النت...
ولا خروجك من البيت و لا دخولك...
اليوم بيتك صار بين اللحود..
تحت أطنان من التراب....
لن يزحزحها عنك أحد...
هل فكرت في هذا اليوم؟؟؟
طبعا فكرت في هذا اليوم...
و لكن هل تفكري فيه كل يوم؟؟؟
هل فكرتي فيه وقد نمتي عن صلاة الفجر!!!
هل فكرتي فيه و قد خرجتي من البيت متبرجة!!
هل فكرتي فيه و أنتي تتحدثي على الهاتف خلسة!!!
أمة الله..
لعلها تكون آخر كلمة لك..
و قبل أن تقفلي الخط...
يكون ملك الموت قد أقفل سجلات حياتك و قبض الروح...
لعلها تكون آخر خطوة لكي....
تخطينها و أنت متبرجة....
وسهام عيون مرضى القلوب تلاحقك..
و الله إن سهم الموت لهو أقرب و أقرب...
أختاه.. ..
حاسبي نفسك على كل كلمة و كل خطوة و كل نفس..
فإنكي و الله ستسألي...
أختي الحبيبة...
كيف حياتك مع الصلاة!!!
لا أسألك عن النوافل...
بل أسألك على ما فرضه الله عليك..
هل تؤدي حق الصلاة!!!!
هل تؤديها في وقتها!!!!!
أم تؤخريها.....
أختاه...
الصلاة الصلاة...
إياك أن تخسري الدنيا و الآخرة من أجل ساعة من النوم...
إياك أن تخسري االدنيا والآخرة من أجل جلسة مع الصديقات...او اصدقاء ...
فإن أول ما يسأل عنه العبد الصلاة...
لا تجعلي الله أهون الناظرين إليك يا أخيه... ..
و لا تجعلي الصلاة آخر تفكيرك...
إن شغلك شيء عن الصلاة..
تذكري ملك الموت..
هل سينتظرك الموت حتى تستيقظي الثامنة أو التاسعة وتصلي الفجر!!!
لا و الله...
إنه العبد المأمور...
لا حول له و لا قوة....
سيقبض الروح و يمضي..
ثم أنتي وحدك التي ستسألي...
إياك يا أخيه ,,,,أن تشغلك الدنيا عن الصلاة...
و لا تخافي و لا تحزني...
فأنا و أنت سنرى ملك الموت...
قد يزورنا ونحن نيام في بيوتنا....
و قد يأتينا ونحن مترجلون نبتغي في الأرض..
زائر غريب.....
لكنه لا يفرق بين صغير أو كبير .....
و لا بين امرأة أو رجل....
لن ينتظر إذنا أو إشارة..
فقط يطيع أوامر مالك الملك الذي إليه المصير ...
فالموت قدر كل حي...
وهذا الوجه الذي ترطبينه ....
و الجسم الذي تنمقينه...
لن يمر عليه زمان....
إلا و قد صار مرتعا للدود...
ينهشه من كل مكان..
و لن تتقززي حينها أو تتهربي...
فلا هروب في ذلك اليوم و لا فرار...
اغتنمي هذه الفرصة..
اغتنمي نعمة الحياة...
و لا تتركي دقيقة و لا ثانية من حياتك إلا وجعلتيها لوجه الله تعالى...
احتسبي عمرك كله لله..
و هبي نفسك و روحك للدين والعبادة و الطاعات...
فإن توفاك ربك جل و علا على إحداها...
فاعلمي أنك قد فزت الفوز العظيم...
أعلمي أخيه.. ...
أن هذه الدنيا دار فناء...
و أنه لن يبقى لك في هذه الدنيا إلا عملك الصالح..
فلا تبخلي على نفسك....
و سارعي إلى مغفرة ربك..
و توبي الآن قبل الغد...
توبي قبل أن يأتي يوم لا تنفع فيه توبة أو ندم...
توبي يا أمة الله..
فإنك غير معجزة الله...
حركي شفتيك الآن....
حركي شفتيك وقولي أستغفر الله...
قولي أستغفرك يا رب و أتوب إليك...
بقلب حزين..
بقلب مذنب ذليل....
نادم على ما فات...
و قوليها مرة أخرى....
ولكن بقلب عازم على الثبات...
عازم على ترك كل معصية كان يقترفها...
عازم على العودة إلى الله....
و إلى بلوغ الجنات..
أسأل الله الحليم الغفور أن نكون أنا و أنت من أهلها..
و أن يقبل توبتنا و يرضى عنا....
ويجعلنا من عباده الصالحين..
اللهم آمين...
أقول قولي هذا..
و أستغفر الله لي و لكم فاستغفروه..
و لا حول و لا قوة إلا بالله العلي العظيم...
تعليق