إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

بر الوالدين

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • بر الوالدين

    درسنا اليوم عن بر الوالدين

    بر الوالدين
    لم يخص الإسلام أحدا بالعناية و التكريم كما خص الوالدين و لم يثبت لأحد من الحقوق على أحد كالحقوق التي ثبتها للوالدين على أبنائهم لذلك نشاهد القرآن الكريم يجعل حقهما بعد حق الله على الإنسان فهو عندما يأمر الإنسان بالاعتراف بالفضل و شكر الله و عبادته يردف الأمر بشكر الوالدين و طاعتهما و الإحسان إليهما و الرحمة بهما و التواضع لهما فهما سبب وجود الإنسان و مصدر الحياة و منهل العناية و الرعاية.
    قال تعالى:(وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه و بالوالدين إحسانا.إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أف و لا تنهرهما و قل لهما قولا كريما.و اخفض لهما جناح الذل من الرحمة و قل ربي ارحمهما كما ربياني صغيرا.) الإسراء 23-24
    إن حق الآباء و الأمهات لا يمكن لأحد أن يحصيه أو يقدره و لو حاول الأبناء أن يحصوا ما لاقاه الآباء و الأمهات في سبيلهم لا استطاعوا إحصاء ما يستحقون من البر و التكريم و لكنه أمر فوق الوصف.فالأم حملته بين أحشائها،و غذته من دمها،و أرضعته من لبنها،و حنت عليه بقلبها و حبها،و ناغته بأناشيد الحب و السرور في ليلها و نهارها،و حرمت من لذيذ النوم من أجل نومه و راحته،و لم تفتأ طيلة حياتها تحوطه بمشاعر الحب و الرعاية ،و تراه روحها و قلبها النابض في جسد آخر.
    تذبل الأم لذبول ولدها،و تغيب بسمتها إن غابت ضحكته،و تذرف دموعها و تحرم نفسها من الطعام و الشراب إن اشتد توعكه.
    يرقص قلبها فرحا إذا ضحك وليدها و لا تسعها الدنيا نشوة إذا حبا أو مشى،و تسمع نغم الدنيا في كلماته،و ترى الحياة كلها نورا و جمالا و هي تراه مع الصبيان يلعب أو إلى المدرسة يذهب و هكذا تعيش له و معه.
    هذه هي الأم…أليست هذه الإنسانة العظيمة حرية بأن يكون لها من الحقوق ما ليس لأحد؟و أن يكون لها من عظيم البر ما يفي ببعض إحسانها؟فمن أحق منها بالإحسان و أولى من الولد بالوفاء والعرفان؟
    عن أبي هريرة رضي الله عنه قال:جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه و سلم فقال:يا رسول الله من أحق الناس بحسن صحابتي؟قال:أمك.قلت:ثم من؟قال:أمك.قلت:ثم من؟قال:أمك.قلت:ثم من؟ قال:أبوك.أخرجه البخاري و مسلم.
    و الأب للأبناء هو الحبيب و المربي و المنفق الذي يبذل جهده،و يوقف حياته،و يؤثر على نفسه من أجل أن يوفر العيش السعيد و الحياة الهانئة فهو يرى أبناءه وجودا يمثل وجوده و امتدادا يمد في حياته بعد موته.
    و لقد كان خطاب الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه لولده الحسن لسان حال كل الآباء فقال:(وجدتك بعضي بل وجدتك كلي حتى كأن شيئا لو أصابك أصابني و كأن الموت لو أتاك أتاني فعناني من أمرك ما يعنيني من أمر نفسي).
    فإذا كانت هذه المشاعر الإنسانية و العلاقات الوجدانية النبيلة هي أحاسيس و مشاعر الآباء التي يفيضونها على أبنائهم؛كان البر بالآباء و الإحسان إليهم هو أبسط الواجبات في منطلق الأخلاق و عرف الضمير التي يؤديها الأبناء لآبائهم لتصاغر عطاء الأبناء و عجز حسهم و شعورهم عن مماثلة عطاء الآباء و أحاسيسهم لذلك كان الواجب هو الإحسان و الشكر و العرفان و هو مجرد اعتراف بالفضل و محاولة لتحقيق الرضى و ليس هو كامل الوفاء أو المعادلة.
    و لقد رأى عبد الله بن عمر رضي الله عنهما رجلا يطوف بالكعبة حاملا أمه على رقبته،فقال يابن عمر أترى أني جزيتها؟قال:لا،و لا بزفرة واحدة و لكنك أحسنت و الله يثيبك على القليل كثيرا.
    و عقوق الوالدين من الكبائر التي تنبئ عن تدهور الخلق،و انحطاط النفس و تنكرها لصاحب الفضل.
    عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما عن النبي عليه الصلاة و السلام قال:((الكبائر:الإشراك بالله،و عقوق الوالدين،و قتل النفس،و اليمين الغموس)).أخرجه البخاري.
    و العقوق جريمة تدل على ذهاب المروءةوانعدام الوفاء و ظلمة القلب و بلادة الشعور و الإحساس
    و لقد نهى الإسلام عن أبسط مظاهر العقوق و هو التأفف و التضجر من الوالدين و النظر إليهما نظرة مقت و كراهية.قال رسول الله(ص){أدنى العقوق أف،و لو علم الله عز و جل شيئا أهون منه لنهى عنه}.وقال(ص):{من نظر إلى والديه نظر ماقت و هما ظالمان له ،لم يقبل الله له صلاة}.
    فالإسلام يطالب الأبناء بالإحسان إلى آبائهم و إن صدر عنهما خطأ بحق أبنائهم و شدد في وجوب البر و الإحسان حتى يجعل نظر الحب للوالدين عبادة كما جاء في الحديث الشريف{نظر الولد إلى والديه حبا عبادة}.
    و الوالدان من أرضاهما فقد أرضى الله و من أسخطهما فقد أسخطه ومن برهما و أحسن إليهما فقد شكر ربه و من أساء إليهما فقد كفر بنعمته و هما الباب الموصل فمن برهما وصل و من عقهما منع.
    عن أبي أمامة رضي الله عنه أن رجلا قال:يا رسول الله ما حق الوالدين على ولدهما؟قال عليه الصلاة و السلام:هما جنتك و نارك.أخرجه ابن ماجة.
    إن الله تعالى لا يرضى عن الأبناء إلا أن يذلوا أنفسهم لآبائهم و أمهاتهم و خصوصا عند الكبرقال تعالى:(واخفض لهما جناح الذل من الرحمة).و هو ذل للوالدين ليس سببه القهر و الغلبة و لكن سببه الحب و الرحمة.و مهما أذللت نفسك لوالديك فإن الله تعالى يحبك و يرضى عنك و الناس يكبرونك و يمدحونك و يجعلونك مثلا طيبا يضربونه لأبنائهم و هذا عكس من يذل نفسه للناس فإن الأعين تزدريه وكبار الناس ينفرون منه و يتحاشونه. إن الأبناء البررة يستطيعون أن يقوموا بواجباتهم نحو الوالدين بدون معاناة أو تنبيه أو مشقة ما دام شعورهم حيا و ضميرهم يقظا و دينهم هو المحرك لهم.
    و إن الأبناء العاقين يكونون مصيبة في كبرهم كما كانوا عبئا في صغرهم خصوصا إذا كانوا قساة القلوب متحجري الضمائر لا دين لهم و لا يخشون عقاب الله.
    فيا أخوة الإسلام :بروا آباءكم تبركم أبناؤكم و كما تدين تدان و لا تجازى على الشر إلا بمثله و اعلموا أن سخط الله في سخط الوالدين و أن رضاه لا يكون إلا في رضاهم.
    أخي المسلم:كيف تعامل أمك بالعقوق و قد حملتك تسعة أشهر حملا ثقيلا و حين ولادتك تقاسي بوضعك ألما شديدا و عذابا وبيلا و قد أرضعتك حولين كاملين و كان صبرها عليك صبرا جميلا.فكانت تجوع لتشبع أنت و تسهر لتنام أنت و تتعب لتستريح أنت ما استطاعت إلى ذلك سبيلا فطعامك درها و بيتك حجرها و مركبك ظهرها و ما تعد بكاءك إلا تسبيحا و تهليلا .
    تحن إليك و تهواك و تحيطك و ترعاك و إذا غبت عنها كرهت كل شيء سواك و قد شغلت بك قلبها و جعلت عليك حافظا و وكيلا ربها فإياك أن تعقها أو تضيع حقها فتكون من الخاسرين في حياتك و يوم توفى كل نفس بما كسبت و كان وعد ربك مفعولا.
    ألا و إن من أمارات الساعة أن يطيع الرجل زوجته و يعق أمه و يبر صديقه و يجفو أباه.و من شقاوة المرء أن يحسن إلى أعدائه و يسيء إلى من يحبه و يهواه و لا منة لأحد على أحد بعد الله كمن الوالد على الولد الذي كان سببا في وجوده و محياه و بعطفه و حنانه عليه رباه و أطعمه و سقاه و إذا كبر الطفل و ترعرع و شب تمنى لوالديه الموت و هما يتمنيان له الحياة و لعن الله من لعن والديه أو لعنه والداه و قبح الله من لا يبر والديه و لا يعرف حقهما و أذله الله و أخزاه.
    قال رسول الله صلى الله عليه و سلم:{كل الذنوب يؤخر الله فيها ما يشاء إلى يوم القيامة إلا عقوق الوالدين فإن الله يعجله لصاحبه في الحياة قبل الممات}.
    كثرة الأمهات التي ترضى من البر بكف الأذى عنها و بطيب الكلام و تسأل ربها كل خير لأولادها الذين لا يرضونها إلا بشيء من السكوت و الابتسام.
    و رب صابرة على قلة ذات يدها و موت زوجها و كفالة الأيتام و السعي في تحصيل ما يحتاجون إليه من الملابس و الطعام و من أجل ذلك رضيت أن تعيش خادمة في بيوت بعض اللئام حتى إذا بلغ الولد أشده و استوى تكبر عليها و أعرض عنها.
    أمك أيها المسلم تسعى لك و تعولك صغيرا و كبيرا وأنت تهينها غنيا و تكلفها أولادك إن كنت فقيرا و قد تجود عليها بشيء يسير تمن عليها به و تعدّه شيئا كثيرا.
    ورب عجوز فانية قد يئست من الحياة و أظلم الدهر في عينيها و لم يترك لها من دون الله وليا و لا نصيرا فلا تسمعها إلا باكية تكاد تموت غيظا،كانت تأمل بر أولادها و تنتظر منهم جزاء وشكورا
    و كانت تعدهم بينها و بين الخطوب حجابا مستورا و لكنهم تركوها و شأنها و لم يبالوا بحقها و شغلتهم الأموال و الأولاد و الزوجات.
    ومهما ظلم الأبناء آباءهم و أمهاتهم فإن غضب الله لا يفارقهم و كنوز الدنيا كلها لا تنفعهم و لا بد من أن يلقى العاق لوالديه من أبنائه مثل ما فعل بأبويه و الله غالب على أمره.
    و آخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
    لاالة الا الله محمد رسول الله

  • #2
    رد: بر الوالدين

    جزاك الله خيرا ياربي ارزقنا حسن البر بوالدينا
    سبحان الله و الحمد لله و الله اكبر و لا حول و لا قوة الا بالله

    الْلَّهُـمّـ سٌـرَ خَاطِرِي بِخَبَـرٍ جَمِيْـل
    www.islamway.com
    www.quranexplorer.com
    http://quran.muslim-web.com/

    تعليق


    • #3
      رد: بر الوالدين

      نعمة الوالدين من أكبر نعم الله على الانسان فاله تعالى أتبع عبادته ببر الوالدين قال تعالى" و اعبدوا الله و لا تشركوا به شيئا و بالوالدين إحسانا"
      سبحان الله و الحمد لله و الله اكبر و لا حول و لا قوة الا بالله

      الْلَّهُـمّـ سٌـرَ خَاطِرِي بِخَبَـرٍ جَمِيْـل
      www.islamway.com
      www.quranexplorer.com
      http://quran.muslim-web.com/

      تعليق

      يعمل...
      X