كلنا لو سئل: مَن رَبُّك؟ لأجاب: الله..
جُلُّنا يثق بأن الرزق بيدِ الله..
جميعنا مؤمن بأن القادر على كل شيء هو الله..
أكتعنا مسلمٌ بأنَّ الدنيا دار فناء وأن الآخرة ينبغي أن تكون الهدف المنشود..
كل تلك الأمور إيجابية ينبغي أن نعتز بها، ونحمد الله عليها..
لكن.. هل نحن واثقون فعلاً من إيماننا بكل ما سبق؟..
أظن أن الإجابة على الأسئلة التالية يجلِّي الحقيقة:
- كم واحداً منا لا يقلق إذا تعسرت ظروفه المالية؟..
- كم شخصاً يعشق عبادة الله والتقرب إليه على نحو يجعله يستلذ إطالة الصلاة، ويمقت كل وقت يضيع في غير طاعته؟..
- كم فرداً وصل في انقياده لله إلى درجة أن يتحكم في أهوائه ولا يطاوع من يصرفه إلى الوقوع في المعصية إلا نادراً؟..
- كم امْرَأً منا هانت عليه كل متع الحياة حتى صار لقاء الله عنده أعز المنى، ثم طَهّر قلبه من الحسد حتى رجا الخير والهداية لكل الناس؟..
مهما يكن علينا أن نتذكر الأمور والآيات التالية:
* الله يحب لنا الخير ولا يرضى أن يؤذينا ما دمنا في طاعته: {مَّا يَفْعَلُ اللّهُ بِعَذَابِكُمْ إِن شَكَرْتُمْ وَآمَنتُمْ وَكَانَ اللّهُ شَاكِراً عَلِيماً }[النساء147].
* نحن بشر مثل الصحابة، وقد بلغ كثير منهم مرتبة عالية من حب الله وطاعة نبيه صلى الله عليه وسلم حتى إن بعضهم كان يبكي إذا لم يجد ما يشارك به في أية غزوة يمكن أن ينال بها الشهادة، فما الذي يمنع أن نكون مثلهم كما قال تعالى: {لَّيْسَ عَلَى الضُّعَفَاء وَلاَ عَلَى الْمَرْضَى وَلاَ عَلَى الَّذِينَ لاَ يَجِدُونَ مَا يُنفِقُونَ حَرَجٌ إِذَا نَصَحُواْ لِلّهِ وَرَسُولِهِ مَا عَلَى الْمُحْسِنِينَ مِن سَبِيلٍ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ (91) وَلاَ عَلَى الَّذِينَ إِذَا مَا أَتَوْكَ لِتَحْمِلَهُمْ قُلْتَ لاَ أَجِدُ مَا أَحْمِلُكُمْ عَلَيْهِ تَوَلَّواْ وَّأَعْيُنُهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ حَزَناً أَلاَّ يَجِدُواْ مَا يُنفِقُونَ (92) إِنَّمَا السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ يَسْتَأْذِنُونَكَ وَهُمْ أَغْنِيَاء رَضُواْ بِأَن يَكُونُواْ مَعَ الْخَوَالِفِ وَطَبَعَ اللّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ (93)}[التوبة] .
* إذا كنا نصدق رسول الله عليه السلام في كل ما يقول فإن علينا أن نصدقه إذ وعدنا بأن الله يتولى رزقنا إذا توكلنا عليه: ((لو أنكم تتوكلون على الله حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير: تغدو خماصاً وتروح بطاناً)). وقد جاء في الأثر أن أبا أمامة لزمته ديون وهموم، ففرج الرسول صلى الله عليه وسلم كربته بكلمات علمه إياها هي: ((قل إذا أصبحت وإذا أمسيت: اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن، وأعوذ بك من العجز والكسل، وأعوذ بك من الجبن والبخل، وأعوذ بك من غلبة الدين وقهر الرجال)).
* طالما وقعنا في حياتنا في مشاكل أو معاناة، فطلبنا من الله أن ييسرها ويفرج كربها، ففعل، فلماذا لا نحفظ هذه المواقف، ونسجلها في مذكراتنا الخاصة بنا، لنرجع إليها كلما ضعفت ثقتنا بالله، ونتذاكرها دائماً لئلا ننسى فضل الله علينا في الرخاء كما نلجأ إليه في الشدة، فقد تحدى الله الناس بأن تتوجه قلوبهم وقت الفزع من الغرق إلى غيره؛ حتى إن المغني البريطاني كات ستيفنس أسلم بعد أن نجا من غرق لأجل أنه دعا الله، ثم سمى اسمه يوسف إسلام وأصدر أناشيد إسلامية. قال تعالى: {وَإِذَا مَسَّكُمُ الْضُّرُّ فِي الْبَحْرِ ضَلَّ مَن تَدْعُونَ إِلاَّ إِيَّاهُ فَلَمَّا نَجَّاكُمْ إِلَى الْبَرِّ أَعْرَضْتُمْ وَكَانَ الإِنْسَانُ كَفُوراً }الإسراء67
* إن تدبرك في قراءة القرآن، وتمهلك في أداء الصلاة، وتقربك إلى الله بالنوافل والأذكار، وتركك البِطْنَة في الأكل، وحسن معاملتك للناس- أسباب توصلك بإذن الله إلى الراحة النفسية، وحب الله، فإن وصلت إلى هذه الدرجة ستجد الله معك في السراء والضراء، وتصل إلى السعادة الحقيقية التي ينشدها الناس، ولن تبالي يعدها بما يصيبك لأن أمر المؤمن كله له خير، وسيكون لك كما قال عليه السلام لابن عباس رضي الله عنه: ((يا غلام إني أعلمك كلمات: احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده اتجاهك، وإذا سألت فاسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله، واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك، واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن يضروك لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله لك، رفعت الأقلام، وجفت الصحف)).
* ثمة فرق بين من يتقرب إلى الله لمصلحة يريدها، ومن يتقرب إليه في حالي الرخاء والشدة، فالأول لا يلبث أن ينسى ربه إذا أنعم عليه، والآخر يظل متعلقاً بربه. وثمة فرق أيضاً بين من يترك ما يضره خوفاً من تدهور صحته، وبين من يمتنع عنه خوفاً من الله، فالأول متعلق بالمأمور به، والثاني متعلق بالآمِر يمتثل له قبل أن يعرف علة الحكم. وقد امتدح الله اصحابة الذين يمتثلون من أول وهلة قائلين سمعنا وأطعنا: {آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللّهِ وَمَلآئِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّن رُّسُلِهِ وَقَالُواْ سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ }[البقرة285]
* أخيراً.. قد تستطيع في الدنيا تحقيق الثراء دون طاعة الله، وتستمتع بالملذات وأنت في بعيد عن منهج الحق، وتتزوج بمن تحب، وتنال ما تريد من ملذات؛ لكن كل هذا لن ينفعك عند الله، ولَخَسارةُ الدنيا أهون من خسارة الآخرة، ذلك لأن الدنيا فانية، والآخرة عاقبة نهائية لا رجعة فيها، فهل أنت من العقلاء الذين يوقنون أن الصبر على الطاعة أرحم من نكد الآخرة، قال تعالى {مَّن كَانَ يُرِيدُ الْعَاجِلَةَ عَجَّلْنَا لَهُ فِيهَا مَا نَشَاء لِمَن نُّرِيدُ ثُمَّ جَعَلْنَا لَهُ جَهَنَّمَ يَصْلاهَا مَذْمُوماً مَّدْحُوراً (18) وَمَنْ أَرَادَ الآخِرَةَ وَسَعَى لَهَا سَعْيَهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ كَانَ سَعْيُهُم مَّشْكُوراً (19)}[الإسراء].- · م): م): اخواتي هديه جميله مني لكم عالم القران الكريمhttp://www.hqw7.com/
إعـــــــلان
تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.
دعونا نحب الله
تقليص
X
-
دعونا نحب الله
انا العبد الذى كسب الذنوب
وصدته الامانى ان يتوب
انا العبد الذى اضحى حزينا
على ذلاته فزعا كئيبا
انا العبد السقيم من الخطايا
ومالى الآن لا ابدى النحيبالكلمات الدلالية (Tags): لا يوجد
-
رد: دعونا نحب الله
شكرا للتذكيرسبحان الله و الحمد لله و الله اكبر و لا حول و لا قوة الا بالله
الْلَّهُـمّـ سٌـرَ خَاطِرِي بِخَبَـرٍ جَمِيْـل
www.islamway.com
www.quranexplorer.com
http://quran.muslim-web.com/
-
رد: دعونا نحب الله
شكرا جزيلا اخوتى وجعله الله فى ميزان حسناتم وحسناتى
اختى يمامة المسجد لم اعرف ان هذا ممنوع واعتذر بشدة
ولكن هذا الموقع جميل جدا نعيش فيه جميعا مع القران الكريم
وجزاكم الله كل خيرانا العبد الذى كسب الذنوب
وصدته الامانى ان يتوب
انا العبد الذى اضحى حزينا
على ذلاته فزعا كئيبا
انا العبد السقيم من الخطايا
ومالى الآن لا ابدى النحيب
تعليق
-
رد: دعونا نحب الله
جزاكِ الله خيرااا وبارك فيك
سلمت يداكِ
جعله الله فى ميزان حسناتكاللهمَّ لا أرَى شَيٌئاً مِن الدُّنيَا يَدوم, ولا أرَى فيٌها حَالاً يَسٌتقيم, فاجعلني أنُطق فِيٌها بعلم, وأصٌمت فيٌها بِحلٌم ![ إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ ]
تعليق
تعليق