السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
في خضم الحياة .. بتنا نسمع الكثير عنها ..
قد لا تكون موجودة لدى الكل لكننا نعترف جميعاً بوجودها ..
انها الغفلة .. بداية السقوط الى الهاوية ..
انها الغفلة .. داء القلوب و مميتها ..
انها الغفلة .. بداية النهاية ..
هي الطريق المحفوف بظلمات من المعاصي تعصف بالانسان الى ان يصبح وليس ما يشغله الا الدنيا و لا يمسي الا و همه الدنيا ..
غفلةٌ كثُرت اسبابها و تعدَّت حبال مصائدها .. فمن اسبابها :
1/ قلة الذكر ..
فالذكر صابون القلوب و مطهِّرها من رجس المعاصي و الذنوب و هو خير الاعمال عند الله ..
قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : (ألا أنبأكم بخير أعمالكم، وأزكاها عند مليككم، وأرفعها في درجاتكم، وخير لكم من إنفاق الذهب والفضة وخير لكم من أن تلقوا عدوكم فتضربوا أعناقهم ويضربوا أعناقكم) قالوا بلى- قال: ذكر الله تعالى(
و اعظم الذكر تلاوة كتاب الله العظيم فمن اعرض عنه كان له من الهم و الغم اكبر النصيب و لا حول و لا قوة الا بالله ..
قال تعالى : ( وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى*قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنتُ بَصِيرًا*قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنسَى ) (124-126) سورة طـه
2/ قلة ذكر الموت ..
فالحياة قصيرة .. و مهما طال عمر الانسان لابد و ان يُوسَّد في حفرة ..
تكون جنته او ناره .. الى ان يأتي يوم الحساب ..
و قد كان النبي صلى الله عليه وسلم يشير الى ذلك حيث يقول: مالي وللدنيا إنما مثلي ومثل الدنيا كمثل راكب قال في ظل شجرة ثم راح وتركها
وقد أرشدنا النبي صلى الله عليه و سلم الى الاكثار من ذكر الموت
فقال صلى الله عليه و سلم أكثروا من ذكر هادم اللذات .
ومن وصايا المسيح عليه السلام لأصحابه أنه قال لهم : من ذا الذي يبني على موج البحر داراً ، تلكم الدنيا ، فلا تتخذوها قراراً .
وكان علي بن أبي طالب رضي الله عنه يقول :إن الدنيا قد أرتحلت مدبرة ،وإن الآخرة قد أرتحلت مقبلة ، ولكل منهما بنون ، فكونوا من أبناء الآخرة ، ولا تكونوا من أبناء الدنيا ، فإن اليوم عمل ولا حساب ، وغداً حساب ولا عمل .
3/ مصاحبة الاشرار ..
فأصدقاء الشر يفتحون ابواب المعاصي في وجوه من معهم ..
فيكونون غير مكترثين بما يفعلون أهو حق ام باطل ؟؟!!
فيجب على الانسان ان يحرص على مصاحبة الاخيار ..
فهم مشاعل الهدى التي ستفتح له آفاق الهداية و الرشاد بعد الله ..
و قد وصى الله سبحانه و تعالى رسوله صلى الله عليه و سلم بذلك فقال سبحانه: ( وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا... ) (28) سورة الكهف
4/ تذكر الحساب و الجزاء
واننا سنكون في يوم من الايام على صعيد واحد تجتمع فيه كل الخلائق ..
لا ينفعنا سوى العمل .. و لا ينقذنا سوى الذكر ..
وان هناك المحكمة الكبرى التي ستجازي على كل عمل .. لا تفوتها شاردةً و لا واردة ..
قال تعالى ( ووضع الكتاب فترى المجرمين مشفقين مما فيه ويقولون يا ويلتنا ما لهذا الكتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها ووجدوا ما عملوا حاضرا ولا يظلم ربك أحدا ) (49)الكهف .
عن عدي بن حاتم رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : "ما منكم من أحد إلا سيكلمه ربه، ليس بينه وبينه تَرْجمان فينظر أيمن منه، فلا يرى إلا ما قدم. وينظر أشأم منه، فلا يرى إلا ما قدم، وينظر بين يديه فلا يرى إلا النار تِلقَاءَ وجهه، فاتقوا النار ولو بِشِقِّ تمرة. فمن لم يجد فبكلمة طيبة" متفق عليه.
و قال صلى الله عليه وسلم : (( لا تزول قدما عبد حتى يسأل عن عمره فيم أفناه ، وعن علمه فيم فعل ، وعن ماله من أين اكتسبه وفيم أنفقه ، وعن جسمه فيم أبلاه ((
نعم سنُسأل على عملنا و مالنا و وقتنا و فوق كل ذلك ان الاعضاء ستشهد على علينا ..اما آن لنا ان نتوب ؟؟
قال تعالى (حَتَّى إِذَا مَا جَاءُوهَا شَهِدَ عَلَيْهِمْ سَمْعُهُمْ وَأَبْصَارُهُم وَجُلُودُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ وَقَالُوا لِجُلُودِهِمْ لِمَ شَهِدْتُم عَلَيْنَا قَالُوا أَنْطَقَنَا اللَّهُ الَّذِي أَنْطَقَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُوخَلَقَكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ ).
هذه بعض من الاسباب التي جعلتنا نبتعد عن منهجٍ عظيم لو اتبعناه لكنا خير الخلف لخير سلف ..
جنينا ثمرة الابتعاد الا و هي الغفلة .. فماذا نحن عاملون أنتركها تأتي على ما تبقى من إيماننا ام اننا سنحاربها بكل ما أُوتينا من الوسائل ؟؟
هيا اخوتي لنحارب الغفلة و لنمحها من طريق حياتنا لنعيش سعداء و نموت سعداء .. و لنُبعث مع الانبياء و الصديقين و الشهداء ..
ولما قسى قلبي وضاقت مذاهبي **** جعلت الرجا مني لعفوك سلما
تعاظمني ذنبـي فلما قرنــته **** بعفوك ربي كان عفوك أعظما
فما زلت ذا عفو عن الذنب لم تزل **** تجود وتعفو منةً وتكرما
فلولاك لم ينج من إبليس عابد **** وكيف وقد أغوى صفيك آدما!!
تعليق