بسم الله الرحمن الرحيم
لا خير في العلم إذا لم يورث عالماً عابداً صالحاً مصلحاً ، ولا أثر لمعرفة الإنسان إذا لم ترشح على تصرفاته أخلاقاً وسلوكاً
، كان ابن تيمية في جانب العبادة من الصالحين الكبار ، عمل بعلمه - رحمه الله – في عباداته الخاصة ،
فكانت صلاته طويلةً طويلة ، مخبتاً في ركوعه وسجوده ،
كثير الذكر حتى إنه لا يفتر لسانه ، وربما استغفر ألف مرة أو أكثر ، وكان يردد دائماً لا حول ولا قوة إلا بالله ،
وكان كثير الابتهال والتضرع ، كثير الدعاء والبكاء ، كثير المسألة والإنابة ، كثير التوبة ، وكان يرى أن زاده هو الذكر ، وأن قوته هو التسبيح ، وكان يجلس بعد صلاة الفجر إلى أن يتعالى النهار وهو يردد الفاتحة ،
ويمضي الليل الطويل ما بين الركوع والسجود والقنوت والبكاء والتضرع ،
وكانت تلوح عليه أنوار الطاعة ، وإذا خرج إلى السوق ورآه الناس كبروا وهللوا ، ومن رآه ذكر الله عز وجل ورأى فيه القدوة المثلى والأسوة الحسنة ،
وكان إذا قرأ القرآن قرأه بصوت خاشع مبك حزين ، وكان له تأملات في كتاب الله عز وجل ، وله تدبر ،
وكان كثير الصدقات ، كثير الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، كثير الإصلاح بين الناس ،
كثير التواضع ، جم الأخلاق ، عفيفاً منيباً صادقاً .
بقم الدكتور : عائض القرني
تعليق