إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

رحلة إلى دار القرار

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • رحلة إلى دار القرار

    الحمد لله وكفى وصلاة وسلاما على عباده الدين اصطفى ...أما بعد

    فإنه مهما عاش الإنسان في هده الحياة ومهما طال به البقاء بها ومهما استمتع بشهواتها وملداتها فإن المصير واحد والنهاية محتومة ولابد لكل إنسان من نهاية وهده النهاية هي الموت الدي لا مفر منه

    إنه لا بد من يوم ترجع فيه الخلائق إلى الله جل وعلا ليحاسبهم على ما عملوا في هده الدنيا قال تعالى /واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله /البقرة,281 يوم طالما نسيناه يوم هو آخر الأيام ,يوم تغص فيه الحناجر فلا يوم بعده ولا يوم مثله ,إنه اليوم العظيم يوم كتبه الله على كل صغير وكبير ,وكل جليل وحقير ,إنه اليوم المشهود واللقاء الموعود ثم إنه قبل هدا اليوم لحظة ينتقل فيها الإنسان من دار الغرور إلى دار السرور كل بحسب عمله تلك اللحظة التي يلقي الإنسان آخر النظرات على الأبناء والبنات والإخوان يلقي فيها آخر النظرات على هده الدنيا وتبدو على وجهه معالم السكرات وتخرج من صميم قلبه الآهات والزفرات

    إنها اللحظات التي يعرف الإنسان حقارة هده الدنيا إنها اللحظة التي يحس فيها بالحسرة والألم على كل لحظة فرط فيها في جنب الله تعالى فهو يناديه **رباه رباه {رب ارجعون لعلي أعمل صالحا فيما تركت}المؤمنون 99-100 إنها اللحظة الحاسمة والساعة القاصمة التي يدنو فيها ملك الموت لكي ينادي

    إن الغربة الحقيقية إنما غربة اللحد والكفن فهل تدكرت انطراحك على الفراش وإد بأيدي الأهل تقلبك فاشتد نزعك وصار الموت يجدبك من كل عرق ثم أسلمت الروح إلى بارئها والتفت الساق بالساق ثم قدموك بعد ليصلي عليك ثم أنزلوك في القبر وحيدا فريدا لا أم تقيم معك ,ولا أب يرافقك ,ولا أخ يؤنسك

    وهناك يحس المرء بدار غريبة ومنازل رهيبة عجيبة وفي لحظة واحدة ينتقل إلى العبد من دار النعيم المقيم إن كان ممن تاب وآمن وعمل صالحا أو ينتقل إلى دار الجحيم الأليم إن كان ممن أساء العمل وعصى المولى جل وعلا

    لقد طويت صفحات الغرور وبدا للعبد هول النشور مضت الملهيات والمغريات وبقيت التبعات...فلا إله إلا الله من ساعة تطوى فيها صحيفة المرء إما على الحسنات أو على السيئات ويحس بقلب متقطع من الألم والحسرة على أيام غفل فيها كثيرا عن الله واليوم الآخر فها هي الدنيا بما فيها قد انتهت وانقضت أيامها سريعا وها هو الآن يستقبل معالم الجد أمام عينيه ويسلم روحه لبارئها وينتقل إلى الدار الآخرة بما فيها من الأهوال العظيمة في لحظة واحدة أصبح كأنه لم شيئا مدكورا ...فلا إله إلا الله من ساعة ينزل فيها الإنسان أول منازل الأخرة ويستقبل الحياة الجديدة ,فإما عيشة سعيدة ,أو عيشة نكيدة والعياد بالله

    ولا إله إلا الله من دار تقارب سكانها ,وتفاوت عمارها فقبر يتقلب في النعيم والرضوان المقيم وقبر في دركات الجحيم

    و العداب الأليم فهو ينادي ولكن لا مجيب وهو يستعطف ولكن لامستجيب



    ثم يأتي بعد دلك اللقاء الموعد واليوم المشهود ,اليوم الدي تتبدل فيه الأرض غير الأرض والسموات وبرزوا لله الواحد القهار ,يوم لا يغني مولى عن مولى ولا هم ينصرون وصاح الصائح بصيحته فخرج الموتى من تلك الأجداث وتلك القبور إلى ربهم حفاة عراة غرلا ,فلا أنساب ,ولا أحساب ولا جاه ولا مال {فإدا نفخ في الصور فلا أنساب بينهم يومئذ ولا يتساءلون فمن ثقلت موازينه فأولئك هم المفلحون ,ومن خفت موازينه فأولئك الذين خسروا أنفسهم في جهنم خالدون ,تلفح وجوههم النار وهم فيها كالحون }المؤمنون 101-104



    إنه اليوم الدي يجمع الله فيه الأولين والآخرين إنه اليوم الدي تتبدد عنده الأوهام والأحلام ,إنه اليوم الدي تنشر فيه الدواوين وتنصب فيه الموازين إنه اليوم الدي يفر فيه المرء من أخيه وأمه وأبيه وصاحبته وبنيه



    فيا أختي الحبيبة



    يا من تعصي الله تصوري نفسك وأنت واقفة بين الخلائق ثم نودي بإسمك أين فلانة بنت فلانة ؟هلم إلى العرض على الله ,فقمت ترتعد فرائصك وتضطرب قدمك وجميع جوارحك من شدة الخوف ,قد تغير لونك ,وحل بك من الهم والغم والقلق ما الله به عليم



    وتصوري وقوفك بين يدي بديع السموات والأرض ,وقلبك مملوء من الرعب وطرفك خائف وأنت خاشع دليل قد أمسكت صحيفة عملك بيدك فيها الدقيق الجليل فقرأتها بلسان كليل وقلب منكسر وداخلك الخجل والحياء من الله الذي لم يزل إليك محسنا وعليك ساترا .فبالله عليك بأي لسان تجيبه حين يسألك عن قبيح فعلك وعظيم جرمك ؟وبأي قدم تقفي بين يديه ؟



    وبأي طرف تنظر إليه ؟



    وبأي قلب تحتملي كلامه العظيم الجليل ومسائلته وتوبيخه؟



    وكيف بك إدا دكرت مخالفتك له وركوبك معاصيه وقلة اهتمامك بنهيه ونظره إليك ,وقلة اكتراثك في الدنيا بطاعته

    مادا تقولي إدا قال لك ,يا أمتي ما أجللتني ,أما استحييت مني ؟؟استخففت بنظري إليك ؟ألم أحسن إليك ؟ألم أنعم عليك ؟ماغرك بي ؟

    أختي الحبيبة تدكري أهل الصالحات حين يخرجون من قبورهم وقد ابيضت وجوههم بآثار الحسنات خرجوا بدلك الأثر العظيم من الله الكريم وما عظم المقام عليهم تتلقاهم الملائكة هدا يومكم الدي كنتم توعدون ...تدكري عندما يقول الرب تبارك وتعالى بحقهم **يا ملائكتي ,خدوا بعبادي إلى جنات النعيم ,خدوهم إلى الرضوان العظيم فأصبحوا بحمد الله في عيشة راضية ,وفتحت لهم الجنان وطاف حولهم الحور والولدان ,ودهب عنهم النكد والنصب وزال العناء والتعب.



    وتدكري في المقابل تلك النفس الظالمة المعرضة عن منهج الله تعالى العاصية له ,عندما يقول الله تبارك وتعالى بحقها (يا ملائكتي,خدوه فغلوه,ثم الجحيم صلوه,فقد اشتد غضبي على من قل حياؤه مني,فوقفت تلك النفس الآثمة الظالمة على نار تلظى وجحيم تغيظ وتزفر,وقد تمنت النفس أن لو رجعت إلى الدنيا لتتوب إلى الله وتعمل صالحا,لكن هيهات هيهات أن ترجع,فكبكبت على رأسها وجبينها,وهوت في تلك المهاوي المظلمة,وتقلبت بين الدركات والجحيم والحسرات والزفرات ...فلا إله إلا الله ما أعظم الفرق بين هؤلاء وأولئك بين من كان في النعيم ومن كان في الجحيم .وصدق الله تعالى إد يقول (إن الأبرار لفي نعيم وإن الفجار لفي جحيم )الإنفطار*13-14



    يا من تقرأي هده الرسالة **قفي قليلا وحاسبي نفسك كثيرا



    فإن كنت ممن يسارعون في الطاعات والقربات ويتجنب المعاصي والمخالفات فاحمدي الله على دلك ,وسأليه الثبات حتى الممات,وهنيئا والله ماأنت مقدمة عليه بإدن الله



    وإن كنت غير دلك فتوبي إلى الله وارجعي إلى الهدى ولاداعي للعناد والإصرار على المعاصي التي ستعرضك لعداب الله فإنك والله لأعجز من أن تطيقي شيئا من هدا العداب



    إن الجبال الراسيات لوسيرت بالنار لدابت من شدة حرها



    فأين أنت أيها الأمة الضعيفة من تلك الجبال ؟



    إنك تصبري على الجوع والعطش ,وتصبري على الضر وعلى التكاليف ,لكن والله الدي لا إله إلا هو لا صبر لك على النار ...ألا فانقدي نفسك من النار ما دمت في زمن الإهمال قبل أن تندمي



    واعلمي أن الصبر عن محارم الله في هده الدنيا أيسر والله بكثير من الصبر على عدابه يوم القيامة



    ثم اعلمي أختي أن طريق الإستقامة والإلتزام ليس فيه تعقيد وكبت حرية كما يظنه البعض ,بل إن طريق الإستقامة والإلتزام كله سعادة



    كله لدة ,كله راحة, كله طمأنينة ومادا يريد الأنسان في هده الحياة غير دلك ؟



    أما حياة المعصية والآثام فكلها قلق ونكد وحسرة في الدنيا ,ثم عداب وهوان في الآخرة



    فجربي ياأختي طريق الإستقامة من الان ولا تترددي فإني والله لك من الناصحين ,وعليك من المشفقين
    وصلى الله على نبينا وحبيبنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
    التعديل الأخير تم بواسطة غفرانك ربي; الساعة 12-06-2009, 11:34 PM.







  • #2
    رد: رحلة إلى دار القرار

    يا من تعصي الله تصوري نفسك وأنت واقفة بين الخلائق ثم نودي بإسمك أين فلانة بنت فلانة ؟هلم إلى العرض على الله ,فقمت ترتعد فرائصك وتضطرب قدمك وجميع جوارحك من شدة الخوف ,قد تغير لونك ,وحل بك من الهم والغم والقلق ما الله به عليم

    الله ..أيه الموضوع الروعه ده
    جزاكى الله خيرا وجعله فى ميزان حسناتك
    رباه ..رباه قلب تائب ناجاك..أترده!!!
    وترد صادق توبتى
    حاشاك ترفض تائبا حاشاك
    فليرضى عنى الناس أو فليسخطوا
    أنا لم اعد أسعى لغير رضاك
    ربااااااااااااه

    تعليق


    • #3
      رد: رحلة إلى دار القرار

      نسأل الله السلامة وأن ينجينا من الفتن
      وأن يرزقنا الثبات حتي الممات وحسن الخاتمة

      اللهم آمين يارب

      جزيتي خيرا اختنا نفع الله بكِ
      اللهم ارزقني الشهادة في سبيلك يارب

      تعليق


      • #4
        رد: رحلة إلى دار القرار

        ماشاء الله جزاكِ الله خيرا أختنا وبارك فيكِ
        موضوع قيم
        جعله الله فى ميزان حسناتك
        اللهمَّ لا أرَى شَيٌئاً مِن الدُّنيَا يَدوم, ولا أرَى فيٌها حَالاً يَسٌتقيم, فاجعلني أنُطق فِيٌها بعلم, وأصٌمت فيٌها بِحلٌم !
        [ إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ ]

        تعليق


        • #5
          رد: رحلة إلى دار القرار

          ماشاء الله ماشاء الله

          جزاك الله كل خير
          بجد موضوعك ممتاز جدا

          موضوع جميل والله تبارك الله

          ربنا يكرمك ويبارك فيكى
          :akbr:ايا عبد كم يراك الله عاصيا حريصا على الدنيا وللموت ناسيا انسيت لقاء الله واللحد والثرى ويوما عبوسا تشيب فيه النواصيا لو ان المرء لم يلبس لباسا من التقى تجرد عريانا ولو كان كاسيا ولو ان الدنيا تدوم لاهلها لكان رسول الله حيا وباقيا لكنها تفنى ويفنى نعيمها وتبقى الذنوب والمعاصى كما هى

          تعليق


          • #6
            رد: رحلة إلى دار القرار

            موضوع اكثر من روعة
            جزاكي الله خيرا

            تعليق


            • #7
              رد: رحلة إلى دار القرار

              اختى فى الله جزاكى الله خيرا

              على هذا الموضوع المميز

              جعله الله فى ميزان حسناتكم

              ان شاء الله تعالى
              الْلَّهُم ارْحَم أَبِى رَحِمَه وَاسِعَه آسأل الله ان يكون من السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله
              ياالله كفانى عزا بأنك تكون لى ربا
              وكفانى فخرا بأنى اكون لك عبدا

              تعليق

              يعمل...
              X