تُطوَى صحائفنا ومازلنا نرجو البقاء
كثيرا ً ماتمرّ بى مواقف أشعرُ فيها بأنه لايوجد بينى وبين الموتِ موضع شبر واحد
وآخرها حدث بالأمس سبحان الله !ولكنّ الله عز وجل بعفوِه ومنِّه وكرمِه يُنَجّينى من تلك المواقف فله الحمد ُ وحده ..
وفى المقابل أدعو الله َ ألا أموت وأنا على هذه الحالة ....
وأقول يارب أودُّ أن أموت شهيدة .. يارب أود أن أموت على طاعة .. يارب أود أن أموت وأنا فى سجود ٍبين يديك ... ليس كرها ً للقاء الله حاشا لله
ولكن خوفا ً مما ينتظرنى فماذا فعلت من خير ٍ حتى أقابل به ربى ؟
وبِمَ أقابله سبحانه وهم الكريم الذى أغدقنى بالنعم طوال حياتى ولو عددتها لما أحصيتها .. كيف أقابل اللهَ عز وجل وما عندى من زاد .وما عندى من عمل صالح
يشفع لى عنده سبحانه صحيح أننا لا ندخل الجنة بأعمالِنا ولكن من يدخل الجنة يدخلها برحمة الله وعفوه لكن وجب علينا فى الدنيا السمع والطاعة لله ورسوله
لابد أن نوازن فيها بين الرجاء فى الله وحبه والخوف منه
الخوف منه ومن عقابه يدفعنا لإجتناب المنكرات واجتناب مانهى الله ُ عنه
والرجاء حتى لا نيأس من رحمة الله تبارك وتعالى
ومع ذلك أبقانى الله ُ عز وجل
تمنيت حينها أمنية أهل النار (رب ِّ ارجعون )
حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ
كَلَّا إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِنْ وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ . المؤمنون[99-100]
للقاء الله .. ماذا لو قبض الله ُ روحكِ فى هذه اللحظة ءإلى جنة ٍ أم إلى نار ؟؟
وتكون الإجابة ......
اللهم عافنا واعف ُ عنّا
وخفقان شديد لدرجة أنى شعرت وكأن قلبى كاد يقفز من صدرى والله المستعان ..انتظرتُ قليلا ً حتى أهدأ فماهدأت .. فتحاملت على نفسى وتوضأت كى أصلى ..
وكدت ُ أن أسقط .. ولكن ّ الله َ سلّم .. مازلت أشعر بذاك الدوار .. فماذا أفعل ؟ هل يضيع القيام ؟؟ هل يضيع منّى وأنا أشعر بان روحى تُسحّب منّى ؟!
إلى الآن ما أدرى ما سبب ذلك ؟ لكنّ السبب الذى موقنة به أنها تذكرة من الله لأتذكر الموت ولا أغفل عنه ..
والله ياأخوات شعرت بأن نهايتى حُسمت من شدة ما أشعر به ..فقمت ُ وشددت على نفسى وصليت ركعيتن خفيفتين حتى لايضيع منّى القيام
وأوترت بعدها بثلاث ومكثت أستغفر حتى طلع الفجر ...
وما زال بى ما أشعر .. فصليت ُ الفجر َ وهدأت بفضل الله عز وجل وكأن لم يكن بى شئ .....
ومنها - قبل الآن بثلاثة أسابيع -حينما كنت ُ فى السيارة مع أبى مسافرين على طريقٍ سريع وسط صحراءٍ قاحلة
وإذا بأتوبيس نقل كبير يأتى مخالف - ليس طريقه -وبسرعة كبيرة جداً لا ندرى والله من أين أتى
وإذا بأبى يحاول أن يتفاداه ..طاحت السيارة شمالا ً فيمينا ً وكدنا نصطدم به ولم يكن بيننا وبينه إلا أقدام يسيرة
ومن فضل الله ِ ما كان على الطريق إلا سيارتنا وذلك الأتوبيس المخالف
وإلا فكنا اصطدمنا بأى سيارة على الطريقأثناء ما كنا نتفادى ذلك الكابوس ولكن ّ الله سلم ..
وما صدقت نفسى أننا على قيد الحياة .. ظللنا نردد الحمد ُ لله .. الحمد ُ لله الذى نجانا .. عُرِض ذلك الشريط أمامى ..
وتذكرت ُ كم نحن طويلى الأمل فى الحياة !!
فإلى متى سيظل طول الأمل حليفى ؟
إلى متى أنتظر ؟
وما هذه الأيام إلا مراحل *** يحث بها داعٍ إلى الموت قاصد
وأعجبُ شيء لو تأملت أنها *** منازل تطوى والمسافر قاعد
فما ألهانا عن العمل؟ ..أليس طول الأمل ؟يقول تعالى ( ويُلهِهِمُ الأَملُ ) [ الحجر : 3]
وقيل لمحمد بن واسع : كيف تجدك؟ قال قصير الأجل ، طويل الأمل ، مسييء العمل.
وكان على بن أبى طالب رضى الله عنه يقول : "إن الدنيا قد ارتحلت مدبرة،
وإن الآخرة قد ارتحلت مقبلة، ولكلٍ منهما بنون، فكونوا من أبناء الآخرة ولا تكونوا من أبناء الدنيا،
فإن اليوم عمل ولا حساب، وغدًا حساب ولا عمل.
وكان السبب الأمل
وقال تعالى : (وأنفقوا مما رزقناكم من قبل أن يأتىَ أحدَكم الموت فيقولَ ربّ
لولا أخرتنى إلى أجلٍ قريبٍ فأصّدّق وأكن من الصالحين. ولن يؤخر اللهُ نفسًا إذا جاء أجلُها)
إنَّ لله عبـادًا فُـطَنـا *** طَلَّقوُا الدنيا وخافُوا الفِتَنَا
نظروا فيها فلمَّا عَلِموا *** أنها ليست لِـحَىٍّ وَطَـنَا
جعلوها لُجَّةً واتخـذوا *** صالحَ الأعمالِ فيهـا سُفنا
وأدّها .. هل هناك ذنب ما زلت مُصِّر عليه؟ .. تُبْ الآن وتب فى كل وقت ولا تيأس إذا عدت ..
فهو سبحانه ( لا يمل ّ حتى تملُّوا ) فنحن ما نضمن حياتنا .. وكل ٌ منّا مُعرَّض للموتِ فى كل لحظةٍ ..فنحن لا نعلم متى الموعد ؟؟
قال تعالى (وما الحياةُ الدنيا إلا متاع ُالغرورِ).
وصيتى : لاتؤجل أبداً .. فالتسويف من الشيطان .. ماسأعمله بعد يوم أو يومين أعمله الآن فما المانع ..؟؟
هل ما أقوم به الآن أفضل من الأعمال الصالحة ؟
فلنصبِرعلى الطاعات .. ولنصبر عن المعاصى ..فالصبر عاقبته جميلة
ولنعش دوما ً على طاعة فمن عاش على شئ مات عليه
ولا نخف ابداً من العواقب .. أحيانا ً يقول البعض لو فعلت كذا لقال الناس عنى كذا
من شبابنا الآن من يخاف أن يصلى خوفا ً من أن يهزأ به أصحابه .. " انظروا فلان صار شيخنا "توكل على الله وهو لن يضيعك ..
من شبابنا الآن من يضع على جواله نغمات أغانى فاحشة أجنبية وعربية
ويخاف أن يضع نغمة ليس فيها شيئا ُ من الحرام خوفا ُ من أصدقائه والله المستعان
هذه أمثلة بسيطة من واقعنا ..
البعض يخاف أن يتقن عمله ويؤدى عمله بما يرضى الله ويحق الحق ويبطل الباطل
خوفا ً من أن يقولوا متشدد ، و[غلس] ,,,ومثل هذه الألفاظ عنه
فليقولوا ما يقولوا.. أهم شئ الله عزّ وجلّ يرضى عنك
،,
،,
،,
حياتك اجعلها كما يرضى الله ولاتخف إلا منه سبحانه وتأكد أنه لن يضيعك
وتب إليه وارجع فهو أكرمُ من أن يتركك
ونادِه وناجِه فهو أكرم من أن يردك
،,
،,
،,
اللهم ارزقنا العلم وخير العمل، واجعل خير عمرنا آخره،
وخير أعمالنا خواتمها، وأحسن قدومنا عليك.
تعليق