إن الحمد لله نحمده ونستعينه ، من يهده الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمداً عبده ورسوله ؛ أما بعد :
هذا أوان بعد فيه كثير من الناس عن دين الله فعمّت المعاصي وانتشر الفساد ، حتى ما بقى أحد لم يتلوث بشيء من الخبائث إلا من رحم الله .
هذه كلمات سينتفع بها إن شاء الله الصادقون الذين أحسّوا بالذنب والتقصير وليس السادرون في غيّهم المصرّون على باطلهم ، إنها لمن يؤمن
بقوله تعالى : (( نبّئ عبادي أني أنا الغفور الرحيم )) ، كما يؤمن بقوله تعالى : (( وأن عذابي هو العذاب الأليم )) .
عجباً لعبد خائر العزم ... ضعيف الهمة ... ليس له قوة إلا على الذنب ... وليس له عزم إلا على الخطيئة ...
ألا من لقلب في الهوى غير منته وفي الغيّ مطواع وفي الرشد مكره .... أساوره عن توبةٍ فيقول : لا .....!!!! فإن قلت هذي فتنة قال : أين هي ؟؟؟!!!!!!!! .
إلى كل من يريد الخروج من أسر الذنب إلى فسحة العبادة ومن ظلمات المعصية إلى نور الطاعة ومن نكد السيئات إلى نعيم الحسنات إن الطريق عبر باب التوبة مفتوح .
قال تعالى : (( قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعاً إنه هو الغفور الرحيم ))
إنها رحمة الله تعالى الواسعة التي تسع كل معصية كائنة ما كانت إنها الدعوة للأوبة ، دعوتهم للأمل والرجاء والثقة بعفو الله إن الله رحيم بعباده يعلم ضعفهم وعجزهم ويعلم أن الشيطان يقعد لهم كل مرصد ويعلم بناء هذا المخلوق الإنساني فيمد له العون ويوسع له في الرحمة وبعد أن يلح في المعصية ويحسب أنه قد طرد وانتهى أمره في هذه اللحظة لحظة اليأس والقنوط يسمع نداء الرحمة .
إنها دعوة لكل مسلم إلى التوبة ولكل شارد إلى العودة قبل أن تفوت الفرصة وتقول نفس يا حسرتى على ما فرطت في جنب الله ... عن الدنيا سترحل يرافق سيرنا العمل فإما روضة تشدو وإما القبر يشتعل"]قال تعالى : (( ومن يعمل سوءاً أو يظلم نفسه ثم يستغفر الله يجد الله غفوراً رحيماً )) آية كريمة تفتح باب التوبة على مصراعيه وباب المغفرة على سعته وتطمّع كل مذنب تائب في العفو والقبول فالذي يعمل السوء يظلم غيره ويظلم نفسه وقد يظلم نفسه وحدها إذا عمل السيئة التي لا تتعدى شخصه . وعلى أية حال فالغفور الرحيم يستقبل المستغفرين في كل حين ويغفر لهم ويرحمهم متى جاءوه تائبين ، هكذا بلا قيد ولا شرط ولا حجاب ، متى جاءوا تائبين مستغفرين وجدوا الله غفوراً رحيماً .
يا عبد الله فتح الله باب التوبة فهلّا ولجت > .
ونادى الله ( يا عبادي إنكم تخطئون بالليل والنهار وأنا أغفر الذنوب جميعاً فاستغفروني أغفر لكم ) فهلّا استغفرت .
واعلمي أختي أن الذنب يحدث للتائب الصادق انكساراً وذلة بين يديّ الله وأنين التائبين محبوب عند ربِّ العالمين ولا تنظري إلى صغر المعصية ولكن انظري إلى عظمة من عصيت .
قال ابن القيّم رحمه الله : " اشتر نفسك اليوم ... فإن السوق قائمة والثمن موجود والبضائع رخيصة ... سيأتي على تلك السوق والبضائع يوم لا تصل فيه إلى قليل ولا كثير " .
قال تعالى : (( يا أيها الذين آمنوا توبوا إلى الله توبة نصوحاً )) .
يا من أسى فيما مضي ثم اعترف ... كن محسناً فيما بقي تجزى الغرف
كلما أغرتك الدنيا بزخرفها فاجعل شعارك إلى الأبد ... اعذريني .... فالجنة تناديني .
يا رفيقاً أعطى الحياة كثيراً .. جدد العزم لا تمل المسيرا .. أنت تحيا للحق والحق يمضي واثق الخطو ناصرا منصورا .. وطريق الأحرار شوك ولا يجد الحر في الدروب الزهورا .
فهيّا إلى فعل الخيرات وكسب الحسنات ورفقة الصالحات وحذار من الزيغ بعد الرشاد ، والضلالة بعد الهداية . واعلمي أن الصبر على طاعة الله أهون من الصبر على عذابه .
والله أسأل أن ينفعني وأخواتي المسلمات بهذه الكلمات ، وحسبي منهن دعوة صالحة أو نصيحة صادقة ، والله يتوب علينا أجمعين .
اللهم إني ظلمت نفسي ظلماً كثيراً ولا يغفر الذنوب إلا أنت فاغفر لي مغفرةً من عندك وارحمني إنك أنت الغفور الرحيم .
تعليق