إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

تأملات أم...

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • تأملات أم...

    بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :

    كل أمهات اليوم كنّ بنات الأمس ، وغالب بنات اليوم هنّ أمهات الغد ، ولكن هل كل من مرت بهذه التجربة حدث لها مثل ما حدث معي ؟

    أم إن ما حدث معي ، شيء خاص بي وحدي ؟

    هذا السؤال مابرح خاطري منذ زمن طويل ، فكم طرحت على نفسي هذا السؤال مرارًا وتكرارًا ، وها أنا ذا أطرحه عليكن عبر هذه الصفحة بعد سنوات طوال ما من يوم فيها إلا ولي فيه مشاعر وأحاسيس وتجارب تعمقت أثارها التي لا تنمحي في شخصي ، حتى إنني كلما راجعت ذكريات الماضي البعيد عن شخصي قبل أن أصبح أمًا ، أنكر نفسي ولا أكاد أتعرف على شخصي ، ويزداد السؤال إلحاحًا على خاطري : فيا تُرى ما السبب؟ وهل هذه التجربة (الأمومة) هي السبب الرئيس في اتساع البون بين أم هانئ قبل الأمومة ، وأم هانئ بعدها ؟
    - وأضرب لكنّ مثلا علِّي أقرِّب به المراد :-

    *عندما وضعت أول مولود لي وكان ذكرًا ، كنتُ كثيرًا ما أتأمل ضعفه الشديد - كأي مولود - وهالني ما شعرت به وما تواتر إلى خاطري من أفكار مثلًا :

    - كان كلما جاع أخذ يصرخ باكيًا يحرك رأسه ها هنا وها هنا فاتحًا فاه على اتساعه يبحث عما يتقوت به
    عاجزًا -حبيبي- عن ترجمة إحساسه في كلمات قليلة :

    (أنا جائع)

    وساعتها خطر على بالي لو أني لا أرحمه

    ، وقررت أن أتركه يصرخ هكذا إلى ما شاء الله ،

    فماذا عساه يفعل ؟

    سيموت جوعًا ؟

    لن يستطيع الصراخ طويلا


    ، بله الحركة للبحث عن قوت

    ، ما أعجز الإنسان !

    هل كنتُ يومًا بهذا الضعف ؟

    لم أستطع تصوّر ذلك

    ، وساعتها حضرني قوله تعالى

    :
    ((قتل الإنسان ما أكفره من أيّ شيء خلقه ...)) سورة : عبس



    هل كل العصاة -وأنا منهم كنا- بهذا العجز يومًا ،

    بغير حول لنا ولا قوة ،

    وضع الله في قلوب أمهاتنا رحمة جعلها تهرع لجبر عجزنا

    ، وإطعامنا لنحيى وننمو ثم نبارز الله بالمعاصي - كلنا نعلم أننا كنا كذلك ولكن كما قالوا : (( ليس الخبر كالمعاينة )). حقًـــــــا :(( قتل الإنسان ما أكفره ))هــــــــذه واحــــــــدة .


    اللهم اجعلنا من عتقائك من النار
    اللهم اشف امى شفاءا لا يغادر سقما
    اللهم اهد ابنائى لما تحب وترضى


  • #2
    رد: تأملات أم...

    -وأخـــــرى :

    * حينما كنت أضع عنه حافاظته بعد قضاء حاجته- مسرعة لئلاّ يتأذى - حبيبي- وهنا

    حضرني خاطر

    ماذا عساه هذا العاجز يفعل إن تركته هكذا لساعات وساعات؟؟!،

    يبكي ويصرخ متأذيًا لا يستطيع حتى طلب التطهر من القاذرات

    ، منزوع الحول والقوة لا يستطيع البعد والتنزه حتى عنها بجسده

    ، ياالله هل كنتُ يومًا بهذا الضعف؟؟!

    تحت رحمة أمي تمامًا أحيا بسبب شفقتها عليّ

    ،واعتمادي الكلي على ما وضعه الله في قلبها من رحمات عليّ!!!.


    **الحق بكيت لمجرد تخيلي شدة ضعفي وتجردي من الحول التام والقوة ، لن أستطيع وصف ما أثارته تلك الخواطر من مشاعر داخلي

    ، غير أنــِّــــــي :


    1-ازددت حبًا لأمي ما لا أستطيع وصفه ، شعرت كم أني مقصرة نحوها ، تحرك نبض قلبي حبًا لها ،

    ومن ساعتها


    أحاول برّها ما استطعت إلى ذلك سبيلا ، وكنت قبلا بارة بها -بزعمي وفي ظني- قبل أن أصبح أمًا ،وازداد هذا الشعور ونما في قلبي

    ،كلّما بكَّتُّ أحد الأولاد على تقصيره في برِّي

    ؛ معدِّدةً له كم كنت أحبه وأرحمه صغيرًا ، و....و.... ،

    أضيفُ إلى ذلك وصية رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم- له بذلك ،

    ولكـــــــن مهلا لحظة

    : هنا يـأتي سؤال تَوَلَّد عن السؤال السابــــق :


    لِـمَّ أتوقع من أبنائي أن يبروني ما استطاعوا إلى ذلك سبيلا ، بينما لا أفعل نفس الشيء بنفس القوة و بهذه الكيفية مع أمّـــــــي ؟

    -وهنا قفز إلى خاطري قوله تعالى : (( ويل للمطففين الذين إذا اكتالوا على الناس يستوفون وإذا كالوهم أو وزنوهم يخسرون )) سورة : المطففين


    ، لم يخطر لي على بال -قط -أنني منهم

    ، كيف وأنا الملتزمة -بزعمي- حاشا لله أنا من المطففين ؟

    ولكن مهلا يبدو أني واقعة فيه من حيث لا أدري !!



    ألـــــــيس كـــــــــذلك ؟!


    ***هنــــــا حدثت نفسي لا بد من وقفة مع النفس لا بل وقفات ، واللــــه المستعــــــــــان .



    2-وهنا علمت بل شعرت- بكل كياني - بمعنى حديث عمر بن الخطاب حيث قال : [[ قدم على النبي صلى الله عليه وسلم سبي ، فإذا امرأة من السبي قد تحلب ثديها تسقي ، إذا وجدت صبيا في السبي أخذته ، فألصقته ببطنها وأرضعته ، فقال لنا النبي صلى الله عليه وسلم : ( أترون هذه طارحة ولدها في النار ) . قلنا : لا ، وهي تقدر على أن لا تطرحه ، فقال : ( لله أرحم بعباده من هذه بولدها ) ]] صحيح البخاري / رقم : (5999).

    **ساعتها فقط علمت -نعم كنت أحفظه وأعرف معانى ألفاظه الظاهرة ، ولكن إحساس المعنى بالقلب شيء آخر- لماذا ضرب رسولنا الكريم -صلوات ربي وسلامه عليه- المثل للصحابة برحمة الأم ؛ ليقرب لهم التصور لرحمة أرحم الراحمينِ ، حيث من رحمته أنه جعلها رحيمة وأي رحمة !!!!!!!!!!!!


    رحمك الله يا أمـــــي حية وميتة .، وما ظنكم برب من صفاته أنه أرحم بعباده من والدة بولدها ، بل وكتب سبحانه على نفسه الرحمة وهو الغني عن العالمين ، ما أجملك من رب وما أعظمك من إلــه .



    ومما زادني فخرًا وتيها ****وكدت بأخمصي أطأ الثريا
    دخولي تحت قولك يا عبادي****وأن صيرت أحمد لي نبيا



    وحتى لا أطيل عليكن : هذا مثال واحد للتغير في سمت شخصي ، فهل استطعت تقريب المراد ؟

    ولعلي أذكر لكن قريبا ، تأمل آخر لموقف آخر .

    والله أسأل أن يرحمنا برحمة من عنده ، يجبر بها تقصيرنا في عبادته ، إنه الغني ذو الرحمة


    منقول
    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

    التعديل الأخير تم بواسطة "بنت الإسلام"; الساعة 27-01-2010, 03:21 AM.
    اللهم اجعلنا من عتقائك من النار
    اللهم اشف امى شفاءا لا يغادر سقما
    اللهم اهد ابنائى لما تحب وترضى

    تعليق


    • #3
      رد: تأملات أم...

      جزاك الله خيراً،تأملات استغرقت فيها استغراقاً جميلاً..


      قال الشيخ الألباني رحمه الله: إن هذا الطريق طويل ونحن نمشي فيه مشي السلحفاة لايهمنا أن نصل المهم أن نموت علي الطريق

      تعليق


      • #4
        رد: تأملات أم...

        جزاك ِالله خيراااا اخيتى
        وبارك الله فيك ِ
        موضوع قيم
        اللهمَّ لا أرَى شَيٌئاً مِن الدُّنيَا يَدوم, ولا أرَى فيٌها حَالاً يَسٌتقيم, فاجعلني أنُطق فِيٌها بعلم, وأصٌمت فيٌها بِحلٌم !
        [ إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ ]

        تعليق


        • #5
          رد: تأملات أم...

          المشاركة الأصلية بواسطة ام نظام مشاهدة المشاركة
          جزاك الله خيراً،تأملات استغرقت فيها استغراقاً جميلاً..


          نفعنا الله واياك بما نقرأ
          سعدت بمرورك
          اللهم اجعلنا من عتقائك من النار
          اللهم اشف امى شفاءا لا يغادر سقما
          اللهم اهد ابنائى لما تحب وترضى

          تعليق


          • #6
            رد: تأملات أم...

            المشاركة الأصلية بواسطة nashwa24 مشاهدة المشاركة
            جزاك ِالله خيراااا اخيتى

            وبارك الله فيك ِ

            موضوع قيم

            جزيتى الجنه
            زاد الموضوع قيمه بمرورك اختى نشوى
            اللهم اجعلنا من عتقائك من النار
            اللهم اشف امى شفاءا لا يغادر سقما
            اللهم اهد ابنائى لما تحب وترضى

            تعليق


            • #7
              رد: تأملات أم...

              جزاكى الله خيرا حبيبتى
              بارك الله فيكى ونفع بكى
              إذا غبت عنكم ولم تروني .... هذي مشاركاتي تذكروني
              وإن طــالت مدة غيـــابي ... فدعائكم لي ولا تنـســوني
              وإذا بلغكم خــبر وفــاتي ...فأسترجعواالله وأستغفرولي
              اطلب منكم انكم تدعوا لى

              تعليق


              • #8
                رد: تأملات أم...

                جميل جدا

                جزاكم الله خيرا ً وبارك الله فيك ِ

                تعليق


                • #9
                  رد: تأملات أم...

                  جزاكِ الله خيرا ونفع بكِ
                  لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين

                  استمعي بقلبك



                  تعليق


                  • #10
                    رد: تأملات أم...

                    جزانا وإياكم

                    سعدت وتشرفت بمروركن
                    اللهم اجعلنا من عتقائك من النار
                    اللهم اشف امى شفاءا لا يغادر سقما
                    اللهم اهد ابنائى لما تحب وترضى

                    تعليق


                    • #11
                      رد: تأملات أم...

                      السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

                      أخواتي وددت أن أنقل لكم تأملات جديدة أعجبت بها كثيرا واستفدت منها أكثر

                      اسأل الله أن ينفعنا بما نقرأ ويجعله في ميزان حسناتنا

                      -تــــــأمـــــلاتُ أمٍّــــ
                      ***************

                      نتابع معًا أخواتي الكريمات رحلتنا مع تأملات الأمّ ، أبدأ مستعينة بالله تعالى سائلته التوفيق والسداد :

                      ** نصحتني بعض كبيرات العائلة- حفظها الله تعالى - أن أطعم ولدي بعض الأغذية الخفيفة بجوار الرضاع بعد أن نما قليلا ، فسارعت أعمل بالنصيحة ، أخذت ولدي لأطعمه بالملعقة بعض الأغذية اللبنية السائلة نوعًا ؛ نظرًا لصغر سنه ،
                      ومن الطبيعي جدًا أن يسيل بعض الطعام على جانبي فِيـه ، ويبقي الكثير من الأثر على شفتيه الصغيرتين ، فإذا بي -بي أنا- وبكل تلذذ ألعق كل ما سبق ذكره بلساني -بدل أن أزيله بالمحارم الورقية التي في يدي-،

                      والأعجب أني لم أجد في نفسي أدنى تقززا ، ولا شائبة من نفور-سبحان الله-، وكأني اعتدت هذا الفعل طيلة عمري.


                      رغم أنني كنت قبلًا : أتحرى وبشدة ألا أشرب أو آكل سؤرًا لطفل مهما كان قريبًا لي ، أو عزيزًا عليّ، والحق أنني لم انتبه لفعلتي هذه إلا عندما نبهتني إحدى أخواتي -والتي كانت حاضرة - لـمَّا تعجبت من فعلي قائلة : ما هذا الذي تفعلين ؟
                      قلت لها : وماذا أفعل ؟

                      - حتى أني لم أنتبه لما أشارت إليه من فعلى المعنيّ بسؤالها-
                      ، فقالت دهِشَةً : أتلعقين باقي طعام الولد ، وما يتفله من فيه ؟!!!
                      فبُهتُّ لقولها ، و لم أُحرْ جوابًا ؛ لأني - وبكل بساطة - لم أنتبه لفعلتي حتى نبهتني إليها.


                      ** فما برح عقلي يُعمل الفكر ؛ محاولًا الوصول لسبب هذا الفعل العجيب -مني بالذات- ومرت سحابة يومي وأنا شاردة ، حتى أنارت في عقلى فكرة ، إنه الحبّ الذي فطر الله العليم الحكيم الأم عليه تجاه أولادها ، غيَّر في شخصي سمتًا كنت أظنه
                      ثابتًا ، وهنا توارد على خاطري فعل رسولنا الكريم صلوات ربي وسلامه عليه
                      مع الحبيبة عائشة أم المؤمنين حيث قالت -رضي الله - عنها :

                      -((
                      كنت أشرب وأنا حائض . ثم أناوله النبي صلى الله عليه وسلم . فيضع فاه على موضع في . فيشرب . وأتعرق العرق وأنا حائض . ثم أناوله النبي صلى الله عليه وسلم . فيضع فاه على موضع في
                      .)) صحيح مسلم / رقم : (300)
                      هذه واحدة ، وأما الثانية فأشد حيث قالت - رضي الله عنها -

                      -(( توفي النبي صلى الله عليه وسلم في بيتي وفي يومي ، وبين سحري ونحري ، وكانت إحدانا تعوذه بدعاء إذا مرض ، فذهبت أعوذه ، فرفع رأسه إلى السماء وقال : ( في الرفيق الأعلى ، في الرفيق الأعلى ) . ومر عبد الرحمن بن أبي بكر ، وفي يده جريدة رطبة ، فنظر إليه النبي صلى الله عليه وسلم ، فظننت أن له بها حاجة ، فأخذتها ، فمضغت رأسها ، ونفضتها ، فدفعنها إليه ، فاستن بها كأحسن ما كان مستنا ، ثم ناولنيها ، فسقطت يده ، أو : سقطت من يده ، فجمع الله بين ريقي وريقه في آخر يوم من الدنيا وأول يوم من الآخرة .
                      )) صحيح البخاري / رقم: (4451)

                      **كم فرحت أن لي فيما فعلت سنة ، مع الفارق بلا شك ، والأمر لا يحتاج إلى مزيد تعليق .
                      ***فاقتضت حكمة الله -سبحانه- أن يفطر قلب الأم على المحبة الشديدة لأولادها ؛ حتى يتسنى لها القيام بما هو منوط بها من واجبات الأمومة التي تعْلمها كل أمّ : فتتحمل مواصلة السهر ، ومباشرة الأذى ، وعنت التوجيه ، و...و...و.... إذن هذه المحبة لازمة ولا غنىً لأم سوية عنها فبها أعانها الله ويسرها لما خلقت له ، سبحان الحكيم .
                      - فقد تواترت النصوص في الشرع تحض الأبناء على بر الآباء ، بينما لم يأت نصًا صريحًا بالعكس
                      - وقد سمعتُ قولا لبعض أهل العلم مفداه
                      : ((إن حب الأبناء للآباء تكلف ، بينما حب الآباء الأبناء فطرة))

                      هنا يأتي السؤال :-

                      هل يستوي ما هو فطرة بما هو تكلف ؟!
                      كلنا يلمس الفارق بلا شك.

                      **وهنا جاءت منحة ربانية من الوهاب ، أزالت إشكالًا كان في عميق نفسي منذ زمن طويل ، حيث جاء في حديث عبد الله بن عمرسمعت رسول الله- صلى الله عليه وسلم - يقول :

                      (( انطلق ثلاثة رهط ممن كان قبلكم ، حتى أووا المبيت إلى غار فدخلوه ، فانحدرت صخرة من الجبل فسدت عليهم الغار ، فقالوا : إنه لا ينجيكم من هذه الصخرة إلا أن تدعو الله بصالح أعمالكم ، فقال رجل منهم : اللهم كان لي أبوان شيخان كبيران ، وكنت لا أغبق قبلهما أهلا ولا مالا ، فناء بي في طلب شيء يوما ، فلم أرح عليهما حتى ناما ، فحلبت لهما غبوقهما فوجدتهما نائمين ، وكرهت أن أغبق قبلهما أهلا أو مالا ،
                      فلبثت والقدح على يدي أنتظر استيقاظهما حتى برق الفجر
                      ، فاستيقظا فشربا غبوقهما ، اللهم إن كنت فعلت ذلك ابتغاء وجهك ففرج عنا ما نحن فيه من هذه الصخرة ، فانفرجت شيئا لا يستطيعون الخروج .....)) صحيح البخاري / رقم : ( 2272 )

                      كان الإشكال :- لِمَ ظل واقفًا طوال الليل حاملا الغبوق لوالديه ؟
                      [ وقد جاء في رواية أخري لهذا الحديث : وأولاده يتطاغون عند قدميه ]
                      استطاع هذا الرجل -بحول من الله وقوة- أن يقدم ويؤثر ما هو تكلف على
                      ما هو فطرة ؛ فاستحق بذا أن تتحرك له الصخرة .



                      **فمن منا يطيق ذلك وبخاصة مع الصغار ؟ مـــــــــن ؟؟!!


                      فالله المستعان ، الله المستعان ، الله المستعان.


                      فالله أسأل أن يعيننا على أنفسنا ، وأن يلهمنا رشدنا ،

                      ويوفقنا لما يرضيه عنا ؛ إنه ولي ذلك والقادر عليه.



                      اللهم اجعلنا من عتقائك من النار
                      اللهم اشف امى شفاءا لا يغادر سقما
                      اللهم اهد ابنائى لما تحب وترضى

                      تعليق


                      • #12
                        رد: تأملات أم...

                        شكرا ما أحن الله علينا بنعمة الام
                        سبحان الله و الحمد لله و الله اكبر و لا حول و لا قوة الا بالله

                        الْلَّهُـمّـ سٌـرَ خَاطِرِي بِخَبَـرٍ جَمِيْـل
                        www.islamway.com
                        www.quranexplorer.com
                        http://quran.muslim-web.com/

                        تعليق


                        • #13
                          رد: تأملات أم...

                          جزاكم الله خيراً
                          اسعدنى مرورك
                          اللهم اجعلنا من عتقائك من النار
                          اللهم اشف امى شفاءا لا يغادر سقما
                          اللهم اهد ابنائى لما تحب وترضى

                          تعليق


                          • #14
                            رد: تأملات أم...

                            بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعـــــد :

                            3- تــــــأمـــــــلاتُ أمٍّــــ
                            ****************************************

                            **نتابع أخواتي الكريمات ما مرّ بي من بعض التأملات عسى الله أن ينفع بها.

                            أبدأ مستعينة بالله سائلته التوفيق والسداد :-

                            -أخطأ صغيري يومًا ، وكان لما يتقن جلّ الكلام بعدُ ، فضربته بشدة مغتاظة من قبيح عمله ؛ لأني كنت نبهتُه ليس مرة على قبح هذا الفعل ، وكأن هذا العقاب لم يشفِ غيظي ؛ فضممت إليه وعيدًا شديدًا ، وقرارًا أكيدًا بحرمانه مما يحب ، وكأني لم أكتفِ بعدُ ، فزدته عقابًا بحرمانه من اللعب سائر يومه ،وكانت ثالثة الأثافي بالنسبة إليه -هذا على ما أذكر بالتقريب وإلا فالأحداث بعيدة العهد - ما يعنينا في هذا المقام تعليقه -حبيبي- وأنتن في غنىً عن ذكر أنهار الدموع الجارية من مآقيه على خديه الصغيرين ، واحمرار أذنيه وأنفه وسيلان الأخير -حيث هذا المشهد لا ينفك عن ذهن إحدانا لتكراره في كل البيوت ومع كل الأطفال -
                            * نعود لتعليقه -حبيبي- بكل كرب المظلوم يشكوني إلـيَّ -وهو يعدد على يديه الصغيرتين و لـمَّا يتقن العدّ بعدُ - : (( أنا أخطأتُ واحدًا ، و أمي ضربتْ/ واحد ، حلوى لا/ اثنين ، و لعب لا / ثلاثة )) - هذه الصيغة أقرب لما قاله حينها على ما أذكر-، رأيت في عينيه الشعور بالقهر والظلم ، كل ذلك مقترن بدموع الذل والانكسار ، قال ما سبق منتحبًا يائسًا نائحًا، فلما أتمه وفتح فاه كأنه يريد قول المزيد أطبقه ، واندفع اندفاعًا شديدًا إلى أحضاني كأنه يتوقى بي مني .
                            -لا تسألنَ عن حالي حيث تملكني العجب ، و واتسعت عيناي دَهِشة ، فكانت كلماته المبعثرة -حبيبي - صدمات متعاقبة على عقلي ، فلم استطع فهم - أو بمعنى أدق استيعاب- ما قال ؛ حيث حالت الدهشة - التي أخذت بجماع نفسي -، و كذا نظراته الشاكية دون ذلك ، فأرجأتُ ذلك ، وأخذته في أحضاني أهدهده وأبكِّته
                            في آنٍ : ((أنت سبب ذلك ، فلا تلومنَّ إلا نفسك ، لا تعد لمثلها إذن ....)) حتى نام على ذراعيّ - فقد كان كثيرًا ما ينام إذا بكى ، وكانت مسحة الأسى على محياه الصغير وآثر حمرة الجهد على وجهه ، وخطوط من الدموع الرطبة مرسومة على خديه الصغيرين ، أما عن نفسه وهو نائم فكان ينبأ ويفضح شديد بكائه قبل نومه لوقت ليس بالقصير .

                            ** فقــه العقــاب **
                            **********************
                            -بعد عدة أيام كنت في مجلس مع بعض أخواتنا الفضليات بحضور معلمتنا الفاضلة -يرحمها الله- فإذا بي أحكي لهن
                            ما حدث مع ولدي فكان لمعلمتي التعليق الآتي :
                            ((أولا :- الناس في مسائل العقاب بين غالي وجافي ، مفْرِط ، ومُفَرِّط
                            1- مُفَرِّط جافي : الذي لا يأبه بعقاب ولده بله أحد من رعيته إن أخطأ ، فهو متساهل في القيام على الرعية
                            ولا شك أنه أضاع بذلك حقوقهم في التوجيه لما يحب الله ويرضاه ، وقصّر في أن يدلهم على الصواب وهو يعلمه
                            فلا شك أنه غاش لرعيته ، موقوف بين يدي ربه مسئول على ما قدمت يديه ، ثم استدلت -رحمها الله- بالحديث الآتي:- * عن معقل بن يسار المزني قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - :-
                            { ما من عبد يسترعيه الله رعية ، يموت يوم يموت وهو غاش لرعيته ، إلا حرم الله عليه الجنة .}
                            صحيح مسلم / رقم: 142.

                            2- مفْرِط غالي : وهذا الذي يعاقب بشدة ، ويتعدى الحدّ في ذلك ، وهذا يجب أن يسأل نفسه ما يلي :-
                            لِـمَ نُعاقِب ؟ أ لنشف غيظ صدورنا ؟ أم لنصلح ؟
                            -فإذا كان الجواب : لنذهب غيظ صدورنا ، فإنا لله وإنا إليه راجعون ، لا تنتظرى إصلاحًا فهذا سبيل الشيطان
                            ليبغِّضكِ إلى الرعية ، وتضربي لهم مثل السوء والتعدي والظلم ، ولا تنخدعي و يقتصر نظرك على الإصلاح الفوري الظاهري في الصغر فهذا لعمري إصلاح وهمي مؤقت ، فعند أشتداد العود -بنية- لن تفلحي في أطرهم على الحق بسبب خراب نفوسهم فمن حيث لا تشعري بنيت قصرًا -ظاهريًا فقط- وهدمت بفعلك هذا مصرّا.
                            -اتقين الله في الرعية ؛ فقد تواترت النصوص في الشرع تحض على العقاب المنصف :
                            - (( وإن عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به)) سورة النحل / الآية 126
                            -(( ليس بأمانيكم ولا أماني أهل الكتاب من يعمل سوءا يجز به ولا يجد له من دون الله وليا ولا نصيرا ))
                            سورة النساء / الآية 123
                            - (( والذين كسبوا السيئات جزاء سيئة بمثلها وترهقهم ذلة ما لهم من الله من عاصم كأنما أغشيت وجوههم قطعا من الليل مظلما أولئك أصحاب النار هم فيها خالدون ))سورة يونس / الآية 27
                            - عن أبي مسعود عقبة بن عمرو قال :-
                            {كنت أضرب غلاما لي بالسوط . فسمعت صوتا من خلفي ( اعلم ، أبا مسعود ! ) فلم أفهم الصوت من الغضب . قال : فلما دنا مني ، إذ هو رسول الله صلى الله عليه وسلم . فإذا هو يقول ( اعلم ، أبا مسعود ! اعلم ، أبا مسعود ! ) قال : فألقيت السوط من يدي . فقال ( اعلم ، أبا مسعود ! أن الله أقدر عليك منك على هذا الغلام ) قال فقلت : لا أضرب مملوكا بعده أبدا . وفي رواية : غير أن في حديث جرير : فسقط من يدي السوط ، من هيبته .}
                            صحيح مسلم / رقم: 1659
                            نصيحة غاليــة :-

                            اجعلن العقاب رحمة


                            قالت - رحمها الله تعالى - ناصحة لنا
                            :[ لا تكسلن أن تعاقبن إذا وجب العقاب ، احتسبن الأجر في ضرب أولادكن ، استحضرن نية : [* القيام على الرعية ، و* عدم غش الرعية بترك تأديبهم ،تقربن إلى الله بذلك ]
                            -فوالله إنك إن استصحبت هذه النية حال عقابكِ لأيهم ، إلا ألهمكِ الله
                            رشدك ، وأصلح بعقابك ، وأثابك عليه خيرا.
                            - فلن تألفي نفسك ضاربة لوجه أو مقبحة بسوء تأثمين عليه .
                            تعبَّدنَ بتطبيق العقاب المنصف إلى الله فهذا من الفقه .
                            - وكرري لأولادك أتك تحبينهم فهم فلذات كبدك ، وأعلميهم : إ نكِ إنما تفعلين ذلك شفقة عليهم من النار ورغبة في صلاحهم ، فليس أحد يحبهم من خلق الله مثلك ولا يدانيك محبة لهم حتى .]



                            **واختتمت كلامها -رحمها الله - قائلة :
                            *العقاب رحمة ونعمة يجب علينا شكرها ؛ ألم يقل سبحانه وتعالى : (( هذه جهنم التي يكذب بها المجرمون يطوفون بينها وبين حميم آن فبأي آلاء ربكما تكذبان )) سورة الرحمن / آية :
                            فجعل سبحانه جهنم أداة عقاب المجرمين من النِّعم ، لأنها تردع المؤمن عن المعاصي ، وتحقق عدل الله في خلقه
                            فلا يستوي الصالح بالطالح .
                            * كذا فالله من صفاته العدل ، ويحب الإنصاف حتى إنه لما يدخل أهل النار -عياذا بالله- النار ؛ ليخلدوا فيها يحمدونه سبحانه على ذلك ،* لعلمهم ويقينهم أن ما هم فيه عدل منه فالله لم يظلمهم بل هم الذين ظلموا أنفسهم لما كفروا به سبحانه ، فيحمدونه على أنهم ليسوا أسوأ حالًا في النار.


                            ((وترى الملائكة حافين من حول العرش يسبحون بحمد ربهم وقضي بينهم بالحق وقيل الحمد لله رب العالمين))
                            سورة الزمر / آية :75]
                            اللهم ارزقنا البصيرة والفقه والإنصاف آمين .

                            اللهم اجعلنا من عتقائك من النار
                            اللهم اشف امى شفاءا لا يغادر سقما
                            اللهم اهد ابنائى لما تحب وترضى

                            تعليق


                            • #15
                              رد: تأملات أم...

                              جزاكِ الله خيراً
                              لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين

                              استمعي بقلبك



                              تعليق

                              يعمل...
                              X