عوّدتنا وسائل التواصل على ثقافة الكسل في طلب العلم وعلى عدم تحري الدقة فيما نقرأ وننقل وننشر وقد أمرنا الله عز وجلّ في القرآن بالتثبّت والتبيّن وعدم القول بغير علم فأصبح كثير من الناس إلا من رحم ربي مجرد وسيط لنقل معلومات لا يدري عن صحتها ومصداقيتها شيئا والناس فيها على أحوال:
1. الناشر عن سابق تصور وتصميم بهدف إثارة الشبهات ودسّ السمّ في العسل من خلال نشر شيء من الأحاديث الصحيحة في قالب يغلب عليه الضعيف والمكذوب من الأحاديث أو نشر شائعات تحدث بلبلة بين الناس في دينهم وعقيدتهم وأخلاقياتهم وأفكارهم.
2. الناقل الفوري تصله رسالة فلا يقرؤها ولا يدقق فيها وإنما يعيد نشرها مباشرة ظنّا منه أن فيها فائدة وخير كثير لكنه للسف لا استفاد ولا أفاد إن كانت الرسالة صحيحة وما تحقق ولا نبّه غيره إن كانت غير ذلك، وهذا واقع حال غالبية الناس إلا من رحم ربي!
3. وهناك المهمل للرسائل لا يقرأ غثّها ولا سمينها يتساوى عنده كل ما يصله فيحذفه مباشرة أو يهمله.
4. وهناك القارئ المدقق وهو الذي يقرأ ما يصله ويتثبت من صحة ما في الرسالة فإن كانت خيرا نشرها وإن كان فيها خطأ صححه ونبّه المرسِل له ثم نشرها مع التصحيح لتعم الفائدة، وأكاد أجزم أن هذه الفئة قليلة جدا والله المستعان.
الله عز وجلّ كرّم بني آدم بالعقل وتحرير العقل من كل ما يعطّل مهمته العظيمة هو من شكر هذه النعمة، العقل التابع ليس عقلا مدركا منتجا متطلعا للإبداع والتميز والفكر وكم بنينا من تصورات وكم أثقلنا عقولنا بأفكار غيرنا رغم عدم اقتناعنا الكلي بها، لكن إلى متى ونحن نسلم زمام عقولنا لغيرنا؟
قد آن الأوان لأن نحرر عقولنا من كل أشكال التبعية المدمّرة فنوقظ هذه العقول لحسن التعامل مع ما نقرأ وما نسمع وما ننشر، لماذا أثق برسالة تأتيني من مجهول أكثر من ثقتي بعقلي الذي وهبني الله تعالى إياه وكرّمني به عقلي الذي يمكنه أن يقرأ كتابا فيخرج منه بفائدة أو يسمع محاضرة فيدوّن منها خلاصة وعبرة وخطة عملية؟ جميعنا قادر على هذا لكننا فقط بحاجة أن ننفض غبار الكسل والخمول والتبعية البغيضة لقادة قطعان البشر تسوقنا عُميا إلى مصير مجهول!!!
ستصفّد الشياطين مع أول ليلة في رمضان فلنصفّد شياطين أهوائنا ولنكسر قيود عقولنا المستعمَرة وتواكلنا وكسلنا وضعفنا ولننطلق في دورة تدريب العقل على كبح زمام غفلته واتباعه الأعمى ليعود عقلا مُدركا مفكّرا واعيا متذكًرا مخطِطا فعّالا بنّاء.
1. الناشر عن سابق تصور وتصميم بهدف إثارة الشبهات ودسّ السمّ في العسل من خلال نشر شيء من الأحاديث الصحيحة في قالب يغلب عليه الضعيف والمكذوب من الأحاديث أو نشر شائعات تحدث بلبلة بين الناس في دينهم وعقيدتهم وأخلاقياتهم وأفكارهم.
2. الناقل الفوري تصله رسالة فلا يقرؤها ولا يدقق فيها وإنما يعيد نشرها مباشرة ظنّا منه أن فيها فائدة وخير كثير لكنه للسف لا استفاد ولا أفاد إن كانت الرسالة صحيحة وما تحقق ولا نبّه غيره إن كانت غير ذلك، وهذا واقع حال غالبية الناس إلا من رحم ربي!
3. وهناك المهمل للرسائل لا يقرأ غثّها ولا سمينها يتساوى عنده كل ما يصله فيحذفه مباشرة أو يهمله.
4. وهناك القارئ المدقق وهو الذي يقرأ ما يصله ويتثبت من صحة ما في الرسالة فإن كانت خيرا نشرها وإن كان فيها خطأ صححه ونبّه المرسِل له ثم نشرها مع التصحيح لتعم الفائدة، وأكاد أجزم أن هذه الفئة قليلة جدا والله المستعان.
الله عز وجلّ كرّم بني آدم بالعقل وتحرير العقل من كل ما يعطّل مهمته العظيمة هو من شكر هذه النعمة، العقل التابع ليس عقلا مدركا منتجا متطلعا للإبداع والتميز والفكر وكم بنينا من تصورات وكم أثقلنا عقولنا بأفكار غيرنا رغم عدم اقتناعنا الكلي بها، لكن إلى متى ونحن نسلم زمام عقولنا لغيرنا؟
قد آن الأوان لأن نحرر عقولنا من كل أشكال التبعية المدمّرة فنوقظ هذه العقول لحسن التعامل مع ما نقرأ وما نسمع وما ننشر، لماذا أثق برسالة تأتيني من مجهول أكثر من ثقتي بعقلي الذي وهبني الله تعالى إياه وكرّمني به عقلي الذي يمكنه أن يقرأ كتابا فيخرج منه بفائدة أو يسمع محاضرة فيدوّن منها خلاصة وعبرة وخطة عملية؟ جميعنا قادر على هذا لكننا فقط بحاجة أن ننفض غبار الكسل والخمول والتبعية البغيضة لقادة قطعان البشر تسوقنا عُميا إلى مصير مجهول!!!
ستصفّد الشياطين مع أول ليلة في رمضان فلنصفّد شياطين أهوائنا ولنكسر قيود عقولنا المستعمَرة وتواكلنا وكسلنا وضعفنا ولننطلق في دورة تدريب العقل على كبح زمام غفلته واتباعه الأعمى ليعود عقلا مُدركا مفكّرا واعيا متذكًرا مخطِطا فعّالا بنّاء.
"بلّغوا عني ولو آية" صحيح
هذه وصية النبي صلى الله عليه وسلم لأمته وكل واحد منا مطالب بالدعوة فمنا من يدعو بعلمه وما من يدعو بأخلاقه ومنا من يدعو بعمله. ولأن الدعوة تكليف وأمانة ومسؤولية ينبغي أن نتقنها ونحسن فيها لأنفسنا أولًا ولمن ندعوهم ثانيًا. وقد يسّر الله تعالى في هذا العصر وسائل يمكننا خلالها أن نصل لمئات وآلآف البشر ونحن في مكاننا لم نخطو خطوة واحدة وهذه من نعم الله تعالى التي ينبغي أن تُشكر وشكرها يكون باستخدامها فيما يرضي الله عنا وتثقل به موازين حسناتنا في الآخرة.
توظيفنا لوسائل التواصل والأجهزة التي بين أيدينا هو ما يحدد نفعها أو ضررها وحتى نستخدمها في ما ينفع علينا أن نتبع سياسة التخلية تكون قبل التحلية فقبل أن نبدأ بالنشر الهادف علينا أن نتحرر من النشر غير الهادف ونقوم:
أولًا بتصفية قوائمنا في وسائل التواصل ومجموعاتنا البريدية من كل ما لا فائدة من ورائه، فإذا كنت مشتركا في عدد من المجموعات غالب رسائلها قيل وقال وأحاديث موضوعة ومكذوبة فأرسل رسالة لطيفة تعلن انسحابك من المجموعة بهدوء وليكن شعارك في هذا: "لن أسمح لأحد أن يسرق وقتي فيما لا ينفع" وتذكر أن هدفك هو أن تسترجع وقتك المسلوب في متابعة هذه المجموعات التي لا فائدة ترجى من رسائلها وأن تسترد عقلك وتحرره من تصديق كل ما يصلك ونشره دون تفكير. ثانيًا: حرر إرادتك بتحديد الوقت الذي تفتح فيه جوالك خلال اليوم والليلة ودع عنك وهم أنك لا تستطيع أن تتركه لحظة فقد عشنا أعواما من غير هذه الأجهزة وكنا سعداء ومنتجين ونتواصل مع الأرحام والأصدقاء ولم يكن ينقصنا شيء!
حرر عقلك بتحديد هدفك في نشر المعلومات عبر هذه الوسائل:
العلم والتعلّم وتبليغ ما تعلّمت، هذا سيحدد نوعية ما تنشر ونوعية ما تتلقاه فتعرضه على عقلك لتصفيته فإما أن تقبله لصدقه وإما ترفضه غير مأسوف عليه.
البعض يسأل: ماذا أنشر إذن؟ كيف لي أن أعرف إن كان ما أنشره مفيدا نافعا؟ فأقول علماؤنا الأفاضل ينشرون علمهم في وسائل التواصل عبر صفحاتهم وقنواتهم وحساباتهم لا يبخلون علينا بشيء منها فليبحث كل منا عمن يحب أن يسمع منه إن في تفسير القرآن أو في الفقه أو الحديث أو الرقائق أو التربية أو غيرها ولينشر كل يوم مقطعا مما استمع إليه أو كلاما مما قرأ فيكون قد تعلّم مسألة وبلّغ بها غيره فاستفاد وأفاد.
بقلم سمر الأرناؤوط
اسلاميات
هذه وصية النبي صلى الله عليه وسلم لأمته وكل واحد منا مطالب بالدعوة فمنا من يدعو بعلمه وما من يدعو بأخلاقه ومنا من يدعو بعمله. ولأن الدعوة تكليف وأمانة ومسؤولية ينبغي أن نتقنها ونحسن فيها لأنفسنا أولًا ولمن ندعوهم ثانيًا. وقد يسّر الله تعالى في هذا العصر وسائل يمكننا خلالها أن نصل لمئات وآلآف البشر ونحن في مكاننا لم نخطو خطوة واحدة وهذه من نعم الله تعالى التي ينبغي أن تُشكر وشكرها يكون باستخدامها فيما يرضي الله عنا وتثقل به موازين حسناتنا في الآخرة.
توظيفنا لوسائل التواصل والأجهزة التي بين أيدينا هو ما يحدد نفعها أو ضررها وحتى نستخدمها في ما ينفع علينا أن نتبع سياسة التخلية تكون قبل التحلية فقبل أن نبدأ بالنشر الهادف علينا أن نتحرر من النشر غير الهادف ونقوم:
أولًا بتصفية قوائمنا في وسائل التواصل ومجموعاتنا البريدية من كل ما لا فائدة من ورائه، فإذا كنت مشتركا في عدد من المجموعات غالب رسائلها قيل وقال وأحاديث موضوعة ومكذوبة فأرسل رسالة لطيفة تعلن انسحابك من المجموعة بهدوء وليكن شعارك في هذا: "لن أسمح لأحد أن يسرق وقتي فيما لا ينفع" وتذكر أن هدفك هو أن تسترجع وقتك المسلوب في متابعة هذه المجموعات التي لا فائدة ترجى من رسائلها وأن تسترد عقلك وتحرره من تصديق كل ما يصلك ونشره دون تفكير. ثانيًا: حرر إرادتك بتحديد الوقت الذي تفتح فيه جوالك خلال اليوم والليلة ودع عنك وهم أنك لا تستطيع أن تتركه لحظة فقد عشنا أعواما من غير هذه الأجهزة وكنا سعداء ومنتجين ونتواصل مع الأرحام والأصدقاء ولم يكن ينقصنا شيء!
حرر عقلك بتحديد هدفك في نشر المعلومات عبر هذه الوسائل:
العلم والتعلّم وتبليغ ما تعلّمت، هذا سيحدد نوعية ما تنشر ونوعية ما تتلقاه فتعرضه على عقلك لتصفيته فإما أن تقبله لصدقه وإما ترفضه غير مأسوف عليه.
البعض يسأل: ماذا أنشر إذن؟ كيف لي أن أعرف إن كان ما أنشره مفيدا نافعا؟ فأقول علماؤنا الأفاضل ينشرون علمهم في وسائل التواصل عبر صفحاتهم وقنواتهم وحساباتهم لا يبخلون علينا بشيء منها فليبحث كل منا عمن يحب أن يسمع منه إن في تفسير القرآن أو في الفقه أو الحديث أو الرقائق أو التربية أو غيرها ولينشر كل يوم مقطعا مما استمع إليه أو كلاما مما قرأ فيكون قد تعلّم مسألة وبلّغ بها غيره فاستفاد وأفاد.
بقلم سمر الأرناؤوط
اسلاميات
تعليق