استقبال الله للمقبلين عليه
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أين أهل المعاصي من بركات الطاعة
إخواني كثيراً ما سمعنا وقرأنا عن آثار الذنوب والمعاصي ولكن قليلاً ما نسمع ونقرأ عن آثار الطاعة والإيمان والصلاح فلو علم المسلم ما للطاعة والايمان والعمل الصالح من آثار مباركة في حياته وبعد مماته لعاش حياته ذاكراً مخبتاً خاشعاً طائعاً للواحد الديّان .
أين أهل المعاصي من بركات الطاعة ؟
فالطاعة أولاً راحةٌ للقلب وانشراحٌ للصدر وطمأنينة للنفس
إنّ المؤمن إذا سمع منادي الله: حي على الصلاة، حي على الفلاح، قال: سمعًا وطاعة لربِّنا، فبادرَ بالوضوء وإتيان المسجد رغبةً في الخير، وحبًّا لهذه الصلاة، فهو يجدُ فيها راحةَ قلبه، ويجد فيها انشراحَ صدره، ويجد فيها طمأنينةَ نفسه، ويجد فيها قرَّة عينه، فهو لا يسأمُها ولا يملّها ولا يستثقلُها، بل أشرفُ اللحظاتِ وأسعدُ الأوقات أن يكون في صلاته مناجيًا لربّه، فتلك اللحظاتُ أسعدُ لحظاته وأكملها وأغلاها عنده، مقتديًا بنبيه صلى الله عليه وسلم القائل: حبِّبَ إليَّ من دنياكُم: النِّساءُ والطِّيبُ وجُعِلَت قرَّةُ عيني في الصَّلاةِ.
الراوي : - | المحدث : ابن القيم | المصدر : إغاثة اللهفان
الصفحة أو الرقم: 2/195 | خلاصة حكم المحدث : صحيح
وقوله: ((أرِحنا يا بلال بالصلاة))
فيجد في الصلاة لذَّةً وطمأنينة وراحة وانبساطًا.
أين أهل المعاصي من بركات الطاعة ؟
فالطاعة ثانياً تُزكي النفس وُتهذِّب الأخلاق و تفتح أبواباً لطاعاتٍ أُخرى
إن للأعمال الصالحة أثرًا في زكاة قلبِ العبدِ ونفسه، فالأعمالُ الصالحة تزكيِّ قلبَه وتهذِّب أخلاقَه وتفتح أبوابا لطاعاتٍ أخرى فالحسنة تلد حسنات أخرى
ولذا قال الله: في اثر الزكاة والصدقات ((خُذْ مِنْ أَمْوٰلِهِمْ صَدَقَةً تُطَهّرُهُمْ وَتُزَكّيهِمْ بِهَا)) التوبة:103.
والصلوات الخمس كفارةٌ لما بينها من صغائر الذنوب، ومَثَل الصلواتِ الخمس كمثَل نهر جارٍ بباب أحدِنا يغتسلُ منه كلَّ يوم خمسَ مرات، وما فائدة ذلك؟ لا يبقى من درنه شيء والصلاة كذلك تنهى عن الفحشاء والمنكر
وفي الصيام قال الله تعالى في أثره ((يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ))البقرة183
وكذلك والحج وسائر الطاعات
أين أهل المعاصي من بركات الطاعة ؟
فالطاعة ثالثاً قوةٌ وبركة في البدن
جاء في البخاري ومسلم من حديث علي رضي الله عنه أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له ولفاطمة حين طلبا خادم (( إذا أويتما الى فراشكما أو إذا اخذتما مضجعكما فكبرا أربعاًوثلاثين واحمدا ثلاثا وثلاثين وسبحا ثلاثا وثلاثين ))
ومن هذا الحديث استنبط العلماء أن الطاعة عموماً والذكر خاصة يزيد المؤمن قوة الى قوته وهاهو نبي الله هود عليه السلام يوصي قومه ويقول كما قال تعالى ((وَيَا قَوْمِ اسْتَغْفِرُواْ رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُواْ إِلَيْهِ يُرْسِلِ السَّمَاء عَلَيْكُم مِّدْرَاراً وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَى قُوَّتِكُمْ وَلاَ تَتَوَلَّوْاْ مُجْرِمِينَ ))هود52
أين أهل المعاصي من بركات الطاعة ؟
فالطاعة رابعاً سكينة ورضا وحلاوة
إن المتأمل في أمور الحياةِ وشؤون الأحياءِ يجِد فئاتٍ مِن النّاس تعيش ألوانًا من التعبِ والشقاء، وتنفث صدورُها أنواعًا مِن الضّجَر والشّكوى، ضجرٌ وشقاء يعصِف بالأمانِ والاطمِئنان، ويُفقِد الراحةَ والسعادة، ويتلاشى معه الرّضا والسّكينة، نفوسٌ منغمِسةٌ في أضغانِها وأحقادِها وبؤسِها وأنانيّتها.
ويعود المتأمل كرّةً أخرى ليرَى فئاتٍ من النّاس أخرى قد نعِمت بهنيءِ العيش وفُيوض الخَير، كريمةٌ على نفوسها، كريمة على النّاس، طيّبة القلبِ سليمة الصدر طليقة المحيَّا.
ما الذي فرّق بين هذين الفريقين؟ وما الذي باعَد بين هذين المتباعِدين؟ إنّه الإيمان وحلاوةُ الإيمان، ((ذاق طعمَ الإيمان من رضيَ بالله ربًّا وبالإسلام دينًا وبمحمّد صلى الله عليه وسلم رسولاً)) حديث صحيح أخرجه الإمام أحمد ومسلم
هل للإيمان طعم
إخواني للإيمان طَعمٌ يفوق كلَّ الطعوم، وله مذاقٌ يعلو على كلّ مذاق، ونشوةٌ دونَها كلُّ نشوة. حلاوةُ الإيمان حلاوةٌ داخليّة في نفسٍ رضيّة وسكينة قلبيّة، تسري سَرَيان الماءِ في العود، وتجري جَرَيان الدّماء في العروق، لا أرَقَ ولا قلق، ولا ضِيق ولا تضيِيق، بل سعَةٌ ورحمة ورضًا ونعمة، ((ذٰلِكَ ٱلْفَضْلُ مِنَ ٱللَّهِ وَكَفَىٰ بِٱللَّهِ عَلِيمًا)) النساء:70، ((ذَلِكَ فَضْلُ ٱللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاء وَٱللَّهُ ذُو ٱلْفَضْلِ ٱلْعَظِيمِ)) الحديد:21.
الإيمانُ بالله هو سكينةُ النّفس وهداية القلب، وهو منارُ السّالكين وأمَل اليائسين وأمانُ الخائِفين ونُصرة المجاهدِين، وهو بشرَى المتّقين ومِنحَة المحرومين. الإيمانُ هو أبو الأمَل وأخو الشّجاعة وقرينُ الرجاء، إنّه ثقةُ النّفس ومجدُ الأمّة وروحُ الشعوب.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أين أهل المعاصي من بركات الطاعة
إخواني كثيراً ما سمعنا وقرأنا عن آثار الذنوب والمعاصي ولكن قليلاً ما نسمع ونقرأ عن آثار الطاعة والإيمان والصلاح فلو علم المسلم ما للطاعة والايمان والعمل الصالح من آثار مباركة في حياته وبعد مماته لعاش حياته ذاكراً مخبتاً خاشعاً طائعاً للواحد الديّان .
أين أهل المعاصي من بركات الطاعة ؟
فالطاعة أولاً راحةٌ للقلب وانشراحٌ للصدر وطمأنينة للنفس
إنّ المؤمن إذا سمع منادي الله: حي على الصلاة، حي على الفلاح، قال: سمعًا وطاعة لربِّنا، فبادرَ بالوضوء وإتيان المسجد رغبةً في الخير، وحبًّا لهذه الصلاة، فهو يجدُ فيها راحةَ قلبه، ويجد فيها انشراحَ صدره، ويجد فيها طمأنينةَ نفسه، ويجد فيها قرَّة عينه، فهو لا يسأمُها ولا يملّها ولا يستثقلُها، بل أشرفُ اللحظاتِ وأسعدُ الأوقات أن يكون في صلاته مناجيًا لربّه، فتلك اللحظاتُ أسعدُ لحظاته وأكملها وأغلاها عنده، مقتديًا بنبيه صلى الله عليه وسلم القائل: حبِّبَ إليَّ من دنياكُم: النِّساءُ والطِّيبُ وجُعِلَت قرَّةُ عيني في الصَّلاةِ.
الراوي : - | المحدث : ابن القيم | المصدر : إغاثة اللهفان
الصفحة أو الرقم: 2/195 | خلاصة حكم المحدث : صحيح
وقوله: ((أرِحنا يا بلال بالصلاة))
فيجد في الصلاة لذَّةً وطمأنينة وراحة وانبساطًا.
أين أهل المعاصي من بركات الطاعة ؟
فالطاعة ثانياً تُزكي النفس وُتهذِّب الأخلاق و تفتح أبواباً لطاعاتٍ أُخرى
إن للأعمال الصالحة أثرًا في زكاة قلبِ العبدِ ونفسه، فالأعمالُ الصالحة تزكيِّ قلبَه وتهذِّب أخلاقَه وتفتح أبوابا لطاعاتٍ أخرى فالحسنة تلد حسنات أخرى
ولذا قال الله: في اثر الزكاة والصدقات ((خُذْ مِنْ أَمْوٰلِهِمْ صَدَقَةً تُطَهّرُهُمْ وَتُزَكّيهِمْ بِهَا)) التوبة:103.
والصلوات الخمس كفارةٌ لما بينها من صغائر الذنوب، ومَثَل الصلواتِ الخمس كمثَل نهر جارٍ بباب أحدِنا يغتسلُ منه كلَّ يوم خمسَ مرات، وما فائدة ذلك؟ لا يبقى من درنه شيء والصلاة كذلك تنهى عن الفحشاء والمنكر
وفي الصيام قال الله تعالى في أثره ((يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ))البقرة183
وكذلك والحج وسائر الطاعات
أين أهل المعاصي من بركات الطاعة ؟
فالطاعة ثالثاً قوةٌ وبركة في البدن
جاء في البخاري ومسلم من حديث علي رضي الله عنه أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له ولفاطمة حين طلبا خادم (( إذا أويتما الى فراشكما أو إذا اخذتما مضجعكما فكبرا أربعاًوثلاثين واحمدا ثلاثا وثلاثين وسبحا ثلاثا وثلاثين ))
ومن هذا الحديث استنبط العلماء أن الطاعة عموماً والذكر خاصة يزيد المؤمن قوة الى قوته وهاهو نبي الله هود عليه السلام يوصي قومه ويقول كما قال تعالى ((وَيَا قَوْمِ اسْتَغْفِرُواْ رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُواْ إِلَيْهِ يُرْسِلِ السَّمَاء عَلَيْكُم مِّدْرَاراً وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَى قُوَّتِكُمْ وَلاَ تَتَوَلَّوْاْ مُجْرِمِينَ ))هود52
أين أهل المعاصي من بركات الطاعة ؟
فالطاعة رابعاً سكينة ورضا وحلاوة
إن المتأمل في أمور الحياةِ وشؤون الأحياءِ يجِد فئاتٍ مِن النّاس تعيش ألوانًا من التعبِ والشقاء، وتنفث صدورُها أنواعًا مِن الضّجَر والشّكوى، ضجرٌ وشقاء يعصِف بالأمانِ والاطمِئنان، ويُفقِد الراحةَ والسعادة، ويتلاشى معه الرّضا والسّكينة، نفوسٌ منغمِسةٌ في أضغانِها وأحقادِها وبؤسِها وأنانيّتها.
ويعود المتأمل كرّةً أخرى ليرَى فئاتٍ من النّاس أخرى قد نعِمت بهنيءِ العيش وفُيوض الخَير، كريمةٌ على نفوسها، كريمة على النّاس، طيّبة القلبِ سليمة الصدر طليقة المحيَّا.
ما الذي فرّق بين هذين الفريقين؟ وما الذي باعَد بين هذين المتباعِدين؟ إنّه الإيمان وحلاوةُ الإيمان، ((ذاق طعمَ الإيمان من رضيَ بالله ربًّا وبالإسلام دينًا وبمحمّد صلى الله عليه وسلم رسولاً)) حديث صحيح أخرجه الإمام أحمد ومسلم
هل للإيمان طعم
إخواني للإيمان طَعمٌ يفوق كلَّ الطعوم، وله مذاقٌ يعلو على كلّ مذاق، ونشوةٌ دونَها كلُّ نشوة. حلاوةُ الإيمان حلاوةٌ داخليّة في نفسٍ رضيّة وسكينة قلبيّة، تسري سَرَيان الماءِ في العود، وتجري جَرَيان الدّماء في العروق، لا أرَقَ ولا قلق، ولا ضِيق ولا تضيِيق، بل سعَةٌ ورحمة ورضًا ونعمة، ((ذٰلِكَ ٱلْفَضْلُ مِنَ ٱللَّهِ وَكَفَىٰ بِٱللَّهِ عَلِيمًا)) النساء:70، ((ذَلِكَ فَضْلُ ٱللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاء وَٱللَّهُ ذُو ٱلْفَضْلِ ٱلْعَظِيمِ)) الحديد:21.
الإيمانُ بالله هو سكينةُ النّفس وهداية القلب، وهو منارُ السّالكين وأمَل اليائسين وأمانُ الخائِفين ونُصرة المجاهدِين، وهو بشرَى المتّقين ومِنحَة المحرومين. الإيمانُ هو أبو الأمَل وأخو الشّجاعة وقرينُ الرجاء، إنّه ثقةُ النّفس ومجدُ الأمّة وروحُ الشعوب.
تعليق