Tweet
ولما كانت التقوى هى المرتبة المرجوة كما مر علينا فى فريضة الصيام فانها هى
الميزان الذى انزله الله للناس على الرسل ليقوموا به القيم كلها وفى ذلك يقول الله
تبارك وتعالى :( ان اكرمكم عند الله اتقاكم )*( الحجرات :13).
هذه هى القيمة السماوية البحتة؛ والقيمة العظيمة الوحيدة ؛ التى لا علاقة لها بمواضعات
الناس فى الارض حيث يتعاملون بقيم المال والقوة والنسب وغير ذلك ... فالتقوى هى
القيمة التى يعول عليها ؛ والمعتبرة فى قيم السماء عند الناقد البصير الذى لاتأ خذه
سنة ولا نوم ...اللطيف الخبير ...الحسيب الجلل ...الكريم الرقيب ...
ايها القارئون لكتابتى هذه... نحن نحس بذلك الاحساس ونشعر كل الشعور بهذه المعجزة
الكبرى؛ والقيمة العظيمة حين ينظر كل منهما فى قول الله عز وجل :
( بسم الله الرحمن الرحيم... عبس وتولى ؛ ان جاءه الاعمى ....ومايدريك لعله يزكى...
او يذكر فتنفعه الذكرى... اما من استغنى ... فأ نت له تصدى ...وماعليك الا يزكى...
وأ ما من جاءك يسعى .... وهو يخشى... فأ نت عنه تلهى ..)*( عبس :1-10)*.
درس عظيم من الله العلى القدر الى حبيبه محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم ولمن يريد
ان يكون خلقه القرآ ن وعلى سبيل الله مسيره.
يتجلى لنا فى هذا النص معنى القوة التى لا تتحكم فيها البواعث والأغراض بل تصدع بالبياان
فرقانا بين الحق والباطل ؛ وميزانا للخبيث والطيب؛أحب الناس ام كرهوا؛ رضوا ام سخطوا
آمنوا ام كفروا؛ القوة لاتزيدها طاعة الطائعين؛ ولاتنقصها معصية العاصين.
وحين يكون فى سبل الله قصدنا وسعنا نعلم حقيقة الدعوة الاسلامية وكرامتها؛ وعظمتها ؛
ورفعتها ؛ واستغناءها عن كل أحد ؛ وعن كل سند؛ وعنايتهابمن يريدها لذاتها كائنا ما كان
وضعه ووزنه فى موازين الدنيا واعتبارات الناس الوضعية...
اخوانى ....واخواتى فى الله ...نحن نعلم القيم من قول الله عز وجل :
( كلا انها تذكرة فمن شاء ذكره؛ فى صحف مكرمة؛مرفوعة مطهرة ؛ بأيدى سفرة؛
كرام بررة)*( عبس :11-16)**.
فالدعوة الاسلامة كريمة فى كل اعتبار؛ كريمة فى صحفها؛ المرفوعة المطهرة الموكل بها
السفراء من الملأ الأعلى ينقلوها الى الصفوة المختارين فى الارض ليبلغوها وهم كرام بررة.
وهى ميزان الله الذى توزن به القيم والاعتبارات ويقدر به الناس والاوضاع؛ قدر ان الدعوة
كريمة طاهرة فى كل ما يتعلق بها ؛ومايمسها من قريب او بعيد؛ وهى عزيزة لايتصدى بها
للمعرضين الذين يظهرون الاستغناء عنها ؛ فهى لمن يعرف كرامتها وعظمتها ويطلب التطهر
بها راغبا فيما عند الله من الخر ؛ ويتيقظ قبله فيتذكر فتنفعه الذكرى؛ ثم يشرق هذا القلب بقبس
من نور الله فيستحيل منارة فى الارض تستقبل نور السماء ... وهذا الامر يتحقق كلما تفتح
القلب للهدى وتمت حقيقة الايمان فيه****
اخوانى .....واخواتى .....
تزودا ...فأن خير الزاد التقوى....
_________________
تعليق