إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

لا يوجد شيء اسمه سند أو ظهر

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • لا يوجد شيء اسمه سند أو ظهر


    لا يوجد شيء اسمه سند أو ظهر هناك شيء اسمه

    إذا استعنت فاستعن بالله


    قال ابن القيم- رحمه الله تعالى-:
    الاستعانة تجمع أصلين: الثقة بالله، والاعتماد عليه،
    فإن العبد قد يثق بالواحد من الناس وهو مع ذلك لا يعتمد عليه لاستغنائه عنه، وقد يعتمد عليه- مع عدم ثقته به- لحاجته إليه، ولعدم من يقوم مقامه فيحتاج إلى اعتماده عليه، مع أنه غير واثق به، ومثل الاستعانة التوكل إذ هو أيضا يلتئم من هذين الأصلين (الثقة والاعتماد) وهذان الأصلان وهما: التوكل (الاستعانة) من ناحية والعبادة من ناحية أخرى قد اقترنا في القرآن الكريم في مواضع عديدة منها:
    1- قوله سبحانه في الفاتحة:{ إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ } (الفاتحة/ 5) .
    2- قوله سبحانه:{ وٙلِلَّهِ غَيْبُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَإِلَيْهِ يُرْجَعُ الْأَمْرُ كُلُّهُ فَاعْبُدْهُ وَتَوَكَّلْ عَلَيْهِ ۚ} (هود/ 123) .
    3- قول الله تعالى على لسان شعيب: { وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ ۚ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ } (هود/ 88) .
    4- قوله سبحانه: {قُلْ هُوَ رَبِّي لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ مَتَابِ } (الرعد/ 30) .
    5- قوله- عز من قائل- حكاية عن المؤمنين : { رَّبَّنَا عَلَيْكَ تَوَكَّلْنَا وَإِلَيْكَ أَنَبْنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرِ } (الممتحنة/ 4) .
    6- قول الله تعالى: { وَاذْكُرِ اسْمَ رَبِّكَ وَتَبَتَّلْ إِلَيْهِ تَبْتِيلًا (8) رَّبُّ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ فَاتَّخِذْهُ وَكِيلًا } (المزمل/ 8- 9) .
    فهذه ستة مواضع جمع فيها القرآن الكريم بين الأصلين وهما:
    إياك نعبد وإياك نستعين أي بين العبادة والاستعانة أو ما في معناها وهو التوكل


    الإنسان محتاج إلى الله في كل حال ولكل شأن

    قال ابن تيمية- رحمه الله تعالى-: «إن العبد مجبول على أن يقصد شيئا ويريده ويستعين بشيء
    ويعتمد عليه في تحصيل مراده، وهذا المستعان به على قسمين وهما:
    القسم الأول: ما يستعان به لنفسه فيكون هو الغاية الذي يعتمد عليه العبد ويتوكل عليه، ويعتضد به، ليس عنده فوقه غاية في الاستعانة.
    والقسم الثاني: ما يكون تبعا لغيره بمنزلة الأعضاء مع القلب، والمال مع المالك، والآلآت مع الصانع. والناظر في أحوال الخلق يجد أن النفس لا بد لها من شيء تثق به وتعتمد عليه في نيل مطلوبها هو مستعانها سواء أكان ذلك هو الله أم غيره وإذا كان المستعان غير الله فقد يكون عاما، وهو الكفر كمن عبد غير الله مطلقا أو سأل غير الله مطلقا. وقد يكون خاصا في المسلمين ممن غلب عليهم حب المال أو حب شخص أو حب الرياسة أو غير ذلك بحيث يعتمد عليها ويستعين بها، وما أكثر ما تستلزم العبادة الاستعانة، وصلاح العبد في عبادة الله واستعانته به، ومضرته وهلاكه وفساده في عبادة غير الله والاستعانة بما سواه، وتوحيد الله وإخلاص الدين له في عبادته واستعانته في القرآن كثير جدا؛ بل هو قلب الإيمان، وأول الإسلام وآخره، وهذا هو دين الإسلام العام الذي بعث به جميع الرسل، فلا يصرف لغير الله شيء من أنواع العبادة والاستعانة، إذ إن أنواع العبادة متعلقة كلها بألوهيته، والاستعانة متعلقة بربوبيته، والله رب العالمين لا إله إلا هو، ولا رب لنا غيره، لا ملك ولا نبي ولا غيره .


    قال ابن رجب- رحمه الله تعالى-:
    «العبد محتاج إلى الاستعانة بالله في فعل المأمورات وترك المحظورات، والصبر على المقدورات كلها في الدنيا وعند الموت وبعده من أهوال البرزخ ويوم القيامة، ولا يقدر على الإعانة على ذلك إلا الله- عز وجل-.
    فمن حقق الاستعانة عليه في ذلك كله أعانه الله، ومن ترك الاستعانة بالله واستعان بغيره وكله الله إلى من استعان به، فصار مخذولا وهو كذلك في أمور الدنيا لأنه عاجز عن الاستقلال بجلب مصالحه ودفع مضاره، ولا معين له على مصالح دينه ودنياه جميعا إلا الله- عز وجل- فمن أعانه الله فهو المعان ومن خذله الله فهو المخذول. وهذا هو تحقيق معنى قول العبد «لا حول ولا قوة إلا بالله» .
    والمعنى أن العبد لا يتحول حاله من حال إلى حال ولا قوة له على ذلك إلا بالله- عز وجل-» .


    حين طلب نبي الله موسى من ربه حين أمره أن يذهب إلى فرعون
    {رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي} [طه: 25]
    {وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي} [طه: 26]
    { وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِّن لِّسَانِي، يَفْقَهُوا قَوْلِي} [طه: 27-28]
    كل ذلك متوقع وواضح، فهو ذاهب لدعوة أحد أقسى الطغاة الذين عرفتهم البشرية؛ إن لم يكن الأقسى على الإطلاق؛ فمن الطبيعي أن يطلب شرح الصدر لهذه المهمة؛ وتيسير الأمر وطلاقة اللسان؛ وكل ذلك علته مواضحة وهدفه ظاهر، بيان الحجة ووضوح الدعوة.
    ثم يأتي المطلب الأخير؛ المؤازرة والعون والسند؛
    { وَاجْعَلْ لِي وَزِيرًا مِنْ أَهْلِي، هَارُونَ أَخِي؛ اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي؛ وَأَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي} [طه: 29-32].
    طبيعي أن يطلب العون على هذه المهمة الثقيلة؛ ويبتغي من يشد من أزره؛ وليس من أحد أنسب لهذه المهمة من أخيه المحب المخلص الذي سيقف معه في مواجهة الطاغية.
    وهنا تأتي المفاجأة... {كَيْ نُسَبِّحَكَ كَثِيراً؛ وَنَذْكُرَكَ كَثِيراً} [طه: 33-34].
    هذا هو المقصد الأسمى وتلك هي الغاية العظمى؛ التسبيح والذكر؛ لأجل ذلك طلب موسى أن يبعث الله معه أخاه هارون وزيرا؛ ليس يتحدث هنا عن عون مادي أو دعم ملموس ولكنها الإعانة على التسبيح والذكر!


    إن من أعظم أسباب النجاح:
    الاستعانة بالله جل وعلا والتوكل عليه، وهذا أمر لا خيار للطالب فيه؛ لأن التوكل على الله سبحانه والحاجة إليه واجب على كل مسلم. ولا تتم العبودية لله جل وعلا إلا بالتوكل، قال سبحانه وتعالى :
    "وَعَلَى اللهِ فَتَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ" .
    ومن صور استعانة الطالب بالله جل وعلا على النجاح :
    الدعاء : قال تعالى : "وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ " غافر : 60 .
    فالدعاء من تمام الذل الذي هو ركن من أركان العبادة، ومن استغنى عن الله سبحانه، وتكبر عن سؤاله والاستعانة به فقد عرض نفسه لأعظم أسباب الفشل والإحباط..
    وأكثر من استخارة ربك في جميع أمورك.



    قال ابن القيم :
    «التوكل نصف الدين، والنصف الثاني الإنابة؛ فإن الدين استعانة وعبادة،
    فالتوكل هو الاستعانة والإنابة هي العبادة»

    قال بعض الحكماء من السلف:
    «يا رب، عجبت لمن يعرفك كيف يرجو غيرك، وعجبت لمن يعرفك كيف يستعين بغيرك»

    قال الحسن البصري- رحمه الله تعالى: وقد كتب إلى عمر بن عبد العزيز:
    «لا تستعن بغير الله فيكلك الله إليه»



    التعديل الأخير تم بواسطة بالقرءان نحيا; الساعة 03-02-2017, 01:09 PM.

  • #2
    رد: لا يوجد شيء اسمه سند أو ظهر

    الله المستعــان
    جزاكم الله خيرًا

    تعليق


    • #3
      رد: لا يوجد شيء اسمه سند أو ظهر

      نفع الله بكم اختنا

      تعليق


      • #4
        رد: لا يوجد شيء اسمه سند أو ظهر

        جزاكم الله خيرا

        قال أحد السلف : لم أرَى خليلاً ، يرفع قدر خليله ، كالقرآن.. القُرآن هُو الوحيد الذي يصحبُك طولَ رِحلتك إلى الله
        (فبقدرِ مَا تُوسع للقرآن فِي قلبك متكأ يوسعُ الله لك الحياة)

        تعليق

        يعمل...
        X