درجة قدام درجة
- بسسسس .. محـــــمد ! " بصوت واطي "
- " بيتلفت يمين و شمال و يرد بهمس " : هــا ؟ عايز ايه يا ابني ؟؟
- السؤال التاني إجابته إيه ؟؟!
- (..........................)
الحوار القصير الهامس ده بنشوفه كلنا كل يوم في لجان الإمتحانات و ممكن تكون إنت أحد أطرافه كمان سواء كنت في مدرسة أو كلية ..
#الغش_في_الإمتحانات بقى شيء طبيعي و مش مستغرب !! بل على العكس بعض المراقبين في اللجان هما اللي بيسمحو للطلبة إنهم يغشو و يساعدوهم على كدة .. !!
إزاي إنت مسلم بتحب ربنا و عايز تدخل الجنة ، تبيعها بالثمن الرخيص ده ؟؟!
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- :«أَلاَ إِنَّ سِلْعَةَ اللَّهِ غَالِيَةٌ أَلاَ إِنَّ سِلْعَةَ اللَّهِ الْجَنَّةُ» ( سنن الترمذي (2638 ) صحيح)
ياااااه !! عشان درجة في إمتحان الدنيـــا تبيع الجنة و درجات الآخـــرة يا مسكين !! ياريتك بعتها بكبيرة من الكبائر ولا بذنب عظيم !
بس إنت بعتها بشيء تافه لا يستحق ثمن الجنة !
( و إن كان الجنة و نعيمها لا تباع بكنوز الدنيا و معاصيها و شهواتها مجتمعة ! )
غمسة فيها تنسيك كل الشقاء اللي في الدنيا و كل التريقة اللي أخدتها من صحابك لما قلتلهم إنك مش بتغشش و لا بتغش و صبرت على آذاهم ..
غمسة تنسيك كل ندم خلاك الشيطان تندمه لما نقصت في الإمتحان و لقيت إصحابك اللي غشو نجحو و مقفلين ، و نفسك بتقولك : " مش لو كنت غشيت سؤال واحد بس كان زمانك قفلت إنت كمان " و لكن تذكرت قول الله – جل و علا - : { أَرَضِيتُم بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا مِنَ الْآخِرَةِ فَمَا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فِي الْآخِرَةِ إِلَّا قَلِيلٌ } التوبة:38 فاحتسبت و صبرت !
غمسة تنسيك الغربة اللي حسيت بيها و إنت شايف اللجنة كلها سايبة و بتغش و إنت مش رادي تبص في ورقة اللي قدامك مع إنها مفتوحة و سهل تشوف اللي فيها !
يكفيك كفتك في الميزان يوم القيامة ممتلئة بالحسنات على هذا الصبر و هذه المجاهدة !
يكفيك تذكيرك لنفسك كلما يُسرت لك المعصية بآية { وَمَا عِندَ اللَّهِ خَيْرٌ وَأَبْقَى } الشورى:36 .. عندها أبشر بكرم الكريم و رزقه لك .
كلنا من أولى إبتدائي بنسمع حديث ( من غشنا فليس منا ) و عــــادي مفيش حاجة اتغــيرت ! { وَاتَّخَذْتُمُوهُ وَرَاءَكُمْ ظِهْرِيًّا } هود:92
فــإحـــذر أن تكون من { الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَهُمْ لَهْوًا وَلَعِبًا وَغَرَّتْهُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا } الأعراف:51 !
نفسك زينتلك الذنب و قاللتك : " ده مش غش .. طالما اللي باخد منه الإجابة موافق يبقى ده تعـــاون !!! "
و نسيت يا مسكين قول الله – جل جلاله – :{ وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ } المائدة:2 و غشك في الإمتحان من صديقك إن كان من " التعاون " كما تدعي فهو من التعاون على الإثم و العدوان ..
لأن أستاذ أو دكتور المادة لم يسمح بهذا " التعاون " ، و لأنك تفعل هذا الذنب متخفياً مستتراً خوفاً من أن يراك أحد المراقبين أو أن يسمعك أحد المشرفين على اللجنة !
فكرت في عقاب الدنيا و نسيت عقاب الآخرة{وَلَعَذَابُ الْآخِرَةِ أَشَدُّ وَأَبْقَىٰ } طه:127
زين لك الشيطان هذه المعصية فكنت تقول : " عادي يعني ! ما الناس كلها بتعمل كدة .. جت عليا أن يعني ! "
و نسيت قول الحق – جل و علا – : { كُلُّ امْرِئٍ بِمَا كَسَبَ رَهِينٌ } الطور:21.
و الأدهى أنك تحسب أنك تغش و لكن تصلي و تصوم و تفعل الطاعات و تخشى الله .. و لا تدري يا مسكين أنه بإصرارك على هذا الذنب أنت تهدم بقية طاعاتك ..
فأنت إن تساهلت في الغش و " رأفت لحال زملائك " و قمت بإعطائهم بعض الإجابات و تغشيشهم .. فأنت بهذا تنزع من قلبك مراقبة الله و خشيته شيئاً فشيئاً !!
و كلما استمررت في هذا الذنب زادت قسوة قلبك - كحال بقية الذنوب و تأثيرها على القلب – و نزع منها كل حياء و خوف من الله ..
فأنت إن لم تخاف من نظر الله و أنت في لجنة الإمتحان - و خفت من أنظار المراقبين –
فلن تخاف من نظره – جلا و علا – خارج لجنة الإمتحان .. { أَتَخْشَوْنَهُمْ فَاللَّهُ أَحَقُّ أَن تَخْشَوْهُ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ } التوبة:13 ؟!
لن تخاف من نظر الله عندما تفتح المواقع الإباحية و ستخاف من أن يراك الناس { فَاللَّهُ أَحَقُّ أَن تَخْشَوْهُ } !
لن تخاف من نظر الله عندما تحادث فتاة في شات و بينكم علاقة محرمة لا ترضي الله و ستخاف أن يعرف والدها !! { فَاللَّهُ أَحَقُّ أَن تَخْشَوْهُ } !
لن تخافي من نظر الله و أنتِ تخرجين مع شاب و تسمحين له بمسك يديكِ و ستخافين من أن يراكِ أحد معارفك أو أبيكِ !! { فَاللَّهُ أَحَقُّ أَن تَخْشَوْهُ } !
كـــــــــــل هذا .. لأنك تساهلت و تنازلت في المرة الأولى عندما اعتبرت أن الغش -أو أي ذنب آخر تصر عليه - ليس بالشيء المهم و الخطير و أنه من الأمور الطبيعية المسلم بحدوثها !!
فتبعتها تنازلات عديدة في دينك و الله العليم بما يمكن أن تخسره من دينك بهذه التنازلات ..!
كـــــــــل هذا .. من أجل درجة دنيــــا ! إن اجتهدت حصلتها بدون سخط الله و غضبه !
" أرضي الله ، ليُرضي عنك خلقه و يعطيك ما تحب و تطلب "
نسأل الله العفو و العافية و الثبات ..
وفقكم الله لما يحب و يرضى
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
تعليق