قصته قصة تقليدية مكررة وعلى الرغم من تكرارها إلا أن الكثيرون قبله وبعده عاشوها
قد تختلف الأسباب وأحيانًا النتائج
إلا أننا اليوم سنحكى قصته هو
هو كان يبدو من الخارج متماسك وعظيم له كبرياء يفوق الوصف لم يعتد التذلل أو الجري وراء الأشخاص كل شئ كان ملك يمينه إلى أن رآها خطفت قلبه من النظرة الأولى جعلته يشعر أنه حي بطريقة لم يعهدها من قبل ولأنها خطفته من اللحظة الأولى لم يتبين حقيقتها كان كل شئ فيها مزيف ومصطنع حتى أن ذلك الشاب الذي يجلس في الركن البعييييد في مكان لقائهما قد تعجب من نظراته إليها
لكن هذا هو حال أمثاله معها فلن يعرف هو كم هي زائفة لأنه مثلها غير واعى ليس له أهداف في حياته لم يعرف يومًا الغاية العظيمة من خلق الله سبحانه وتعالى له كما أنه لم يستخدم في حياته كلها ماله الذي وهبه الله عز وجل له فيما يرضيه
هكذا وقع في شباكها المعتاد منها أن ترضى بأمثاله ولكن بشروطها الخاصة البذل الدائم من النفس والمال كانت تُسعده بقدر ما يعطيها من وقته وروحه وماله ولأنه اشتهاها لم يهتم بمقدار ما يقدمه لها
مرت سنوات من عمره وهو لم يشعر بمقدار خسارته لم يعرف أن السعادة التي تعطيه إياها ستزول عما قريب ولن يبقي في نفسه منها إلا الحسرة بل فلنقل حسرات
جاءت اللحظة التي قد تأتى لغيره بعد أيام وأحيانًا شهور تلك اللحظة التي انقلبت فيها ملذاته عليه فلم يعد جسمه يحتمل كل هذا القدر من التعب والركض وراء السراب لقد انهار تمامًا كأنه قد صار عجوزًا تجاوز ال 100 عامًا
في تلك اللحظة استبان وجهها الحقيقى فلقد ولت عنه وتركته بغير شعور بالأسف حتى انها لم تنتظر لترى هل هذا الانهيار دائم عنده اما انه لا يزال قادر على الوقوف مجددًا على قدميه بعد فترة من الراحة
رآها تبتعد عنه بغير أسف فشعر بالخجل والغضب من نفسه على السنين التي بذلها من عمره لارضائها
ولكن هل يعيد ندمه ما كان منه؟؟ هل يعيد تلك السنوات التي قضاها يتذلل و يشتهى وينتهك؟؟
نعم... أن السنين التي مضت من عمره لن تعود ولكن الأمل في مغفرة الله لا ينتهى وليس له حدود
بعد أن أراح جسده قرر أن يريح روحه ففرش سجادة الصلاة وسجد وراح يجهش بالبكاء بكاءًا بقد السنين التي أضاعها بكاءًا بقدر الحرمات التي انتهكها بكاءًا بقدر ندمه على ما فرط في حق الله تبارك وتعالى
قال لنفسه وعاهدها ألا يغتر بها مجددًا مهما تزينت له
تعليق