إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

سنريهم اياتنا فى الافاق وفى انفسهم افلايبصرون

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • سنريهم اياتنا فى الافاق وفى انفسهم افلايبصرون



    الحمد لله رب العالمين, والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين, اللهم لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم, اللهم علمنا ما ينفعنا, وانفعنا بما علمتنا, وزدنا علماً, وأرنا الحق حقاً, وارزقنا اتباعه, وأرنا الباطل باطلاً, وارزقنا اجتنابه, واجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه, وأدخلنا برحمتك في عبادك الصالحين .ما معنى قوله تعالى : (
    كُنْ فَيَكُونُ) يس:82
    وما هي الحكمة الربانية في تعطيل الأسباب أحياناً ؟
    أيها الأخوة المؤمنون, هناك حقيقةٌ لا بدَّ من تقريرها، وهي أن ينتقل الإنسان من مكة إلى المدينة، ويعود إلى بيته, ولمّا يبرد فراشه، ثم يعرج من مكة إلى بيت المقدس، ومن بيت المقدس إلى السماء ويعود، هذا خرقٌ للعادات، هذا خرقٌ للمألوف .



    أيها الأخوة الأكارم, الأشياء المألوفة، وغير المألوفة، الأشياء المعتادة، وغير المعتادة ، الأشياء التي نعرفها معقولةً، والأشياء التي يظنُّها بعض الناس غير معقولة، إنها في قدرة الله سواء، لأن أمر الله تعالى: كن فيكون، ألم تقرؤوا قول الله عزَّ وجل:

    ﴿قُلْنَا يَا نَارُ كُونِي بَرْداً وَسَلَاماً عَلَى إِبْرَاهِيمَ﴾[سورة الأنبياء الآية: 69]
    النار لا تحرق إلا بإرادة الله، فإذا شاء الله لها أن تحرق أحرقت، وإذا لم يشأ لم تحرق، والماء مائعٌ بمشيئة الله، فإذا شاء له أن يكون يبساً صُلباً، صار يبساً صلباً، كما فعل الله عزَّ وجل مع سيدنا موسى:


    ﴿قَالَ أَصْحَابُ مُوسَى إِنَّا لَمُدْرَكُونَ * قَالَ كَلَّا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ * فَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنِ اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْبَحْرَ فَانْفَلَقَ فَكَانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ﴾[سورة الشعراء الآية: 61-63]
    وأصبح البحر طريقاً يبسا، لماذا يخرق الله العادات؟ لأنك إذا رأيت أن هذا الشيء نتيجةً لهذا السبب، وظننت أن هذا السبب هو خالق هذا الشيء، وقعت في الشرك وأنت لا تدري, خالق الشيء هو الله سبحانه وتعالى، وهذا السبب رافق النتيجة، هذه عقيدة أهل السنة والجماعة, ولكنَّ الذي يخلق الإحراق في النار هو الله، والذي يخلق الانتقال بلمح البصر من مكانٍ إلى مكان هو الله, خالق الزمان عطَّل شرط الزمان، خالق المكان عطَّل شرط المكان, لذلك حكم الإسراء والمعراج، حكم أية معجزةٍ وردت في القرآن الكريم .الكون معجزة :
    شيءٌ آخر, وهو الأهم، إن الأشياء المألوفة وغير المألوفة كلاهما معجزة، ألا تنظر إلى البقرة, وهي تعطيك الحليب؟ لو اجتمع أهل الأرض، لو اجتمع علماء الكيمياء العضوية في العالم، على أن يصنعوا من هذا النبات الأخضر حليباً فيه قِوام غذائنا, لما استطاعوا، أليست البقرة معجزة؟ أليست هذه الدجاجة معجزة؟ أليس خلق الإنسان معجزة؟ أليس إنباتُ النبات معجزة؟ أليس هطول الأمطار معجزة؟ .
    أنت محاطٌ بملايين ملايين المعجزاتِ وأنت لا تدري، ورد في الأثر:
    ((حسبكم الكون معجزة))
    الكون معجزة، هذا الطفل الصغير تعرف من أنه ماءٍ مهين، من حيوان منوى صغير، هذا الحيوان المنوى لا يرى بالعين، تنطلق من الرجل ثلاث مئة مليون حيوان وكل حيوان له رأس، وله عنق، وله ذيل، وهو يسبح, وفي رأس هذا الحيوان مادةٌ نبيلة مغطاةٌ بغشاءٍ رقيق، إذا اصطدمت بالبويضة تمزَّق الغشاء، وساهمت هذه المادة بإذابة جدار البويضة، والدخول إليها, دخل الحيوان المنوى إلى البويضة، انقسمت عشرة آلاف قسم, وهي في طريقها إلى الرحم، من دون أن يزداد حجمها، خلق الإنسان معجزة

    بعد أن يولد الإنسان يتكون الدماغ، وهو يحوي مئة وأربعين مليار خلية استنادية، أعصاب، عظام، قلب، شرايين، رئتان، معدة، أمعاء، سمع، بصر، شفتان، لسان, عضلات، أعضاء، شعر، جلد، مسام، غدد دهنية، غدد عرقية, هذا المخلوق الصغير معجزة .



    النبات، هذه الورقة قرأت عنها كلمةً، في هذه الكلمة: إن أعظم معملٍ صنعه الإنسان على وجه الأرض لا يرقى إلى مستوى هذه
    الورقة، إنها معملٌ صامت، يأخذ من التربة الماء والمعادن, كيف يضخُّ هذا الماء إلى أعالي الشجرة؟ هذه الورقة فيها اليخضور ، تأخذ من الهواء ثاني أوكسيد الكربون، تأخذ من الشمس الفوتون، تأخذ من التربة الماء والمعادن، تأخذ من أملاح الحديد خواصَّه الوسطية، وتصنع النسغ النازل، هذا النسغ النازل هو الذي يصنع الجذع، والأغصان، والفروع، والجذر، والثمار، والفواكه، من علم هذا؟ كيف أودع الله كل هذه الصفات في البذرة؟ .


    النبات معجزة، الحيوان معجزة، مليون نوع من السمك في البحار, وزن الحوت مئة وثمانين طناً، وزن بعض الحيتان مئة وثمانين طناً، رضعته الواحدة ثلاثمئة كيلو غرام، ثلاث رضعات طن كل يوم، هذا الحوت، وهذه البعوضة الصغيرة, قال تعالى:
    ﴿إِنَّ اللَّهَ لَا يَسْتَحْيِي أَنْ يَضْرِبَ مَثَلاً مَا بَعُوضَةً فَمَا فَوْقَهَا﴾[سورة البقرة الآية: 26]

    بعوضة، فيها جهاز رادار، فيها جهاز تمييع للدم، فيها جهاز تخدير، فيها جهاز تحليل ، وهذه البعوضة يرفُّ جناحاها أربعةَ آلاف رفةٍ في الثانية الواحدة، ولها ثلاث قلوب؛ قلبٌ مركزي، وقلبٌ لكل جناح، ولأرجلها محاجم لتقف على السطوح الملساء، ومخالب لتقف على السطوح الخشنة, قال تعالى:
    ﴿إِنَّ اللَّهَ لَا يَسْتَحْيِي أَنْ يَضْرِبَ مَثَلاً مَا بَعُوضَةً فَمَا فَوْقَهَا﴾[ سورة البقرة الآية: 26]
    البعوضة معجزة، الخروف معجزة، البقرة معجزة، الدجاجة

    معجزة، خلق الإنسان معجزة، أنواع الفواكه والثمار معجزة، الشمس معجزة، تبعد عنا مئةً وستةً وخمسين مليوناً، ومع ذلك نستدفئ بحرارتها، ونستضئ بضوئها, لو ألقيت الأرض في جوفها لتبخَّرت في ثانيةٍ واحدة, الكون كله معجزة، أفيصعب على الله عزَّ وجل أن ينقل النبيّ عليه الصلاة والسلام من مكةَ إلى بيت المقدس، وأن يعرج به إلى السماء؟ لو تعمَّقتم في الكون لرأيتم أن الأشياء المألوفة وغير المألوفة في قدرة الله سواء, ولرأيتم أن الأشياء المألوفة وغير المألوفة هي في الأصل كلُّها معجزة .


    والحمد لله رب العالمين

    التعديل الأخير تم بواسطة سلمى أم عمر; الساعة 14-10-2016, 01:32 AM.

  • #2
    رد: سنريهم اياتنا فى الافاق وفى انفسهم افلايبصرون






    الكون عبارة كبيرة جداً ، ودلالتها كبيرة أيضاً ، نريد أن نتعرف أكثر فأكثر على هذه الكلمة ومدلولاتها .






    قام [ أي رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ ] ليلةً من الليالي فقال : يا عائشةُ ذَريني أتعبَّدُ لربي قالت : قلتُ : واللهِ إني لَأُحبُّ قُربَك وأحبُّ أن يُسرَّك قالت : فقام فتطهَّر ثم قام يصلي فلم يزلْ يبكي حتى بلَّ حِجرَه ثم بكى فلم يزلْ يبكي حتى بلَّ الأرضَ وجاء بلالٌ يُؤذِنه بالصلاةِ فلما رآه يبكي قال يا رسولَ اللهِ تبكي وقد غفر اللهُ لك ما تقدَّم من ذنبِك وما تأخَّر قال أفلا أكونُ عبدًا شكورًا ؟ لقد نزلتْ عليَّ الليلةَ آياتٌ ويلٌ لمن قرأها ولم يتفكَّرْ فيها { إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ } الآية
    الراوي : عائشة أم المؤمنين | المحدث : الألباني | المصدر : السلسلة الصحيحة
    الصفحة أو الرقم: 1/147 | خلاصة حكم المحدث : إسناده جيد

    وقد روي عن النبي عليه الصلاة والسلام :(( أمرني ربي أن يكون صمتي فكراً ، و نطقي ذكراً ، و نظري عبرًا ))
    الراوي : والد ابن عائشة | المحدث : ابن حبان | المصدر : لسان الميزان
    الصفحة أو الرقم: 7/140 | خلاصة حكم المحدث : [فيه] محمد بن زكريا الغلابي، فإن في روايته عن المجاهيل بعض المناكير

    الإمام الحسن البصري رحمه الله تعالى قال : " من لم يكن كلامه حكمة فهو لغو، ومن لم يكن سكوته تفكراً فهو سهو ، ومن لم يكن نظره عبرة فهو لهو ".
    والله عز وجل الذي خلق السموات والأرض بالحق يقول :

    ﴿ سَنُرِيهِمْ آَيَاتِنَا فِي الْآَفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ ﴾[ سورة فصلت : 53 ]
    والحق هو القرار والثبات والسمو والعلو ، ونقيضه الباطل ، وهو الزوال والزهوق والتردي والعبث ، قال تعالى :﴿ سَنُرِيهِمْ آَيَاتِنَا فِي الْآَفَاقِ ﴾[ سورة فصلت : 53 ]



    آيات الله في الآفاق : فأين هي آيات الله في الآفاق ؟ الآن دخلنا إلى الموضوع ، ورد أن عدد النجوم في السماء بعدد ما في الأرض من مدر وحجر ، والعجيب أنه قبل أسبوعين أو ثلاثة صدر تصريحٌ لأحد علماء الفلك الكبار يقول فيه : إن عدد نجوم السماء بعدد رمال الأرض ، وهذا تقريب للعدد ، أي بعدد ذرات التراب والحجارة ، فعلماء الفلك في الماضي كانوا يعدون النجوم بالألوف ، وبعد أن ارتقت كفاءة مراصدهم صاروا يعدونها بالملايين ، ثم وصلوا إلى المليارات ، أي ألوف الملايين ، أما اليوم فإنهم يقدرون عدد نجوم السماء في مجرتنا درب التبابنة من خلال المراصد العملاقة بثلاثين مليار نجم ، علماً أن مجرتنا مجرة متوسطة في حجمها ، وهي واحدة من عشرات ألوف الملايين من المجرات التي لا يعلم عددها إلى الله ، لقد صدق الله العظيم إذ يقول :

    ﴿ أَفَلَمْ يَنْظُرُوا إِلَى السَّمَاءِ فَوْقَهُمْ كَيْفَ بَنَيْنَاهَا وَزَيَّنَّاهَا وَمَا لَهَا مِنْ فُرُوجٍ ﴾[ سورة ق : 6]

    هذا عن عدد النجوم ، وذكرنا أنها بالملايين ، فكيف إذا ذكرنا الحجم الكبير لكل نجم ؟
    الحجم الكبير للنجوم :
    إذا علمنا أن حجم الأرض يساوي مليون مَليون متر مكعب، وأن الشمس تكبر الأرض بمليون وثلاثمئة ألف مرة ، وأن المسافة بينهما مئة وخمسون مليون كيلو متر ، وأن نجماً من النجوم في برج العقرب- يتسع للأرض والشمس مع المسافة بينهما ، وأن نجماً اسمه منكب الجوزاء يزيد حجمه على حجم الشمس بمئة مليون مرة ، لقد صدق الله العظيم إذ يقول :

    ﴿ وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ ﴾[ سورة الذاريات : 47]




    الأعداد مهولة ، والحجم كبير كما ذكرت ، طبعاً هناك مسافات بين النجم والأرض ؟

    المسافات الفلكية بين النجوم و الأرض : الدكتور راتب
    مسافات فلكية ، أي نحن في الأرض إن أردنا أن نذكر رقماً غير معقول ، رقماً يفوق حدّ التصور نقول : إنه رقم فلكي .
    الحقيقة أن ما بينها من مسافات تقدر بالسنين الضوئية ، فالضوء يقطع في الثانية الواحدة ثلاثمئة ألف كيلو متر ، إذاً هو يقطع في السنة عشرة آلاف مليار من الكيلو مترات ، فإذا علمنا أن القمر يبعد عنا ثانية ضوئية واحدة ، وأن الشمس تبعد عنا ثماني دقائق ضوئية ، وأن المجموعة الشمسية لا يزيد قطرها على ثلاث عشرة ساعة ضوئية ، وأن أقرب نجم ملتهب إلى الأرض يبعد عنا أربع سنوات ضوئية ، ولكي نعلم ماذا تعني أربع سنوات ضوئية ، لو اتجهنا إلى هذا النجم بمركبة تساوي سرعتها سرعة مركبة القمر لاستغرقت الرحلة أكثر من مئة ألف عام ، ولو ساوت سرعة هذه المركبة سرعة السيارة في الأرض لاستغرقت الرحلة هذه قريباً من خمسين مليون عام ، هذا ما تعنيه أربع سنوات ضوئية ، أي إن أردنا أن نصل إلى هذا النجم بمركبة أرضية لاحتاج إلى خمسين مليون عام ، ما القول في مجرة اكتشفت حديثاً تبعد عنا عشرين ألف مليون؟ أي عشرين مليار سنة ضوئية ، لقد صدق الله العظيم إذ يقول :

    ﴿ فَلَا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ * وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ *﴾[سورة الواقعة : 75-76]


    هذا ولم نتحدث عن حركات النجوم ، وعن سرعاتها العالية ، ولا عن مداراتها الواسعة ، ولا عن شدتها ، ولا عن قوة إضاءتها ، ولا عن قوى التجاذب التي تربطها ، ولا عن توازنها الحركي ، وعلى كلٍّ فالعجز عن الإدراك إدراك ، قال تعالى :

    ﴿ وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعاً قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّماوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ﴾[سورة الزمر : 67]


    قال الله تعالى :
    ﴿ سَنُرِيهِمْ آَيَاتِنَا فِي الْآَفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ﴾[ سورة فصلت : 53]
    تحدثنا عن الكون بشكل عام ، وعن النجوم كم لها من الحجم الكبير ، والعدد المهول ، ولكن إن أردنا أن نعطي فكرة صغيرة عن مدارات الكواكب هل ذكر في القرآن الكريم مثلاً ؟مدارات الكواكب :
    لاشك أن هناك استنباطاً لطيفاً من قوله تعالى :

    ﴿ لَا الشَّمْسُ يَنْبَغِي لَهَا أَنْ تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلَا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ﴾
    [سورة يس : 40]

    هذه الآية على ظاهرها تدل على أن للشمس مداراً ، وللقمر مداراً ، ومدار الشمس لا يتصل بمدار القمر ، ولن تصطدم الشمس بالقمر ، بل كل في فلك يسبحون ، والآن الطائرات - كل طائرة لها مسار ، لو لم يكن هناك مسارات خاصة لكل طائرة ، ولكل رحلة لكان هناك فواجع في الجو ، يؤكد هذا المعنى قوله تعالى :
    ﴿ إِنَّ اللَّهَ يُمْسِكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ أَنْ تَزُولَا﴾[ سورة فاطر : 41]





    أي أن تنحرف عن مسارها الذي رسم لها ، وقوله :﴿ أَنْ تَزُولَا﴾
    أي أن تنحرفا ، والزوال في وقت الظهيرة انحراف الشمس عن كبد السماء .
    لقد فهم من هذه الآية الكريمة أن كل كوكب في الفضاء له مدار يدور فيه ، حتى إن بعضهم حينما تلا قوله تعالى :

    ﴿وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الرَّجْعِ﴾[ سورة الطارق : 11]
    رأى أن هذه الآية فيها أدق رسم للسماء ، فما من كوكب أو نجم في السماء إلا وله مدار يدور فيه ، و يعود إلى ما كان بعد حين ، فهذا المذنب الذي يرقبه الناس كل يوم ، طبعاً مضى وقته ، كان هناك إعلان إخباري عن أن هناك مذنبًا سوف يقترب من الأرض ، فهذا المذنب الذي راقبه الناس كل يوم مذنب هالي منذ أن خلق الله السموات اوالأرض يدور في مدار لا يحيد عنه قيد أنملة ، يصل إلى نقطة تقترب من الأرض ثلاثمئة مليون كيلو متر ، له ذيل يزيد طوله على ثلاثة وتسعين كيلو مترًا ، ويخاف الناس أن يبقى في سيره مستقيماً فيرتطم بالأرض ، أما الآية الكريمة فتقول :
    ﴿ إِنَّ اللَّهَ يُمْسِكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ أَنْ تَزُولَا﴾[ سورة فاطر : 41]
    و اذا للمذنب مدار معين حول الأرض
    ؟

    لكلّ مذنب مدار معين حول الأر لا يحيد عنه نعم لا يحيد عنه أبداً :
    ﴿ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ ﴾[ سورة يس : 40]
    إن بقاء هذا المذنب في مداره ملايين السنين ، وبقاء الأرض في مدارها ملايين السنين ، وبقاء الشمس في مدارها ملايين السنين في حدّ ذاته آية عظيمة جلّت من آية ، قال تعالى :
    ﴿ لَا الشَّمْسُ يَنْبَغِي لَهَا أَنْ تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلَا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ ﴾
    [ سورة يس : 40]
    قد لا نصدق أن هذه الساعة الشهيرة في لندن ساعة بيغ بن ، والتي يقال : إنها قد تزيد أو تنقص في العام ثانية واحدة ، على ماذا تضبط ؟ على حركة نجم ، حركة النجم الذي يقطع ملايين مَلايين ملاَيين مَلايين ملايِين الكيلو مترات ، يأتي في وقت لا يقصر ولا يسبق ولا ثانية واحدة .
    مثلاً : لو أن قطاراً يقطع من الخرطوم إلى القاهرة ، انطلق في الساعة السادسة، وقيل : سوف يصل في الساعة السادسة والدقيقة الواحدة والثلاثين ، أليس من الروعة ومن الإنجاز العلمي أن يصل في وقت يحسب بالدقائق ؟ هذا من صنع إنسان ، كذلك هذا النجم العملاق الذي يقطع مليارات مَليارات مليارَات الكيلو مترات يصل بدقة تضبط عليها ساعة بيغ بن .

    فكل كوكب له مدار لا يزيد ولا ينقص ، والكوكب لا يسرع ولا يبطئ ، فالشمس لن ترتطم بالقمر ، ودورة الأرض حول نفسها ثابتة ، وطول الليل لا يتغير ، أي إن التقاويم بعد مئة عام تبقى صحيحة ، بعد ألف عام تبقى صحيحة ، بعد خمسة آلاف عام تبقى صحيحة ، والدليل أن كل بيت فيه تقويم يمكن أن تقول : في عام ألفين وثمانمئة الشمس في يوم ثلاثة وعشرين من شهر شباط تشرق الساعة الخامسة والدقيقتين ، ماذا يعني هذا ؟ ثبات حركة النجوم، ثبات الأزمنة والأمكنة والمسارات والمدارات ، هذا شيء يلفت النظر .



    الدقة في خلق الكون :الدكتور راتب :
    دقة في التصميم والتنظيم لابد أنها قدرة الخالق .
    وأن تكتشف قبل خمسة آلاف عام أن الشمس في اليوم الثالث والعشرين من شهر شباط سوف تشرق في الساعة الخامسة والدقيقتين ، هذا معنى قوله تعالى :

    ﴿ وَلَا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ ﴾[ سورة يس : 40]
    دورة الأرض حول نفسها ثابتة ، وحول الشمس ثابتة ، وكل في فلك يسبحون ، لكن علماء الذرة دهشوا من هذه الآية ، قوله تعالى :
    ﴿ وَلَا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ ﴾[ سورة يس : 40]
    فعلام تدل كلمة :
    ﴿ كُلٌّ ﴾

    هذه الآية تعود على كل شيء خلقه الله عز وجل ، فالمنبر فيه ذرات ، وفي الذرات نترونات تدور حول نفسها ، ونظام الذرات كنظام المجرات ، وكل شيء تقع عينك عليه مؤلف من جزئيات ، والجزيء مؤلف من ذرات ، والذرة مؤلفة من نواة ، ومن كهارب لها مدارات، ولها سرعة ثابتة ، هذه الآية التي تشير إلى الذرة ، قال تعالى :
    ﴿ وَلَا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ ﴾[ سورة يس : 40]
    أي كل شيء خلقه الله في فلك يسبحون ، ذرات الصخر والحجر والخشب والماء والبلور والطاولة ، وكل شيء تقع عينك عليه إنما هو جسم مؤلف من جزئيات ، والجزيء من ذرات ، والذرة من نواة .
    التعديل الأخير تم بواسطة سلمى أم عمر; الساعة 18-10-2016, 03:09 AM.

    تعليق


    • #3
      رد: سنريهم اياتنا فى الافاق وفى انفسهم افلايبصرون

      6 ـ الحكمة الربانية في دوران الأرض:

      دققوا، هذه الشمس وهذه الأرض، لو أن الأرض تدور هكذا، والشمس هنا، بالتعبير الرياضي بمحور موازٍ لمستوى دورانها حول



      الشمس، وإذا كان دوران الأرض حول ذاتها بمحور موازٍ لمستوى دورانها معنى ذلك أن الأرض فيها نهار أبدي وليل أبدي، الشمس هنا تدور هكذا، هنا نهار، وهنا ليل، في الليل مئتان وسبعون درجة تحت الصفر، وفي النهار ثلاثمئة وخمسون درجة فوق الصفر، فلو أن الأرض دارت حول نفسها بمحور موازي لمستوى دورانها لانتهت الحياة


      لو أنها دارت على محور متعامد مع مستوى دورانها هكذا، الشمس هنا، ما الذي يحصل ؟ إلغاء الفصول، الأرض هكذا، الشمس هنا، الأشعة هنا عمودية، إذاً فصل الصيف أبدي، هنا مائلة، الشتاء أبدي، نحن عندنا صيف وشتاء وربيع وخريف، كيف يكون هذا ؟ الأرض تدور على محور مائل، هي هنا الآن، هنا أشعة عمودية في قسمها الجنوبي، الآن في أسترالية صيف، فإذا دارت هكذا صار كانت هكذا الأشعة هنا عمودية، في الجنوب صيف، فإذا ذهبت إلى هنا صارت هنا عمودية، يكون في الشمال صيف، لولا ميل المحور لما كان تبدل الفصول.

      7 ـ كيف لو كانت الأرضُ بحجم الشمس:ولو أن الأرض بحجم الشمس، لو فرضنا وزن الشمس مئة ضعف عن وزن الأرض، الشمس تتسع لمليون وثلاثمئة ألف أرض، إذا قلنا: مئة ضعف فأنت وزنك في الأرض ثمانون، في الشمس وزنك كم ؟ ضرب مئة، ثماني أطنان، مَن جعل حجم الأرض يتناسب مع وزن معتدل ؟ ومَن جعل دورة الأرض حول محور حول ذاتها أربعًا وعشرين ساعة ؟ أنت طاقتك في العمل ثماني ساعات، ترى الناس جميعاً نائمون في الليل، أما لو كانت الدورة سنة، ستة أشهر ليل دائم، وستة أشهر نهار دائم، تستيقظ وتنام، وتستيقظ وتنام، صارت الحياة فوضى، ولم يصبح الليل سكنًا، وما لا النهار معاشًا، مَن صمم دورة الأرض حول ذاتها أربعا وعشرين ساعة ؟ ومَن صمم دورتها حول الشمس سنة، لو أنها تدور حول الشمس بيوم فعندك أربع ساعات صيف، وأربع ساعات شتاء، أربع ساعات ربيع، وأربع ساعات خريف، فكّر في الشيء وفي خلاف ما هو عليه تكشف الحقيقة.


      8 ـ إذًا تفكّرْ في الكون:


      أيها الإخوة، التفكر في خلق السماوات والأرض أرقى عبادة، لأن هذه العبادة تضعك أمام عظمة الله.



      ﴿ إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلاَفِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لآيَاتٍ لِّأُوْلِي الألْبَابِ * الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَىَ جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ
      (آل عمران :191_190)




      والحمد لله رب العالمين
      التعديل الأخير تم بواسطة سلمى أم عمر; الساعة 18-10-2016, 10:43 PM.

      تعليق


      • #4
        رد: سنريهم اياتنا فى الافاق وفى انفسهم افلايبصرون

        بسم الله الرحمن الرحيم
        الحمد لله رب العالمين, والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين, اللهم لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم, اللهم علمنا ما ينفعنا, وانفعنا بما علمتنا, وزدنا علماً, وأرنا الحق حقاً, وارزقنا اتباعه, وأرنا الباطل باطلاً, وارزقنا اجتنابه, واجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه, وأدخلنا برحمتك في عبادك الصالحين .
        ما هي الحقائق العلمية التي اكتشفت حول هذه الآية ؟ أيها الأخوة الأكارم, يقول ربنا سبحانه وتعالى:

        ﴿وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الرَّجْعِ * وَالْأَرْضِ ذَاتِ الصَّدْعِ﴾[سورة الطارق الآية: 11-12]
        يصف خالق الكون السماء بكلمة واحدة:
        ﴿وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الرَّجْعِ﴾[سورة الطارق الآية: 11]
        كلَّما تقدَّم العلم اكتشفت حقائق جديدة تدعم هذا الوصف الموجز, فالقمر يسير في مدارٍ حول الأرض يذهب ثم يرجع إلى مكانه الأول، والشمس تجري لمستقرٍ لها في مدارٍ حول نجمٍ أخر، وتعود إلى مكانها السابق، والمذنَّبات:
        ﴿وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الرَّجْعِ﴾[سورة الطارق الآية: 11]
        هذا المذنب ـ مذنَّب هالي ـ زار الأرض في عام ألفٍ وتسعمئةٍ واثني عشر بالضبط، وعاد إلينا في عام ألفٍ وتسعمئةٍ وستةٍ وثمانين، تستغرق دورته منذ ملايين السنين ستاً وسبعين عاماً .
        مذنب هالي وتكرار مروره بجانب الأرض قال تعالى: (وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الرَّجْعِ)



        مذنب هالي وتكرار مروره بجانب الأرض قال تعالى: وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الرَّجْعِ

        فالأرض تدور وترجع، والقمر يدور ويرجع، والشمس تدور وترجع، والمذنَّبات ترجع ، وكلُّ ما في السماء يدور في فلكٍ بيضوي أو دائري ويرجع، إذن حينما وصف ربنا سبحانه وتعالى السماء بكلمةٍ واحدة، إنه وصف خالقها:
        ﴿وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الرَّجْعِ﴾[سورة الطارق الآية: 11]
        ثم اتجه العلماء اتجاهاً آخر، هذه الغازات التي أودعها الله في الأجواء، يستنشق الإنسان الأوكسجين، فيصبح غاز الفحم الذي يأخذه النبات، ويعيده أوكسجينا, حتى الغازات لها دورةٌ طبيعية، من أوكسجين, إلى غاز فحم، إلى أوكسجين, وإذا أرسلت إلى السماء أمواجاً كهرطيسية إنها ترجع، ويقوم البث اليوم على هذا المبدأ, كما أن إذا صعد بخار الماء إلى السماء يرجع أمطاراً, عندما يقول ربنا عزَّ وجل:
        ﴿وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الرَّجْعِ﴾[سورة الطارق الآية: 11]
        ترجع السماء بخار الماء أمطاراً، وترجع الأمواج الكهرطيسية أصواتاً، وترجع الغازات في تقلباتها إلى ما كانت عليه، وكلُّ ما في السماء يرجع إلى مكانه الأول لأنه يدور، ويسير، ويتحرَّك في مسارٍ كروي أو بيضوي، فعندما يقول ربنا عزَّ وجل بإيجازٍ عجيب:
        ﴿وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الرَّجْعِ﴾[سورة الطارق الآية: 11]
        يعني هذا أنه قرآنٌ من عند خالق الكون، وهذا وصف الله، وصف الخالق، وصف الصانع .كيف تتصدع الأرض ؟ لو أردت تصف أن الأرض بصفةٍ شاملةٍ جامعة مانعة، لكان قوله تعالى:
        ﴿وَالْأَرْضِ ذَاتِ الصَّدْعِ﴾[سورة الطارق الآية: 12]

        كانت القارَّات متصلة ثم تصدَّعت قال تعالى: (وَالْأَرْضِ ذَاتِ الصَّدْعِ)

        كانت القارَّات متصلة ثم تصدَّعت قال تعالى: (وَالْأَرْضِ ذَاتِ الصَّدْعِ)
        كانت القارَّات متصلة تصدَّعت، الصخور تتصدَّع، الأحجار تتصدَّع، بل إن أدقَّ الجزئيات تتصدع، فإذا ذهبت لتصف الأرض بصفةٍ ثابتةٍ منذ أن خلقها الله, وحتى نهاية الحياة ، إنها التصدُّع:

        ﴿وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الرَّجْعِ * وَالْأَرْضِ ذَاتِ الصَّدْعِ﴾[سورة الطارق الآية: 11-12]
        كيف هو الصدع؟ الأرض طبقات، أمسك بيضةً؛ هناك القشرة الكلسية، هناك القشرة الرقيقة، هناك بياض البيضة، هناك صفارها, الطبقات الخارجية أقسى هذه الطبقات، وكلَّما هبطنا نحو أعماق الأرض تصبح هذه الطبقات أقلَّ صلابةً، إلى أن تصبح لزجةً، إلى أن تصبح مائعةً مضطربة, وهذه النظرية أصبحت حقيقةً, كلما اتجهنا نحو باطن الأرض ضعفت الصلابة، وارتفعت الحرارة، أما في مركز الأرض فهو اضطراب عجيب لمائعٍ ناري, القرآن أشار إلى ذلك، قال:
        ﴿أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ أَنْ يَخْسِفَ بِكُمُ الْأَرْضَ فَإِذَا هِيَ تَمُورُ﴾[سورة الملك الآية: 16]

        داخل الأرض مائع ملتهب قال تعالى:(أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ أَنْ يَخْسِفَ بِكُمُ الْأَرْضَ فَإِذَا هِيَ تَمُورُ )




        داخل الأرض مائع ملتهب قال تعالى:( أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ أَنْ يَخْسِفَ بِكُمُ الْأَرْضَ فَإِذَا هِيَ تَمُورُ)

        تمور: أي تضطرب، اضطراب المائع, أنتم تنعمون باستقرارٍ على ظهرها، أنتم تنعمون بصلابتها، بقوتها, تبني بناءً شامخاً على أساسٍ متين، ولكن لو أن هذه الأرض خسفت بكم لأصبحتم على مائعٍ ناريٍ مضطربٍ يمور, قال تعالى:
        ﴿أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ أَنْ يَخْسِفَ بِكُمُ الْأَرْضَ فَإِذَا هِيَ تَمُورُ﴾[سورة الملك الآية: 16]
        من أخبر النبي عليه الصلاة والسلام وهو الأمِّي، بأن في باطن هذه الأرض مائعاً نارياً مضطرباً؟ أليس هذا القرآن كلام الله عزًّ وجل؟ .
        يا أيها الأخوة الأكارم, إذا وقفت عند الآيات الكونية في القرآن، وجدت أنه كلَّما تقدَّمت بك الدراسات، تلتقي مع وصف الله الموجز، مع وصف الله المعجز، مع وصف الله البليغ .

        والحمد لله رب العالمين
        التعديل الأخير تم بواسطة سلمى أم عمر; الساعة 20-10-2016, 01:26 AM.

        تعليق


        • #5
          رد: سنريهم اياتنا فى الافاق وفى انفسهم افلايبصرون

          بارك الله فيكم و نفع الله بكم

          تعليق

          يعمل...
          X