قد تقول الأخت ماذا تريدين من رسالتك لي
و أقول أريد مصلحتك أخية فما أنت مقبلة عليه مكان يعج بالفتن
و قد تقولين عن أي فتن تتحدثين و أنا ذاهبة للدراسة
و أقول لك هل الجامعة التي ستدرسين فيها للبنات فقط؟
ستقولين أكيد لا فأغلب الجامعات بنات و ذكور
طيب
و هل الجامعة التي أنت فيها مكان فيه الصالحين و الصالحات فقط؟
أكيد لا فهناك الصالح و الطالح
ألا زلت أخية تقولين عن أي فتن؟
أختاه لست هنا لأخوفك و لا لأرعبك و لكن لأحذرك مما قد لا تعرفينه
الجامعة يا أخية أصبحت مكانا مختلطا فقد تجدين كما أسلفت الصالح و الطالح
فقد تكونين ممن من الله عليهن بالهداية و اتباع شرع الله
و لكن لا تغتري فالفتن متؤججة و الفتنة من اشتشرف لها اشتشرفته
و قد تقولين حدثيني عن الفتن فيها
فأقول الفتنة الأولى هي :
فتنة الحب
تقولين أنا أبعد عنها بفضل الله
فأقول لا تغتري
فهناك من سقط في هذا المطب لمجرد أنها استساغت جلوسها مع رجل بدعوى أنها لم تجد مكانا في الفصل
و قد تقولين و ما المشكل في هذا
و أقول المشكل أننا لا نرى مشكلا يا أخية أن الرجل و المرأة كلاهما ينجدبان لبعضهما البعض فلا تحسبين أن جلوسك بقرب رجل لا شيء فيه و أنه عادي و بداعي الضرورة و ما هي إلا مداخل الشيطان
فتجلسين اليوم و آخر ثم يحدثك ثم و ثم
ابعدي عن كل مكان يجمعك برجل و احرصي أن تكون رفقتك من البنات فقط و اجعلي من نفسك جوهرة ثمينة لا يستطيع أحد أن يلعب بها
و إياك ثم إياك ثم إياك من مداخل الشيطان فاجعلي حب الله في قلبك و مراقبته لا تعدوا عن عينك
و اعلمي أن الحب في الجامعة حب زائف، ذئاب تريد أن تظفر بفريسة أعاذنا اللهم و إياكم من شرهم
فلا تغتري بالولد الذي يصاحب فلانة و أنت عفيفة و في نظرهم متشددة رجعية، لا تغتري، و غضي بصرك عنهم و اجعلي حبك محفوظا لزوج يحفظه الله لك وحدك و يحفظ نفسه كما تحفظين نفسك و اجعلي من نفسك أسوة لهم عفيفة تقية نقية.
الفتنة الثانية
الصحبة
قد تقولين و ما لها الصحبة فصحبتي من بنات فقط فما هو الغلط في هذا؟
أيتها الفاضلة أليس في الصحبة من هي سئية و أخرى صالحة
فستقولين نعم
فارعني سمعك أخية إن الجامعة فيها بنات صالحات وأخريات سيئات
فإياك أن تجعلي صحبتك بنات لا خلاق لهن جعلوا الدنيا همهن و الآخرة آخر شأنهن و تفرغن للهو و اللعب
و اتخذن الأخذان
فستقولين أمعقول هذا؟
نعم أخية معقول فهناك بنات قد يجعلونك تنجذبين لصفهن و تنسين أنك في يوم من الأيام كنت صالحة تأملي قول النبي صلى الله عليه و سلم
مَثَلُ الجَلِيسِ الصالِحِ والجَلِيسِ السُّوءِ ، كمَثَلِ صاحِبِ المِسْكِ وكِيرِ الحَدَّادِ ، لا يَعْدِمُكَ من صاحِبِ المِسْكِ : إما تَشْتَرِيهِ أو تَجِدُ رِيحَهُ ، وكِيرُ الحَدَّادِ : يَحْرِقُ بَدَنَكَ أو ثَوْبَكَ ، أو تَجِدُ منه رِيحًا خبيثةً
الراوي : أبو موسى الأشعري عبدالله بن قيس | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري
الصفحة أو الرقم: 2101 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح] | شرح الحديث
اعتزي أيتها الفاضلة بحجابك و عفتك فلا تكترثي لاستهزاءاتهن و لا تغتري بلباسهن و لا تجعلي عينيك تمد إلى ترفهن فترفهن زائل
و اعلمي أن اختلاطك بهن شر فاجعلي علاقتك بهن محدودة و اجعلي كلامك معهن بالدعوة إلى ربك
و اعلمي أن طريق الدعوة ليس بالسهل و الهين فقد تتعرضين للاستهزاء فاصبري و احتسبي و قد تتعرضين للإغواء فالزمي طريق ربك و لا تغتري أنك على الصراط القويم و أنك لا تزعزعين بل انكسري لربك و سلي الله الثبات
و اجعلي خليلتك من تخاف ربها فإن لم تجديها فالوحدة أحسن لك من صحبة سيئة
و اعلمي أن اختلاطك بهن شر فاجعلي علاقتك بهن محدودة و اجعلي كلامك معهن بالدعوة إلى ربك
و اعلمي أن طريق الدعوة ليس بالسهل و الهين فقد تتعرضين للاستهزاء فاصبري و احتسبي و قد تتعرضين للإغواء فالزمي طريق ربك و لا تغتري أنك على الصراط القويم و أنك لا تزعزعين بل انكسري لربك و سلي الله الثبات
و اجعلي خليلتك من تخاف ربها فإن لم تجديها فالوحدة أحسن لك من صحبة سيئة
أما الفتنة الثالثة
الدنيا
فقد تقولين عن أين دنيا تتحدثين؟
فأقول إن الجامعة يا أخية ستجدين فيها بنات مترفات و رجال مترفون هذا يأتي بسيارته و هذه كذلك و الأخرى ما شاء الله من عائلة فلان و الآخر له كذا و ترين الفقير و ترين المتوسط حالا
فستقولين الجامعة قد تضم الأصناف كلها
فأقول نعم و لكني أخاف عليك من تلك المترفة و المترف الذين يتباهون بالدنيا فترين ما عندهم فتغترين و تنسين فضل الله عليك و تقولين عندهم و ما عندي، رغم أنك على صلاح، فتتمنين لو أن عندك ما عندهم و تزدرين نعم ربك عليك، فتغترين بدنياهم و فرحهم الزائف الزائل
فقد كان حبيبنا رسول الله صلى الله عليه و سلم يخاف على أصحابه من الدنيا
فلا تستسهلي و تقولي: لا الدنيا ليست في قلبي، و إنما خافي منها و لا تمدي عينيك إليها، فقد قال الله تعالى: "وَلا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَى مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِنْهُمْ زَهْرَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ وَرِزْقُ رَبِّكَ خَيْرٌ وَأَبْقَى" طه:131
ضعي نصب عينك الآخرة و ما ينتظرك من نعيم إن أنت نجحت في اختبار الدنيا
الدنيا معبر فالزمي طاعة ربك
و إياك و التغافل و استسهال الأمور فالجامعة ليست مكانا ليس فيه إلا الأتقياء و إنما فيه أجناس و ألوان، و مما ابتلينا فيه في عصرنا الحالي الاختلاط، فلا تتغافلي عن شروره و احذري الزلل و خافي ربك فإنه حري أن تكوني على بصيرة و اجعلي الدعاء سلاحك.
تعليق