ما وراء الأمل
- تماضر عبدالله علي الحمد
عندما تقلُّك الطريق إلى طريق أضيق، وتسير بك الأقدامُ من غير مقصد، كشاردٍ التمس نورًا،وما لقي إلى مكمن النور مخرجًا!
لا تنسَ المرور بفؤادك، لا تنسَ الشعور بوجودك، لا تنس أن تستدير في هذه الأثناء إلى نفسك!
التفِتْ إلى السَّراب الذي لوَّح لك من غير أن تصافحه،
ابتسِم للظلام الذي داهمك ولا تصادقه،
ودِّع الرُّعبَ الذي استوطنك وضيَّع ودائعه!
أنت لا تملك الطريق التي مضَت بكَ عنك، ولا تملك الأصابع التي اختلسَتْك منك،
أنت لا تملك الصورة التي في إطارها حبسَتْك، ولا تملك الصوتَ الذي في أوتاره نغّمك!
لكنك تمتلك قدمًا حافية لو شئتَ في سبيلك ألبستها سُبلًا، ويدًا فارغةً لو شئتَ في كفاحك ملأتها كفوفًا،
ومقلةً حائرة لو شئتَ في إمعانك كحلتها عيونًا، ولسانًا جامحًا لو شئت في مقالك أسرجته حروفًا!
ما بين خيط الذهاب والقعود كن قائمًا،
وما بين خيط الركود والهيجان كن متحركًا،
وما بين خيط الانطفاء والاحتراق كن متوقدًا،
وما بين خيط الجفاف والإغراق كن ممطرًا.
أنت بين الأشياء أمل، لا يؤمن بالتراخي، ويكفر باليأس.
(منقول - شبكة الألوكة)
تعليق