توقفت النهاردا عند قصة قاتل المائة نفس، قصة كلنا عارفينها من صغرنا، والحديث رواه البخاري ومسلم
كان فيمن كان قبلكم رجلٌ قتل تسعةً وتسعين نفسًا . فسأل عن أعلمِ أهلِ الأرضِ فدُلَّ على راهبٍ فأتاه فقال : إنَّه قتل تسعةً وتسعين نفسًا . فهل له من توبةٍ ؟ فقال : لا . فقتله . فكمَّل به مائةً . ثمَّ سأل عن أعلمِ أهلِ الأرضِ فدُلَّ على رجلٍ عالمٍ . فقال : إنَّه قتل مائةَ نفسٍ . فهل له من توبةٍ ؟ فقال : نعم . ومن يحولُ بينه وبين التَّوبةِ ؟ انطلق إلى أرضِ كذا وكذا . فإنَّ بها أُناسًا يعبدون اللهَ فاعبُدِ اللهَ معهم . ولا ترجِعْ إلى أرضِك فإنَّها أرضُ سوءٍ . فانطلق حتَّى إذا نصَف الطَّريقَ أتاه الموتُ . فاختصمت فيه ملائكةُ الرَّحمةِ وملائكةُ العذابِ . فقالت ملائكةُ الرَّحمةِ : جاء تائبًا مقبلًا بقلبِه إلى اللهِ . وقالت ملائكةُ العذابِ : إنَّه لم يعمَلْ خيرًا قطُّ . فأتاه ملَكٌ في صورةِ آدميٍّ . فجعلوه بينهم . فقال : قِيسوا ما بين الأرضين . فإلى أيَّتِهما كان أدنَى ، فهو له . فقاسوه فوجدوه أدنَى إلى الأرضِ الَّتي أراد . فقبضته ملائكةُ الرَّحمةِ . قال قتادةُ : فقال الحسنُ : ذُكِر لنا ؛ أنَّه لمَّا أتاه الموتُ نأَى بصدرِه .
الراوي : أبو سعيد الخدري | المحدث : مسلم | المصدر : صحيح مسلم
الصفحة أو الرقم: 2766 | خلاصة حكم المحدث : صحيح |
الفكرة ان القصة دي مليئة بفوائد كتيرة جدا، رحمة ربنا وفرحه بتوبة عباده،
( لَلَّهُ أَشَدُّ فَرَحًا بِتَوْبَةِ عَبْدِهِ حِينَ يَتُوبُ إِلَيْهِ مِنْ أَحَدِكُمْ كَانَ عَلَى رَاحِلَتِهِ بِأَرْضِ فَلَاةٍ )
الراوي : أنس بن مالك | المحدث : مسلم | المصدر : صحيح مسلم
الصفحة أو الرقم: 2747 | خلاصة حكم المحدث : صحيح
فائدة ان باب التوبة مفتوح مهما كان جرم الانسان والأمل في المغفرة دايما موجود،،كل دا بيتجلى فيها.
أولا تخيل واحد قاتل.. مجرم.. والقاتل سيكولوجيته بتتميز بإن الرحمة ف قلبه بتبقا ماتت تدريجيا، بل كمان هو مش قتل مرة ولا اتنين ولا تلاتة، دا قتل 99 وكملهم براهب عابد ذنبه انه استعظم ذنوبه لما سأله (هل لي من توبة؟)
الفكرة ان ممكن أي حد يفكر ان واحد زي دا ،صعب جدا يكون لسة ف قلبه بقية من خير أو رحمة أو شفقة على نفسه، فضلا عن ان ربنا سبحانه وتعالى يوفقه للتوبة ،،ويتقبلها منه!!
لكن الحقيقة، ان ربنا لما رأى في قلب هذا الرجل بقية من خير، يسر له التوبة، بل وحتى لما قضى سبحانه ان العبد دا يموت قبل ما يبدأ حياة جديدة في الأرض اللي قال له عليها العالم المربي اللي سأله في المرة التانية..(يعني زي ما نقول كدا، قبل ما يعمل من الصالحات ما قد يمحو ذنوبه الماضية)يسر له أمر قبول توبته لتتجلى رحمة الله في درس لأمة محمد صلى الله عليه وسلم أن لا ذنب يتعاظم على رحمة الله..
--من الملفت أن ربنا بحكمته شاء أن هذا الرجل يموت قبل أن يصل إلى الأرض المقصودة،مات في منتصف الطريق، ولم يعمل خيرا قط.. يعني قبل ما يبدأ حياة جديدة،، تكون هي أمله الوحيد في أنه يكفر عن ذنوبه الماضية، ويبقا عنده رصيد حقيقي من الأعمال الصالحة، يشفع له عند ربنا.
وبرده ممكن أي حد يتخيل ان خلاص..الراجل دا راحت عليه، لأنه ما لحقش أصلا يعمل حاجة.
وبعد وفاته، تخاصمت عليه ملائكة الرحمة وملائكة العذاب، فشملت رحمة الله عبده التائب المنيب إليه، فبعث إليهم ملكا في صورة رجل، فحكموه بينهم..فحكم لهم بأن يقيسوا بين الأرضين، فإلى أيهما كان أدنى فهو له، وانظر إلى رحمة الله إذ أمر أرض الخير أن تقاربي وأرض الشر أن تباعدي لأنه سبحانه قضى بأن يقبل توبة هذا العبد وأن تكتنفه رحمته ،فهنيئا له.
توقفت عند جملة (فلما أتاه الموت نأى بصدره) ودي شرحها العلماء على أنه قبل أن يموت مباشرة، دنا بصدره من الأرض الصالحة، وفسرها آخرون عن أنه بعد عن الأرض الطالحة.
--من شدة رغبته في التوبة، تحرك بصدره ناحية الارض المقصودة وهو في النزع الأخير....
توقفت عند رحمة ربنا وعظمته إذ أمر أرض الصلاح والخير أن تقاربي ،وأمر أرض الشر والفساد أن تباعدي..
كنت دايما زمان لما اسمع الحديث دا بسأل نفسي يا ترى ربنا سبحانه وتعالى رأي ايه من قلبه بحيث يرحمه الرحمة دي كلها، وكنت بستعظم ان الله سبحانه وتعالى ييسر له أمر قبول توبته بعد وفاته بالدرجة العظيمة دي، سبحانك ربي ما أعظم رحمتك!
يمكن ببساطة عشان كان عنده إصرار على التوبة، وعنده خلق كريم في التعامل مع الله، وهو الثقة المطلقة في رحمة ربنا مهما تعاظمت ذنوبه، ودا بيتجلى في إنه لما قرر التوبة، سأل عن أعلم أهل الأرض -وليس محض عالم عادي- حتى يكون على يقين من أمر توبته،، حرص شديد على انه يبدأ بداية جديدة مع ربنا ،نقاء نفس، رغبة صادقة في الإنابة..
ثانيا:-فكرة انه لما سأل أول مرة عن أعلم أهل الأرض، دلوه على راهب، والمعروف عن الرهبان كثرة العبادة مع قلة العلم، فطبيعي راهب وهب نفسه لعبادة ربنا، لما واحد يقول له انه قتل 99 نفسا ويريد التوبة، طبيعي هيستعظم ذنبه جدا ومع قلة علمه يفتيه ان مستحيل إنسان مجرم زيه تكون ليه توبة، وساعتها قاتل ال99 هيتمهم 100 لأن الراهب دا أوصد أبواب الأمل في وشه تماما!!
ودا برده موقف يستحق التأمل، هو ليه قتل الراهب؟ دايما بشوف الدافع ورا دا، هو غضب شديد وأسى نتيجة احساسه باليأس، فبالتالي ..راح الراهب قليل العلم ضحية فتواه الخاطئة، وهنا فيه موعظة حقيقية مفادها ان مش من حقك تفتي الناس لمجرد ان انت شايف في نفسك شيء من التدين "والمشيخة"، وموقف قاتل المائة نفس من الراهب، أقوى دليل..الراهب شاف ان مستحيل واحد زي دا يتوب ،لكن هيهات! لا ذنب يتعاظم على رحمة الله.
ثالثا: بعد ما قتل الراهب لم يفقد الأمل! منتهى الثقة في رحمة الله والرجاء في التوبة، يعني ما قالش خلاص هي كدا كدا خربت، حتى الراهب اللي كان هيبقا أملي الوحيد في التوبة قتلته!!
سأل من جديد عن أعلم أهل الأرض، فأحسنوا الأرشاد هذه المرة، إذ دلوه على رجل ذي علم، مربي خبير بالنفوس..
رد العالم دا يستحق انك تتوقف عنده.."ومن يحول بينك وبين التوبة؟!" يعني مفاده أن جواب سؤالك بديهي..أكيد طبعا ممكن تتوب، ومين يقدر يمنعك، ما دام فيك الرمق، فباب التوبة مفتوح على الدوام.
( إن الله عز وجل يقبل توبة العبد ما لم يغرغر ) رواه الترمذي
( من تاب قبل أن تطلع الشمس من مغربها تاب الله عليه )رواه مسلم
وهنا أحسن العالم الجواب، وسخره الله سببا لهذا الرجل التائب المنيب، وليكون مثالا خالدا لأمة محمد صلى الله عليه وسلم جميعا، لم تذكر الآثار اسم العالم ولا اسم العبد التائب،ككثير من العظماء الذي وردوا بأحاديث وآثار شريفة ولم تذكر أسماؤهم.. فالأسماء ليست على قدر من الأهمية.. أما القصة فظلت سراجا ومنقذا لكل من ظن أنه أسرف على نفسه فحدث نفسه " هل لي من توبة!!"
{ قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ } الزمر : ٥٣
"ومن ظن أن ذنباً لا يتسع لعفو الله ومغفرته ، فقد ظن بربه ظن السوء" ، وكما أن الأمن من مكر الله من أعظم الذنوب ، فكذلك القنوط من رحمة الله" ، قال عز وجل :{ ولا تيأسوا من روح الله إنه لا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون } يوسف : ٨٧
يطير المؤمن الى ربه بجناحين، جناح من خوف وجناح من رجاء،
{ نَبِّئْ عِبَادِي أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ*وَأَنَّ عَذَابِي هُوَ الْعَذَابُ الْأَلِيمُ} الحجر : ٤٩ ، ٥٠
والآيات والأحاديث والآثار اللي تعظم الرجاء في قلب الانسان كثيرة جدا، وربما أقوى القصص في هذا الصدد.. هي قصة قاتل المائة نفس.
كان فيمن كان قبلكم رجلٌ قتل تسعةً وتسعين نفسًا . فسأل عن أعلمِ أهلِ الأرضِ فدُلَّ على راهبٍ فأتاه فقال : إنَّه قتل تسعةً وتسعين نفسًا . فهل له من توبةٍ ؟ فقال : لا . فقتله . فكمَّل به مائةً . ثمَّ سأل عن أعلمِ أهلِ الأرضِ فدُلَّ على رجلٍ عالمٍ . فقال : إنَّه قتل مائةَ نفسٍ . فهل له من توبةٍ ؟ فقال : نعم . ومن يحولُ بينه وبين التَّوبةِ ؟ انطلق إلى أرضِ كذا وكذا . فإنَّ بها أُناسًا يعبدون اللهَ فاعبُدِ اللهَ معهم . ولا ترجِعْ إلى أرضِك فإنَّها أرضُ سوءٍ . فانطلق حتَّى إذا نصَف الطَّريقَ أتاه الموتُ . فاختصمت فيه ملائكةُ الرَّحمةِ وملائكةُ العذابِ . فقالت ملائكةُ الرَّحمةِ : جاء تائبًا مقبلًا بقلبِه إلى اللهِ . وقالت ملائكةُ العذابِ : إنَّه لم يعمَلْ خيرًا قطُّ . فأتاه ملَكٌ في صورةِ آدميٍّ . فجعلوه بينهم . فقال : قِيسوا ما بين الأرضين . فإلى أيَّتِهما كان أدنَى ، فهو له . فقاسوه فوجدوه أدنَى إلى الأرضِ الَّتي أراد . فقبضته ملائكةُ الرَّحمةِ . قال قتادةُ : فقال الحسنُ : ذُكِر لنا ؛ أنَّه لمَّا أتاه الموتُ نأَى بصدرِه .
الراوي : أبو سعيد الخدري | المحدث : مسلم | المصدر : صحيح مسلم
الصفحة أو الرقم: 2766 | خلاصة حكم المحدث : صحيح |
الفكرة ان القصة دي مليئة بفوائد كتيرة جدا، رحمة ربنا وفرحه بتوبة عباده،
( لَلَّهُ أَشَدُّ فَرَحًا بِتَوْبَةِ عَبْدِهِ حِينَ يَتُوبُ إِلَيْهِ مِنْ أَحَدِكُمْ كَانَ عَلَى رَاحِلَتِهِ بِأَرْضِ فَلَاةٍ )
الراوي : أنس بن مالك | المحدث : مسلم | المصدر : صحيح مسلم
الصفحة أو الرقم: 2747 | خلاصة حكم المحدث : صحيح
فائدة ان باب التوبة مفتوح مهما كان جرم الانسان والأمل في المغفرة دايما موجود،،كل دا بيتجلى فيها.
أولا تخيل واحد قاتل.. مجرم.. والقاتل سيكولوجيته بتتميز بإن الرحمة ف قلبه بتبقا ماتت تدريجيا، بل كمان هو مش قتل مرة ولا اتنين ولا تلاتة، دا قتل 99 وكملهم براهب عابد ذنبه انه استعظم ذنوبه لما سأله (هل لي من توبة؟)
الفكرة ان ممكن أي حد يفكر ان واحد زي دا ،صعب جدا يكون لسة ف قلبه بقية من خير أو رحمة أو شفقة على نفسه، فضلا عن ان ربنا سبحانه وتعالى يوفقه للتوبة ،،ويتقبلها منه!!
لكن الحقيقة، ان ربنا لما رأى في قلب هذا الرجل بقية من خير، يسر له التوبة، بل وحتى لما قضى سبحانه ان العبد دا يموت قبل ما يبدأ حياة جديدة في الأرض اللي قال له عليها العالم المربي اللي سأله في المرة التانية..(يعني زي ما نقول كدا، قبل ما يعمل من الصالحات ما قد يمحو ذنوبه الماضية)يسر له أمر قبول توبته لتتجلى رحمة الله في درس لأمة محمد صلى الله عليه وسلم أن لا ذنب يتعاظم على رحمة الله..
--من الملفت أن ربنا بحكمته شاء أن هذا الرجل يموت قبل أن يصل إلى الأرض المقصودة،مات في منتصف الطريق، ولم يعمل خيرا قط.. يعني قبل ما يبدأ حياة جديدة،، تكون هي أمله الوحيد في أنه يكفر عن ذنوبه الماضية، ويبقا عنده رصيد حقيقي من الأعمال الصالحة، يشفع له عند ربنا.
وبرده ممكن أي حد يتخيل ان خلاص..الراجل دا راحت عليه، لأنه ما لحقش أصلا يعمل حاجة.
وبعد وفاته، تخاصمت عليه ملائكة الرحمة وملائكة العذاب، فشملت رحمة الله عبده التائب المنيب إليه، فبعث إليهم ملكا في صورة رجل، فحكموه بينهم..فحكم لهم بأن يقيسوا بين الأرضين، فإلى أيهما كان أدنى فهو له، وانظر إلى رحمة الله إذ أمر أرض الخير أن تقاربي وأرض الشر أن تباعدي لأنه سبحانه قضى بأن يقبل توبة هذا العبد وأن تكتنفه رحمته ،فهنيئا له.
توقفت عند جملة (فلما أتاه الموت نأى بصدره) ودي شرحها العلماء على أنه قبل أن يموت مباشرة، دنا بصدره من الأرض الصالحة، وفسرها آخرون عن أنه بعد عن الأرض الطالحة.
--من شدة رغبته في التوبة، تحرك بصدره ناحية الارض المقصودة وهو في النزع الأخير....
توقفت عند رحمة ربنا وعظمته إذ أمر أرض الصلاح والخير أن تقاربي ،وأمر أرض الشر والفساد أن تباعدي..
كنت دايما زمان لما اسمع الحديث دا بسأل نفسي يا ترى ربنا سبحانه وتعالى رأي ايه من قلبه بحيث يرحمه الرحمة دي كلها، وكنت بستعظم ان الله سبحانه وتعالى ييسر له أمر قبول توبته بعد وفاته بالدرجة العظيمة دي، سبحانك ربي ما أعظم رحمتك!
يمكن ببساطة عشان كان عنده إصرار على التوبة، وعنده خلق كريم في التعامل مع الله، وهو الثقة المطلقة في رحمة ربنا مهما تعاظمت ذنوبه، ودا بيتجلى في إنه لما قرر التوبة، سأل عن أعلم أهل الأرض -وليس محض عالم عادي- حتى يكون على يقين من أمر توبته،، حرص شديد على انه يبدأ بداية جديدة مع ربنا ،نقاء نفس، رغبة صادقة في الإنابة..
ثانيا:-فكرة انه لما سأل أول مرة عن أعلم أهل الأرض، دلوه على راهب، والمعروف عن الرهبان كثرة العبادة مع قلة العلم، فطبيعي راهب وهب نفسه لعبادة ربنا، لما واحد يقول له انه قتل 99 نفسا ويريد التوبة، طبيعي هيستعظم ذنبه جدا ومع قلة علمه يفتيه ان مستحيل إنسان مجرم زيه تكون ليه توبة، وساعتها قاتل ال99 هيتمهم 100 لأن الراهب دا أوصد أبواب الأمل في وشه تماما!!
ودا برده موقف يستحق التأمل، هو ليه قتل الراهب؟ دايما بشوف الدافع ورا دا، هو غضب شديد وأسى نتيجة احساسه باليأس، فبالتالي ..راح الراهب قليل العلم ضحية فتواه الخاطئة، وهنا فيه موعظة حقيقية مفادها ان مش من حقك تفتي الناس لمجرد ان انت شايف في نفسك شيء من التدين "والمشيخة"، وموقف قاتل المائة نفس من الراهب، أقوى دليل..الراهب شاف ان مستحيل واحد زي دا يتوب ،لكن هيهات! لا ذنب يتعاظم على رحمة الله.
ثالثا: بعد ما قتل الراهب لم يفقد الأمل! منتهى الثقة في رحمة الله والرجاء في التوبة، يعني ما قالش خلاص هي كدا كدا خربت، حتى الراهب اللي كان هيبقا أملي الوحيد في التوبة قتلته!!
سأل من جديد عن أعلم أهل الأرض، فأحسنوا الأرشاد هذه المرة، إذ دلوه على رجل ذي علم، مربي خبير بالنفوس..
رد العالم دا يستحق انك تتوقف عنده.."ومن يحول بينك وبين التوبة؟!" يعني مفاده أن جواب سؤالك بديهي..أكيد طبعا ممكن تتوب، ومين يقدر يمنعك، ما دام فيك الرمق، فباب التوبة مفتوح على الدوام.
( إن الله عز وجل يقبل توبة العبد ما لم يغرغر ) رواه الترمذي
( من تاب قبل أن تطلع الشمس من مغربها تاب الله عليه )رواه مسلم
وهنا أحسن العالم الجواب، وسخره الله سببا لهذا الرجل التائب المنيب، وليكون مثالا خالدا لأمة محمد صلى الله عليه وسلم جميعا، لم تذكر الآثار اسم العالم ولا اسم العبد التائب،ككثير من العظماء الذي وردوا بأحاديث وآثار شريفة ولم تذكر أسماؤهم.. فالأسماء ليست على قدر من الأهمية.. أما القصة فظلت سراجا ومنقذا لكل من ظن أنه أسرف على نفسه فحدث نفسه " هل لي من توبة!!"
{ قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ } الزمر : ٥٣
"ومن ظن أن ذنباً لا يتسع لعفو الله ومغفرته ، فقد ظن بربه ظن السوء" ، وكما أن الأمن من مكر الله من أعظم الذنوب ، فكذلك القنوط من رحمة الله" ، قال عز وجل :{ ولا تيأسوا من روح الله إنه لا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون } يوسف : ٨٧
يطير المؤمن الى ربه بجناحين، جناح من خوف وجناح من رجاء،
{ نَبِّئْ عِبَادِي أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ*وَأَنَّ عَذَابِي هُوَ الْعَذَابُ الْأَلِيمُ} الحجر : ٤٩ ، ٥٠
والآيات والأحاديث والآثار اللي تعظم الرجاء في قلب الانسان كثيرة جدا، وربما أقوى القصص في هذا الصدد.. هي قصة قاتل المائة نفس.
تعليق