احتفظوا بآرائكم الفجَّةِ والقلقةِ حتى ينضجَ علمكم،فالعلمُ بحر،ولم تغرفوا منه سوى غُرفة،وهذه أُولَى خطواتكم،ما زلتم تمشون حبوًا،لم تصلوا بعدُ إلى وسطِ الطريقِ ولا نهايته،ما زلتم في بيضةِ العلمِ تثقبون قشرتها لتقفوا بين العلماء،أو زُغبٌ لم ينبتْ لكم ريش،ما زلتم فراريج،تنتظرون أن تصيحوا بين الديكة،فلا تستعجلوا بآرائكم وتعليقاتكم وتحليلاتكم،لم تحيطوا بعدُ بمسائلِ العلومِ حتى تشكِّلوا صورةً واضحةً عنها.اطلبوا العلمَ بإخلاص،ومعه الخشية،فلا خيرَ في علمٍ لا خشيةَ فيه،ومن خشيَ الله لم يتكلمْ إلا بعد علم.
• التفكيرُ الفرديُّ مفيدٌ إذا كان هناك شكٌّ وظلامٌ واختلاطٌ للحقِّ بالباطل،
فينزعُ المرءُ نفسَهُ من بين الناسِ ليتفكَّر بهدوءٍ بعيدًا عن تأثيراتهم وآرائهم،ويدعو الله تعالى أن يهديَهُ للحق،ويقتربُ من أخلصِ خلصائهِ ويشاوره.أما إذا كان الأمرُ حقًّا،ولكنَّ للمسألةِ وجوهًا،أو هي غيرُ واضحةٍ تمامًا،فالتشاورُ هو المطلوب،والرأيُ الجماعيُّ هو الذي يكونُ فيه الصوابُ غالبًا،ومنه يتفجَّرُ الإجماع.
• يا بنتي،
جنَّتُكِ في دنياكِ هو بيتُكِ وأسرتك،فكوني مربِّيتَها على رضا الله ليَرضَى عنك،وليهبَكِ ومَن حولَكِ القناعةَ والسكينة،والسلامةَ والعافية.