السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كان موجود ، ثم انصرف ، انظر الي هذه الاثار ، اثار اقدامه قبل ان يذهب ، انها تدل انه كان موجود ، و لكنه للأسف لم يعد موجود ،
عندما يغفل الانسان عن الاعمال الصالحة ، عن اوراده ، و ثوابته ، ينام نومة عن أعماله الصالحة ، فتبهت المعاني في قلبه ، يقبض ، الايمان من قلبه ، لم يعد في قلبه مزيد ايمان ، لم تعد هناك حرارة للإيمان ، لم يعد الايمان يحركه ، لم يعد لدينه تأثير في حياته ، اصبح دين باهت ، ماسخ،
دين لا يؤثر علي معاملاته ، لم يعد يخاف الكذب ، والغدر ، لم تعد هناك مسؤولية
بل تضيق منافذ القلب ، لم يعد من الايمان الا اثاره ،كمثل النقطة البيضاء في سواد القلب ، فقط نقطة بيضاء ،هي بقايا اثر الايمان في قلب المؤمن الغافل عن إيمانه ، نقطة ينفذ منها القران ، و السنة الي قلب العبد ، و باقي قلبه ران و سواد ، ثم يغفل مرة اخري عن أعماله الصالحة ،فيقبض الايمان من قلبه ، مرة اخري ، في هذه المرة يضيع الايمان ، بصورة اكبر ، فلا يبقي من الايمان الا اثاره، الا صور ، فقط صورة متدين ، صورة متدينة ، صورة لا تغني ولا تؤثر ، صورة اثار ايمان كان يحرق قلب و فؤاد صاحبه ، لكنه قُبض ، ولم يعد الا اثاره ، كان هنا قلب ينتفض بحب ربه ، قلب يحترق شوقا الي ربه ، قلب يشتعل بالايمان في محاولات ،وتجارب لتنفيذ و تطبيق امر ربه و السعي في رضاه ، كل هذا كان موجود،ثم ضاع ، فأصبح قلب المؤمن (منزوع الايمان )، فلا تأثير علي المعاملات ، و لا العبادات ، لا خشوع ، و لا أمانة ،
بل و يتعدي الامر الي ابعد من ذلك ، تتغير معايير الحكم ، فلم يعد الحكم علي الناس بالايمان،وتحمل الامانة ،
تتغير المعايير من الايمان الي معايير الظرف و اللطف ،و العقل ،و التحمل معايير الدنيا فقط ، دون معايير الايمان و الكفر ، حتي يصبح الناس في السوق ،وهو معيار وجود الايمان في الحياة
، اذا بالتجار اهل الاسلام يقولون عن الرجل انه مؤمن ، و الحقيقة انه ظريف ،وعاقل،و جلد ، فتمر علي السوق لا تكاد تري رجلا يتعامل بالشرع ، الكل يتعامل بأحكام السوق ، بلا معايير شرعية ، و لا حول و لا قوة الا بالله
فينز ع الايمان من القلوب ، ثم ينزع الايمان من السوق و الحياة ،
سوق بلا ايمان
قال حذيفة بن اليمان حدَّثنا رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ حديثَينِ، رأيتُ أحدَهما وأنا أنتظر الآخرَ : ( أنَّ الأمانةَ نزلت في جذرِ قلوبِ الرجالِ، ثم علموا منَ القرآنِ، ثم علموا منَ السنةِ ) . وحدَّثنا عن رفعِها قال : ( ينام الرجلُ النومةَ، فتقبضُ الأمانةُ من قلبِه، فيظل أثرُها مثل أثرِ الوكتِ، ثم ينام النومةَ فتقبض فيبقى أثرُها مثلُ المجلِ، كجمرٍ دحرجتَه على رجلِك فنفطَ، فتراه منتبرًا وليس فيه شيءٌ، فيصبح الناسُ يتبايعون، فلا يكاد أحدُهم يؤدي الأمانةَ، فيقال : إنَّ في بني فلان رجلًا أمينًا، ويقال للرجلِ : ما أعقلَه وما أظرفَهُ وما أجلدَهُ، وما في قلبهِ مثقالُ حبةٍ خردلٍ من إيمانٍ ) . جذرُ قلوبِ الرجالِ : الجذرُ :الأصلُ من كلِّ شيءٍ، والوكتُ :أثرُ الشيءِ اليسيرِ منهُ، والمجلُ :أثرُ العملِ في الكفِّ إذا غلُظَ . صحيح البخاري . الغفلة عن معاني الايمان تؤدي الي ضياعه
د/ أحمد سيف الإسلام
كان موجود ، ثم انصرف ، انظر الي هذه الاثار ، اثار اقدامه قبل ان يذهب ، انها تدل انه كان موجود ، و لكنه للأسف لم يعد موجود ،
عندما يغفل الانسان عن الاعمال الصالحة ، عن اوراده ، و ثوابته ، ينام نومة عن أعماله الصالحة ، فتبهت المعاني في قلبه ، يقبض ، الايمان من قلبه ، لم يعد في قلبه مزيد ايمان ، لم تعد هناك حرارة للإيمان ، لم يعد الايمان يحركه ، لم يعد لدينه تأثير في حياته ، اصبح دين باهت ، ماسخ،
دين لا يؤثر علي معاملاته ، لم يعد يخاف الكذب ، والغدر ، لم تعد هناك مسؤولية
بل تضيق منافذ القلب ، لم يعد من الايمان الا اثاره ،كمثل النقطة البيضاء في سواد القلب ، فقط نقطة بيضاء ،هي بقايا اثر الايمان في قلب المؤمن الغافل عن إيمانه ، نقطة ينفذ منها القران ، و السنة الي قلب العبد ، و باقي قلبه ران و سواد ، ثم يغفل مرة اخري عن أعماله الصالحة ،فيقبض الايمان من قلبه ، مرة اخري ، في هذه المرة يضيع الايمان ، بصورة اكبر ، فلا يبقي من الايمان الا اثاره، الا صور ، فقط صورة متدين ، صورة متدينة ، صورة لا تغني ولا تؤثر ، صورة اثار ايمان كان يحرق قلب و فؤاد صاحبه ، لكنه قُبض ، ولم يعد الا اثاره ، كان هنا قلب ينتفض بحب ربه ، قلب يحترق شوقا الي ربه ، قلب يشتعل بالايمان في محاولات ،وتجارب لتنفيذ و تطبيق امر ربه و السعي في رضاه ، كل هذا كان موجود،ثم ضاع ، فأصبح قلب المؤمن (منزوع الايمان )، فلا تأثير علي المعاملات ، و لا العبادات ، لا خشوع ، و لا أمانة ،
بل و يتعدي الامر الي ابعد من ذلك ، تتغير معايير الحكم ، فلم يعد الحكم علي الناس بالايمان،وتحمل الامانة ،
تتغير المعايير من الايمان الي معايير الظرف و اللطف ،و العقل ،و التحمل معايير الدنيا فقط ، دون معايير الايمان و الكفر ، حتي يصبح الناس في السوق ،وهو معيار وجود الايمان في الحياة
، اذا بالتجار اهل الاسلام يقولون عن الرجل انه مؤمن ، و الحقيقة انه ظريف ،وعاقل،و جلد ، فتمر علي السوق لا تكاد تري رجلا يتعامل بالشرع ، الكل يتعامل بأحكام السوق ، بلا معايير شرعية ، و لا حول و لا قوة الا بالله
فينز ع الايمان من القلوب ، ثم ينزع الايمان من السوق و الحياة ،
سوق بلا ايمان
قال حذيفة بن اليمان حدَّثنا رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ حديثَينِ، رأيتُ أحدَهما وأنا أنتظر الآخرَ : ( أنَّ الأمانةَ نزلت في جذرِ قلوبِ الرجالِ، ثم علموا منَ القرآنِ، ثم علموا منَ السنةِ ) . وحدَّثنا عن رفعِها قال : ( ينام الرجلُ النومةَ، فتقبضُ الأمانةُ من قلبِه، فيظل أثرُها مثل أثرِ الوكتِ، ثم ينام النومةَ فتقبض فيبقى أثرُها مثلُ المجلِ، كجمرٍ دحرجتَه على رجلِك فنفطَ، فتراه منتبرًا وليس فيه شيءٌ، فيصبح الناسُ يتبايعون، فلا يكاد أحدُهم يؤدي الأمانةَ، فيقال : إنَّ في بني فلان رجلًا أمينًا، ويقال للرجلِ : ما أعقلَه وما أظرفَهُ وما أجلدَهُ، وما في قلبهِ مثقالُ حبةٍ خردلٍ من إيمانٍ ) . جذرُ قلوبِ الرجالِ : الجذرُ :الأصلُ من كلِّ شيءٍ، والوكتُ :أثرُ الشيءِ اليسيرِ منهُ، والمجلُ :أثرُ العملِ في الكفِّ إذا غلُظَ . صحيح البخاري . الغفلة عن معاني الايمان تؤدي الي ضياعه
د/ أحمد سيف الإسلام
تعليق