الإخلاص الإخلاص
د.إياد القنيبي
(وَقَدِمْنَا إِلَىٰ مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَّنثُورًا (23)) الفرقان:٢٣...آية على كل واحد فينا أن يجعلها نصب عينيه، خاصة من يتصدر للدعوة في هذا الزمن...فربما كان الأمر في الماضي أسهل، عندما كنت تكتب مقالا أو تسجل محاضرة ثم لا تدري من قرأها وما عددهم وهل تأثروا بها وبماذا دعوا لك في الغيب.
أما الآن، عندما أصبح هناك عداد لهذا كله، فعداد لمتابعيك على صفحتك، وعداد للــ(لايك)، وآخر للــ(شير)، وعداد للمشاهدات على اليوتيوب، ومجموعة من التعليقات والثناءات والإطراءات...قد ننسى مع ذلك الاعتناء بعدد الحسنات! ونجد أنفسنا لا شعوريا منساقين وراء أرقام الفيسبوك والتويتر واليوتيوب، غافلين عن تحصيل أسباب قبول العمل.
في بدايات أسري مرت بي لحظات حزينة...فتذكرت فيها حديث الثلاثة الذين سُد عليهم الغار بصخرة فدعوا الله بصالح أعمالهم وقال كل منهم قريبا من عبارة: (اللهم إن كنت تعلم أني فعلت ذلك ابتغاء وجهك فافرج عنا فرجة).
قلبت كتاب حياتي بحثا عن عمل خالص لم تشبه شائبة أتوسل به إلى ربي، فعلمت حينئذ معنى قول النبي صلى الله عليه وسلم: ((تعرف إلى الله في الرخاء يعرفْك في الشدة))، وتمنيت لو أني اعتنيت بنقاء أعمالي أكثر، وتذكرت قول الله تعالى: (ثُمَّ ارْجِعِ الْبَصَرَ كَرَّتَيْنِ يَنقَلِبْ إِلَيْكَ الْبَصَرُ خَاسِئًا وَهُوَ حَسِيرٌ (4)) الملك :٤، ووجدتني أزفر بالأبيات التالية:
فلما أوصدوا الأبواب دوني وكاد اليأس يسحق كل بشرِ
أنختُ بباكم يا ربِّ رحلي وأرجو عندكم جبرا لكسري
وقد فتشتُ في عملي لعلِّي ذخرتُ لمثل ضيقي أي ذخر
بفعل خــــــالص ترضاه ربي فيشفعَ عندكم في كشف ضُر
فلم أبصر سوى صحَراء جدب ولم أُقبل عليك سوى بوزري!
ولكني أحــــــــــــبك يا إلهي وصغتُ بودكم نثري وشعري
ولم أمدد إليك يدا إلهي فعادت من عطاياكم بصفر
ظننت بعفوكم يا ربِّ خيرا فإني لم ألـــــــــــــُذ إلا ببَرِّ
ألا فارحم ضعيفك يا إلهي وأسعــــده بيسر بعد عسر
وأرجعني إلى أبويْ مشيبٍ لتنظر كيف إحساني وبري
أجبني إن علمت بصدق قولي فلا يخفاك إعلاني وسري واستجاب ربي الحليم بكرم منه على الرغم من لؤمي. فله الحمد وله الفضل وله الثناء الحسن.
فلنتواصَ إخواني وأخواتي بالإخلاص...الإخلاص الإخلاص! فلا ينجيك في كرب الدنيا والآخرة إلا الإخلاص، ولا يُشعرك بالطمأنينة والأنس في علاقتك بربك سبحانه إلا الإخلاص، ولا يبقى معك في قبرك من أعمالك الصالحة إلا ما كان منها خالصا لله تعالى، ولا يثقل ميزان حسناتك يوم لقاء الله إلا هي.
أما الـ(شير) والــ(لايك) والــتعليقات والمشاهدات....فدون إخلاص يجعلها ربك هباء منثورا.
فقل لمن لم يخلص: لا تتعب!
د.إياد القنيبي
(وَقَدِمْنَا إِلَىٰ مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَّنثُورًا (23)) الفرقان:٢٣...آية على كل واحد فينا أن يجعلها نصب عينيه، خاصة من يتصدر للدعوة في هذا الزمن...فربما كان الأمر في الماضي أسهل، عندما كنت تكتب مقالا أو تسجل محاضرة ثم لا تدري من قرأها وما عددهم وهل تأثروا بها وبماذا دعوا لك في الغيب.
أما الآن، عندما أصبح هناك عداد لهذا كله، فعداد لمتابعيك على صفحتك، وعداد للــ(لايك)، وآخر للــ(شير)، وعداد للمشاهدات على اليوتيوب، ومجموعة من التعليقات والثناءات والإطراءات...قد ننسى مع ذلك الاعتناء بعدد الحسنات! ونجد أنفسنا لا شعوريا منساقين وراء أرقام الفيسبوك والتويتر واليوتيوب، غافلين عن تحصيل أسباب قبول العمل.
في بدايات أسري مرت بي لحظات حزينة...فتذكرت فيها حديث الثلاثة الذين سُد عليهم الغار بصخرة فدعوا الله بصالح أعمالهم وقال كل منهم قريبا من عبارة: (اللهم إن كنت تعلم أني فعلت ذلك ابتغاء وجهك فافرج عنا فرجة).
قلبت كتاب حياتي بحثا عن عمل خالص لم تشبه شائبة أتوسل به إلى ربي، فعلمت حينئذ معنى قول النبي صلى الله عليه وسلم: ((تعرف إلى الله في الرخاء يعرفْك في الشدة))، وتمنيت لو أني اعتنيت بنقاء أعمالي أكثر، وتذكرت قول الله تعالى: (ثُمَّ ارْجِعِ الْبَصَرَ كَرَّتَيْنِ يَنقَلِبْ إِلَيْكَ الْبَصَرُ خَاسِئًا وَهُوَ حَسِيرٌ (4)) الملك :٤، ووجدتني أزفر بالأبيات التالية:
فلما أوصدوا الأبواب دوني وكاد اليأس يسحق كل بشرِ
أنختُ بباكم يا ربِّ رحلي وأرجو عندكم جبرا لكسري
وقد فتشتُ في عملي لعلِّي ذخرتُ لمثل ضيقي أي ذخر
بفعل خــــــالص ترضاه ربي فيشفعَ عندكم في كشف ضُر
فلم أبصر سوى صحَراء جدب ولم أُقبل عليك سوى بوزري!
ولكني أحــــــــــــبك يا إلهي وصغتُ بودكم نثري وشعري
ولم أمدد إليك يدا إلهي فعادت من عطاياكم بصفر
ظننت بعفوكم يا ربِّ خيرا فإني لم ألـــــــــــــُذ إلا ببَرِّ
ألا فارحم ضعيفك يا إلهي وأسعــــده بيسر بعد عسر
وأرجعني إلى أبويْ مشيبٍ لتنظر كيف إحساني وبري
أجبني إن علمت بصدق قولي فلا يخفاك إعلاني وسري واستجاب ربي الحليم بكرم منه على الرغم من لؤمي. فله الحمد وله الفضل وله الثناء الحسن.
فلنتواصَ إخواني وأخواتي بالإخلاص...الإخلاص الإخلاص! فلا ينجيك في كرب الدنيا والآخرة إلا الإخلاص، ولا يُشعرك بالطمأنينة والأنس في علاقتك بربك سبحانه إلا الإخلاص، ولا يبقى معك في قبرك من أعمالك الصالحة إلا ما كان منها خالصا لله تعالى، ولا يثقل ميزان حسناتك يوم لقاء الله إلا هي.
أما الـ(شير) والــ(لايك) والــتعليقات والمشاهدات....فدون إخلاص يجعلها ربك هباء منثورا.
فقل لمن لم يخلص: لا تتعب!
تعليق