إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

✿ الغنيمة الغنيمة .. أمامكم أيام عظيمة ✿ فضل أيام عشر ذي الحجة ✿

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • ✿ الغنيمة الغنيمة .. أمامكم أيام عظيمة ✿ فضل أيام عشر ذي الحجة ✿




    مـقــدمـــة :

    الحمد لله الذي أنعم علينا بنعمة الإسلام ، والصلاة والسلام على من بعثه الله تعالى بشيرًا ونذيرًا ، وسراجًا مُنيرًا للناس كافةً ، وعلى آله وصحبه أجمعين ، والتابعين وتابع التابعين إلى يوم الدين ، أما بعد ؛

    فتمتاز حياة الإنسان المسلم بأنها زاخرةٌ بالأعمال الصالحة ، والعبادات المشروعة التي تجعل المسلم في عبادةٍ مُستمرةٍ ، وتحوِّل حياته كلَّها إلى قولٍ حسنٍ ، وعملٍ صالحٍ ، وسعيٍ دؤوبٍ إلى الله جل في عُلاه ، دونما كللٍ أو مللٍ أو فتورٍ أو انقطاع . والمعنى أن حياة الإنسان المسلم يجب أن تكون كلَّها عبادةٌ وطاعةٌ وعملٌ صالحٌ يُقربه من الله تعالى ، ويصِلُه بخالقه العظيم جل في عُلاه في كل جزئيةٍ من جزئيات حياته ، وفي كل شأنٍ من شؤونها . يؤكده قول الحق سبحانه : { فَإِذَا فَرَغْتَ فَانْصَبْ } [الشرح:٧].

    من هنا فإن في حياة المسلم مواسماً سنويةً يجب عليه أن يحرص على اغتنامها والاستزادة فيها من الخير عن طريق أداء بعض العبادات المشروعة ، والمحافظة على الأعمال والأقوال الصالحة التي تُقربه من الله تعالى ، وتُعينه على مواجهة ظروف الحياة بنفس طيبةٍ وعزيمةٍ صادقة .

    فهيـــــا يا من فترت همتك بعد رمضان.. هيــــــا يا من قصَّرت فى رمضان
    اتت اليك الفرصه .. لتشحن إيمانك ، وتعوض ما فاتك
    أقتربت عشر ذى الحجة
    فهيا بنا نستعد ونفوز بها بحول الله وقوته

    فأيام ذي الحجة هدية عظيمة من الله تستحق الشكر .. فالله تعالى يريد بعباده اليسر ، يرزقهم مواسم الخيرات ليغفر ذنوبهم ويرفع درجاتهم ويستجيب دعاءهم ..


    وفيما يلي حديثٌ عن فضل أحد مواسم الخير المُتجدد في حياة الإنسان المسلم ، والمُتمثل في الأيام العشرة الأولى من شهر ذي الحجة وما لها من الفضل والخصائص ، وبيان أنواع العبادات والطاعات المشروعة فيها




    بأي شيء نستقبل عشر ذي الحجة ؟؟؟

    حري بالسلم أن يستقبل مواسم الطاعات عامة، ومنها عشر ذي الحجة بأمور:

    1- التوبة الصادقة :
    فعلى المسلم أن يستقبل مواسم الطاعات عامة بالتوبة الصادقة والعزم الأكيد على الرجوع إلى الله، ففي التوبة فلاح للعبد في الدنيا والآخرة، يقول تعالى: { وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} [النور : 31]


    2- العزم الجاد على اغتنام هذه الأيام :
    فينبغي على المسلم أن يحرص حرصاً شديداً على عمارة هذه الأيام بالأعمال والأقوال الصالحة، ومن عزم على شيء أعانه الله وهيأ له الأسباب التي تعينه على إكمال العمل، ومن صدق الله صدقه الله، قال تعالى: { وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا ۚ وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ} [العنكبوت : 69]

    3- البعد عن المعاصي:
    فكما أن الطاعات أسباب للقرب من الله تعالى، فالمعاصي أسباب للبعد عن الله والطرد من رحمته، وقد يحرم الإنسان رحمة الله بسبب ذنب يرتكبه .. إن كنت تطمع في مغفرة الذنوب والعتق من النار فأحذر الوقوع في المعاصي في هذه الأيام وفي غيرها؟ ومن عرف ما يطلب هان عليه كل ما يبذل.
    فاحرص أخي المسلم على اغتنام هذه الأيام، وأحسن استقبالها قبل أن تفوتك فتندم، ولات ساعة مندم.




    فضل العمل في الأيام العشر من ذي الحجة :

    - أولاً : في القرآن الكريم ::

    وردت الإشارة إلى فضل هذه الأيام العشرة في بعض آيات القرآن الكريم ،
    ومنها قوله تعالى : { وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالاً وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ * لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ } [سورة الحج : 27 -28 ] . حيث أورد ابن كثير في تفسير هذه الآية قوله : " عن ابن عباس رضي الله عنهما : الأيام المعلومات أيام العشر " .

    كما جاء قول الحق تبارك وتعالى : { وَالْفَجْرِ * وَلَيَالٍ عَشْرٍ } [سورة الفجر :1 – 2 ] . وقد أورد الإمام الطبري في تفسيره لهذه الآية قوله : " وقوله : " وَلَيَالٍ عَشْرٍ " ، هي ليالي عشر ذي الحجة ، لإجماع الحُجة من أهل التأويل عليه " .
    وأكد ذلك ابن كثير في تفسيره لهذه الآية بقوله : " والليالي العشر المراد بها عشر ذي الحجة كما قاله ابن عباسٍ وابن الزبير ومُجاهد وغير واحدٍ من السلف والخلف " .

    و قال تعالى: { لِّيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَّعْلُومَاتٍ عَلَىٰ مَا رَزَقَهُم مِّن بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ ۖ } [الحج:28] وجمهور العلماء على أن الأيام المعلومات هي عشر ذي الحجة، منهم ابن عمر وابن عباس .

    وهنا يُمكن القول : إن فضل الأيام العشر من شهر ذي الحجة قد جاء صريحًا في القرآن الكريم الذي سماها بالأيام المعلومات لعظيم فضلها وشريف منزلتها.


    - ثانياً : في السنة النبوية ::

    ورد ذكر الأيام العشر من ذي الحجة في بعض أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم التي منها :

    الحديث الأول : عن ابن عباس – رضي الله عنهما – أنه قال : يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ما مِن أيَّامٍ العملُ الصَّالحُ فيها أحبُّ إلى اللَّهِ من هذِهِ الأيَّام يعني أيَّامَ العشرِ ، قالوا : يا رسولَ اللَّهِ ، ولا الجِهادُ في سبيلِ اللَّهِ ؟ قالَ : ولا الجِهادُ في سبيلِ اللَّهِ ، إلَّا رَجلٌ خرجَ بنفسِهِ ومالِهِ ، فلم يرجِعْ من ذلِكَ بشيءٍ "
    الراوي : عبدالله بن عباس | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح أبي داود
    الصفحة أو الرقم: 2438 | خلاصة حكم المحدث : صحيح |


    الحديث الثاني : عن جابر رضي الله عنه أنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ما من أيَّامٍ أفضلُ عند اللهِ من أيَّامِ عشرِ ذي الحجَّةِ قال فقال رجلٌ يا رسولَ اللهِ هنَّ أفضلُ أم عِدَّتُهنَّ جهادًا في سبيلِ اللهِ قال هنَّ أفضلُ من عِدَّتِهنَّ جهادًا في سبيلِ اللهِ إلَّا عفيرٌ يُعفِّرُ وجهَه في التُّرابِ "
    الراوي : جابر بن عبدالله | المحدث : المنذري | المصدر : الترغيب والترهيب
    الصفحة أو الرقم: 2/190 | خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح

    الحديث الثالث : عن ابن عباس – رضي الله عنهما – عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : " ما من عملٍ أزكى عند اللهِ ولا أعظمَ أجرًا من خيرٍ يعملُه في عَشرِ الأَضحى . قيل : ولا الجهادُ في سبيلِ اللهِ ؟ قال : ولا الجهادُ في سبيلِ اللهِ ، إلا رجلٌ خرج بنفسِه وماله فلم يرجِعْ من ذلك بشيءٍ " . قال : فكان سعيدُ بنُ جُبَيرٍ إذا دخل أيامُ العشرِ اجتهد اجتهادًا شديدًا ، حتى ما يكادُ يقدرُ عليه
    الراوي : عبدالله بن عباس | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح الترغيب
    الصفحة أو الرقم: 1148 | خلاصة حكم المحدث : حسن |

    الحديث الرابع : عن جابر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " أفضل أيام الدنيا العشر يعني عشر ذي الحجة قيل ولا مثلهن في سبيل الله؟ قال: ولا مثلهن في سبيل الله، إلا رجل عفر وجهه في التراب "
    الراوي : جابر بن عبدالله | المحدث : الرباعي | المصدر : فتح الغفار
    الصفحة أو الرقم: 659/2 | خلاصة حكم المحدث : إسناده حسن [وروي] بنحوه بإسناد صحيح

    الحديث الخامس : عن ابن عمر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : " ما من أيام أعظم عند الله ولا أحب إليه من العمل فيهن من هذه الأيام العشر فأكثروا فيهن من التهليل والتكبير والتحميد "
    الراوي : عبدالله بن عمر | المحدث : أحمد شاكر | المصدر : مسند أحمد
    الصفحة أو الرقم: 7/224 | خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح

    
    وهنا يمكن القول : إن مجموع هذه الأحاديث يُبيِّن أن المُراد بالأيام العشر تلك الأيام العشرة الأُولى من شهر ذي الحجة المُبارك .




    خصائص الأيام العشر :

    للأيام العشر الأول من شهر ذي الحجة خصائص كثيرة ، نذكرُ منها ما يلي :

    (1) أن الله سبحانه وتعالى أقسم بها في كتابه الكريم فقال عز وجل : { وَالْفَجْرِ * وَلَيَالٍ عَشْرٍ }[سورة الفجر : 1 -2 ]. ولاشك أن قسمُ الله تعالى بها يُنبئُ عن شرفها وفضلها .

    (2) أن الله تعالى سماها في كتابه " الأيام المعلومات " ، وشَرَعَ فيها ذكرهُ على الخصوص فقال سبحانه : { وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ } [ سورة الحج : 28 ] ، وقد جاء في بعض التفاسير أن الأيام المعلومات هي الأيام العشر الأول من شهر ذي الحجة .

    (3) أن الأعمال الصالحة في هذه الأيام أحب إلى الله تعالى منها في غيرها؛ فعن عبد الله بن عمر رضي الله عنه أنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ما من أيام أعظم عند الله ، ولا أحب إليه العمل فيهن من هذه الأيام العشر فأكثروا فيهن من التكبير والتهليل والتحميد "
    الراوي : عبدالله بن عمر | المحدث : أحمد شاكر | المصدر : مسند أحمد
    الصفحة أو الرقم: 7/224 | خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح

    (4) أن فيها يوم التروية ، وهو اليوم الثامن من ذي الحجة الذي تبدأ فيه أعمال الحج .

    (5) أن فيها يوم عرفة ، وهو يومٌ عظيم يُعد من مفاخر الإسلام ، وله فضائل عظيمة ، لأنه يوم مغفرة الذنوب والتجاوز عنها ، ويوم العتق من النار ، ويوم المُباهاة فعن أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها-أنها قالت : عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " ما من يومٍ أَكْثرَ من أن يُعْتِقَ اللَّهُ عزَّ وجلَّ فيهِ عبدًا منَ النَّارِ، من يومِ عرفةَ، وإنَّهُ ليدنو عزَّ وجلَّ، ثمَّ يباهي بِهِمُ الملائِكَةَ، فيقولُ: ما أرادَ هؤلاءِ "
    الراوي : عائشة أم المؤمنين | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح ابن ماجه
    الصفحة أو الرقم: 2458 | خلاصة حكم المحدث : صحيح |

    (6) أن فيها ليلة جَمع ، وهي ليلة المُزدلفة التي يبيت فيها الحُجاج ليلة العاشر من شهر ذي الحجة بعد دفعهم من عرفة .

    (7) أن فيها فريضة الحج الذي هو الركن الخامس من أركان الإسلام .

    (8) أن فيها يوم النحر ، وهو يوم العاشر من ذي الحجة ، الذي يُعد أعظم أيام الدُنيا كما روي عن عبد الله بن قُرْط عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : " إنَّ أعظمَ الأيَّامِ عندَ اللَّهِ تبارَكَ وتعالَى يومُ النَّحرِ ثمَّ يومُ القُرِّ "
    الراوي : عبدالله بن قرط | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح أبي داود
    الصفحة أو الرقم: 1765 | خلاصة حكم المحدث : صحيح |

    (9) أن الله تعالى جعلها ميقاتاً للتقرُب إليه سبحانه بذبح القرابين كسوق الهدي الخاص بالحاج ، وكالأضاحي التي يشترك فيها الحاج مع غيره من المسلمين .

    (10) أنها أفضل من الأيام العشرة الأخيرة من شهر رمضان ؛ لما أورده شيخ الإسلام ابن تيمية وقد سئل عن عشر ذي الحجة والعشر الأواخر من رمضان أيهما أفضل ؟ فأجاب : " أيام عشر ذي الحجة أفضل من أيام العشر من رمضان ، والليالي العشر الأواخر من رمضان أفضل من ليالي عشر ذي الحجة "

    (11) أن هذه الأيام المباركات تُعد مناسبةً سنويةً مُتكررة تجتمع فيها أُمهات العبادات كما أشار إلى ذلك ابن حجر بقوله : " والذي يظهر أن السبب في امتياز عشر ذي الحجة لمكان اجتماع أُمهات العبادة فيه ، وهي الصلاة والصيام والصدقة والحج ، ولا يتأتى ذلك في غيره "

    (12) أنها أيام يشترك في خيرها وفضلها الحُجاج إلى بيت الله الحرام ، والمُقيمون في أوطانهم لأن فضلها غير مرتبطٍ بمكانٍ مُعينٍ إلا للحاج .




    ما الذي يمكن أن نفعله من العبادات و الطاعات في الأيام العشر ؟؟؟

    مما لاشك فيه أن عبادة الله تعالى والتقرب إليه بالطاعات القولية أو الفعلية من الأمور الواجبة والمطلوبة من الإنسان المسلم في كل وقتٍ وحين ؛ إلا أنها تتأكد في بعض الأوقات والمناسبات التي منها هذه الأيام العشرة من شهر ذي الحجة ، حيث أشارت بعض آيات القرآن الكريم والأحاديث النبوية إلى بعض تلك العبادات على سبيل الاستحباب ، ومن ذلك ما يلي :

    1) الإكثار من ذكر الله سبحانه وتعالى ودعائه وتلاوة القرآن الكريم لقوله تبارك و تعالى : { وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ } [ سورة الحج : 28]
    ولما حث عليه الهدي النبوي من الإكثار من ذكر الله تعالى في هذه الأيام على وجه الخصوص ؛ فقد روي عن عبد الله بن عمر – رضي الله عنهما – أنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ما من أيام أعظم عند الله ، ولا أحب إليه العمل فيهن من هذه الأيام العشر ، فأكثروا فيهن من التكبير ، والتهليل ، والتحميد "

    وهنا تجدر الإشارة إلى أن بعض السلف كانوا يخرجون إلى الأسواق في هذه الأيام العشر ، فيُكبرون ويُكبر الناس بتكبيرهم ، ومما يُستحب أن ترتفع الأصوات به التكبير وذكر الله تعالى سواءً عقب الصلوات ، أو في الأسواق والدور والطرقات ونحوها .

    كما يُستحب الإكثار من الدعاء الصالح في هذه الأيام اغتناماً لفضيلتها ، وطمعاً في تحقق الإجابة فيها .

    2) الإكثار من صلاة النوافل لكونها من أفضل القُربات إلى الله تعالى إذ إن النوافل تجبر ما نقص من الفرائض ، وهي من أسباب محبة الله لعبده وإجابة دعائه ، ومن أسباب رفع الدرجات ومحو السيئات وزيادة الحسنات

    وقد حث النبي صلى الله عليه وسلم على الإكثار منها قولاً وعملاً ، وهو ما يؤكده الحديث الذي روي عن ثوبان رضي الله عنه أنه قال : سألت عن ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : " عليك بكثرةِ السجودِ للهِ, فإنك لا تسجدُ للهِ سجدةً إلا رفعَك اللهُ بها درجةً وحطَّ عنك بها خطيئةً "
    الراوي : ثوبان مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم | المحدث : مسلم | المصدر : صحيح مسلم
    الصفحة أو الرقم: 488 | خلاصة حكم المحدث : صحيح |


    3) ذبح الأضاحي لأنها من العبادات المشروعة التي يتقرب بها المسلم إلى الله تعالى في يوم النحر أو خلال أيام التشريق ، عندما يذبح القُربان من الغنم أو البقر أو الإبل ، ثم يأكل من أُضحيته ويُهدي ويتصدق ، وفي ذلك كثيرٌ من معاني البذل والتضحية والفداء ، والاقتداء بهدي النبوة المُبارك .

    4) الإكثار من الصدقات المادية والمعنوية : لما فيها من التقرب إلى الله تعالى وابتغاء الأجر والثواب منه سبحانه عن طريق البذل والعطاء والإحسان للآخرين ، قال تعالى : { مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً فَيُضَاعِفَهُ لَهُ وَلَهُ أَجْرٌ كَرِيمٌ } [ سورة الحديد :11] . ولما يترتب على ذلك من تأكيد الروابط الاجتماعية في المجتمع المسلم من خلال تفقد أحوال الفقراء والمساكين واليتامى والمُحتاجين وسد حاجتهم .
    ثم لأن في الصدقة أجرٌ عظيم وإن كانت معنويةً وغير مادية فقد ورد في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : " على كلِّ مسلمٍ صدقةٌ . فقالوا : يا نبيَّ اللهِ، فمن لم يجدْ ؟ قال : يعمل بيدِه، فينفع نفسَه ويتصدَّق . قالوا : فإن لم يجدْ ؟ قال : يعين ذا الحاجةِ الملهوفَ . قالوا : فإن لم يجدْ ؟ قال : فلْيعملْ بالمعروفِ، ولْيمسكْ عن الشرِّ، فإنها له صدقةٌ " .
    الراوي : أبو موسى الأشعري عبدالله بن قيس | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري
    الصفحة أو الرقم: 1445 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح] |

    5) الصيام لكونه من أفضل العبادات الصالحة التي على المسلم أن يحرص عليها لعظيم أجرها وجزيل ثوابها ، ولما روي عن صيام النبي صلى الله عليه وسلم في هذه الأيام المُباركة ؛ فقد روي عن بعض أزواج النبي صلى الله عليه وسلم قالت : " كانَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ يصومُ تسعَ ذي الحجَّةِ ، ويومَ عاشوراءَ ، وثلاثةَ أيَّامٍ من كلِّ شَهْرٍ ، أوَّلَ اثنينِ منَ الشَّهرِ والخميسَ "
    الراوي : بعض أزواج النبي صلى الله عليه وسلم | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح أبي داود
    الصفحة أو الرقم: 2437 | خلاصة حكم المحدث : صحيح

    وليس هذا فحسب فالصيام من العبادات التي يُتقرب بها العباد إلى الله تعالى والتي لها أجرٌ عظيم فقد روي عن أبي قتادة الأنصاري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سُئل عن صومِ يومِ عرفةَ فقال : " يُكفِّرُ السَّنةَ الماضيةَ والباقيةَ "
    الراوي : أبو قتادة الأنصاري | المحدث : ابن عبدالبر | المصدر : التمهيد
    الصفحة أو الرقم: 21/162 | خلاصة حكم المحدث : إسناده حسن صحيح

    6) قيام الليل لكونه من العبادات التي حث النبي صلى الله عليه وسلم على المُحافظة عليها من غير إيجاب ، ولأنها من العبادات التي تُستثمر في المناسبات على وجه الخصوص كليالي شهر رمضان المُبارك ، وليالي الأيام العشر ونحوها.
    ثم لأن قيام الليل من صفات عباد الرحمن الذين قال فيهم الحق سبحانه : { وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّداً وَقِيَاماً } [سورة الفرقان : 64] . لأنهم يستثمرون ليلهم في التفرغ لعبادة الله تعالى مُصلين مُتهجدين ذاكرين مُستغفرين يسألون الله تعالى من فضله ، ويستعيذونه من عذابه .

    7) أداء الحج و اللعمرة لما لها من الأجر العظيم ولاسيما في أشهر الحج حيث إن عُمرة النبي صلى الله عليه وسلم كانت في أشهر الحج ، ولما ورد في الحث على الإكثار منها والمُتابعة بينها فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " العمرةُ إلى العمرةِ كفارةٌ لما بينهما مِنَ الذنوبِ و الخطايا ، والحجُّ المبرورُ ليس لَهُ جزاءٌ إلَّا الجنةَ "
    الراوي : عامر بن ربيعة | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح الجامع
    الصفحة أو الرقم: 4135 | خلاصة حكم المحدث : صحيح |

    8) زيارة المسجد النبوي وهي من الأعمال الصالحة المُستحبة للمسلم لعظيم أجر الصلاة في المسجد النبوي الذي ورد أن الصلاة فيه خيرٌ من ألف صلاة فيما سواه إلا المسجد الحرام ، لما روي عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "صلاةٌ في مسجدي خيرٌ من ألفِ صلاةٍ في ما سواهُ من المساجدِ إلا المسجدَ الحرامَ "
    الراوي : عائشة أم المؤمنين | المحدث : أحمد شاكر | المصدر : مسند أحمد
    الصفحة أو الرقم: 14/158 | خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح .

    ولما يترتب على زيارة المسلم للمسجد النبوي من فرصة زيارة قبر النبي صلى الله عليه وسلم وصاحبيه رضي الله عنهما والسلام عليهم وما في ذلك من الأجر والثواب .

    9) التوبة والإنابة إلى الله تعالى إذ إن مما يُشرع في هذه الأيام المباركة أن يُسارع الإنسان إلى التوبة الصادقة وطلب المغفرة من الله تعالى ، وأن يُقلع عن الذنوب والمعاصي والآثام ، ويتوب إلى الله تعالى منها طمعاً فيما عند الله سبحانه وتحقيقاً لقوله تعالى : { وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ } [ سورة النور :31 ] .
    ولأن التوبة الصادقة تعمل على تكفير السيئات ودخول الجنة بإذن الله تعالى لأن التائب من الذنب كمن لا ذنب له .
    .



    إذا تبين لك فضل العمل في عشر ذي الحجة على غيره من الأيام، وأن هذه المواسم نعمة وفضل من الله على عباده، وفرصة عظيمة يجب اغتنامها، إذ تبين لك كل هذا، فحري بك أن تخص هذه العشر بمزيد عناية واهتمام، وأن تحرص على مجاهدة نفسك بالطاعة فيها، وأن تكثر من أوجه الخير وأنواع الطاعات، فقد كان هذا هو حال السلف الصالح في مثل هذه المواسم

    ............

    أسأل الله أن يعيننا و إياكم على اغتنام تلك المواسم الفاضلة و أن يجعلنا فيها من الفائزين ..



    لا تنسونا من صالح دعائكم .. بارك اللّٰه فيكم
    التعديل الأخير تم بواسطة بالقرءان نحيا; الساعة 21-08-2016, 12:26 AM.

  • #2
    رد: ✿ الغنيمة الغنيمة .. أمامكم أيام عظيمة ✿ فضل أيام عشر ذي الحجة ✿

    وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
    موضوع كامل وشامل
    مجهود طيب
    بارك الله في جهودكم
    أسألكم الدعاء بظهر الغيب

    تعليق


    • #3
      رد: ✿ الغنيمة الغنيمة .. أمامكم أيام عظيمة ✿ فضل أيام عشر ذي الحجة ✿

      المشاركة الأصلية بواسطة فخــورة بديــني مشاهدة المشاركة
      وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
      موضوع كامل وشامل
      مجهود طيب
      بارك الله في جهودكم
      آمين و إياكم يارب

      تعليق


      • #4
        رد: ✿ الغنيمة الغنيمة .. أمامكم أيام عظيمة ✿ فضل أيام عشر ذي الحجة ✿

        السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
        جزاكم الله خيراً





        ...
        فَمن لِـلأُمَةِ الغَرْقى إذا كُنَا الغَريقينا ..
        وَمن للغَايةِ الكُبرى إذا
        صَغُرَت أمَانينا..

        تعليق


        • #5
          رد: ✿ الغنيمة الغنيمة .. أمامكم أيام عظيمة ✿ فضل أيام عشر ذي الحجة ✿

          المشاركة الأصلية بواسطة إشراقة سجدة مشاهدة المشاركة
          السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
          جزاكم الله خيراً



          و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته
          آمين و إياكم

          تعليق


          • #6
            رد: ✿ الغنيمة الغنيمة .. أمامكم أيام عظيمة ✿ فضل أيام عشر ذي الحجة ✿

            المشاركة الأصلية بواسطة إشراقة سجدة مشاهدة المشاركة
            السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
            جزاكم الله خيراً



            و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته
            آمين و إياكم

            تعليق


            • #7
              رد: ✿ الغنيمة الغنيمة .. أمامكم أيام عظيمة ✿ فضل أيام عشر ذي الحجة ✿

              أسأل الله أن يعيننا و إياكم على اغتنام تلك المواسم الفاضلة و أن يجعلنا فيها من الفائزين ..
              آمين
              جزاكم الله خيرا ونفع بكم


              قال الإمام الشافعي -رحمه الله -:
              (كلما أدبني الدهر أراني نقص عقلي...وكلما ازددت علما زادني علما بجهلي)

              تعليق


              • #8
                رد: ✿ الغنيمة الغنيمة .. أمامكم أيام عظيمة ✿ فضل أيام عشر ذي الحجة ✿

                المشاركة الأصلية بواسطة طالبة للعزة مشاهدة المشاركة
                أسأل الله أن يعيننا و إياكم على اغتنام تلك المواسم الفاضلة و أن يجعلنا فيها من الفائزين ..
                آمين
                جزاكم الله خيرا ونفع بكم


                آمين و إياكم يارب

                تعليق


                • #9
                  وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
                  جزاك الله خيرا
                  اللهم جبرا يليق بجلالك وعظمتك

                  ثم تأتي لحظة يجبر الله فيها بخاطرك، لحظة يفزّ لها قلبك، تشفى كل جراحه، يعوضك عما كان، فاطمئن، لأن عوض الله إذا حلّ أنساك ما كنت فاقدًا
                  ربي لو خيروني ألف مرة بين أي شيء في الدنيا وبين حسن ظني بك لأخذت من دم قلبي ورسمت به طريق حسن ظني بك وقلت لهم اتركوني وربي إنه لن يخذلني أبدا

                  تعليق


                  • #10
                    المشاركة الأصلية بواسطة خديجة أحمد مشاهدة المشاركة
                    وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
                    جزاك الله خيرا
                    يارب و إياكم

                    تعليق


                    • #11
                      جزاك الله خيرا موضوع شامل وأسلوب طيب جعله الله في ميزان حسناتك ونفع بك وجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون الحسنه
                      ياابن ادم
                      لاتخفن من ذى سلطان مادام سلطانى باقيا ،وسلطانى لاينفذ ابدا
                      ​​​​​​ ولاتخش من ضيق الرزق وخزائنى مملوئه وخزائنى لاتنفذ ابدا :w:

                      تعليق


                      • #12
                        المشاركة الأصلية بواسطة ام حمزة ٢٠١٧ مشاهدة المشاركة
                        جزاك الله خيرا موضوع شامل وأسلوب طيب جعله الله في ميزان حسناتك ونفع بك وجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون الحسنه
                        جزانا و إياكم
                        آمين يارب

                        تعليق

                        يعمل...
                        X