هذه كلمات دارت بخاطري ، أحببت أن أكتبها لكم كي تعم الفائدة ، وأسأل الله أن ينفعنا بها ويوفقنا جميعًا لما يحبه ويرضاه .
إذا سأل كل منّا نفسه : كيف أقضي وقتي ؟
ستكون إجابة بعضنا بل معظمنا : أقضي وقتي في :
1- النوم لساعات طويلة .
2- متابعة مواقع social media كالفيسبوك وغيرها .
3- صلاة غير كاملة الأركان .
4- قراءة أو سماع أشياء ليس لها فائدة وقد تكون ضارة في بعض الأحيان .
5- قراءة قليل من القرآن بحجة الإنشغال ، مع توفير الأوقات لقراءة الروايات والقصص وغيرها .
* إذا قارننا أعمالنا وتفقدناها ، فليسأل كل منّا نفسه : أين حق الله علينا ؟
- لقد قصرنا جدًا في حق الله وحق ديننا الذي ننتمي إليه . وهذه بعض صور تقصيرنا بل إهمالنا :
1- الصلاة : إذا تفقدنا حالنا مع الصلاة فسنجد : تضييع الصلوات ، وعدم الخشوع فيها ، والشعور بالملل عند قضاء 5 دقائق فقط أو أقل للصلاة ... ! وفي مقابل ذلك الشعور بالإستمتاع خلال ساعات كثيرة على مدار اليوم نقضيها في الجلوس على الإنترنت ، والغيبة ، والنميمة ... إلخ
* ألسنا في حاجة إلى أن نراجع أنفسنا ؟!
2- الذكر : إذا تفقدنا حالنا مع ذكر الله - عزوجل - فسنجد أننا نادرًا ما نذكر الله - عزوجل - وقد ينعدم الذكر ..
- ثقيل علينا أن نذكر الله دقائق معدودة ...! ، وفي مقابل ذلك ليس ثقيل علينا أن نطلق ألستنا في الغيبة والنميمة والغناء والكلام بدون داعي ... إلخ
* ألسنا في حاجة إلى أن نراجع أنفسنا ؟!
3- السنن الرواتب : إذا تأملنا حالنا مع السنن الرواتب فسنجد أن نضيعها ونكسل عنها ونتركها ونقول إنها سنة ، رغم علمنا بما جاء في الحديث القدسي : "
لا يزالُ عبدي يتقرَّبُ إليَّ بالنَّوافلِ حتَّى أحبَّهُ فإذا أحببتُهُ كنتُ سمعَهُ الَّذي يسمعُ بِهِ وبصرَهُ الَّذي يبصرُ بِهِ ويدَهُ الَّتي يبطشُ بِها ورجلَهُ الَّتي يمشي بها فبي يسمَعُ وبي يُبصِرُ وبي يبطِشُ وبي يمشي ولئِن سألَني لأعطينَّهُ ولئنِ استعاذني لأعيذنَّهُ وما تردَّدتُ عن شيءٍ أنا فاعلُهُ تردُّدي عن قبضِ نفسِ عبدي المؤمنِ يَكرَهُ الموتَ وأنا أَكرَهُ مساءتَهُ ولا بدَّ لَهُ منْهُ
الراوي : - | المحدث : ابن تيمية | المصدر : مجموع الفتاوى
الصفحة أو الرقم: 10/58 | خلاصة حكم المحدث : صحيح
الراوي : - | المحدث : ابن تيمية | المصدر : مجموع الفتاوى
الصفحة أو الرقم: 10/58 | خلاصة حكم المحدث : صحيح
- لا يهمنا حب الله لنا ، ولكن يهمنا حب الناس لنا وإعجابهم بنا وثناؤهم علينا
* ألسنا في حاجة إلى أن نراجع أنفسنا ؟!
4- القرآن : إذا تأملنا حالنا مع القرآن فسنجد أننا نهجره ، وسنجد أيضًا أنه : من العسير بل من المتعسر أن نقضي ولو ساعة واحدة في قراءة أو تدبر القرآن الكريم ، وفي مقابل ذلك من اليسير بل من المتيسر أن نقضي ساعات طويلة في قراءة الروايات والقصص ولا نمل ...!
*ألسنا في حاجة إلى أن نراجع أنفسنا ؟!
5- بر الوالدين : نعلم جميعًا أن رضا الرَّبِّ في رضا الوالِدَيْنِ ، و سَخَطُه في سَخَطِهِما . صحيح الجامع
ولكن - للأسف - لا يهمنا رضا ربنا ورضا والدينا عنا ، ولكن في مقابل ذلك يهمنا جدًا رضا الناس عنّا وعن شخصياتنا الوهمية التي نزعمها على العالم الوهمي في مواقع social media
- إذا طلب منا والدينا فعل شيء نخلق العديد من الأعذار وتبدو علينا ملامح التعب والإرهاق ، والإنشغال ، و ... إلخ ،، وفي مقابل ذلك : إذا طلب منّا الآخرون فعل شئ لا نتأخر وسرعان ما نفعله ؛ لأننا نُحرج منهم .
* ألسنا في حاجة إلى أن نراجع أنفسنا ؟!
- أليست الأمور السابقة من ديننا الذي ننتمي إليه و (ندّعي)أننا نعمل من أجله ونلتزم به ؟
- أليس هذا حال كثير منّا مع كثير من أمور ديننا ؟
- ألسنا في حاجة ماسة إلى أن نراجع أنفسنا ونطهر قلوبنا ؟
- أليس حالنا هذا يثبت مدى تعلقنا بالدنيا وسيطرتها على قلوبنا ؟
* للأسف هذا حال كثير منّا ، وبعد هذا كله نشتكي من الهموم والأحزان
- يجب أن نعلم جميعًا أن ما نحن فيه من ضيق وهم وحزن وتأخر سببه الأول : ذنوبنا ، وتقصيرنا في حق ربنا ..
ومع ذلك الله يرحمنا ويمهلنا حتى نرجع إليه بقلب صادق .
- هيا نتوب الآن إلى الله - عزوجل - ونحاسب أنفسنا ونسعى لإستغلال أوقاتنا في طاعة الله - عزوجل - .
* أما آن الأوان لكي نفيق من غفلتنا ونقبل على الله - عزوجل - بقلوب صادقة ؟
* أما آن الأوان أن نخرج حب الدنيا من قلوبنا ونعمل للآخرة ؟
- بلــــــــى والله قد آن . فلنتذكر قول الله - عزوجل - : " اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مَّعْرِضُونَ " الأنبياء (1)
* ماذا أعددنا للموت ؟
* ماذا سنقول لله - عزوجل - يوم الحساب ؟
* ماذا سيكون مصيرنا يوم الحساب ؟ إلى الجنة أم إلى النار ؟
* أرجو أن يسأل كل منّا نفسه الآن : هل أنا مستعد للموت الآن ؟
- إذا كان الجواب نعم ، فهنيئًا له ، أما إذا كان الجواب لا فيجب أن نعمل ونجد ونجتهد من أجل الآخرة ونحاسب أنفسنا ونتبع ما أمرنا الله به ونجتنب ما نهانا عنه .
* أحببت أن أذكر نفسي وإياكم بهذه الكلمات ؛ لنفيق من غفلتنا ونحاسب أنفسنا ونستغل أوقاتنا في طاعة الله - عزوجل - .
* أسأل الله أن يصلح أحوالنا ، ويقربنا إليه ، ويبعدنا عن كل ما يغضبه ، ويرزقنا حب الطاعة ، ويرزقنا حبه وحب كل من يحب وحب كل عمل صالح يقربنا إلى حب .. إنه ولي ذلك والقادر عليه .
" الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَٰذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلَا أَنْ هَدَانَا اللَّهُ " الأعراف:43
<< في أمان الله >>
تعليق