(خاطرة)
"لا نسقي حتى يصدرَ الرعاءُ و أبونا شيخٌ كبير" القصص: ٢٣
قالتَها لمن تراهُ وتسمعهُ لأولِ مرة و هي أكثرُ النساءِ حياءًا في وقتِها .. ولكنَّها الحاجةُ.
قالتها لِمَنْ لا تعرفُ ... لأنَّها لم تجدْ مساندًا في عالمٍ منَ الرعاءِ.
قالتَها وهي لا تدري أشرٌ أُريدَ بها .. أَمْ أرسلَ اللهُ لها منْ أرادَ بها خيرا.
قالتها و هي تعلمُ أنه إنْ كانتِ الأولي .. فلن يعجزَ مخاطبُها اللهَ في اﻷرضِ و لنْ يعجزَهُ هربا .
قالتها و الرعاءُ أمامَها, و عطشُ الغنمِ الذي ترعاهُ بجوارِها, و نظرةُ الشيخِ الكبيرِ أنْ (لا حولَ لي ولا قوةً ) تلاحقُها.
قالتها و خوفُ المرأةِ في وجهِ الطغيانِ ملءُ فؤادِها.
أجلْ خوفُها.
المرأةَ التي لا تحتاجُ المساعدةَ .. المرأةَ التي تحتاجُ فقط إلي المساندة . تحتاجُ لمنْ يُطَمْئِنُ قلبَها في وجهِ جبروتِ الرِّعاء ..
قالتها لـــــ(عابر سبيـــل) , و أرادَ اللهُ بها خيرًا ... حينَ سَقى لها ثُمَّ تولّى إلي الظل؛ فكانَ القويُّ الأمينُ.
كُثرٌ هُمْ عابري السبيلِ .
كثيراتٌ منْ لا يقدرْنَ السُّقيا وسطَ الرعاءِ و آباءُهن شيوخٌ كبارٌ.
فأنَّي لهنَ من قويٍّ أمينٍ؛ يسقِي لهُنَ ثمَّ يتولَّي إلى الظلِّ, دونَ أن يصبحَ هو الآخرُ واحدًا من الرِّعاءِ ؟
أيها الرجالُ ..
رفقًا بها وسطَ الرعاءِ.
رفقًا بالقوارير.
منقول للفائدة
تعليق