قال تعالى : "وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَن سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَهَا هُزُوًا أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُّهِينٌ" لقمان:6
في شهر رمضان تصفد الشياطين وتفتح أبواب الجنان وتغلق أبواب النيران,
ويعتق فيها الرحمن رقاباً من بني الإنسان,
ويفيض القلب ويذوب وينساب مع آيات القرآن.
فيا باغي الخير أقبل ويا باغي الشر أقصر.
باب من الخير اصطفاك الله وفضلك على غيرك بحضوره فكم ممن حضر معنا رمضان الماضي هو الآن بين الأموات.
ومع استعداد المتقين الصالحين لموسم الطاعات, يُعد شياطين الإنس لهم الكثير والكثير من الموبقات ليتسلموا الراية من إخوانهم شياطين الجن, وليقولوا لهم بلسان حالهم, ستصفدون ونحن مكانكم فلا تقلقوا.
فالحذر الحذر أيّتها الحبيبة أن تضيعي أوقاتك بين معصية وأختها, حتى إذا ما ذهب رمضان وذهب معه بعضك فتحت يديكِ فإذا هما خاويتين, ونفضتِ ثيابك فإذا هي دنسة من المعاصي, وكان الأجدر أن تفتحي يديكِ فتجد الكثير من الحسنات تستشعريها بما قدمتي من ختمات للقرآن, وصدقات للجائع والظمآن, صلوات في دلجة الليل, وركعات مع المسلمين في فرائض وقيام, حلقات للقرآن, ومجالس لتواصل الأرحام, محبة وإطعام ودعوة ودعاء, إخبات ورجاء, فيالخسارة من تركت كل هذا الخير وارتمت في أحضان اللئام.
يا باغي الخير دعك من هذا الهراء, فأهل الفن والعفن لا يرجون من عملهم إلّا تجارة أجساد يتربحون بها لإثراء دنياهم على حساب دينهم, أمّا أنتِ إن تبعتهم فستخسرين دينك ودنياك سويًا, فلا مربح لكِ من ورائهم إلّا الذنوب, فبالله عليك هل يقبل عاقل أن يرفض دعوة من فتح له كل أبواب الخير وأغلق له باب كل عذاب ويرتمي في أحضان أعداء ما أرادوا من ورائكِ إلّا مصلحتهم, ووالله مافيها أي مصلحة وإن لم يتوبوا فسيعلموا مغبة ما قدموا.
أختي إن كنتِ تريدين أن تقدمي شهرك هذا قربانًا للممثلين والمنتجين والمخرجين على حساب دينك, فأقول لكي أغبن النّاس من باع دينه بدنيا غيره, فاحذري كل الحذر, وعساها بداية خير لك, أختي لا تخلوا هذه الأعمال من نساء كاسيات عاريات وأحضان وقبلات, ومعازف وآهات ثم يتبعها حسرات وحسرات, فوفري على نفسك الحسرة, واصبري نفسك مع الذين يدعون ربّهم بالغداة والعشي يريدون وجهه.
هذه دعوة صريحة من أخت لكِ في الله لمقاطعة لمسلسلات رمضان نهاره وليله
قال النبي صلى الله عليه وسلم: «من لم يدع قول الزور والعمل به والجهل فليس لله حاجة أن يدع طعامه وشرابه» رواه البخاري
يقول فضيلة الشيخ محمد العريفي في محاضرة السابقون إلى رمضان
أنكروا المنكر ولو بغض البصر
وتوقف عن مشاهدة المسلسلات برمضان وغيره واجعل رمضان فرصة لك بالتعود على تركها
ومن لنا غير الله نرجوه
ومن لنا غير الله نتوسل إليه ونتذلل له كي يصرف قلوبنا عن الشرك به
كيف لنا أن نرجوه ونحن نعصيه جهارًا
في شهرٍ كريم افترضه علينا لنحصل على الدرجات العليا التي تؤهلنا لدخول جناته عز وجل
وفي النهاية أذكركم ونفسي بحال السلف الصالح في رمضان
السلف الصالح في رمضان كانت لهم أحوال خاصة مع شهر الصيام؛ إذ كانوا ينتظرون رمضان بشوق وحنين متخذينه شهر مضمار وسباق إلى الله تعالى، فإذا دخل رمضان كانوا قليلا من الليل ما يهجون وبالأسحار هم يستغفرون، يبيتون لربهم سجدا وقياما، فيصبحون شعثا غبرا صفرا، ولكنهم فازوا بالنعيم وزيادة.
وتقبل الله منّا ومنك صالح الأعمال وشهركم مبارك إن شاء الله وكل عام وأنتم والأمّة الإسلامية بكل خير, وقد عمّ أرجائها الأمن والأمان والنصر والتمكين.
المصدر
هي مقالات متنوعة من موقع طريق الإسلام وموقع قصة الإسلام
نقلتهم بتصرف
تعليق