يا جماعة شوفوني أنا في عمرة(سيلفي)، يا جماعة شوفوني أنا بجانب الحرم (سيلفي)،..
ماذا يعني أن يرسل عضو في الواتس برسالة على النحو التالي:
«أبشركم انتهيت من الختمة الثالثة ولله الحمد»
يتباهى البعض بنشر كل تحركاتة فى الفيس بوك وغيرها من وسائل التواصل الاجتماعى
وبقرب حلول شهر رمضان سنجد من ينشر أنه ختم المصحف عدة مرات او أنة ملتزم بصلاة التراويح.....
يبدو أن المسألة تجاوزت حد المباهاة بالسفر والمطاعم والموائد إلى شأن آخر خطير..
أخطر مما نتخيل بكثير؛ شأن العبادات وفساد الإخلاص
ماذا بقي لنا في الحياة إن ضاعت منّا علاقتنا بربنا ودخلها بتسلل خفي «الرياء» الذي تعاظم وتوقّد واشتعل على نحو مخيف ومريع بفعل الجوالات و التواصل الاجتماعي ! فأفسد طاعاتنا وصلاتنا وصدقاتنا وحقق الله لنا ما نوينا فامتدحنا الناس لذلك حذّر منه الرسول، صل الله عليه وسلم، وكان أشد ما يخشاه على أمته:
«إِنَّ أَخْوَفَ مَا أَخَافُ عَلَيْكُمْ الشِّرْكُ الْأَصْغَرُ» قَالُوا: وَمَا الشِّرْكُ الْأَصْغَرُ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: «الرِّيَاءُ، يَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِذَا جُزِيَ النَّاسُ بِأَعْمَالِهِمْ، اذْهَبُوا إِلَى الَّذِينَ كُنْتُمْ تُرَاءُونَ فِي الدُّنْيَا فَانْظُرُوا هَلْ تَجِدُونَ عِنْدَهُمْ جَزَاءً».
الراوي : محمود بن لبيد الأنصاري | المحدث : المنذري | المصدر : الترغيب والترهيب
الصفحة أو الرقم: 1/52 | خلاصة حكم المحدث : إسناده جيد
كان الصالحون يسترون عباداتهم ،
ويخفون طاعاتهم خوفا من دواعي الرياء والسمعة ونحوه مما قد يخدش الإخلاص
صام داوود بن أبي هند أربعين سنة لا يعلم به أهله وكان خزارا يحمل معه غداة من عندهم ، فيتصدق به في الطريق، ويرجع عشيا فيفطر معهم"
وكان ناس من أهل المدينة يعيشون لا يدرون من أين معاشهم فلما مات علي بن الحسين (زين العابدين)فقدوا ذلك الذي كانوا يؤتون بالليل.
وكان علي بن الحسين –رحمه الله- قد وجدوا بظهره أثرا مما كان ينقل الجرب بالليل إلى منازل الأرامل.
كان عبد الله بن المبارك - رحمه الله- يضع اللثام على وجهه عند قتاله في سبيل الله.
وكان عبد الرحمن بن مهدي يصلي فإذا دخل الداخل نام على فراشه.
وكان عمل ابن الربيع بن خثيم كله سرا إن كان يجئ الرجل وقد نشر المصحف فيغطيه بثوبه"
وقال الخريبي : كانوا يستحبون أن يكون للرجل خبيئة من عمل صالح لا تعلم به زوجته ولا غيرها.
وقال الشافعي لوددت أن الخلق يتعلمون مني ولا ينسب إلي منه شئ.
وقال أبو أيوب السختياني: والله ما صدق عبد إلا سره أن لا يشعر بمكانه
اتقوا الله عباد الله ..
ومن تقواه إخلاص العبودية لله ربِّ العالمين..
اعلموا أنَّ الإخلاص ينافيه عدة أمور. من حبِّ الدنيا ، والشهرة ، والشرف ، والرياء ،والسمعة ، والعُجب .والرياء : هو إظهار العبادة لقصد رؤية الناس فيحمدوا صاحبها...فهو يقصد التعظيم والرغبة أوالرهبة فيمن يرائيه.
وأما السمعة : فهي العمل لأجل إسماع الناس.
وأما العُجب : فهو قرين الرياء ، والعُجب : أن يُعجب الإنسان بعبادته ، ويرى نفسه بعين الإعجاب ..
وكل هذه من مهلكات الأعمال
تعليق