بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله معزِّ من أطاعه واتقاه،
ومذلِّ من خالف أمره وعصاه،
خلق الحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملاً،
وجعل الأيام دولاً،
وعد الصادقين الصابرين النصر،
وجعل الذلة والمهانة وسوء العاقبة لمن خالف أمره،
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له،
وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله،
صلى الله عليه وعلى آله وصحبه والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين،
وسلم تسليمًا
فإنّ الله تعالى خلق الخلق،
وجعلهم يتصارعون في هذه الحياة الدنيا،
وهذا التصارع هو من حكمة الله تعالى،
وله الحكمة البالغة العليا في الأرض،
فلو شاء الله عز وجل لهدى الناس جميعًا،
ولو شاء سبحانه ما اقتتلوا،
لكنه قدّر أن تكون هذه الحياة دارَ امتحان ليبلوكم أيكم أحسن عملاً.
" ذَلِكَ وَلَوْ يَشَاءُ اللَّهُ لانتَصَرَ مِنْهُمْ وَلَكِنْ لِيَبْلُوَ بَعْضَكُمْ بِبَعْضٍ "محمد:4
ومن حكمته وعدله ورحمته أن وفق فريقًا من عباده للخير والهدى والصلاح،
ومع أن الله تعالى
تكفّل بالنصر للمؤمنين في مثل قوله تعالى:
" وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ الروم:47
وقوله تعالى :وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ[الأعراف:128]
إلا أن ذلك الظهور والنصر عزيز؛ فقد ينتابُهُ ويتخلله كرٌ وفر،وقوةٌ وضعف،وتقدمٌ وتقهقر،وألمٌ وأمل،وفرحٌ وغم،واطمئنانٌ وقلق.
وذلك راجع لحكمة الله البالغة، وإلا لو شاء جل وعلا لأنزل نصره على عباده،
وخذل وهزم أعداءه.
" ذَلِكَ وَلَوْ يَشَاءُ اللَّهُ لانتَصَرَ مِنْهُمْ وَلَكِنْ لِيَبْلُوَ بَعْضَكُمْ بِبَعْضٍ "
فالنصر للمؤمنين على الظالمين
وعلى الكافرين
قد يتأخر وقد يبطئ لكن ذلك لحكمة يقدرها الله تعالى،
وهذا أمر يدركه أهل العلم والإيمان
ومن نور الله بصائرهم،
وفتح على قلوبهم .
....منقول....
تعليق