السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بسم الله الرحمن الرحيم
سؤال جوهري
لا بد وأن يؤرق كل شاب وفتاة مقبلان على دروب النضج،.
فعليه تتوقف سعادة الإنسان،
وبه ترسم الأهداف،
وعليه تدور كل أشكال الحياة.
إنه السؤال الذي ما زال يعبث بعقول الفلاسفة،
ويلهب خيال الشعراء،
ويدير دفة التاريخ.
وهو الذي قلّما اهتدى الإنسان إلى جوابه،
بل لطخ تاريخه الطويل بالمحن التي ما كانت لتنزل به لو أنه أحسن السعي في طلبه والاهتداء إليه.
فما أكثر التجاءه إلى الأساطير التي فر إليها من مواجهة الحقيقة،
وما أقبح خيانته للأمانة التي حملها على عاتقه طائعا غير مكره: "وحملها الإنسان إنه كان ظلوما جهولا".
إنه سؤال الوجود الكبير،
سؤال
كيف
ولماذا
ومن أين
وإلى أين،
السؤال الذي يكاد يلاحق الإنسان كيفما أدار وجهه وهو يشق طريقه في هذه الحياة،
وهو السؤال ذاته الذي ما فتئ الإنسان يصطنع الأعذار للإفلات من قبضته،
بعد أن زين له الشيطان طول الأمل،
فغمس نفسه في الشهوات غير عابئ بما كان وما يكون،
يقول ابن الجوزي في
(تلبيس إبليس)
" ثم جاء إبليس يحث على العمل بمقتضى ما في الطبع، صعُبت المجاهدة، إلا أنه من انتبه لنفسه علم أنه في صف حرب وأن عدوه لا يفتر عنه، فإن فتر في الظاهر بطّن له مكيدة وأقام له كمينا"[1].
هذا السؤال هو الذي يجب أن يقف كل منا عنده،
وأن يبذل كل جهده في سبيل الخلوص إلى جواب محكم عليه،
كي يتصالح مع نفسه وقلبه،
ويعيش حياة متوازنة توصله بثقة وثبات إلى بر الأمان،
أما المتغافل عن حقيقة وجوده وحكمة خلقه فهو أشبه
برجل دخل مغارة مظلمة في مكان موحش،
فوجد عند مدخلها بقايا لجثة إنسان،
فما كان منه إلا أن وضع رأسه وأسلم جفنيه للنوم،
غير آبه بما يحتمل أن يكون في جوف هذه المغارة من وحوش ضارية،
وهو يمنّي نفسه بالفرار إذا استيقظ، مع أن الموت قد يفاجئه في أي لحظة.
ولخطورة الأمر وإلحاح عجلة الزمن،
أرى أن أخوض معكم أحبتي القراء غمار هذا السؤال العنيد،
ولا أقصد بذلك أن نخرج في هذه العجالة بجواب قاطع يريح العقول ويهدئ النفوس،
فكل منيتي أن نضع أقدامنا معا على درب النجاة،
وأن نواجه شيطان الهوى بالسعي الدءوب بحثا عن الحقيقة،
عسى أن نصل بإذن الله تعالى إلى مفاتيح السعادة في الدنيا والآخرة.
منقول
المصدر/ صيد الفوائد
بسم الله الرحمن الرحيم
سؤال جوهري
لا بد وأن يؤرق كل شاب وفتاة مقبلان على دروب النضج،.
فعليه تتوقف سعادة الإنسان،
وبه ترسم الأهداف،
وعليه تدور كل أشكال الحياة.
إنه السؤال الذي ما زال يعبث بعقول الفلاسفة،
ويلهب خيال الشعراء،
ويدير دفة التاريخ.
وهو الذي قلّما اهتدى الإنسان إلى جوابه،
بل لطخ تاريخه الطويل بالمحن التي ما كانت لتنزل به لو أنه أحسن السعي في طلبه والاهتداء إليه.
فما أكثر التجاءه إلى الأساطير التي فر إليها من مواجهة الحقيقة،
وما أقبح خيانته للأمانة التي حملها على عاتقه طائعا غير مكره: "وحملها الإنسان إنه كان ظلوما جهولا".
إنه سؤال الوجود الكبير،
سؤال
كيف
ولماذا
ومن أين
وإلى أين،
السؤال الذي يكاد يلاحق الإنسان كيفما أدار وجهه وهو يشق طريقه في هذه الحياة،
وهو السؤال ذاته الذي ما فتئ الإنسان يصطنع الأعذار للإفلات من قبضته،
بعد أن زين له الشيطان طول الأمل،
فغمس نفسه في الشهوات غير عابئ بما كان وما يكون،
يقول ابن الجوزي في
(تلبيس إبليس)
" ثم جاء إبليس يحث على العمل بمقتضى ما في الطبع، صعُبت المجاهدة، إلا أنه من انتبه لنفسه علم أنه في صف حرب وأن عدوه لا يفتر عنه، فإن فتر في الظاهر بطّن له مكيدة وأقام له كمينا"[1].
هذا السؤال هو الذي يجب أن يقف كل منا عنده،
وأن يبذل كل جهده في سبيل الخلوص إلى جواب محكم عليه،
كي يتصالح مع نفسه وقلبه،
ويعيش حياة متوازنة توصله بثقة وثبات إلى بر الأمان،
أما المتغافل عن حقيقة وجوده وحكمة خلقه فهو أشبه
برجل دخل مغارة مظلمة في مكان موحش،
فوجد عند مدخلها بقايا لجثة إنسان،
فما كان منه إلا أن وضع رأسه وأسلم جفنيه للنوم،
غير آبه بما يحتمل أن يكون في جوف هذه المغارة من وحوش ضارية،
وهو يمنّي نفسه بالفرار إذا استيقظ، مع أن الموت قد يفاجئه في أي لحظة.
ولخطورة الأمر وإلحاح عجلة الزمن،
أرى أن أخوض معكم أحبتي القراء غمار هذا السؤال العنيد،
ولا أقصد بذلك أن نخرج في هذه العجالة بجواب قاطع يريح العقول ويهدئ النفوس،
فكل منيتي أن نضع أقدامنا معا على درب النجاة،
وأن نواجه شيطان الهوى بالسعي الدءوب بحثا عن الحقيقة،
عسى أن نصل بإذن الله تعالى إلى مفاتيح السعادة في الدنيا والآخرة.
منقول
المصدر/ صيد الفوائد
تعليق