إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

فضل شهر رجب والتحذير من البدع المحدثة فيه

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • فضل شهر رجب والتحذير من البدع المحدثة فيه

    بسم الله الرحمن الرحيم


    الحمد لله أسبغ النعم وكفى النقم تفضل على المحسن بالأجر وعلى المسئ بالمغفرة ومن توكل عليه كفاه ومن سأله أعطاه لا معبود بحق سواه ثم الصلاة والسلام على النبي النعمة المسداة محمد واله وصحبه ومن والاه إلى يوم يحشر العبد لمولاه وبعد ....

    إن الله سبحانه وتعالى فضل بعض الشهور على بعض وفضل بعض الأماكن على بعض لكن لا يثبت فضل لمكان ولا لزمان إلا بدليل قطعي ولابد من التثبت حتى لا يُكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم وكثير من الأحاديث جاءت في فضل رجب ما بين ضعيف وموضوع فلابد من التثبت في النقل عن الرسول صلى الله عليه وسلم وشهر رجب شهر الانتصارات يذكرنا بمجد كان لأمتنا ففيه كانت غزوة تبوك، وفيه استرد المسلمون المسجد الأقصى من أيدي الصليبين على يد صلاح الدين فجدير بنا أن نتذكر هذه الأحداث ونأخذ منها عبرة وذكرى (
    لِمَن كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ
    ) _ سورة ق 37 _

    ما هي فضائل شهر رجب في ضوء القرآن والسنة والسلف الصالح ؟

    قال الله ـ عز وجل ـ في إثبات حرمته وحرمتها
    إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِيكِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَاأَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ_التوبة 36 _
    واخرج البخاري ومسلم _رحمهما الله_ فى صحيحهما_ عن أبى بكرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال إن الزمان قد استدار كهيئته يوم خلق الله السماوات والأرض , السنة اثنا عشرا شهرا منها اربعة حرم ثلاث متواليات : ذو القعدة وذو الحجة والمحرم ورجب مضر الذي بين شعبان ورمضان
    وقد ثبت عن التابعي قتادة بن دعامة ـ رحمه الله ـ أنه قال فَإِنَّ الظُّلْمَ فِي الْأَشْهُرِ الْحُرُمِ أَعْظَمُ خَطِيئَةً وَوِزْرًا مِنَ الظُّلْمِ فِيمَا سِوَاهَا

    هل لـ (رجب) فضل على غيره من الشهور؟
    قال ابن حجر: "لم يرد في فضل شهر رجب، ولا في صيامه، ولا في صيام شيء منه معين، ولا في قيام ليلة مخصوصة فيه.. حديث صحيح يصلح للحجة، وقد سبقني إلى الجزم بذلك الإمام أبو إسماعيل الهروي الحافظ، رويناه عنه بإسناد صحيح، وكذلك رويناه عن غيره"
    ومن أشهر البدع التى انتشرت بين الناس والتي يجدر بنا اجتنابها :
    صلاة الرغائب: وردت صفتها في حديث موضوع عن أنس عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: "ما من أحد يصوم يوم الخميس (أول خميس من رجب) ثم يصلي فيما بين العشاء والعتمة يعني ليلة الجمعة اثنتي عشرة ركعة، يقرأ في كل ركعة بفاتحة الكتاب مرة و ((إنَّا أَنزَلنَاهُ فِي لَيلَةِ القَدرِ)) ثلاث مرات، و((قُل هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ)) اثنتي عشرة مرة، يفصل بين كل ركعتين بتسليمة، فإذا فرغ من صلاته صلى عليّ سبعين، فيقول في سجوده سبعين مرة: (سبوح قدوس رب الملائكة والروح)، ثم يرفع رأسه ويقول سبعين مرة: رب اغفر وارحم وتجاوز عما تعلم، إنك أنت العزيز الأعظم، ثم يسجد الثانية فيقول مثل ما قال في السجدة الأولى، ثم يسأل الله (تعالى) حاجته، فإنها تقضى".. قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "والذي نفسي بيده، ما من عبد ولا أَمَة صلى هذه الصلاة إلا غفر الله له جميع ذنوبه، ولو كانت مثل زبد البحر، وعدد الرمل، ووزن الجبال، وورق الأشجار، ويشفع يوم القيامة في سبعمئة من أهل بيته ممن قد استوجب النار
    ومن كلام أهل العلم حول هذه الصلاة وصحة الأحاديث الواردة فيها :
    قال النووي: "هي بدعة قبيحة منكرة أشد إنكار، مشتملة على منكرات، فيتعين تركها والإعراض عنها، وإنكارها على فاعلها"
    وقال ابن النحاس: "وهي بدعة، الحديث الوارد فيها موضوع باتفاق المحدثين"
    وقال ابن تيمية: "وأما صلاة الرغائب: فلا أصل لها، بل هي محدثة، فلا تستحب، لا جماعة ولا فرادى فقد ثبت في صحيح مسلم أن النبي -صلى الله عليه وسلم- نهى أن تخص ليلة الجمعة بقيام أو يوم الجمعة بصيام، والأثر الذي ذكر فيها كذب موضوع باتفاق العلماء، ولم يذكره أحد من السلف والأئمة أصلاً"
    الإسراء والمعراج:
    من أعظم معجزات النبي -صلى الله عليه وسلم-: الإسراء به ليلاً من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى، ثم العروج به السماوات السبع فما فوقها، وقد انتشر في بعض البلدان الاحتفال بذكراها في ليلة السابع والعشرين من رجب، ولا يصح كون ليلة الإسراء في تلك الليلة، وقال ابن تيمية: "لم يقم دليل معلوم لا على شهرها، ولا على عشرها، ولا على عينها، بل النقول في ذلك منقطعة مختلفة، ليس فيها ما يقطع به"
    على أنه لو ثبت تعيين ليلة الإسراء والمعراج لما شرع لأحد تخصيصها بشيء لأنه لم يثبت عن النبي -صلى اللهعليه وسلم- ولا عن أحد من صحابته أو التابعين لهم بإحسان أنهم جعلوا لليلة الإسراء مزية عن غيرها، فضلاً عن أن يقيموا احتفالاً بذكراها، بالإضافة إلى ما يتضمنه الاحتفال بها من البدع والمنكرات

    الذبح في رجب وما يشبهه:
    مطلق الذبح لله في رجب ليس بممنوع كالذبح في غيره من الشهور، لكن كان أهل الجاهلية يذبحون فيه ذبيحة يسمونها: العتيرة،
    قال الحسن: "ليس في الإسلام عتيرة، إنما كانت العتيرة في الجاهلية

    العمرة في رجب:
    يحرص بعض الناس على الاعتمار في رجب، اعتقاداً منهم أن للعمرة فيه مزيد مزية، وهذا لا أصل له، فقد روى البخاري عن ابن عمر (رضي الله عنهما)، قال: "إن رسول الله اعتمر أربع عمرات إحداهن في رجب، قالت (أي عائشة): يرحم الله أبا عبد الرحمن، ما اعتمر عمرة إلا وهو شاهِدُه، وما اعتمر في رجب قط"
    قال ابن العطار: "ومما بلغني عن أهل مكة (زادها الله تشريفاً) اعتيادهم كثرة الاعتمار في رجب، وهذا مما لا أعلم له أصلاً".
    وقد نص العلامة "ابن باز"(28) على أن أفضل زمان تؤدى فيه العمرة: شهر رمضان لقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: "عمرة في رمضان تعدل حجة"، ثم بعد ذلك: العمرة في ذي القعدة لأن عُمَرَه كلها وقعت في ذي القعدة، وقد قال الله -سبحانه وتعالى-: ((لَقَد كَانَ لَكُم فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسوَةٌ حَسَنَةٌ))[الأحزاب:21[.

    لا حوادث عظيمة في رجب:
    قال ابن رجب: "وقد روي أنه كان في شهر رجب حوادث عظيمة، ولم يصح شيء من ذلك، فروي أن النبي ولد في أول ليلة منه، وأنه بعث في السابع والعشرين منه، وقيل في الخامس والعشرين، ولا يصح شيء من ذلك..."
    وقفة مع أنفسنا :
    حبيباتي أن البدعة أخطر الذنوب بعد الشرك، وعلينا مواجهة تلك البدع ليس فقط باجتنابها ولكن أيضا واجبنا دعوة الناس إلى السنة المحضة التي لا تكون استقامة بدونها، قال الثوري: "كان الفقهاء يقولون: لا يستقيم قول إلا بعمل، ولا يستقيم قول وعمل إلا بنية، ولا يستقيم قول وعمل ونية إلا بموافقة السنة"

    و الواجب علينا تعلم السنة، وتعليمها، ودعوة أنفسنا ومن حولنا إلى تطبيقها لأن النبي -صلى اللهعليه وسلم- يقول: "من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد"_رواه البخارى ومسلم_، ولله در أبي العالية حين قال لبعض أصحابه: "تعلموا الإسلام، فإذا تعلمتموه فلا ترغبوا عنه، وعليكم بالصراط المستقيم، فإن الصراط المستقيم: الإسلام، ولا تنحرفوا عن الصراط المستقيم يميناً وشمالاً، وعليكم بسنة نبيكم، وإياكم وهذه الأهواء التي تلقي بين أهلها العداوة والبغضاء"

    ومن قبله قال حذيفة (رضي الله عنه): "يا معشر القراء: استقيموا، فقد سبقتم سبقاً بعيداً، ولئن أخذتم يميناً وشمالاً لقد ضللتم ضلالاً بعيداً"

    وأخيراً:
    فإننا مطالَبون بتجريد المتابعة للنبي -صلى الله عليه وسلم- في كل شأن، تماماً مثل ما إننا مطالبون بتجريد الإخلاص لله -عز وجل-، إن نحن أرادنا لأنفسنا وأحبتنا النجاةً، ولديننا نصراً وإعزازاً، قال الله -عز وجل-: ((فَمَن كَانَ يَرجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَليَعمَل عَمَلاً صَالِحاً وَلا يُشرِك بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَداً))[الكهف:110]وقال -سبحانه-: ((وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ إنَّ اللَّهَ لَقَوِيُّ عَزِيزٌ))[الحج:40[.

    فاللهم جنبنا الشرك والبدع والمعاصي
    وارزقنا لزوم التوحيد والسنة والاستقامة



    التعديل الأخير تم بواسطة سلمى أم عمر; الساعة 30-03-2016, 04:14 AM. سبب آخر: تشكيل الاية و تعديل الخط

  • #2
    رد: فضل شهر رجب والتحذير من البدع المحدثة فيه

    جزاكم الله خيرا
    يا الله
    علّمني خبيئة الصَّدر حتّى أستقيم بِكَ لك، أستغفر الله مِن كُلِّ مَيلٍ لا يَليق، ومِن كُلّ مسارٍ لا يُوافق رضاك، يا رب ثبِّتني اليومَ وغدًا، إنَّ الخُطى دونَك مائلة

    تعليق


    • #3
      رد: فضل شهر رجب والتحذير من البدع المحدثة فيه

      جزاكى الله خيراً
      وجعله في ميزان حسناتك

      قال مالك بن دينار - رحمه الله - :
      "
      من لم يأنس بحديث الله عن حديث المخلوقين فقد قل علمه ، وعمى قلبه ، وضيع عمره "

      تعليق


      • #4
        رد: فضل شهر رجب والتحذير من البدع المحدثة فيه

        اللهم جنبنا الشرك والبدع والمعاصي
        وارزقنا لزوم التوحيد والسنة والاستقامة
        ...
        جزاكم الله خيرا

        تعليق

        يعمل...
        X