كما أن الجسد له وظيفة يومية و هي إبقاء العمليات الحيوية مستمرة على الدوام...
كذلك النفس لها مهمة يومية لابد لها من الحفاظ عليها..
ألا و هي : إبقاء النفس في حالة "الرضى عن الذات".
لو تقف الجسد عن دعم العمليات الحيوية لانهار الجسد و توقفت الحياة.
و كذلك الحال بالنسبة للنفس: أي اضطراب في تلك الحالة فذلك يعني اعتلال، ثم اختلال، و قد يصل إلى حد الانهيار الذاتي الداخلي.
و في سبيل ذلك تقوم النفس بجهد جبار لدعم "الذات" و إبقاء حالة "السلام الداخلي" مستمرة.
- لو ارتكب الإنسان إثماً: فإن ذلك يجرح حالة الرضى الداخلي، لهذا تتحرك النفس سريعاً لتدارك تلك الحالة الطارئة، و في الغالب تلجأ إلى دواء له مفعول السحر في تسكين حالة حالة الغليان الداخلي:
"كل الناس بيعملوا كده... أنت احسن من غيرك... شوفت فلان عملا أيه... شوفتي فلانة و الفضيحة اللي عملتها...."
حالة التسكين هذه تنجح في الغالب، و لو لم يكن الإنسان على حذر من نفسه فإنها تؤدي بعد ذلك إلى "تسكيت" صوت الضمير الداخلي، إلى أن يصل الحال إلى الخرس النهائي..!!
- لو أحس الإنسان بشيء من الحسد تجاه "فلان" الذي نجح في مجال كذا و كذا: هذا الشعور بغيض و يخدش في النقاء الداخلي، و يُحدث ارتباكاً في حالة "السلام النفسي".
هنا تتحرك النفس سريعاً ، و تهرول حاملة أكواماً من المناديل التي يمسح الإنسان فيها سوأته...
إن هذا ليس بحسد، و لا حتى غيرة منه... بل هي غيرة على الدين أو الوطن أو العرض أو أي شيء مقدس أو محترم، لابد أن "فلان" قد مسه بسوء.
فتتم شرعنة الهجوم عليه بنفس منطق "الحملات الصليبية".
- لو اختار الإنسان اختياراً خاطئاً ، و ظهر له بما لا يدع مجالاً للشك أنه طريقه مسدود، و لكن ضريبة الاعتراف بالخطأ كبيرة، و العودة إلى الطريق الصحيح "متعبة":
هنا تأتي النفس و معها أكوام من الأوراق و الإحصائيات التي تثبت أنك لست الفاشل الوحيد في الحياة...
حتى في أوروبا و الدول المتقدمة يفشلون
قصص الفشل لا تنتهي يا صديقي ... فاهنأ بالاً لست في سبيل الفشل بأوحد..!!!
هنا تهدأ النفس و تسكن...
و تعود إلى سلامها الداخلي
قريرة العين...
و تبدأ الدورة من جديد..!!
فقط قليل هم...
من لا يستجيبون لحيل أنفسهم...
و يعيشون في سلام حقيقي ...
بعيداً عن الزيف، و بعيداً عن الوهم...!!
د محمد فرحات
يارب أصلح نفوسنا و ساعدنا على مجاهدتها يا رب ليس لنا غيرك فنرجوه اللهم ات نفوسنا تقواها أنت خير من زكاها أنت وليها و مولاها
تعليق