من اتقى الله جعل له فرقاناً
قال تعالى : { يِا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إَن تَتَّقُواْ اللّهَ يَجْعَل لَّكُمْ فُرْقَاناً وَيُكَفِّرْ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ} (29) سورة الأنفال
يُخْبِرُ تَعَالَى النَّاسَ أَنَّهُمْ إِذَا آمَنُوا بِهِ وَاتَّقُوا ، فَاتَّبَعُوا أَوَامِرَهُ ، وَانْتَهُوا عَنْ زَوَاجِرِهِ ، جَعَلَ لَهُمْ مِنْ أَمْرِهِمْ فَرَجاً ، وَمِنْ ضِيقِهِمْ مَخْرَجاً ، وَجَعَلَ لَهُمْ نُوراً وَهُدًى ( فُرْقَاناً ) يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الحَقِّ وَالبَاطِلِ ، وَبَيْنَ الخَيْرِ وَالشَّرِّ ، وَكَفَّر عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ ، وَغَفَرَ ذُنُوبَهُمْ ، وَاللهُ عَظِيمُ الفَضْلِ وَالإِحْسَانِ ، جَزِيلُ الثَّوَابِ ، يُثيبُ عَلَى القَلِيلِ ، وَيَتَجَاوَزُ عَنِ الكَثِيرِ .
هذا هو الزاد , وهذه هي عدة الطريق . . زاد التقوى التي تحيي القلوب وتوقظها وتستجيش فيها أجهزة الحذر والحيطة والتوقي .
وعدة النور الهادي الذي يكشف منحنيات الطريق ودروبه على مد البصر ; فلا تغبشه الشبهات التي تحجب الرؤية الكاملة الصحيحة . . ثم هو زاد المغفرة للخطايا .. الزاد المطمئن الذي يسكب الهدوء والقرار . . وزاد الأمل في فضل الله العظيم يوم تنفد الأزواد وتقصر الأعمال .
إنها حقيقة:أن تقوى الله تجعل في القلب فرقانا يكشف له منعرجات الطريق . ولكن هذه الحقيقة - ككل حقائق العقيدة - لا يعرفها إلا من ذاقها فعلا ! إن الوصف لا ينقل مذاق هذه الحقيقة لمن لم يذوقوها ! .
إن الأمور تظل متشابكة في الحس والعقل ; والطرق تظل متشابكة في النظر والفكر ; والباطل يظل متلبسا بالحق عند مفارق الطريق ! وتظل الحجة تُفحم ولكن لا تُقنع . وتسكت ولكن لا يستجيب لها القلب والعقل . ويظل الجدل عبثا والمناقشة جهدا ضائعا . . ذلك ما لم تكن هي التقوى . . فإذا كانت استنار العقل , ووضح الحق , وتكشف الطريق , واطمأن القلب , واستراح الضمير , واستقرت القدم وثبتت على الطريق !
إن الحق في ذاته لا يخفى على الفطرة . . إن هناك اصطلاحا من الفطرة على الحق الذي فطرت عليه ; والذي خلقت به السماوات والأرض . . ولكنه الهوى هو الذي يحول بين الحق والفطرة . . الهوى هو الذي ينشر الغبش , ويحجب الرؤية , ويُعمي المسالك , ويخفي الدروب . . والهوى لا تدفعه الحجة إنما تدفعه التقوى . . تدفعه مخافة الله , ومراقبته في السر والعلن . . ومن ثم هذا الفرقان الذي ينير البصيرة , ويرفع اللبس , ويكشف الطريق .
وهو أمر لا يقدر بثمن . . ولكن فضل الله العظيم يضيف إليه تكفير الخطايا ومغفرة الذنوب . ثم يضيف إليهما (الفضل العظيم) . .
ألا إنه العطاء العميم الذي لا يعطيه إلا الرب(الكريم) ذو الفضل العظيم !
والحمد لله رب العالمين وصلى الله على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه وسلم ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم
اللهم اغفر لي وللمؤمنين والمؤمنات وللمسلمين والمسلمات الاحياء والاموات
قال تعالى : { يِا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إَن تَتَّقُواْ اللّهَ يَجْعَل لَّكُمْ فُرْقَاناً وَيُكَفِّرْ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ} (29) سورة الأنفال
يُخْبِرُ تَعَالَى النَّاسَ أَنَّهُمْ إِذَا آمَنُوا بِهِ وَاتَّقُوا ، فَاتَّبَعُوا أَوَامِرَهُ ، وَانْتَهُوا عَنْ زَوَاجِرِهِ ، جَعَلَ لَهُمْ مِنْ أَمْرِهِمْ فَرَجاً ، وَمِنْ ضِيقِهِمْ مَخْرَجاً ، وَجَعَلَ لَهُمْ نُوراً وَهُدًى ( فُرْقَاناً ) يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الحَقِّ وَالبَاطِلِ ، وَبَيْنَ الخَيْرِ وَالشَّرِّ ، وَكَفَّر عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ ، وَغَفَرَ ذُنُوبَهُمْ ، وَاللهُ عَظِيمُ الفَضْلِ وَالإِحْسَانِ ، جَزِيلُ الثَّوَابِ ، يُثيبُ عَلَى القَلِيلِ ، وَيَتَجَاوَزُ عَنِ الكَثِيرِ .
هذا هو الزاد , وهذه هي عدة الطريق . . زاد التقوى التي تحيي القلوب وتوقظها وتستجيش فيها أجهزة الحذر والحيطة والتوقي .
وعدة النور الهادي الذي يكشف منحنيات الطريق ودروبه على مد البصر ; فلا تغبشه الشبهات التي تحجب الرؤية الكاملة الصحيحة . . ثم هو زاد المغفرة للخطايا .. الزاد المطمئن الذي يسكب الهدوء والقرار . . وزاد الأمل في فضل الله العظيم يوم تنفد الأزواد وتقصر الأعمال .
إنها حقيقة:أن تقوى الله تجعل في القلب فرقانا يكشف له منعرجات الطريق . ولكن هذه الحقيقة - ككل حقائق العقيدة - لا يعرفها إلا من ذاقها فعلا ! إن الوصف لا ينقل مذاق هذه الحقيقة لمن لم يذوقوها ! .
إن الأمور تظل متشابكة في الحس والعقل ; والطرق تظل متشابكة في النظر والفكر ; والباطل يظل متلبسا بالحق عند مفارق الطريق ! وتظل الحجة تُفحم ولكن لا تُقنع . وتسكت ولكن لا يستجيب لها القلب والعقل . ويظل الجدل عبثا والمناقشة جهدا ضائعا . . ذلك ما لم تكن هي التقوى . . فإذا كانت استنار العقل , ووضح الحق , وتكشف الطريق , واطمأن القلب , واستراح الضمير , واستقرت القدم وثبتت على الطريق !
إن الحق في ذاته لا يخفى على الفطرة . . إن هناك اصطلاحا من الفطرة على الحق الذي فطرت عليه ; والذي خلقت به السماوات والأرض . . ولكنه الهوى هو الذي يحول بين الحق والفطرة . . الهوى هو الذي ينشر الغبش , ويحجب الرؤية , ويُعمي المسالك , ويخفي الدروب . . والهوى لا تدفعه الحجة إنما تدفعه التقوى . . تدفعه مخافة الله , ومراقبته في السر والعلن . . ومن ثم هذا الفرقان الذي ينير البصيرة , ويرفع اللبس , ويكشف الطريق .
وهو أمر لا يقدر بثمن . . ولكن فضل الله العظيم يضيف إليه تكفير الخطايا ومغفرة الذنوب . ثم يضيف إليهما (الفضل العظيم) . .
ألا إنه العطاء العميم الذي لا يعطيه إلا الرب(الكريم) ذو الفضل العظيم !
والحمد لله رب العالمين وصلى الله على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه وسلم ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم
اللهم اغفر لي وللمؤمنين والمؤمنات وللمسلمين والمسلمات الاحياء والاموات
تعليق